أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجم البغدادي - العراق والحلم الأمريكي















المزيد.....

العراق والحلم الأمريكي


نجم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 02:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في عام 1998 صدر قانون تحرير العراق في الكونغرس الأمريكي في زمن أدارة الحزب الديمقراطي برئاسة بيل كلينتون0 لم تكن الادراة الامريكية آنذاك على عجل لتنفيذه لأسباب كثيرة ، من بينها إن الدكتاتور كان تحت المراقبة والتفتيش الصارم ، ولم يعد بحوزته أية أسلحة هجوميه يمكن أن تهدد احد ، ورغم انه يملك جيش تعداده قد تجاوز المليون ، إلا إنه جيش محطم المعنويات من جراء الحروب العبثية السابقة التي زجه بها الدكتاتور، فهو جيش جائع لا تكفي كل مؤونته أسبوع من القتال ، يملك اسلحه قليله نجت من حرب الخليج الأولى وهي قديمه تعود إلى نهاية الستينات وبداية السبعينات ، وبالتالي انتهت صلاحيتها على مستوى مواجهة كبيره ، بينما الشعب العراقي يئن تحت وطأة الحصار الذي شل كل قدراته ألاقتصاديه وماتبعها من شلل اجتماعي ، ثقافي فكري ، أنتج التقوقع الديني الطائفي والمناطقي العشائري كرد فعل غريزي على الحصار الذي تسبب به الطاغيه وكإرادة بقاء أخيرة للشعب العراقي والتي افرزت سلبياتها الكارثية في مرحله لاحقه وهي مرحلة مابعد سقوط الدكتاتور . بعد فشل انتفاضه آذار 91والتي ساهمت امريكا بافشالها حين سمحت للطاغيه باستخدام المروحيات والاسلحه الثقيله في ضرب الانتفاضه في وسط وجنوب العراق أضحى الشعب بأغلبيته شعب يبحث عن قوته اليومي ، وشبه يائس من تغيير النظام ، ويحلم بغالبيته بأية قوة خارجية لتنقذه من الحصار والجوع وذل الطاغية الذي تمادى حتى وصل إلى قمة الاهانة للشعب العراقي حينما أصبح يقطع ألسنة واذان وأيادي العراقيين لمجرد همسة ضد النظام أو تصرف لايعجبه . أدارة كلنتون لم تكن مستعجله فالبعبع الصدامي حقق لأمريكا حلمها في السيطرة على أهم منطقه للبترول في العالم واحتلالها ان دعت الضروره ، وهي منطقة الخليج العربي التي تنتج أكثر من 60 بالمائه من النفط للعالم ، وبذلك ضربت أمريكا عصفورين بحجر واحد ، فبعد أن تحقق لها الحلم الأكبر بانهيار الاتحاد السوفيتي الذي ترافق مع حماقة صدام باحتلال الكويت حانت فرصتها الكبرى باحتلال منابع النفط الاساسيه ، بحجة حماية دولها وانظمتها من خطر العراق ومن رعونة نظامه ، وبذلك احتلت الأساطيل الامريكية المياه الدافئة ، وبرها الذي يمثل الاحتياطي النفطي الأول عالميا وهو السعوديه وماجاورها من إمارات الخليج المهمة على صعيد الاحتياطي مثل الكويت وقطر التي اصبحت فيما بعد القاعدة الكبرى لرئاسة أركان الجيوش الامريكيه للشرق الاوسط0 في حرب الخليج الاولى وبتحرير بحيرة النفط المسماة بالكويت ،ظل قانون تحرير العراق على طاولة الكونغرس لحين وصول الحزب الجمهوري برئاسة بوش الابن الذي فاز بمساندة اليمين المسييحي الأمريكي المتطرف المتحالف مع اليمين اليهودي ، هذا اليمين الذي كان يعد العدة لتفيذ سياسه القطب العالمي الأوحد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي بقيادة روسيا التي أضحت منشغلة بترتيب بيتها الداخلي ومشاكله الاقتصادية والجيوسياسيه مع شركائها في داخل الحدود والجغرافيا مثل الشيشان والدويلات المجاورة000 الادارة الأميركية استمرت تبحث عن فرصتها ومسوغاتها والتي أتاحتها لها أحداث11 سبتمبر، حينها انتفض المارد اليميني وأطلق شعاره العدائي الاستفزازي الشهير على لسان بوش الابن من ليس مع أمريكا فهو ضدها ، وهناك حرب تشن ضدنا ويجب علينا حماية أمريكا وقيم المسيح والرب الذي أوحى لبوش بضرورة شن الحرب الصليبية كما أعلن بوش وفي أكثر من خطبة في سبيل تحشيد الراي العام الأمريكي وإقناعه بان هناك حرب تشن ضد امريكا من قبل المسلمين بقياده تنظيم القاعدة . وبالتالي ضربت أمريكا كل القوانين الدولية عرض الحائط وأعلنت ان الإرهاب الإسلامي بقياده بن لادن هو عدوها الأستراتيجي ، رغم أن الجميع يعرف مالعبته أمريكا بالتعاون مع السعوديه في بناء اسس القاعده من خلال مايسمى المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال الروسي عام 1979 . وبدأت العمليات العسكرية للجيش الأميركي ضد أفغانستان التي تمثل الخاصرة الرخوة والجبال العالية المطلة على السهل الروسي والمارد الصيني ، وبالتالي هي تمثل مركز أسيا هذا بالإضافة إلى ماتكتنزه في أرضها من معادن تحتاجها الحضارة الحالية ، فضلا عن إنها المصدر الأساس لزراعه المخدرات وتهريبها للعالم 00لم تكتفي إدارة اليمين الأمريكي باحتلال افغانستان فلم يزل هناك العراق ،و تحت يدها قانون تحريره مصدق عليه من قبل الكونغرس منذ العام 98 ، لكنها هذه المرة تحتاج إلى دعم دولي ، فبلد يمتلك ثاني احتياط عالمي من البترول لابد من البحث عن أسباب وحجج مقنعه للرأي العام الأمريكي أولا وللرأي العالمي ثانيا وربما للرأي العراقي ثالثا .الحجج الامريكية كانت ترتكز على وجود أسلحة دمار شامل في العراق يعمل النظام على تطويرها ، بالإضافة إلى انه نظام قمعي دموي . لكن كان السؤال هو لماذا العراق بالذات؟ إدارة اليمين الأمريكي حاولت استحصال قرار دولي باحتلال أو تحرير العراق لكنها فشلت بعد رفض روسيا والصين وفرنسا فلم يبق لها غير بلير بريطانيا وبعض الدول الصغيرة المسترزقه من الحرب الامريكيه . إن فرنسا والمانيا بقيادة جاك شيراك وشرويدر اهم دولتين في الاتحاد الاوربي رفضتا الحرب وقادتا الاحتجاجات ضدها 00الصوت الاوربي المعارض كانت اسبابه تتمثل في إن امتلاك العراق لأسلحه دمار شامل لم تكن مؤكدة ، وهي غير كافيه لشن الحرب ، لكنها متفقة على تغيير النظام من خلال خطة بديلة عن الحرب. هذه الخطه التي ساندتها المخابرات الالمانيه كانت خطوطها العريضة التي سربت في مابعد تتضمن الاتي ، إن المخابرات الفرنسية وبحكم تعاملها القديم مع نظام البعث وخصوصا الصدامي استطاعت من الوصول والتفاهم وحتى آخر أيام النظام بعدد من ضباط الحلقه الضيقه والمتحكمه بقوات الحرس الجمهوري المحيطه بصدام ، هذه الخطة كانت تتركز على مايلي 00يقوم هؤلاء الضباط بالانقلاب على صدام وإعلان حكومة جديدة ، وزرائها يكونون من التكنوقراط المدنين بقياده عسكريه تعلن قانون الطواري وابقاء الجيش وقوى الامن الداخلي على حالها ولمدة عامين ، وبتغيير فقط القيادات العليا واحالتها للمحاكم وبعد المحافظة على امن البلد تشكل لجنه قانونيه لكتابة دستور مدني معاصر يتلائم مع روح العصر ويحترم خصوصيات الشعب العراقي وحرياته00 بعدها يصار لإجراء انتخابات عامة لاختيار حكومة مدنيه للعراق بدعم غربي اوربي حتى يرجع العراق لمساره الإنساني من جديد00من رفض هذه الخطه ولماذا؟ الخارجيه الامريكيه بقياده كولن باول كانت في اورقتها الداخليه متعاطفه مع الرفض الفرنسي الالماني ولكن بضغط البنتاغون والمخابرات الامريكيه وضغط تيار اليمين المسيحي الامريكي المتشدد و المتسيد في البيت الأبيض والكونغرس كان لابد لها ان تمضي في الكذبة الكبرى الى النهاية ، ففيها فرصتها التاريخيه باعلان امريكا القطب الاوحد والمستحق للسيطرة وضمان امدادات النفط ، والوصول الى منبع الاحتياطي العالمي بعد السعوديه وهو العراق . كان الاستماع لاغلب رموز المعارضه العراقيه الذين كانوا متخوفين من فكرة الإنقلاب العسكري ضد النظام لأنه يعني استيلاء العسكر على الحكم مرة اخرى ، وحرمانهم من حقهم في الوصول للسلطة ، على إعتبار بأن دكتاتوريه اخرى ستقوم على أنقاض النظام البعثي لكنهم أيدوها على إسقاط النظام عن طريق الاحتلال والاتفاق على خطة للبديل القادم بنظام ديمقراطي وضعت خطوطه الأساسية وجهة نضر امريكية بمباركه أحزاب المعارضة ، ديمقراطيه تقوم على المحاصصة الطائفية تفتت الشعب العراقي الى مكونات مذهبية وقومية .. ويكون استحقاقه الانتخابي على ضوءها ، أدى كل ذلك لان تضرب أمريكا القوانين الدولية بعرض الحائط وتحتل العراق وأول منجزاتها بعد إسقاط الدكتاتور انها حلت الجيش العراقي ، وتركت حدود العراق مفتوحة ، وحلت أجهزة قوى الامن ، وتركت مدن العراق مستباحة لأكثر من 100 ألف مجرم محكوم أطلق سراحهم صدام قبل سقوطه ، وأباحت جميع الوزارات للنهب ،فضلا عن المتحف الوطني الذي يمثل حضارة 7 آلاف سنه . وفي خضم هذه الفوضى سلمت الحكم لأحزاب المعارضة المنفية لأكثر من ثلاثين سنه عن العراق ، واقترحت عليهم نظام المحاصصة والتوافق ، وماجرى وما يجري للعراق اليوم من اختراق مخابراتي اقليمي دولي يقتل ابناؤه ويعبث باستقراره ويسير به بكل قوة نحو الانقسام والفرقه لمجتمعه وإذكاء الطائفيه ومحاوله اشعال فتيل حربها للوصول الى تقسيم العراق لدويلات صغيره متناحرة في مابينها متفقه على ضمان إمداد البترول حتى نهاية القرن !. كل هذا الذي يعيشه العراق الآن نتيجة للغطرسة الامريكية وفرضها على العراق ديمقراطيه لا تتلائم مع وضعه ، وما زاد الطين بله تناحر أحزاب الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني والأحزاب القومية الكوردية ليصلوا بالعراق ومجتمعه إلى صوره الانقسام الماساوي الذي يعيشه المجتمع العراقي الان00 وقد قالها بوش في خطبه الوداع 00ستذكر الأجيال الامريكيه القادمة ما أنجزته باحتلال العراق !. سيدي بوش لماذا لم تذكر الأجيال العراقية القادمة وشكرها لك عن ما أنجزته لهم؟ 00هل نسيت ذلك أم هو أمر لا يهمك ؟ أم انك تعرف بأن الأجيال العراقية القادمة لن تشكرك على شيء سيصبح لا وجود له ، اسمه العراق ؟



#نجم_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجم البغدادي - العراق والحلم الأمريكي