أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد الأمير أحمد - في مستقبل الثورة















المزيد.....

في مستقبل الثورة


أسعد الأمير أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 15:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعدما يزيد عن السنتين لبداية الانتفاضة في سوريا التي تطورت من الغضب الشعبي العفوي على حالة من الاضطهاد السلطوي إلى حالة من التمرد اللامنظم والهادف بآن معاً انتقالاً إلى سيطرة اللاوعي الشعبوي على مشهد الانتفاضة الذي أدى في نهاية المطاف لصراع التطرف الذي تشهده البلاد، صراعٌ على ما يبدو أنه لن ينتهي بصيغة لا غالب ولا مغلوب فالصراع بعد أن أخذ شكل التطرف أصبح يقتضي حتمية الانتصار أو الهزيمة لفريق على آخر، فبعدما ابتدئ الغضب الشعبي في درعا لم يلبث وفي ضوء القمع السلطوي له أن انتقل إلى حالة من التمرد الذي اشتعل من مدينة إلى أخرى، تمرداً لم يكن منظماً ولا مضبوطاً في قيادة فكرية قادرة على تحقيق مكتسبات للشارع المنتفض بأقل عدد من الضحايا وبالرغم من هذا كان التمرد هادفاً يسعى لتحقيق شعار لم يجاهر به أي من المتظاهرين وهو المواطن يريد أن يكون مواطناً بكل ما تعنيه كلمة المواطنة من حقوق وواجبات فغياب السلطة العادلة ودولة القانون حرك في الناس رغبة في التغيير ودفعتهم للشوارع مما أربك السلطات لبعض الوقت قبل أن تجد الحل سريعاً انطلاقاً من نظرة السلطة لنفسها على أنها الدولة فاستقت من تعريف ديورانت للدولة على أنها سلام في الداخل استعداداً للحرب في الخارج مبدأً سارت عليه فحافظت على السلام في الداخل لوقت طويل بذريعة العدو الخارجي وهو العدو الذي كان جاهزاً ممثلاً بالعدو الإسرائيلي ولكن في ظل وجود انتفاضة شعبية يقودها أبناء البلد لا أعداء من الخارج يصبح لزاماً على سلطة ترى في نفسها الدولة أن تجد عدو داخلي يبرر وجودها ويبرر عنفها فيما بعد فخلقت نظرية المؤامرة التي ابتدأت من افتراض وجود المندسين ومن ثم المسلحين لتعمل فيما بعد على جعل هذا الافتراض واقعاً يبرر عنفها ورافق دهاء السلطة غباء بعض المعارضين السياسيين الذين أرهقوا الشعب في آمال كانت واهية بقرب سقوط النظام وبإتباعهم الأعمى للشعارات التي يرفعها الشارع لكسب تأييده وفرض مشروعيتهم دون أن يحاولوا خلق برنامج سياسي ودون أن يحاولوا توجيه الشارع وقيادته فاكتفوا بإتباع العقل الجمعي الشعبوي ولم يحاول العقل الفردي النخبوي خلق حالة من الانضباط والتنظيم وما أصاب الانتفاضة في مقتل هو انتهازية بعض المعارضين لأسباب تتعلق بمكاسبهم الشخصية من الانتفاضة والذين روجوا لفكرة أن من أهم امتيازات الحراك الشعبي أنه لا يملك قيادة مما أصاب الشارع المنتفض ببعض النرجسية فغاب الوعي وسيطر اللاوعي على المشهد ليستثمر النظام غياب الوعي والتنظيم خير استثمار فمع وجود نظام تعلم جيداً براغماتية من أين تؤكل الكتف سعى لخلق واقع افترضه سابقاً وزاد في قمع المنتفضين دفعاً لتسليحهم ووقوفهم بوجه مؤسسات الدولة وهو الأمر الذي حصل بعد أن انكسر الخوف الذي كان يعيشه المواطنين قبل ذلك نتيجة الاستبداد فالاستبداد يولد الخوف وفي دولة الاستبداد يصبح انضباط الفرد في المجتمع هو وليد شعوره بالخوف من السلطة وليس وليد شعوره بالانتماء واحترام السلطة كما في دولة القانون ولذا فعندما ينكسر حاجز الخوف يفقد الفرد انضباطه المفروض تحت وطأة الخوف ويصبح حراً من كل الأشياء فاندفع الناس للسلاح لأسباب عديدة أفرزت في نهاية المطاف دولة النار والرصاص وصراع التطرف وذهب كل فريق باتجاه العنف وسيلة لفرض إرادته فلا السلطة تراجعت ولا معارضيها انكفئوا وعوّل الطرفين على الوقت في كسب المعركة فاستندت السلطة على الدعم الروسي الإيراني اللامحدود مقابل استناد معارضيها المسلحين على الدعم الأمريكي القطري السعودي اللامحدود ومن هنا ابتدأت معركة التطرف بين نظام يرى في نفسه ما رآه لويس السادس عشر في القرون الوسطى عندما قال (( الدولة هي أنا. L Etat c est Moi )) وبين ثورة ترى نفسها فوق الدولة ولا يعنينا الحديث عن السلطة بقدر ما يعنينا تقييم الثورة فإذا كانت الثورة كما في تعريفها اللغوي تغيير أساسي في الأوضاع السياسية الاجتماعية يقوم به الشعب في دولة ما فهنا ينبغي توضيح بعض النقاط التالية:
1- أين التغيير السياسي عندما أصبحت الثورة تتبع المبدأ الإسلامي مع بعض التحوير وتعتبر أن الثورة تجب ما قبلها فرأينا حالات كثيرة من انشقاق رجالات من السلطة وفي مراحل متأخرة كثيرة من عمر الأزمة أصبحوا أسياد الشاشات ومآل ترحيب وتهليل المعارضة دون أن تفكر المعارضة أو أن تطرح على الملأ إمكانية مسائلتهم قانونياً عن أخطائهم إبان وجودهم في السلطة وخير مثال على هذا السفير السوري في بغداد والذي كان سابقاً رئيس أحد الأجهزة الأمنية ومثله رئيس الوزراء الذي كان محافظاً لمدينتين ومن ثم وزيراً في الحكومة التي تشكلت في ظلّ الأزمة وفيما بعد رئيس لها.
2- أين التغيير الاجتماعي عندما تعود عادات قديمة للظهور مجدداً كعادة الثأر التي ظهرت وبشكل جلي وخرجت من العقل الباطن إلى حيز التطبيق فثمة الكثير من حالات القتل ثأراً والثأر هو عادة قبلية لكنه تحول من ثأر شخصي من أسرة القاتل أو القاتل نفسه إلى ثأرٍ من الهوية ولا نقصد هنا الهوية الوطنية وإنما الهوية الطائفية التي تجلت بوضوح في الأزمة فثمة الكثير من حالات الخطف والقتل لمجرد انتماء الشخص لمذهب ما، هذا بالإضافة لظهور عادة أخرى كانت غائبة تماماً وهي الزواج من نساء شهداء المعارضة - وثمة حالات موثقة في هذا الشأن- بحجة كفالة أطفاله اليتامى وكأننا في عصر الغزوات الإسلامية وكأن كفالة اليتيم لا يمكن أن تتم دون مضاجعة والدته.
3- صبغ الثورة بالطابع الإسلامي المتطرف الأمر الذي شكل مصدر قلق للكثير ويتجلى هذا الأمر بوضوح من خلال أسماء الجمع (( من جهز غازياً فقد غزا)) ومن خلال أسماء الكتائب المقاتلة (( الفاروق، خالد بن الوليد)) مع ما يرافق عمليات الكتائب المقاتلة من تكبير وكأننا في زمن الفتوحات الإسلامية هذا فضلاً عن الفتاوى الجديدة بما يُسمى جهاد النكاح واستيراد النسوة المجاهدات إلى البلد.
4- وأهم ما يمكن أن يقال وهو عدم وجود مرجعية سياسية للسلاح وهذا امتياز للسلطة على المعارضة ففي ظل غياب مرجعية سياسية وحامل وحاضن شعبي لسلاح المعارضة يغدو هذا السلاح هو الأضعف، السلاح الذي دفع بالكثير مما يسمى التيار الثالث في سوريا الذي كان محايداً ولم يظهر تأييده لأي الفريقين إلى رفض ونبذ هذا السلاح خاصة مع دخول الجيش الحر للمناطق المدنية وقيامه بعملياته العسكرية منها برغم معرفته بأن السلطة لن تتردد في قصف تلك المناطق لكسب معركتها مما أرهق المدنيين ودفعهم للنزوح هرباً من الموت بانتظار أن يعودوا لمنازل مدمرة أو منهوبة.
فهل ستقود هذه الثورة للديمقراطية المدنية؟؟ أم ستعود بنا إلى الماضي مع تجدد العادات القديمة الاجتماعية والسياسية وعودة الخلافة الإسلامية التي يدعو إليها البعض جهاراً؟؟ أم ستنتهي دون نتائج تذكر سوى الخراب والحطام في البلاد؟؟ هذه الأسئلة أتركها برسم الإجابة عليها للدكتور برهان غليون مقتبساً من كتابه حوار الدولة والدين مع سمير أمين ما يلي:
من المستحيل التقدم نحو الديمقراطية في المجتمعات العربية من دون إيجاد حل سلمي وعقلاني للقضية الإسلامية والدينية ولكن من الواضح أن المقصود من ذلك ليس الإسلام من حيث هو دين ولكن الإسلام من حيث هو قوى اجتماعية وإيديولجية حية ومن حيث هو قوة سياسية... إن تأسيس الوعي المدني والوطني على حد أدنى من الإجماع أو التوافق في القضايا السياسية الرئيسية وبالتالي تجاوز الاقتتال الإيديولوجي لصالح التسوية السياسية هو اليوم المدخل الإجباري لإنقاذ النظام المدني نفسه.



#أسعد_الأمير_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد الأمير أحمد - في مستقبل الثورة