أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - الإخوان المسلمين والشارع - المدني - السوري















المزيد.....

الإخوان المسلمين والشارع - المدني - السوري


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1164 - 2005 / 4 / 11 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يستطيع المرء القارىء للمشهد السياسي السوري المعاصر أن يتفهم بأن حزب، كحزب الإخوان المسلمين يطالب السلطة السورية والمعارضة، بما ورد في بيانهم الصادر في لندن بتاريخ 3/4/2005 ، انطلاقاً من أن هذا الحزب قد تعرض بشكل أو بآخر إلى اضطهاد سياسي وقمع عسكري ، وهذا من موقع هذا الحزب البريء المسالم ، كما يتخيل بعض الذين لم يعاصروا مرارة الأيام الحمراء في عيون الأطفال والشباب السوري في دمشق وباقي المحافظات السورية لفترة امتدت من 1977 حتى 1982 حيث كانت النهاية العملية لهذا الحزب بطريقة مأساوية جاءت أفظع بممارساتها من ممارسات هذا الحزب نفسه خلال السنوات الخمس التي سبقت قرار السلطة باتخاذ القمع العسكري العاري ، دون تمييز في البؤرة المركزية لهذا التنظيم" مدينة حماه السورية" .. وقد يستطيع المرء أيضاً أن يتفهم بأن ما ’يسرد من أحداث في هذه السطور قد طال معه الزمان قرابة الربع قرن، حيث غادر غالبية مرتكبي هذه الجرائم مواقعهم في هذا الحزب أو في السلطة السورية، مما يدفعنا إلى أن ننشد الصفح والغفران لبعضنا ونتنادى لفتح صفحة جديدة بادرت بها جماعة الإخوان المسلمين في الخارج طارحين مطالب تتقاطع في الشكل والمضمون مع مطالب باقي أطياف المعارضة السورية، مما ’يحرج هذا الطيف المعارض الذي وجد نفسه في حالة حرجة، فإما قبول هذا الطيف السياسي الديني وضمه لهذه المعارضة، وإما رفضه لهذه اليد الممدودة له بحيث سيقع في إشكالية الإتهام بأنه غير ديمقراطي، وهو يعمل على إقصاء تيار سياسي كبير من الحراك السياسي السوري، وخاصة أن هذا الحزب قد طرح الخطاب السلمي الديمقراطي في بياناته وحدد تخوماً لحراكه السياسي في سوريا لن يتعداها إلى أشكال أخرى من العمل، وذلك في منظومة قوانين قائمة على منطق الحريات في التعبير والرأي والتحزّب .. ويمكن أيضاً أن أتفهم بأن هذا التيار السياسي الذي ما تزال ذاكرة تاريخ الشعب السوري حاضرة بكافة أطيافه، وأعراقه، وطوائفه، ترتعش خوفاً من عودة مثل هذه الأحداث إلى الشارع > السوري ، ويمكن أيضاً أن نتفهم بأن سياسة السلطات الشمولية القمعية المطلقة ، هي التي قادت إلى التطرف السياسي في أعمال بعض الأحزاب وخاصة الأصولية، وبعض الأحزاب القومية الموالية لبعض دول الجوار، كل هذا ’يمكن تفهمهه وإعاءة قراءته بما يتناسب مع التطورات الملّحة لللعبة السياسية في الداخل السوري، كل هذا يمكن تفهمه ووضعه على طاولة الحوار، بعد أن نبعد كل أنواع ال"فيتو" الكثير ة الاستعمال لدى شريحة كبرى من أطياف المعارضة السورية..
ولكن؛ ما لا ’يمكن تفهمه هو محاولات حزب الإخوان المسلمين تصوير نفسه على أنه الطرف البريء الذي مورست عليه كل أنواع العنف، والقتل، والمجازر التي يطالبون بفتح ملفاتها والتحقيق فيها ، ما لا ’يمكن فهمه هو أنه إذا كان هذا الحزب السياسي السلمي، الأصولي الديني، يريد فعلاً قلب صفحات الماضي والإنتقال من ايديولوجتيه السابقة إلى رؤية سياسية جديدة تؤمن بصندوق الإقتراع فيصلاً في المنافسة والعمل السياسيين ، وإلى نظام الدولة الحديثة القائمة على مفهوم العقد الاجتماعي المتكافىءبين كل أبناء الوطن، إذا كان ذلك هو فعلاً ما يريدون، فلماذا لا يقول التاريخ قوله، ويتقدم هؤلاء الناس بكشوفات حساب للمواطن السوري، بكافة فئاته وطوائفه، لماذا لا يعترف هذا الحزب أولاً بالخطأ التاريخي الذي ارتكبه على مدى خمس سنوات من عمر التاريخ السوري المعاصر الذي كان يعيش فرحة جرأته على إعلان حرب على إسرائيل للمرة الأولى في التاريخ العربي المعاصر، هذه الحرب التي كانت بداية انصهار آليات، وأدوات، ومقدّرات مشروع الصراع العربي الإسرائيلي، والذي انهزم في مراحل لاحقة لأسباب كثيرة أهمها توقيع اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر وتحييدها ككبرى الدول العربية عام 1979، كما كانت تعيش سورياحينذاك بحبوحة العيش الإقتصادية التي كانت سائدة في ذلك الزمن، بعد تدفق أموال دول النفط الخليجي إلى سوريا بعيد حرب 6 أكتوبر1973، ودخول القوات السورية إلى لبنان عام 1976 ودعم ميزانية سوريا وجيشها من الدول العربية الأخرى.
هناك استحقا قات مطلوب منّا أن نقدمها للشارع السوري، على مستوى السلطة كما على مستوى المعارضة، وإن كانت جماعة الإخوان المسلمين في ذلك الزمن تعتبر نفسها معارضاة استخدمت العنف والقتل والتفجير بحق المدنيين في الشوارع ، كأداة من أدوات وصولها إلى السلطة، إذا كان كذلك فلتتقدم من الشارع السوري ومني كمواطن سوري ، ومن غيري من مواطنين سوريا بالإيضاحات التالية:
أولاً: لماذا استخدم هذا الحزب العنف ضد المدنيين أكثر من استخدامه ضد السلطة في هذه البلد ؟ ثانياً: من الذي مّول وقدم الأسلحة والإمكانيات والدورات التدريبية لهذا الحزب حتى يقوم بممارساته ؟ ثالثاً: لماذا استهدف هذا الحزب طائفة دون أخرى مما أوشك "لولا وعي الشعب السوري " إلى إندلاع حرب أهلية لم يكن أحد يعرف لا بدايتها ولا نهايتها أو نتائجها ؟ مع التأكيد على أن نظام الحكم في ذلك الزمن لم يكن مشكلاً من طائفة واحدة، وإن قمعهم والقتل الذي لحق بهم كان بقراراً حزبياً سياسيأً من الحزب الحاكم الذي ضمّ بين رموزه آنذاك شخصيات من كافة الطوائف السورية؟ خامساً: هل يعترف الإخوان المسلمين الآن ويوثقوا ذلك كأمانة للتاريخ بأنهم شاركوا في مسئوولية الحالة الأمنية المخابراتية القصوى التي أسسها النظام بحق الشعب السوري وأن هذه السلطة كرّست قسماً هائلاً من ميزانيتها لتشييد فروع المخابرات الجديدة وزيادة أعداد هذا الجهاز إلى عشرات الآلاف، بحجة مكافحة الإرهاب، علماً أن الشعب السوري كان في ذلك الحين لهذا القمع الأمني المبالغ فيه جداً !! لأنه حمى أطفالهم ونسائهم والكوادر البشرية المبدعة من أن يكونوا هدفاً للقتل والتفجير ومن تفادي حرب أهلية بين طوائف المجتمع السوري المتنوعة ! سادساً: من هي القوى السياسية الداخلية التي تحالفت مع هذا الحراك العسكري وليس السياسي، لأن من أهم صفات العمل السياسي أن يكون سلمياً، إذا كانت هذه فعلاً نوايا الإخوان المسلمين، فلماذا لم يحاولوا أن يقدموا شيئاً من كل هذه الإيضاحات من خلال وثائقهم وأدبياتهم، ونشراتهم الألكترونية التي يرسلونها إلى الكثير من الشباب والمهتمين والمعارضين السوريين، ولماذا كانوا من خلال نشراتهم دوماً يضعون السلطة في موقع الإتهام ويبرئون ساحتهم كقوى مظلومة ، و هم مازالوا يمارسون التجييش في خطابهم، ومنطق العنف الثقافي في أدبياتهم، ولغة التوجه إلى طائفة دون أخرى محاولين تطمين هذه الطائفة ودعوتها إلى العمل السياسي المشترك، علماً أن هذه الطائفة قد قدمت تضحيات كثيرة كقوى معارضة تقدمية، قومية وماركسية، كما أنها تضررت من هذا النظام ضرراً كبيراً ! هل تعطي جماعة الإخوان هنا صك البراءة والرحمة والغفران، لأبناء هذه الطائفة، وهم" أي الإخوان الذين اغتالوا من هذه الطائفة كبار الشخصيات العلمية، والفكرية، والسياسية.
عندما يكون هناك طرفان متخاصمان، يتقاتلان فيلجآن للقضاء، عندها يقوم القاضي بسماع الطرفين، وإذا كان الشعب السوري هو القاضي فيما يريد أخوتنا في حزب الإخوان المسلمين، فعليهم أن يقدموا كشوفات حساب طويلة، ومفصّلة، ودقيقة، تمتد من حي الأزبكية في دمشق إلى تفجير باصات النقل في نفس المدينة عام 1985.
ليست المسألة مسألة حوار فقط، أو طلب حوار من أطراف أخرى معنية بهذا كلّه، ولكن المسألة هي في الحجج التي نتقدم بها إلى هذا الحوار، وهل نستطيع أن نقنع الشارع السوري أولاً وأخيراً بهذه الحجج، وهل ويمكن للشارع السوري أن يصفح بعد كل تلك السنين عن ما ارتكبه هؤلاء والسلطة في آن ، من آثام بحق الشعب السوري .
وكيف يثبت إخوتنا في الإخوان بأنهم لا يطلقون خطاباً براغماتياً يؤسس لمرحلة لاحقة في التغيير السياسي السوري،
كل ذلك مرهون بحكم القضاء الذي يمثله الشارع السوري أولاً، قبل أن يمثله طيف المعارضة السورية الذي نشك بتمثيله لهذا الشارع، وهو القليل العدد، الفقير الإمكانيات، والمتخبط في الرؤية بين إصلاح مأمول في الداخل وخارج موعود يأتي بحل سهل لا يتطلب تضحيات كبيرة..؟



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا في الشرق - العراق نموذجاً -
- في تجربة لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا -- الضرورة- التح ...
- في التفاصيـــل ؟
- في بعض قضايا المعارضة السورية
- المجتمع المدني ودلالاته الوطنية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - الإخوان المسلمين والشارع - المدني - السوري