أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء جوزيف أوسي - سورية بين حوار السلاح.. وسلاح الحوار














المزيد.....

سورية بين حوار السلاح.. وسلاح الحوار


علاء جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 12:54
المحور: المجتمع المدني
    


مضى عامان على عمر الأزمة التي يعيش الشعب السوري في ظلها مستمعاً لضجيج الرصاص، ما أفضى إلى آلاف الضحايا نتيجة لتصاعد وتيرة الأحداث على الصعيد المحلي وتضخم وقائعها إقليمياً ودولياً مما وسع دائرتها وزاد من تداعياتها، نتيجة الابتعاد عن لغة التفاهم المفترض أن يتم التعامل فيها مع الحدث، فكانت لغة السلاح هي التي تعلو على لغة العقل والمنطق ولذلك دخل الشعب السوري في متاهات العنف، وما ترافق مع ذلك من عقوبات وحصار اقتصادي فرضها المعسكر الغربي ومشايخ الخليج وتركيا على الحكومة السورية ولكن نتائجها لامست الإنسان السوري وشردته في بقاع الأرض.
فكثر المستثمرون من كل حدب وصوب، سعياً لاستثمار الآلام والأحزان التي حصلت، واستغلال التدمير والخسائر الكبرى، فعقدت الجلسات والاجتماعات وكثرت اللقاءات والمشاورات، منهم من دعا لتسليح الشارع السوري رداً على أصوات كثيرة دعت للحوار وسيلة لمعالجة الأخطاء الكارثية فليس السلاح هو الحل بل الحوار العقلاني البعيد عن لغات التعصب والطائفية بأشكالها العفنة هو الأسلوب الواجب الأخذ به.
ولكن حتى اليوم مازال الكثيرون يرفضون الحوار مع القيادة السورية واضعين شروطاً مسبقة، ومطالب تسعى للعرقلة في كثير من بنودها، وكأنَّ أغلب اللاعبين على ساحتنا السورية غضو الطرف عن توصيات مؤتمر جنيف مقابل أجندات جيوسياسية خاصة.
ولكن من حقنا أن نسأل ما العيب أن تصل المعارضة «الوطنية» لقناعة أن التفاوض مع القيادة السورية يمكن أن يحقن دماء وأرواح أبناء شعبنا، فاللغة الوحيدة الجائزة في التخاطب هي لغة الحوار والتفاهم والسياسة، ولا يجوز استخدام العنف ضد أبناء الوطن والبيت الواحد.
وبالعودة إلى التاريخ حيث نشأت الكثير من النزعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم ولكنها وبعد أن حصدت المئات من الأرواح وشلت اقتصاد البلدان انتهت إلى طاولة النقاش والحوار، كونها السبيل الوحيد لإنهاء أي مشكلة خصوصاً وأن الحرب ما هي إلا دمار وقتل وتشريد وحتى المنتصر فيها أو من يدعي الانتصار قد دفع فاتورة انتصاره المزعوم على شكل جثث من أبناء بلده وهدر أموال كان الشعب بحاجه ماسة إليها في بناء بنيته التحتية وبناء اقتصاد يفضي لتنمية متكاملة.
ومن خلال استحضار التجربة الفيتنامية البطلة في التفاوض المتزامن مع المقاومة للامبريالية الامريكية؟! لقد نجحت المقاومة الفيتنامية في إجبار الحكومة الأمريكية بأن تقر «أن النصر مستحيل في الحرب الفيتنامية» والجلوس إلى طاولة المفاوضات والبدء بالحل السياسي، وانتزاعوا فيتنام من بين براثن الأمريكان، بعد أن أوصل عدوانهم وسياستهم إلى الباب الموصود، وفي ملحمة بطولية ضد الاستراتيجية الأمريكية العالمية، بقيادة حزب شيوعي فيتنامي مقاوم، مستخدماً كل الإمكانيات المتاحة، لكنهم كانوا على قناعة بأن المقاومة من دون مفاوضات هي مقاومة عبثية.
فلابد من الجلوس على طاولة الحوار لأنها السبيل الوحيد لحل أي مشكلة، والتاريخ القريب والبعيد حافل بالكثير من الأمثلة على ذلك، فبعد أن خاضت الكثير من الأمم صراعات الحرب عادت طواعية إلى طاولة الحوار لأنها وجدت أنه السبيل الوحيد لإخراج شعوبها من التهلكة، لأن لغة السلاح والتهديد لم تفد القادة بشيء ولن تبني الأوطان.
وبالعودة إلى الشأن السوري حيث تمرُّ سورية منذ عامين بمخاض عسير جراء الصراع في دوائر مفرغة سقط فيهما زهاء 70 ألف ضحية بين مدني وعسكري، وتهدم أكثر من ثلاثة ملايين منزل، أسفر عن تشريد آلاف العوائل، ناهيك عن خسارات بالمليارات الليرات وتدمير البنى التحتية التي يستغرق إعادة إعمارها سنوات، وباتت سورية اليوم حسب تصنيفات عالمية في المرتبة العاشرة ضمن قائمة الدول الأكثر بؤساً في العالم، متجاوزة الصومال ودول جنوب إفريقيا.
عامان من الحرب والقتل على الهوية حصدا خيرة شباب سورية؛ بين شهيد ومصاب؛ مهاجر أو مفقود؛ معتقل أو مختطف؛ ومن بقي راسخاً في أرضه بقي معطوب الحلم.. ومازال المواطن السوري يتساءل أما آن لهذه الحرب أن تنتهي..؟!
لقد كفانا من قدموا من شبابنا قرابين على مذابح الموت المجاني خلال سنين الأزمة، ولنعمل جميعاً عل بناء غد مشرق لأطفالنا وأن ننبذ لغة البندقة إلى لغة الحوار، فالفكر هو الذي يجب أن يسود والهمجية ولغة السلاح والتهديد والوعيد يجب أن تنتهي، فدعونا نستبدل حوار السلاح بسلاح الحوار، وصولاً الى حل مناسب يراعي كل التوازن والاستحقاقات لكل أهل سورية.
وكلنا أمل أن تنتج اجتماعات الحوار والمفاوضات المحلية والخارجية حلولاً جدية وواقعية لكل المشاكل العالقة، من أجل إعادة الثقة بين مكونات المجتمع السوري، ونتمكن من العمل سوية من أجل الصالح العام وتحقيق أهداف الشعب السوري، في العيش بحرية وكرامة ومساواة بعيداً عن سياسات الإقصاء والتهميش والإلغاء والتمييز العنصري والطائفي، وعلى عقلاء السياسة أن يعوا أن السواد الأعظم من الشعب من يدفع جريرة أخطائهم، فهم الوقود الذي يُرمى على نار الفتنة.
وسيقف الشعب السوري بأطيافة كافة بقوة خلف أي اتفاق ينبثق عن الحوار، إذا ما لمسوا فيه حلولاً منطقية، بعيداً عن التشنج والتأزم، حلولاً تنسجم مع روح الدستور والمواطنة ووحدة سورية أرضاً وشعباً، فسورية لكل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية والمناطقية.



#علاء_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء جوزيف أوسي - سورية بين حوار السلاح.. وسلاح الحوار