أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهله آسيا - موزة والملاك ... قصة قصيرة















المزيد.....

موزة والملاك ... قصة قصيرة


نهله آسيا

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 15:33
المحور: الادب والفن
    


موزة .... والملاك

جلس الأستاذ في المقهى القديم الذي إعتاد أن يجلس فيه كلما أرقته أمور الدنيا التي لا يريد لها إلا أن تصفو له .... رأسه الكبير المثقل بهموم وأوجاع عالمنا ... يحاول بشتى الطرق أن يفهم ما يدور حوله .... ينفث دخان سجائره بعد ان طلب فنجانا من القهوة السادة التي طالما لم يغير نكهته المرة معتقدا منه أنها كلما ألقى في جوفه المزيد من مرارتها التي إعتاد عليها كلما ساوى بالمعادلة ما بين مرارة حياته ومرارتها .... لم يكن عبد العظيم شخصا عاديا فله مكانة إجتماعية وعلمية وهو يحاول ان يزيد من كل هذا ولكنه تعب ...أجل تعب فهمه العام قد طغى على همه الخاص بعد وفاة زوجته ورفيقة دربه وكأنه بحاجة من المرار ...وبينما يهم بدفع الحساب ليغادر إستوقفته تلك التلميذة النشيطة التي كان دوما ينعتها بعصفورة الكلية وكيف لا وهي التي إعتادت ان تجادله وتجادله حتى يتوقف ... كل الطلبة كانوا يستغربون كيف لهذا الأستاذ أن يتوقف امام سيل أسئلتها التي لا تتوقف رغم أنها لم تتجاوز الحادية والعشرين من عمرها .... كانت هذه التلميذه بمثابة إبنته المشاكسه التي طالما الله لم يرزق بأي منهما الإبن والإبنة ...إستوقفته ضاحكة ... إستاذ جميل انت هنا .... والله وودت ان ألقاك لأسألك سؤالا لطالما أرقني في الأيام الماضية ...
سارا بخطوات بطيئة وهو يرمقها بنظرة فرح أن إلتقاها فما زال وقت طويل لبدء العام الجديد .... قائلا لها محاولا أن يداري هذا الشعور الخفي الذي يحاول دائما ان يطرده رغم ملاحقته له ... فبادرها بالسؤال ... خيرا يا أسماء... لماذ ا تقولين انك قلقة ... ضحكت ضحكتها الهادئة قائلة ....
أعرف انك ستهتزأ بي لطالما إعتدت على ذلك ولكنه سؤال جد بسيط
قبل يومين قرات في احد الصحف أن موزة تشتري ملابسها الداخلية ب 50 ألف دولار من احد المحلات المعروفة بنويورك ... وغيرها الكثيرات من وطننا العربي
نظر اليها ومن تكون موزة هذه .... وهل هي موزة ولا تفاحة فلم تمسك نفسها من الضحك لتعليقه على الموزة ..قائلة :
إستاذ جميل إنها موزة قطر أقصد زوجة امير قطر
أها .... الان فهمت ذلك وما الذي لفت إنتباهك في هذا الخبر
والله يا أستاذ طوال لأمس لم يغفو لي جفن ... أيعقل ذلك ؟
ما الذي يعقل يا أيتها المشاكسة إلى ماذا ترمين .... ؟
ما زالت خطواتهما تتلكأ في مسيرها ويحاول ان يبتعد بها عن زحام هذا الشارع خوفا عليه فهو يشعر أنها تعني له شيئا ...
هل يمكنك يا ابنتي أن تبتعدي قليلا ... طبعا أستاذ
واكمل سؤاله عما ترمي اليه هذه التلميذة المشاكسة قائلا
اكملي :
عندما كنت طفلة كنت أحلم بالسلام يعم وطننا العربي ... وانت ترى كم وطننا العربي بحاجة لمثل هذه الأموال التي تصرف هنا وهناك من أصحاب القرار في بلادنا
أها يعني :
يعني لو أن أصحاب القرار قد تنازلوا ولو شيئا بسيطا عن بذخهم هذا ... اليس حالنا بأفضل .. لو ان صاحب القرار حين يصبح صاحب قرا ر بما يمليه عليه ضميره الن يكن وضعننا الإجملى اكثر بهاءا .
نظر إليها وهو يتألم محدثا نفسه ....
هذا السؤال الذي جعله يتذكر أنه دفع عام كامل من عمره بين قضبان السجن حين حاول ان يسأل ذات السؤال الذي جعله بعد ذلك يبتعد عن أي سؤال
لم يعرف أن العام الذي امضاه في المعتقل قد ترك في نفسه هذا الأثر الكبير إنه دائما يقف امام المرآة محدثا نفسه ( أنت جبان )
أستاذ جميل .... أين ذهبت أفكارك
انا معك يا مشاكسة
منذ زمن بعيد كنت أحلم بهؤلاء الفقراء كيف يمكن ان يرقوا لأدنى الحقوق البشرية ... في مجتمعنا هنا ... في الصومال ... في السودان .... وحين بدأت أعي حقيقة غباء السؤال كانت الإجابة بسيطة جدا
وما هي أستاذ عبد العظيم
( إنها الوحدة .... )
اجل أستاذ هذا ما توارد الى ذهني قبل يومين ولكن
ولكن ماذا يا مشاكسة ؟
لماذا لا تكون هناك وحدة عربية على الأقل فنحن نملك اكثر مما لا يملكه الآخرون ؟
حين فكرت بالوحدة ...قيل عني مجنون ... أي وحدة تطالب بها ؟
إذن ؟
إذن ... نحن لا نسعى للوحدة ... نحن نستلذ ببقائنا عبيدا لغيرنا ..!!!
نظرت إليه قائلة .... لم أفهمك أستاذ عبد العظيم .
يا عزيزتي لوان هناك وحدة ... لما تساءلنا لماذا يبقى هؤلاء الأطفال دون حياة كريمة
ولم نجد ان دولنا مثقلة بالديون الخارجية. ولم نرى ميزانية بلدنا كجيب الفقير مهترئة..
لو ان أصحاب القرار فعلا هم أصحاب قرار لما كنا على هذه الحالة
هل انت متشائم أستاذ رغم الحركات التحررية وما يحصل على ساحاتنا ؟
إسمعي يا إبنتي .... قالها وهو يعتصر قلبه وجع حبه لهذه الفتاة
نضحك على أنفسنا ... أين أصبحنا ... ثار ولكن بأدب فهما ما يزالان يسيران في الشارع المكتظ وخشي أن ينعت بالجنون ثانية
هل إنتهت ديوننا .... هل هناك أمان ... هل حررت أراضينا ..... وهل وهل وهل... تساؤلات كثيرة لن تتوقف.... ولكن هذه الحركات أستاذ بحاجة لوقت لتسترد عافيتها .
لا ... ليس لتسترد عافيتها فهي جريحة .... وكوني واثقة أننا لسنا من نحرر لأننا نعاني من عقد الخوف والوحدة ...أستاذ ...
ههه ... ما زلت تقولين الوحدة ... إسمعي يا إبنتي في وقتنا هذا ليس هناك وحده .... إنها حلم حتى الحلم بالوحدة من سابع المستحيلات
إحلمي أنك ملاك تحلقي في السماء كما كنت أفعل ... ملاك خير جميل يقف على هلال القمر ليغفو .... ملاك يتنقل من نجمة لنجمة فرحا كطفل صغير ... ملاك يراقص الغيمات ... كل هذه احلام الملاك لهي أقرب للواقع من التحقيق من تحقيق الوحدة
نظرت إليه وهي مستغربة قائلة :
كم انت متشائم أستاذ
أنا واقعي يا ابنتي
فإذا كانت موزة تشتري ملابسها الداخلية ب 50 الف دولار
هل حينها ساحلم بالوحدة
لا ... لا .... لن احلم بالوحدة ما دام هناك موزات هههههه

توقفا امام محطة الباصات بينما وهي تهم بركوب الباص قائلة ... سأكون ملاك ... ملاك ولن أكون من الموزات
لم يتسطع الأستاذ جميل ان يشيح بنظره عنها وهو يبتسم لها رافعا يده بالسلام
كوني ملاك .... كوني ملاك
وانطلقت الحافلة وليت كان بإمكانه ان يوقفها ... سار وحيدا بين الجموع محدثا نفسه ( ما زلت جبانا ) ....هههه وحدة



#نهله_آسيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحراء العرب
- عشق من نوع آخر
- اليك عني
- بين يدي فنانة
- لغتي
- مجموعة تراتيل - 1
- تراتيل ( 2 )
- المعتصم
- ابو لهب
- وضوء وعشق
- عطر السماء - شعر
- قصيدة نثرية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهله آسيا - موزة والملاك ... قصة قصيرة