أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابراهيم - الدنمارك - الصراع العالمي في و على سورية















المزيد.....

الصراع العالمي في و على سورية


ابراهيم ابراهيم - الدنمارك

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 03:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- كانت سورية و منذ عقود مركزاً للكثير من التجاذبات الاقليمية و الدولية و التي وصلت في بعض الفترات إلى حدود حروب بينها وبين الكثير من القوى الاقليمية و العالمية من جهة و بين تلك القوى نفسها من جهة أخرى و كان النظام السوري في عهد حافظ الاسد و لمدة تقارب الـ 40 عاماً يوظف الاسباب و التناقضات السياسية في العالم و المنطقة الشرق أوسطية في بقاء الحالة السورية كبؤرة مضطربة قابلة للاشتعال في أي لحظة لترسيخ سلطته و زيادة قوته التسليحية عبر استغلال هذا التصور السياسي الاستراتيجي المتعلق بسورية الجغرافية و الاجتماعية و تأجيج المشاعر القومية العربية و الإسلامية و حتى الأيديولوجية لإحكام سيطرته لمدة أكثر و أكثر .
- لكن يبدو أن التغييرات التي حصلت في المنطقة العربية من تغيير العديد من الأنظمة العربية عبر احتجاجات و تظاهرات شعبية قامت بها الشعوب في كل من تونس و مصر و ليبيا و اليمن و ما رافقها سابقاً من تغيير في المفاهيم الفكرية للعالم الجديد من الديمقراطية و حقوق الانسان و القوانين المدنية و المؤسسات الحرة و إزالة الحدود بين الدول و حل الكيانات الاقتصادية الكبرى محل الكيانات القومية وجعل العالم قرية كونية صغيرة غيرت من بنى المعادلة الايديولوجية التي كان النظام السوري يعتمد عليها و يخادع بها الشعوب العربية عامة و السورية خاصة .
- إن تغيير المعادلات الدولية في شأن المصالح الاقتصادية الكبرى و القرارات و السلطة و ما نتج عن ذلك من تغيير مفاجئ في الرؤى للأحداث و المفاهيم السائدة للشعوب الفقيرة خاصة في البلاد الشرق الاسلامية و ما نتج عنها من تغيير في الأنظمة الحاكمة في الكثير من البلدان العربية أربكت الكثير من القوى العالمية صاحبة القرارات المركزية في العالم كما جرى مع الموقف الروسي من ليبيا مثلاً و الموقف الغربي و الامريكي غير الثابت من الاحداث في سورية و ما نتج عن ذلك من تغيير سلبي في مسار الحركة الشعبية السورية التي فاجأت المهتمين و المتابعين و بالدرجة الاولى القوى الدولية و الاقليمية الكبرى من المهتمين كما ذكرنا بالمتغيرات العالمية المستمرة و بالذات منها في منطقة الشرق الاوسط وعدم اتفاق نتائج هذا الحراك مع ما كان متوقعاً .
- إن التناقضات التاريخية بين أصحاب القرار العالمي أو بين ما يمكن أن نسميه القطبين العالميين أوربة و أمريكا من جهة و الصين و روسيا من جهة أخرى الموجودة اصلاً ظهرت لا بل تبلورت و أخذت منحاً حركياً معاكسا بالاتجاه في ليبيا بعد حركة الاحتجاجات القوية ضد نظام معمر القذافي المقرب بشكل أو بآخر من الصين وروسيا و التي أفرزت الكثير من الظواهر السياسية و الفكرية و التي تحولت فيما بعد إلى حالة سياسية و فكرية عامة سلبية مقارنة مع عناصر اللحظة العالمية التي نعيشها و يعيشها العالم غير بعيدة عن المكونات الثقافية و الاجتماعية للشعوب العربية الاسلامية لا بل هي نتاج طبيعي للموروث الثقافي التاريخي للشعوب الاسلامية .
- إن هذه الظواهر التي تحدث هي سيطرة التيارات الدينية و بالذات منها السلفية على الكثير من المساحات الجغرافية و الفكرية في ليبيا وكانت حادثة مقتل القذافي الاثر الاكبر في تغيير المواقف العالمية من العصر الليبي القادم , ثم جاءت حادثة مقتل السفير الامريكي في ليبيا و تلك الطريقة الوحشية التي قتل بها فضلاً على ما جرى في مصر و اليمن و تونس بعد سقوط أنظمتها من تناقضات و أحداث مريبة كانت في معظمها من فعل الاسلاميين الذين سيطروا على الكثير من الزوايا و النقاط المهمة في قيادة المجتمعات بعد تغيير الأنظمة السياسية فيها .
- هذه الامور مجتمعة جعلت من الصين و روسيا أن تظهرا بمظهر الصح في الرؤى مقابل الاستعجال الغربي و الامريكي الخاطئ في التقدير لما بعد ضرب النظام الليبي و إن ما خططت لها أمريكا و الغرب من تغيير انظمة هي في ظاهرها اقرب لها من أنظمة دينية معتدلة أو سلفية كان تسرعاً في قراءتها للموقف الحقيقي و هذا التسرع غيرت الكثير من خططها الاقتصادية و السياسية الاستراتيجية " روسيا و الصين " بالشكل السلبي و هذا أهم ما يمكن ليس فقط بالنسبة لروسيا و الصين التفكير بها بل حتى بالنسبة للقطب الآخر التي هي أوربة و أمريكا , و القرار الامريكي و الاوربي غير الواضح و غير الثابت و غير الصريح بشأن ما يجري في سورية من دمار و قتل و كوارث انسانية و بخلاف الفكر الانساني العالمي تظهر حقيقة الارتياب من القادم في سورية ليس من منطلق فكري أو سياسي فقط بل من منطلق مصالح اقتصادية كبرى و خاصة أن أي تغيير غير مريح للقطبين سيترتب عليه نتائج خطيرة ليس على المستوى الاقليمي بل على مستوى صراع الحضارات و الثقافات .
- فقد ذكر المعهد البريطاني الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره السنوي أن الذي أصدره 14 مارس/آذار في لندن، أن الهزات الجيوسياسية التي سببها "الربيع العربي" أدت إلى تصعيد الأزمة متعددة الأطراف في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. وفي الوقت نفسه انتقل مركزها إلى سورية والدول المجاورة مشيرة إلى أن التبعات الجيوسياسية لـ "الربيع العربي" وعلى رأسها الحرب الأهلية في سورية هي بؤرة اهتمام العالم أجمع . وبدوره أشار توبي دودج الخبير في المعهد إلى أن الدول الغربية "غير مستعدة لتقديم الاسلحة المتطورة للثوار , إذ يخشى الغرب أن تقع هذه الأسلحة في أيدي الاسلاميين أو في أيدي دولة ثالثة بالإقليم". وعلاوة على ذلك أعرب نايجل إنكستر المحلل بالمعهد عن وجهة نظره بأن سورية تقف على حافة خطرة قد تحولها إلى معسكر لتدريب جيل جديد من المقاتلين أنصار الجهاد العالمي .
- يقول جون تشابمن مدير معهد الدراسات الاستراتيجية إن رفع روسيا والصين وبلدن آسيا وأمريكا اللاتينية وشمال أفريقيا والشرق الاوسط ميزانيتها الدفاعية يؤكد على اتساع نطاق إعادة توزيع القوة الجيوسياسية في العالم . و بالقراءة المتأنية للحراك العربي و الشرقي و السوري بشكل خاص يتبين للمتابع و على ضوء معطيات و خطاب كل قوى من قوى المراكز العالمي و الاقليمي التأثير و التخوف على مصالحها من المتغيرات التي قد تحصل في سوريا و يكون بالتالي لسورية و ما يجري في سوريا دور مهم في اعادة توزيع القوة الجيوسياسية في العالم .
- إن الدول التي كانت ترى نفسها تقليديا ضمان نظام الأمن العالمي ستفقد قدرتها على لعب هذا الدور مستقبلا بسبب عدم قراءتها لعناصر الحراك التاريخي بشكل علمي و معرفي , هذا هو الخط البياني و الصوري للتحولات الدراماتيكية الكبرى في العالم و في كافة الجوانب التي تحدد مسار الحركة التاريخية المستمرة منذ بداية العقد الثاني من القرن الواحد و العشرين و الذي بدأ بما ما يسمى بالربيع العربي .
- إن لسوريا بنظامها الحالي أهمية اقتصادية و تجارية كبيرة لروسيا هكذا قال ميخائيل ميديفديف مدير القسم الاقتصادي في السفارة الروسية أن حجم التبادل التجاري بين سورية وروسيا ارتفع إلى 58 % في عام 2011 ليبلغ نحو ملياري دولار و لا يمكن لروسيا أن تفرط بهذا الكم من التبادل التجاري الذي يعود عليها بالفائدة التي ترسخ و تزيد من قوة الحكام في روسيا فضلاً على التحكم بموقع من أهم المواقع الجيوبوليتكية في العالم الذي يجعل منها لاعباً مهما في ملعب السياسة العالمية و رسم القرارات التي تحدد الاطار السياسي و الاقتصادي للعالم الجديد , فإن تغيير النظام في سورية قد تعيد إلى روسيا إلى نقطة الصفر في الارباح الاقتصادية و السياسية من وراء هذا النظام خاصة انها خسرت في الآونة الاخيرة جزءاً كبيراً مما كانت تحصل عليها من التبادلات الاقتصادية و التجارية مع الكثير من البلدان العربية . وذكر مدفيديف ان التبادل التجاري بين البلدين حقق مستوى قياسيا اذ بلغ 83.5 مليار دولار مشيرا الى احتمال ان يصل هذا المؤشر الى 200 مليار دولار في عام 2020 و السؤال المهم بالنسبة لروسيا هل النظام السوري القادم يضمن له هذا المستوى من الربح ...؟؟ و هكذا الحال مع الصين أيضاً , أما بالنسبة للقطب الآخر أمريكا و الغرب الاوربي و التي تظهر القراءات الاختلاف في وجهات النظر على سوريا اليوم و المستقبل , فالغرب ينظر من منظارها الاقتصادي و الاقتصادي بنسبة 70 % و السياسي و الحقوقي بنسبة 30 % و هذا يأتي في إطار خجل الحكومات الغربية من الثقافة الحضارية التي تتمتع بها شعوبها أما بالنسبة لأمريكا مقابل ازدياد نفوذ الصين و روسيا فموقفها أصعب بالنسبة لسوريا و وجود اسرائيل على حدود سورية قادمة , علاقة القادم السوري و مفهومه تجاه الصراع العربي الاسرائيلي من أهم الاهتمامات الامريكية حيث لا فرق بالنسبة لأمريكا الفريق السوري القادم و الذي سيحكم سوريا المهم بالنسبة لها أن يكون الحدود الشمالية لدولة اسرائيل مصونة و حتى لو كان ذلك القادم سلفياً و هذا ما لا تقبله أوربة التي عانت من تلك التيارات و ما زالت و هكذا يبقى الوضع السوري أسير هذه التناقضات الدولية و الاقليمية طبعا لم أتعرض للدور الايراني و التركي لأنهما دولتان تابعتان بالنتيجة إلى قرار القطبين العالميين , أما بالنسبة للمعارضة السورية فهي أصغر من أن تقرر مستقبل سوريا في ظل هذا الصراع الذي يتفاقم عليها .



#ابراهيم_ابراهيم_-_الدنمارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط النظام السوري مبررات موجودة و الآلية مفقودة


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابراهيم - الدنمارك - الصراع العالمي في و على سورية