أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موراد بارك الله - تهويد القدس وطمس هويتها الثقافية















المزيد.....


تهويد القدس وطمس هويتها الثقافية


موراد بارك الله

الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الاسم: موراد بارك الله
باحث في العلوم السياسية.
جامعة محمد الخامس السويسي سلا المغرب.
البريد الالكتروني:[email protected]
رقم الهاتف:2120679830733
تهويد القدس وطمس هويتها الثقافية
إن العالم كله قد إصطلح على أن الحق بدون قوة تسانده ، وتدافع عنه ، وتمكن له هو عين الضعف، والمذلة، والانكسار في كثير من الأحيان فإن الذين يعتقدون على حقوق الآخرين لن يردوا تلك الحقوق إلا إذا كان وراءها قوم أشداء ينتصبون للدفاع عنها، ويهبون للذود عن حقوقهم، وينهضون لاستردادها إذا اغتصبها منهم غاصب مهما كلفهم ذلك من غالي ونفيس.
ومن حقائق التاريخ الثابتة أن أرض فلسطين المباركة هي أرض إسلامية عربية، بناها العرب وسكنوها قبل الميلاد بما لا يقل عن ثلاثة ألاف عام بل تزيد، كما أن المسجد الأقصى موجود قبل وجود بني إسرائيل بآلاف السنين، الذين تسموا بهذا الاسم بعد سيدنا يعقوب عليه السلام، بينما بني المسجد الأقصى بعد المسجد الحرام بأربعين سنة فقط، أي منذ بدء الخليقة تقريبا ففي حديث أبى ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام قلت ثم أي؟ قال المسجد الأقصى قلت كم بينهما؟ قال: أربعون سنة.
فالمسجد الأقصى لم يكن يوما خاصا ببني إسرائيل أو باليهود، بل هو موجود قبلهم بآلاف السنين كما ذكرنا، وقد أصبحت فلسطين أرضا إسلامية منذ أن أسرى برسول الله إليها، وصلى بالأنبياء إماما ليكون من بين دلالات ذلك إثبات القيادة، والسيادة، والملكية على هذه الأرض للمسلمين ، كما أن المسجد الأقصى كان القبلة الأولى للمسلمين، ومسرى رسول الله، وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها .
و إن في فترات الغفلة تعرضت هذه الأرض الطيبة لهجمات الطامعين.. وكان قدر فلسطين أن تتحمل معظم تلك الهجمات .. فوقعت فريسة لمكائد الطغاة وظلم الجبارين وغزو المعتدين .
ومن أخطر الآفات التي تواجه اليوم الشعب الفلسطيني هي سياسات تهويد القدس بمجموعة من الأساليب الخطيرة الظاهرة والمستترة بما فيها طمس الهوية الفلسطينية دينيا ثقافيا اجتماعيا، وهذا ما سوف يكون موضوع هذه المقالة البحثية بعد التطرق إلى المقدمة.

الإشكالية:
إلى أي حد استطاعة إسرائيل طمس وسرقة هوية القدس العربية و الإسلامية عن طريق مشروعها المبرمج لاستهداف المسجد الأقصى بمجموعة من الأساليب من قبيل الحفريات وما مدى ضرورة الحد من هذه الممارسات عن طريق تحصين الهوية بالتنديد والمقاومة الفلسطينية والعربية فكريا وثقافيا؟
السؤال المركزي:
ما مدى تأثير السياسة الإسرائيلية في تهويد القدس وسرقة تراثها عن طريق التدليس والغبن، وكيف يمكن التصدي لهذه الممارسات الممنهجة في سلب ونهب هوية القدس الشريف.
الفرضيات
_ مؤامرة الحفريات على المسجد الأقصى.
_ افتقاد اليهود لصفات الأمة:
_ مخططات الصهيونية في تعمير الأرض.
_ سياسة الغزو الثقافي.
_ السيطرة على الأرض.










مؤامرة الحفريات على المسجد الأقصى:
يحاول اليهود منذ أن إحتلوا القدس أن يعثروا على أثر يدل على أن مكان الأقصى هو نفسه المكان الذي كان يقوم عليه هيكل سليمان ولكن هل هذا هو الهدف من الحفريات؟
إن المرحلة الأولى هي بعد حرب يونيو مباشرة، حيث هدم اليهود حي المغاربة نهائيا لتكون الأرض جاهزة لأي أعمال حفر وتنقيب، وقد استمرت الحفريات في هذه المرحلة سنة كاملة ووصل عمقها 14 مترا.
أما المرحلة الثانية: استمرت عمليات الهدم في الإحياء الإسلامية مع إجلاء سكانها العرب، وفي هذه المرحلة حدث حريق المسجد الأقصى عام 1969 وأقيمت في تلك الآونة المعاهد والمدارس الدينية والاستراحات والفنادق وغيرها فوق أنقاض الأبنية العربية، وجرت الحفريات على إمتداد 80 متر حول السور مارة حول الأبنية الإسلامية هناك.
وقد حاول عمال الحفر اليهود الشروع في حفريات وسط الطريق المنحذر إلى حين الوادي الملاصق للمسجد، ولكن حراس المسجد منعوهم، وكرر الحافرون المحاولات وكرر الحراس صدهم. وهدف الحافرين من هذا أن يصلوا إلى قاعدة مسجد الصخرة المشرفة، ثم الوصول إلى حفريات أخرى تحت حائط المسجد الأقصى الشرقي ، وفطنت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس للمؤامرة ، فسارعت إلى إقامة سياج حول الأرض المجاورة للحائط الشرقي لمنع الحفريات فيه، وعندما علمت السلطات الإسرائيلية بنصب السياج ، أجذت تهدد مدير الأوقاف الإسلامية لإزالته بزعم أنه أقيم بدون تصريح منها ، وأجاب مدير الأوقاف أن الأرض وقف إسلامي لا يحتاج المسئولون تسييجها إلى تصريح من أي جهة كانت، ولما أصر مدير الأوقاف على بقاء السياج عقدت له السلطات الإسرائيلية محاكمة ظلت دائرة حتى شهر ديسمبر 1988 .
وهذه المرحلة تمثل أخطر مراحل الحفريات لان هدفها هو تفريغ الأتربة والصخور من تحت المسجد الأقصى ومسجد الصخرة لترك المسجدين قائمين على فراغ ليكونا – لا قدر الله – عرضة للانهيار والسقوط بفعل أي تقلبات مناخية أو اهتزازات طبيعية، أو حتى صوت عال تسببه طائرة تخترق حاجز الصوت .. فهل أدركنا خبث المؤامرة .
هذا وأن فلسطين خطر على بلاد امتنا المجاورة لهذا الوطن منها، فقد صار من المعلوم بالضرورة لأهل فلسطين والمجاورين لهم ولكل العارفين بما يجري فيها، ومن عزم اليهود على تأسيس الوطن القومي الإسرائيلي، واستعادة ملك سليمان بقوة المال الذي هم أقطاب دولته الاقتصادية، وبقوة الدولة البريطانية الحربية، إن هذا الخطر سيسري على إلى شرق الأردن وسوريا والعراق، بل هو خطر سينتقل من سيناء إلى مصر.
وجملة القول إن الصهيونية البريطانية خطر على الأمة العربية في جميع أوطانها الأسيوية ودينها ودنياها، فلا يعقل أن يساعدهم عليه عربي غير خائن لقومه ووطنه، ولا مسلم يؤمن بالله بل يجب على كل مسلم أن يبذل كلما يستطيع من جهد في مقاومة هذا الفتح ، وزوجوبه أكد على الأقرب فالأقرب، وأهون أسباب المقاومة وطرقها : المقاومة السلبية ، وأسهلها الامتناع عن بيع أرض الوطن لليهود، فإنه دون كل ما يجب من الجهاد بالمال والنفس الذي يبذلونه هم في سلب بلدنا وملكنا منا .
إن لهذه الممارسات مقاومة تحد منها ولو نسبيا حيث نجد أن توقف الهجرة الصهيونية من شتى أنحاء العالم إلى بيت المقدس، فلم يصل خلال أشهر الانتفاضة أي مهاجر، مع أن المستوطنات فارغة تنتظرهم للسكن فيها ، وذلك بسبب الرعب الذي وصل إلى قلوبهم وهم على بعد ألاف الكيلومترات من فلسطين، مما إستدعى حضور المخابرات الأمريكية يحمل في جعبته أسماء المجاهدين لاعتقالهم وتصفيتهم.
إن إلحاق قتلى العدو من العمليات الاستشهادية بحوادث السير، حتى لا تنهار معنويات الجنود، وأكبر دليل على ذلك عملية الاستشهادي الرابع من شهداء كتائب عز الدين القسام التي قتل فيها 22 صهيوني، فما إعترف الصهاينة إلا بثلاثة قتلى، والحقوا باقي القتلى بحوادث السير، ولكن رغم ذلك كله فقد تمرد الجنود الصهاينة على قادتهم، وإمتلأت بهم السجون .
وتقول الرواية الصهيونية وقت إعلان قيام دولة إسرائيل الصادرة عشية الخامس عشر من أيار 1948 مؤطدا أن أرض إسرائيل مهد الشعب اليهودي ، هنا تكونت هويته الروحية والدينية والسياسية، وهنا أقام دولته أول مرة وخلق قيما حضارية ذات مغزى قومي وإنساني جامع، وفيها أعطى العالم كتاب الكتب الخالدة , وبعد أن نفي من بلاده عنوة ، حافظ الشعب على إيمانه بها طوال مدة شتاته، ولم يكف عن الصلاة أو يفقد الأمل بعودته إليها واستعادة حريته السياسية فيها.
وهكذا يتردد دائما على ألسنة الزعماء الصهيونيين الاسرائليين العبارات نفسها سواء سياسيين أو عسكريين أو حاخامات وكذلك حتى إختلاف أحزابهم سواء اليمين أو اليسار الليكود أو العمال في خطاب ان مطالبتهم بفلسطين حق إلهي في ملكيتهم لها .
افتقاد اليهود لصفات الامة:
حيث تفتقر إسرائيل إلى صفات الحياة القومية، إذ لا يمكن أن تكون دون لغة مشتركة، وعادات مشتركة، وكذلك أرض مشتركة، والأمة اليهودية لا تملك وطنا اصليا رغم أنها تسكن أوطانا مكتسبة، كذلك تفتقر الامة اليهودية إلى نقطة استجماع قواها والى مركز للجاذبية.
نجد كذلك في موضوع الامة اليهودية جاء حتى في كتابات لينين وستالين ونجد الاول ينحذر من أبوين يهوديين، إذ رأى لينين أن اليهود لا يشكلون أمة لأن الامة يجب أن تكون لها أرض تتطور عليها، كما يجب أن يكون للأمة لغة مشتركة وكلا العاملين لا يتوافران لليهودية. وردد هذا الرأي كذلك ستالين في دراسته المعروفة عن الماركسية والمسألة الوطنية .
المحافظة على التراث العالمي للقدس:
يأتي العمل على المحافظة على هذا التراث العالمي في القدس وفلسطين، والذي يتناقص يوم بعد يوم بسبب العبث اليهودي المبرمج، والسرقات المقننة لذلك التراث الثمين، ومن هذا المنطلق فإننا نوجه نداء للنهوض بعبء نشر هذا التراث وتجليته، ليكون ذلك وفاء لعلمائنا، والقيام بالواجب نحو أنفسنا وأبنائنا.
ودائما تجدد الدعوة لأهل العلم والاختصاص لتحقيق ونشر تلك المخطوطات، واعادة تحقيق وطباعة ونشر المخطوطات التي عمل عليها محققون ودارسون يهود، ومستشرقون قريبون من وجهة نظر اليهود وذلك للحفاظ على هذا التراث العلمي، وتنقيته من الذي أضافوه إلى تلك التحقيقات من أكاذيبهم وزورهم، للتشكيك وبث السموم، وتوهين الثوابت في نفوس المسلمين.
حيث لم يكتفي اليهود بسلب القدس وإحتلال ارض فلسطين بالقوة والسلاح، بل مازالت محاولات اليهود مستمرة لسلب القدس من أصحابها الشرعيين تراثا وتاريخا، عبر كتاباتهم ودراساتهم ونشراتهم، والتي حاولوا أن يتصنعوا فيها المنهج العلمي والسمة الموضوعية فيما يزعمون وهم في الحقيقة ضربوا بعرض الحائط قواعد البحث العلمي، وصاغوا تاريخ القدس بأسلوب خبيث أدخلوا فيه الكثير من الطعن والدس ليخلصوا في النهاية بأن القدس ليست مقدسة في الشرع الإسلامي، وأن المسجد الأقصى لا إجماع بين المسلمين على فضله .
مخططات الصهيونية في تعمير الأرض:
لقد ظن اليهود أنهم من خلال فلسفاتهم وحركاتهم المختلفة كالشيوعية و الماسونية والعلمانية وغيرها سيتمكنون من الوصول إلى كل بيت، وإفساد كل عقل على وجه الأرض، وبذلك سيتمكنون من خلال هذا الغزو الفكري من السيطرة على كافة الشعوب وصهرها في بوتقة الصهيونية العالمية ومن ثم تسخيرها لخدمة شعب الله المختار كما يزعمون ويتوهمون الذي أختاره الله كما تقول كتبهم المحرفة ليقود العالم وليكون خليفته على الأرض.
لقد حققوا من خلال المكر والتدليس الكثير الكثير مما يصبون إليه، وانضوت تحت جناحهم جموع غفيرة ممن لم يكونوا في الأساس من معتنقي الدين اليهودي، كفقراء روسية الذين عانوا الأمرين من الشيوعية، ففروا بكرامتهم إلى الأرض الجديدة إسرائيل بحثا عن لقمة العيش، وكذلك الأفارقة الجياع الذين فروا من البؤس والشقاء متطلعين إلى حياه أفضل تحت راية الصهيونية.. فاليهود الحقيقيون قلة ضعفاء جبناء أذلاء ومشتتون في الأرض. ولولا الفكر الصهيوني الخبيث لما قامت لهم قائمة اليوم، ولولا الدعم الغربي لما تمكنت دولتهم من الاستمرار .
سياسة الغزو الثقافي :
الثقافة هي واحدة من أسلحة الغرو الخطيرة والفعالة، وهي لا تقتصر على المتاحف والفنون في مجالاتها المختلفة، ولكن هي واحدة من خطوط الدفاع الرئيسية إلى عليها أن تتصدى للغزو الثقافي ضد الدين واللغة والتاريخ والمبادئ والقيم التي يؤمن بها الشعب، وهذه المواجهة لا تحتمل أي قدر من التراخي أو التفريط أو الإهمال، إن المسجد عليه دور كبير في إرهاق الوجود الإسرائيلي ثقافيا ومعنويا ونفسيا.
ليس الخوف من إسرائيل من أجل اختراق الثقافة العربية الإسلامية، لا نهم بلا ثقافة ولكن إسرائيل هي التي تخشى على نفسها من ثقافتنا التي يمكن أن تحطم وتكشف عورات هذا الكيان الصهيوني الى هو أقرب ما يكون إلى عصابة من اللصوص الذين يعملون في الظلام ، و أكثر ما يخيفهم ويزعجهم ويقلقهم هو أن تسلط عليهم الأضواء .
يقوم المسلمون في فلسطين بالسهر على حماية المسجد الأقصى ورعايته، إذ أن الاحتلال اليهودي الصهيوني يستهدف تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه، وهناك 25 منظمة يهودية متطرفة تسعى لتحقيق هذا الغرض، وعادة ما يجتمع المسلمين بالآلاف للدفاع عن حرمة الأقصى وهم لا يملكون إلا حجارتهم ولحوم أجسادهم كلما حاول اليهود انتهاك حرمته.
ففي سنة 1990 حاولت جماعة أبناء الهيكل اليهودية وضع حجر الأساس لبناء الهيكل اليهودي في ساحة المسجد الأقصى، فقام المسلمون يدافعون عن حرمته، مما أدى لاستشهاد 34 وجرح 115 أخرين، بعد أن تمكنوا من إفشال المخطط اليهودي.
السيطرة على الأرض:
خلال حرب الأيام الستة في يونيو 1967 تمكن الكيان الصهيوني من احتلال باقي فلسطين الضفة الغربية وغزة، فضلا عن احتلاله لشبه جزيرة سيناء من مصر، ولا هضبة الجولان السورية، وقد واصل اليهود سياسة الاستيطان والاستيلاء على الأرض فأعلنوا ضم منطقة القدس الشرقية حيث المسجد الأقصى، ضما أبديا للكيان الصهيوني، وأعدوا مشروعا كبيرا لإنشاء القدس الكبرى بحث تغطي 20 في المائة من أرض الضفة الغربية وخلال عشرين عاما 1967/1987 قام الكيان الصهيوني بمصادرة .179.215. 3 دونم. وفي الفترة 1988 _ 1997 ضم حوالي 512 الف دونم أخرى ، وفي السنتين الأخيرتين من القرن العشرين ضم حوالي 159 الاف دونم ليصبح مجموع الأراضي المصادرة من الضفة ثلاثة ملايين و841 ألف دونم أي نحو 62 في المائة من مجموع مساحة الضفة والقطاع .
وفي شرقي القدس أقام اليهود أكثر من عشرة أحياء سكنية يسكنها حوالي 190 ألف مستوطن حتى زادوا عن أعداد العرب في القدس الشرقية، كما أقاموا أكثر من 160 مستوطنة في باقي الضفة الغربية مزودة بالطرق والخدمات الحديثة حتى بدت المدن والقرى الفلسطينية جزرا معزولة وأشلاء مقطعة في بحر الاستيطان المتلاطم .
إذا كان يجور للمسلم أن يبيع أرضا مملوكة له في بلاد المسلمين ليهودي أو نصراني ، فإن ذلك لا يجوز في أرض فلسطين ذلك أن مشروع تهويد فلسطين واحتلالها من قبل الصهاينة يجعل هذا البيع طريقا لضياع البلد بكاملها، وأول من فطن لهذا الأمر كان السلطان عبد الحميد الثاني .
في ظل هذه الأحداث ساهمت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو من خلال إصدار قرار يسمح لسلطات الاحتلال في فلسطين بالإشراف على باب المغاربة وهو أحد أبواب المسجد الأقصى ، وأباحت وأجازت منظمة اليونسكو بذلك لسلطات الاحتلال إجراء الترميمات – حسب زعمهم – في باب المغاربة ، وأعطيت بذلك السلطات اليهودية الشرعية الدولية من أجل إجراء التغيرات الشاملة في ساحات حارة المغاربة وبابه والذي هو جزء من المسجد الأقصى وأحد أبوابه . وهذا القرار يضع باب المغاربة على لائحة التراث العالمي كتراث "يهودي" !! والذي سيتيح لسلطات الاحتلال المضي قدماً في تنفيذ مخططاتها الرامية لتهويد مدينة القدس وتغيير معالمها وطابعها الإسلامي والسيطرة النهائية على المسجد الأقصى ، وفرض أمرٍ واقع لا يمكن رجوع اليهود عنه في أي مفاوضات جارية أو قادمة .
ومن أساليب التحريف والتزييف في مدينة القدس والمدن والقرى التي احتلها الصهاينة عام 1948 م إزالة وطمس آثار القرى العربية واستخدام حجارتها في بناء المغتصبات اليهودية ، فبلدية القدس تتجنب البناء بالأسمنت المسلح لكي يخيل للزائر أن هذا السور بني من قبل مئات السنين ولكي يعملوا على إعادة استخدام هذه الآثار في تركيب تاريخ يهودي مزور .
لذا كان إهمال الآثار في منطقة القدس والتغاضي عما يحدث فيها من نبش ونهب وسرقة في وضح النهار لقد أطلق الكيان اليهودي العنان للتجار اليهود لممارسة أبشع أشكال التجارة والسرقة غير المشروعة للمعالم الأثرية فلم تبق خربة إلا وعاث فيها اللصوص خراباً وتدميراً. ولم تتبق حارة أو زاوية في القدس إلا وتعرضت لهذه الحفريات وعندما توجد أي آثار إسلامية كانت تلقى الإهمال والضياع والتدمير ولا يتم توثيقها .
فالكيان المحتل يريد لهذه الحجارة أن تصبح حجارة يهودية، ويريد للتاريخ أن يكون تاريخا يهوديا ، سرقوا الآثار لتصبح آثارا يهودية ، يدمرون الآثار كما حدث في جرف حارة المغاربة وحارة الشرف وما حوتها الحارتين من أوقاف ومبان تاريخية وآثار حينما احتلوا شرقي القدس في عام 1967م ، ثم يدعون أنهم يبحثون وينقبون عن آثارهم .
الاستيطان الإسرائيلي هو التطبيق العملي للفكر الاستراتيجي الصهيوني الذي انتهج فلسفة أساسها الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد طرد سكانها الفلسطينيين بشتى الوسائل بحجج ودعاوى دينية وتاريخية باطلة، وترويج مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وجلب أعدادٍ، كبيرة من شتات اليهود من مختلف أنحاء العالم وإحلالهم بدلاً من العرب الفلسطينيين، بهدف إقامة دولة صهيونية، نظراً لما تؤديه فلسطين من أهمية إستراتيجية في هذه البقعة من العالم .



قائمة المراجع
_ تقديم جماعة من العلماء، حول تحرير فلسطين و الأقصى الشريف، سلسلة فتاوى علماء الأزهر الشريف،ط الأولى 2011
_ حسني أدهم جرار، الشيخ عز الدين القسام قائد حركة وشهيد قضية، دار الضياء، ط 1 سنة 1989
_ محمد إبراهيم ماضي، صراعنا مع اليهود بين الماضي والمستقبل،دراسات امانية في القضية الفلسطينية،ط 1
_ محمد كامل القصاب و محمد عز الدين القسام، السلفيون وقضية فلسطين في واقعنا المعاصر،ط الأولى 2002 بيت المقدس
_ محمد بن علي بن محمد أل عمر، عقيدة اليهود في الوعد بفلسطين عرض ونقذ، ط الأولى 2003
_ سامي حكيم، إسرائيل والدول الشيوعية، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى
_ جمال الدين أبى محمد عبد الله بن هاشم الأنصاري، تحصين الأنس لزائر القدس،مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية،الإصدار 23 سنة 2010
_ : محمد نبيل النشواتي، الإسلام يتصدى للغرب الملحد، دار القلم دمشق، الطبعة الأولى، سنة 2010
_ حسين الشافعي، إرهاق الوجود الإسرائيلي، فدائيا، سياسيا،اقتصاديا، ثقافيا،علميا، فكريا،دار الشروق،ط الأولى 2002
_محسن محمد صالح،فلسطين سلسلة دراسات منهجية في القضية الفلسطينية،الطبعة الأولى،2002 ا
_ د: راغب السرجاني، فلسطين وجبات الأمة، الطبعة الأولى، 2010 مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة،
مقال تحت عنوان،الآثار وتهويد تاريخ القدس، مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية. _عيسى القدومي،
_ كمال محمد عمران، دراسة سوسيولوجية جامعة دمشق 2009، تهويد مدينة القدس جوهر المشروع الصهيوني.



#موراد_بارك_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موراد بارك الله - تهويد القدس وطمس هويتها الثقافية