أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الجادري - فشل الانظمة الدينية في اقامة دولة عادلة















المزيد.....

فشل الانظمة الدينية في اقامة دولة عادلة


علي الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


متى يتحقق الحلم وتقام دولة اسلامية على غرار الدولة العباسية والصفوية والاموية في العصور الوسطى هذا هو التساؤل الذي طالما طرحه الشباب المسلم المتاثر والمنوم مغناطيسيا باعلام الاحزاب الدينية ورجال الدين النفعيين
فالشاب المسلم يتعرض لاعلام ديني كبير جدا يعرف كيف يعزف على الاوتار الحساسة وكيف يقع على مواقع التاثر والجذب لدى الشباب المتدين و ويسيطر على عقله ومخيلته فينومه تنويما كاملا ويعزله عن الواقع والحقائق الاخرى المناقضة فيجعله شديد الايمان بهذا الحلم وعلى اتم الاستعداد للتضحية بكل ما يملك من غالي ونفيس من اجل تحقيقه وحتى لو تطلب الامر ان يضحي بنفسه وهذا ما رايناه جميعا ممثلا على شكل اناس منومين وبلا عقول يفجرون انفسهم في اي مكان يامرهم به قائدهم الملهم الذي يثقون به ويصدقون انه سيجعلهم من اسعد الناس فهم في نعمة وجنة ابدية ان ماتوا ومن بقي فيقبض ثمار تضحيته بدولة دينية وعودة الخلافة وان يحكم الدين العالم من جديد وان تنتهي الحضارة الغربية الكافرة ويعود الانسان لركوب الخيول والقتال بالسيف وسبي النساء كما يشاء وان يرتاح ذهنه من ازعاج الحاسوب والطيارة والتلفزة وضجيج التطور والتقنية

ولم يكن حالي في شبابي مختلفا عن هذا الحال كثيرا فقد القمنا ثديا لم نفطمه ابدا يحكي عن روعة العصور الوسطى وسيطرة الدولة الاسلامية على كل الامم فكل الامم كانت تحت امرنا واقل منا شانا وكان الرجل يعيش فارسا بحد السيف يحصل على ما يشاء من نساء لايعكر صفوه حضارة متطورة تمتلك اختراعات فائقة وعالم كافر متفوق كانه الجنة حيث يرى من في الشرق من في الغرب ويطير الانسان في السماء ويسير بسرعة الجان . فلم تكن كل هذه المنافسة الشديدة موجودة في تلك العصور ولاينغص على تفوق الدولة الدينية شيء ولايشككنا احد بالوهية الحاكم وطغمته وقدسية رجل الدين
فلايوجد اعلام يصل الى بيتك ويخبرك بانك لست على الطريق الصحيح وانك مجرد عبد وخادم وضيع لاسياد وتجار الدين الذين يتنعمون بخيرات وثمار عملك وجهدك وصبرك وهم ينكحون اطايب الاماء والولدان ويتنعمون بالاموال والتقديس والتاليه حيث انهم ضل الله في الارض ومن يمسهم فهو يمس الاله نفسه فالاله هم وهم الاله .لم يكن احد يخبرنا في تلك الايام بهذه الامور ويقلق راحة بالنا وتيقننا باننا نضحي لاجل السماء وننام مطمأني البال ولم نتخيل باننا مجرد الات غبية ولم نكن نعرف معنى الثقافة والحرية والديمقراطية والمساواة
وكان الاعلام الديني يصرخ دائما بسقوط الدول الغربية الكافرة وانها هي فقط من يمنع تحقق الحلم واول من يجب تدميرها ونتمنى كل يوم وندعوا ان تنهتي بزلزال او كارثة ما ويمكن لاي متابع ان يتابع اخبار الزلازل والكوارث في العالم المتحضر ويرى تعليقات المسلمين ليرى فرحهم بذلك لان عقولهم المنومة صدقت بان هذه الدول هي مجرمة وكافرة وتستحق الابادة والفناء فهي تمنع تحقيق المامول
وكم كانت الفرحة كبيرة حين تحقق الحلم بقيام جمهورية اسلامية في ايران كانت ثمرة تعب وجهد وتضحية الملايين من الشباب المسلم ... لم نكن نؤمن بامكانية فشلها ولاتحولها الى دولة ديكتاتورية اقطاعية وكنا نعتقد ان هذا ليس سوى اعلام الدول الكافرة التي لاتريد لنا الخير ولاتسعى سوى لاستبعادنا ونهب ثرواتنا كما علمنا رجال الدين الذين كانوا هم المنتفع الاكبر من قيام الدولة الاصولية المتشددة وخراب الحضارة العالمية... لكن الحلم كان يصطدم بالواقع والوقائع القاسية يوما بعد يوم وقائع متواترة تزيد الشك وتضعف اليقين بعدم قدرة رجل الدين على قيادة الامة وكانت الحقيقة اشبه بيد مزعجة تمتد الينا وتطلب منا الاستيقاظ من الحلم ولم نكن نستسيغ ذلك لانه حلم جميل دافيء دفعنا الكثير لاجله ولم نكن نتقبل تلك الخسارة وان يكون الماء الذي نراه باعينا هو مجرد سراب ..
وكنت ممن رفض الاستيقاظ من الحلم مالم ارى الحقيقة بعيني وبقيت احلم ولم اصدق ما يقال ولكن ما اشد الفاجعة والكارثة وما اكبر الصدمة التي تعرضت لها حين رايت الحقيقة القاسية حيث تطلبني الامر عاما كاملا من الصدمات والحقائق المزعجة وكشف الزيف والنفاق الديني وتنعم رجال الدين بالملايين وفقر المتدينين البسطاء حينها عرفت ان هذا ليس هو ما حلمت به انا وكل الشباب المسلم بل هذا مجرد كابوس لعين يجب ايقافه
صدمات متتالية واحداث غريبة ساحيكها بالتفصيل في الحلقات القادمة من هذه المذكرات
فجاة وجدت نفسي وسط نظام عنصري ديكتاتوري اقطاعي يمثل قمة الكابوس الذي خفت منه وهربت منه وقضيت عمري احلم بتخليص الاخرين منه
لكن بقي الامل يحدونا وانقسم رجال الدين الى قسمين من الكذب والتزييف قسم استمر بخداعنا وتسويف الامر علينا والادعاء بان هذا ليس سوى تاثير الاعلام الكافر بنا جعلنا نتخيل فشل النظام الديني والقسم الاخر ادعوا بان الحلم لم يفشل وان الخطا بسبب فئة معينة من رجال الدين النفعيين وليس كل رجال الدين وانهم ليسوا من تلك الفئة الفاسدة وانهم سيقومون بتحقيق الحلم فيما لو تمكنوا هم من الحكم وعلينا ان لا نكف عن السعي لتحقيق الامل بدولة عادلة و يجب ان نستمر بالسعي لاقامة دولة دينية في بلدنا العراق وصدقنا بهذا مرة اخرى ليس لقوة اعلامهم بل لكبر ووسع ما حلمنا به وعدم قدرتنا على استيعاب الفشل الذريع بهذه السرعة ويبدوا ان التخلص من الكابوس تطلب منا مزيدا من الصدمات فقد جربنا القسم الاول وفجعنا به وبقي ان نجرب القسم الاخر والاخير ممن ادعوا ان الحق معهم ولا اسلام بدونهم ..

وهذا ما حصل في تجربة العراق الدينية المريرة حين سقط النظام الذي وقف حائلا كبيرا تجاه قيام الدولة الدينية وحينها اقيم الحكم الديني في العراق من قبل الاحزاب الاسلامية المعارضة التي تمتلك اغلبية الشارع المسلم والتي امنا بها ودافعنا عنها . لكن الصدمة الاولى والتناقض والنفاق كان في غرابة تصرف تلك الاحزاب حيث ان هذه الاحزاب لطالما نادت وزعقت بكفر امريكا وان الغرب هو الحائل دون تحقيق الامل وانها الشيطان الاكبر ولايوجد اي مبرر للتعاون معها فهي كفر محض ولكن حين اصبحت امركيا تحكم العراق تحولت كل الاحزاب الدينية المعادية تحولت الى صديقة لامريكا وتحول الشيطان الى ملاك ومخلص وعلينا طاعته بطاعتهم وكانت صدمات وكوابيس وتناقضات غريبة تثبت فشل وتناقض رجال الدين والتجربة الدينية واستمرت الصدمات والماسي الكبيرة لتثبت نفاق ودجل هذه التجربة في العراق حيث ان الامر لايعدوا اكثر من كونه استخدام الدين لاجل التكسب والتسلط من قبل منظمة دينية خطيرة هي اشبه بالمافيا لاهم لها سوى مصالحها وتستخدم الدين بافضل طريقة ممكنة لاجل الاستمرار في السلطة والزعامة , والوقود هم الشباب المسلم المخدوع وخصوصا ضعيفي المنطق والعقل ممن لن يصحوا ولو مر بالف صدمة
قكانت دولة مسخ هي اكثر الدول قبحا واكثر الانظمة غموضا وتلونا في العالم فلاهو نظام ديني ولاعلماني ولاراسمالي ولا اشتراكي بل هو نظام متلون يتلون حسب مصالحه يقوده اكثر الناس خبثا ونفعيه وجهلا حيث لاهم لهم سوى الكسب والسرقة والنهب ولايقدمون مقابل ذلك حتى بمثل ماكان يقدمه الديكتاتور قبلهم الشي الوحيد الذي ابدعوا به هو استخدام منابر الدين لاجل خداع السذج وسرقتهم وتنويمهم وهذه كانت اكبر كارثة اثتبت عجز وفشل التجربة
حينها انتهى الكابوس وصحوت فزعا بعد ان توضحت لي بشاعة هؤلاء وفسادهم وشدة شرهم وانهم اكبر الشياطين واشدها مكرا .

ان الانظمة الدينية مازالت تحاول وبكل قوة ان تبقي المجتمع المتدين على ماهو عليه وان لايستيقظ من الكابوس وان يبقى الشباب المسلم مؤمن بان هذا السراب الماثل امامه ماهو الا ماء عذب
لكن الحقائق تتوالي لتثبت عجز الاحزاب الدينية عن اقامة دولة متحضرة وما اكثر الامثلة في العراق وتجربة افغانستان المريرة وايران الديكتاتورية واخيرا مصر فها هو المرشح الفلاني في الاخوان الذي يفترض انه يمتلك حلول لبلد وشعب يعاني الفقر والحرمان فبدل ان يطرح نظريته الاقتصادية فانه يقف ويصرح بانه اذا نجح في الانتخابات فانه سيمنع بارات الخمر ويوجب الحجاب . نعم هذه هي العقلية الدينية عقلية تعيش في العصور الوسطى فلا يمتلكون اي الية او نظرية اقتصادية لتنمية البلد او اي نظرية اجتماعية او سياسية محددة فقط يفكرون بان يعتلوا الكراسي كما في العصور الوسطى والحكم يسير ويكتفي الناس باطلاق اللحى وزرع الحقول ورعي الدواب والغزو واكل ما يوجد والصبر على ما لايوجد والحاكم هو اله لايعترض عليه وهذا هو ما يتخيله كل مرشح اسلامي او حزب ديني .
ان فشل الانظمة الدينية في اقامة دولة عادلة ومتطورة وان كان كابوسا بشعا كلف العالم العربي والاسلامي الكثير من التضحيات لاجل فضحه واثبات فشله لكن يبدو انها التجربة التي كان لابد من خوضها فلن يستيقظ العرب والمسلمين الا بهكذا صدمات كما استيقظت اوربا واقامت النهضة العالمية بعد تخلصها من التشدد والتطرف وحولت الدين من مسيطر الى خادم للشعب ومعين للدولة ويلعب دورا ايجابيا في المجتمع حيث يعيش الناس اليوم في اوربا الملحد مع المسيحي و المسلم واليهودي والبوذي كلهم سواسية امام القانون والكل له نفس الحق وعليه نفس الواجب لايؤاخذ سوى من يضر الاخرين ويخالف القانون ولايكرم سوى من يخدم وطنه ومجتمعه والتجربة اثبتت ان الاحزاب الدينية المتشددة لم تنجح امام التجارب ولم تصمد امام الاختبارات

وكما قال العالم الكبير اينشتاين
-الحقيقة هي ما يثبُت أمام إمتحان التجربة اينشتاين



#علي_الجادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من الف نيلة ونيلة الليلة الاولى حكاية اليوتيوب


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الجادري - فشل الانظمة الدينية في اقامة دولة عادلة