محمد تهامي
الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 20:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خريطة الشباب الإسلامي في الحياة السياسية المصرية
أن جيل الشباب الإسلامي فى الألفية الجديدة , فقد انفتح على خبرات سياسية جديدة من أهمها استخدام الإنترنت للتواصل مع شباب الأخري و الإطلاع على الأخبار و التحليلات و التجارب العالمية من مصادر إسلامية و غير إسلامية , مما راكم لديه شغفا بالمعرفة خارج الأطر المحددة له ضمن التنشئة السياسية التى يخضع لها داخل جماعته [1]
يعتبر الجيل الإسلامي الحالي متميز فى أسلوب التنشية على الأجيال السابقة فإلي جانب البرامج التربوية الإسلامية التى يخضع لها خلال عضويته فى الجماعات الإسلامية كان لهذا الجيل حظ فى الانفتاح على مصادر أخري للطلاع من خلال الإنترنت و القنوات الفضائية .
تأثر جيل الشباب الإسلامي بباقة كبيرة من الرموز و المفكرين و الدعاة الإسلاميين بالإضافة إلي مجموعة كبيرة أيضا من المفكرين من خارج التيار الإسلامي , وهو ما أدي تشكيل فكرهم ووعيهم على أساس تعددي ومنفتح و خاصة فى حالة من الانفتاح السياسي النسبي التى صاحبت ميلاد حركة كفاية منذ نهاية 2004 فضلا عن انتشار الإنترنت لاستقاء الوعي السياسي و التعبير عن الرأي بحرية , و بالتالي أنفتح الإسلامين سواء من خلال تبادل الاراء مع شباب التيارات الأخري سواء من خلال النشاط المشترك علىأرض الواقع أو على شبكة الإنترنت [2]
فهو جيل علي عكس الأجيال السابقة التى كانت تكفر المجتمع و تتهمه بالجهاله , فالشباب الإسلامي اليوم متصالح مع مجتمعه و واثق في تدينه الفطري و يضع الأولوية لخدمة المجتمع بسياسات عامة تخدم القطاع الأوسع , و يقف فى إن القطاعات التي لا تخصع للقيم الإسلامية لن تلبث إلا أن تختارها بمحض إردتها و تلزم نفسها بها فى حركة ضبط تلقائي من المجتمع لنفسه فى ظل الحريات و إطلاق طاقات الأمة , و فيما يتعلق بتصورات الشباب الإسلامي عن الدولة المرجو بناؤها في مصر , فنجد إنكار واسعا لنموذج المتشدد , و نجد إعجابا واسعا على كافة المستويات بالمنوذج التركي سواء فى الحركية الحزبية و الإسلامية فيه أو سياسيته الاقتصادية و الاجتماعية و التنموية , أو حتى في تعامله مع الدولة الصهيونية في ملف الحصار على غزة و القتلي الأتراك في قافلة كسر الحصار عن غزة , و رغم هذا فتصوارات الشباب الإسلامين عن الدولة المرتقبة ليست واضحة ومكتملة بالكامل , فرغم ثقتهم بالقيم المبادئ التى يتبنونها , لا تزال رؤيتهم تحتاج إلي تطويرها و ثقلها بتجارب واقعية في مواقع القرار على كافة الأصعدة و المستويات , و رغم أنهم يدخلون الساحة بثقة و لسان حالهم يقول لقد أعطيت الفرصة لليساريين و اللبيراليين فى قيادة البلاد و فشلوا فهذا إذن زمان الإسلامين , إلا أنهم أيضا قلقوم من حجم الإصلاح الذي لابد أن يتم فى كل المجالات و يثمنون ضرورة العمل ضمن إجماع وطني يضم الجميع [3]
يستطيع المتابع لشباب التيار الإسلامي لتصنيفهم و تقسيهم فإذا هم يشتركون فى العديد من الخصائص و السمات و لكنهم يختلفون فى العديد من السمات إيضا , وان كانت أختلافاتهم فى أشياء فرعية , قد تعود الانقسامات حاليا بسبب نجاحهم في الحصول على السلطة و صراع من أجل تقسيمها
نستطيع أن نقسم الشباب الإسلامي إلي شباب الإخوان المسلمين و شباب الدعوة السلفية , شباب المفصولين من الإخوان المسلمين و شباب حازمون نسبا إلي حازم أبو إسماعيل ,يمكن تقسيم الشباب الإسلامي بالشكل التالي :
أ- شباب الإخوان المسلمين :.
على مدى ثلاثة عقود تقريباً استمر دور شباب الإخوان المسلمين باعتبارهم القوة الأكثر تنظيمياً على الرغم من سعي الحكومة إلى تقليل وتحجيم حضورهم في الاتحادات الطلابية بكل الطرق. وبصفة عامة يتسم نشاط طلاب الإخوان بالاستمرارية والتراكم على مدى عشرات السنين. ويقومون بتقديم العديد من الخدمات الطلابية إلى جانب دعوتهم إلى استقلال الجامعة وإجراء انتخابات طلابية حرة، كما أنهم يتبنون مطالب الإخوان فيما يتعلق بالإصلاح السياسي. وأظهر شباب الإخوان منذ منتصف التسعينات أن في إمكانهم أن يحشدوا أعداداً كبيرة من الطلبة قد تصل إلى عشرات الآلاف من الإخوان ومؤيديهم إلا أنهم يعملون وفق تعليمات واضحة بألا يشتبكوا مع الشرطة.
ويلاحظ أن نشاط شباب الإخوان شديد التعقيد والتركيب، فهناك الطلبة أعضاء الإخوان، وهناك قادة كليات منتخبون من قبل طلبة الإخوان، وهناك مسئولون ومشرفون يمثلون المستويات الوسيطة، وهناك قيادة الإخوان، وهناك قيادات الاتحاد الحر، وهناك منسقون مع القوى الأخرى. [4]
يعتبر شباب الإخوان هم الفصيل الأكثر قدرة على الحركة فى الشارع و الجامعة و الأكثر منافسة فى الأنتخابات الطلابية و النقابية و المحلية , يتمتعون بخبرة سياسية نظرا لتاريخهم السياسي و ممارستهم السياسية منذ النظام السابق , أن كان هناك العديد من الشباب المفصول و المنشق من الجماعة فضلوا البعد عن تعقيديات لجماعة و منهم من أنتقل للعمل مظله الأكبر مظلة التيار الإسلامي , ومنهم من أنتقل للتيار اللبيرالي, أن كان أكثر ما يميز شباب الإخوان المسلمين التنشئة السياسية و التربية السياسية , كما يعتبر شباب الإخوان الأكثر الشباب أنضباطا بأموار قيادتهم و حرصا على تطبيقها قدر أستطاعتهم.
ب- شباب السلفيين :.
بينما شباب دعوة السلفية وهم ينقسمون على عدد من الأحزاب مثل النور و الأصاله فهم حديثي العهد بالسياسية,أقتصر عملهم قبل الثورة على تقديم الخدمات الإجتماعية و النصائح الدينية و لم يكن لهم نشاط سياسي واضح نظرا لتضايقات الأمنية و عدم وجود لهم فكر سياسي واضح فى هذا الوقت , و لكن بعد الثورة ظهرت الأحزاب السلفية مثل حزب النور و الإصالة و التي ألتف حولها العديد من الشباب المحب لمشايخ الدعوة السلفية , أن كان يمثل حزب النور المدرسة السلفية فى الأسكندرية ,جاء حزب الإصالة ليعبر عن علماء رابطه الشرعية .
ت- شباب حازمون:.
يعتبر أنصار حازم أبو أسماعيل قد أنشق بعضهم من شباب الدعوة السلفية , و نستطيع أن نفرق بين شباب حازمون و شباب الدعوة السفلية , أن شباب حازمون أكثر نشاطا و حماسا و مشاركة في أحتياجات و يرون أنفسهم المدافع الأقوى عن الشريعة و بهذا الصفات جمعوا أنفسهم تحت راية المرشح السابق حازم أبو أسماعيل
,يتميز حازمون بأيمانهم الشديد بضرورة تغير المجتمع بشكل ثوري , يتميزوا بالقدرة على التظاهر و العمل فى الشارع و يضم شباب حازمون شباب محب للشيخ حتى أن كان بعيدا عن دراسة العلوم الشرعية
يسعي الشيخ حازم لتأسيس حزب و حركة بجانب قناة فضائية و جريدة لتعبر عن أفكاره ومنهجه
ث- شباب الوسطى :.
ينقسم الشباب الوسطي على عدد من الأحزاب مثل "الوسط " و " مصر القوية " عبد المنعم أبو الفتوح و "مصر "عمرو خالد و " التيار المصري "
يغلب تلك الأحزاب أن مؤسسيها خرجوا من رحم الإخوان المسلمين مثل المرشح السابق عبد المنعم أبو الفتوح و عمرو خالد و عصام سلطان و أبوالعلا ماضي و إسلام لطفي ,أن كانت تعاملتهم مع الجمهور و المجتمع جعلتهم أكثر ميلا لبيرالية .
[1] رابحة علام , الأنماط غير التقليدية للمشاركة السياسية للشباب في مصر قبل و بعد الثورة , منتدى بدائل العربي , 2012 ص 29
[2] رابحة علام , الأنماط غير التقليدية للمشاركة السياسية للشباب في مصر قبل و بعد الثورة , مرجع سابق
[3] رابحة علام , الأنماط غير التقليدية للمشاركة السياسية للشباب في مصر قبل و بعد الثورة , منتدى بدائل العربي , 2012 ص 42
[4] أحمد تهامي عبد الحي , خريطة الحركات الشبابية الثورية في مصر , مركز الجزيرة للدراسات, فبراير 2011
#محمد_تهامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
