أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - منصور الدرناوى - الوحش الخرافى















المزيد.....

الوحش الخرافى


منصور الدرناوى

الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 11:56
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



وجد الناس هذا الوحش فى المغرب . وفى الجزائر . وفى لبنان . وفى مصر والسعودية .
وفى كثير من غيرها من البلاد العربية . والمقصود هنا ، هو وحش الرشوة والفساد .
يقول أحد الصحفيين المغاربة إن الرشوة راسخة القدم فى البلاد ، وتعتبر نفسها من السكان الأصليين . وأنها أقدم مهنة فى المغرب . ففى القرون الماضية كان المسؤلون يصلون إلى مناصبهم عن طريق دفع الرشوة للمسؤلين ألأعلى منهم . وحين يتولون المسؤلية يكون أول واجباتهم إبتزاز الناس العاديين ، وبنمط متسارع ، لكى يسترجعوا من خلالهم المبالغ التى دفعوها للحصول على مناصبهم .
ـ ويقول وزير الاقتصاد الجزائرى : " إن الفساد والرشوة أصبحا رياضة وطنية . وأن حكومة بلاده عازمة على محاربتها فقد صارت تهدد النمو الاقتصادى الجزائرى". غير أن المراقبين يقولون إن تصريحاته العلنية بعد الصمت على الرشوة والفساد لسنوات طويلة يبرهن على مدى تفاقم هذه الآفة الاجتماعية فى الجزائر . ويضيف أن أصحاب النفوذ المالى والسياسيين هم أكثر من يساهم فى إستفحال هذه الظاهرة .
هذا الكلام نسخة متكررة أسبوعيا تقريبا فى الصحف العربية والدولية عن إدعاءات الزعماء والمسؤلين فى الدول النامية باستنباط برامج وقوانين وسياسات جديدة لمكافحة الفساد .
وعندما يقرأ المواطنون المغلوبون على أمرهم هذا الكلام ينقسمون إلى فئات متناقضة محددة:
1ـ من يقولون : " إطمئن أيها الفساد . فالقصة لن تتغير . والأسلحة الفاسدة التى يحاربونك بها ، هى هى . هم يظنون أنهم يخدعون الناس . لكن الناس تعرف " تكتيكهم" وهدفهم .
هم يظنون أنهم يطمنون الناس ، ويصبرونهم ، ويطلبون منهم تمديد وقت المواجهة حتى الانتخابات القادمة . حيث سيقرؤون عليهم ، نسخة مجددة من نفس السيناريو . وهكذا . "
وهؤلاء ربما يمثلون 60% من الشعب العربى المفكر الواعى . وهم الأغلبية الصامتة .
2ـ من يقولون : " والله الرئيس يبدو جادا مخلصا فى تصميم وتنفيذ هذه الخطة الجديدة .
لكنى أعرف أن الزبانية المحيطين به لن يسمحوا بتنفيذ هذا المشروع الذى سيحطم أحلامهم.
وهؤلاء ربما يمثلون 20% من الشعب العربى ,
3ـ من يقولون : " لماذا لا نرد ـ نحن الشباب ـ على هذه الأكاذيب بمسيرة مليونية تهز كراسى الحكم وتجبر الرئيس على سماع صوت الخبراء والعارفين والمصلحين الذين بينوا له مائة مرة كيف يحارب هذه الآفة بوسائل صادقة ، مدروسة وفعالة . "
وهؤلاء ربما يمثلون 20% من الشعب العربى .
العدالة الدولية تطارد الفساد
عندما تستشرى الرشوة ، وتتسع وتتعمق ، تتحول أحيانا إلى مأساة مبكية . كما وقع مؤخرا فى لبنان . يقول أحد القضاة لما سمع خبر الرشوة المؤسفة الحارقة :
" كان الخبر بمثابة سكين فى قلبى ". هكذا نزل الخبرعلى أكثر الناس الشرفاء .
يقول الخبر :
" إستقال أحد كبار القضاة ، وهو عضو فى مجلس القضاء الأعلى بلبنان ، بعد إفتضاح أمره فى قضية رشوة مالية . " نعم . كان القاضى المستقيل حسن السيرة والسلوك ، أمضى 38 سنة فى مرفق القضاء ، وترقى إلى عضو فى المجلس العدلى والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء .
الإعلام اللبنانى لم يتجاسر على ذكر إسم القاضى المعنى . لكن المؤسف أن جهات تدعى بأن تسجيلا بالصوت والصورة وصل إلى بعض المسؤلين يظهر القاضى مفاوضا أحد الخصوم فى قضية رئيسية لإصدار الحكم فى مصلحته مقابل مبلغ 3 ملايين دولار أمريكى .
ماذا نقول ؟ ... لا حول ولا قوة إلا بالله !
ـ يقول تاجر قطع الغيار ، أبوتحسين ، أنه سهل نجاح إبنه بالمدرسة مقابل دفع رشوة إلى أشخاص يرتبطون بإدارتها .
ـ أغرى مواطن عراقى موظفا فى البلدية بمبلغ مائتى دولار لتمرير معاملته الخاصة بالحصول على قطعة أرض . وهويقول إنه لا يعتبرها رشوة فكل أوراقه سليمة . لكنها تذلل صعوبات محتملة فى مسيرة الطلب ومتابعته داخل البلدية .
ـ من أشهر عمليات الرشوة فى العراق هى إلقاء القبض على رئيس مجلس إدارة الشبكة الإخبارية العراقية متلبسا بالرشوة مع ثلاثة آخرين وهم يزورون أوامر وزارية بالتعيين فى مختلف المؤسسات الحكومية .
ـ فى كمين مصمم بعناية ، ألقت الشرطة السعودية المختصة القبض على مسؤل كبير بمكتب العمل أثناء تلقيه مبلغ 300 ألف ريال مقابل إصدار 300 تأشيرة عمل غير نظامية .
ـ فى روسيا ، تم القبض على أستاذين جامعيين رفيعين وهما يستلمان رشوة من طالب مقابل تسهيل قبوله فى برنامج الماجستير والدفاع عن بحثه عند المناقشة . وحدث هذا فى جامعة موسكو الوطنية ذات الشهرة والمكانة العالية .
ـ حكم على موظف أمريكى بغرامة قدرها 27000 دولار . كما سيصدر عليه حكم لاحق بالسجن لإتهامه بالعمل على توسيع إستعمال أدوية خاصة بعلاج الأمراض النفسية بصورة غير شرعية تبلغ قيمتها 9 ملايين دولار سنويا . فقد كان عضوا فى لجنة مهمتها إختيار الأدوية الصالحة لهذا الغرض . وهذا جزء من مؤامرة لتمرير إستعمال أدوية معينة ، قد تكون أقل جودة أو غير صالحة ، مع رفع تكلفتها بصورة مفتعلة .
ـ أحد أصحاب مؤسسات المقاولات الإنشائية السعودية أبلغ الوزارة بأن مندوب إحدى الشركات المتخصصة فى تشغيل المستشفيات طلب منه مبلغ مليون ونصف المليون ريال مقابل التغاضى عن الملاحظات الهندسية عل مبنى إحدى المستشفيات عند إستلامه منه . فدبروا له كمينا وقبضوا عليه متلبسا بجريمة إستلام الرشوة .
ـ يقول تقرير متخصص إن الرشوة التى يدفها الطلاب الروس مقابل قبولهم بالجامعات بلغت بليون دولار فى سنة واحدة . وتمثل زيادة قدرها 40% عن السنتين السابقتين . وتعتقد إحدى الصحفيات أن السبب هو تدنى مرتبات الأساتذة وعدم ممانعة رؤسائهم فى استمرار هذا الوضع لأن جزءا من الرشاوى يكون مخصصا .
الدراما التلفزيونية الرمزية
نعود إلى قصة الوحش الخرافى :
أ ـ مشهد على جانب الشاشة الأيمن : نرى وحشا هائلا مخيفا ، تمتد منه 44 ذراعا عاتيا مهدما ، لا تطال أى إنسان إلا وهرسته كالعجين. ويندفع الوحش الخرافى الهائل إلى من بعده . فى سرعة صاعقة لا تسمح بالهروب من أمامه.
ب ـ مشهد على الجانب الأيسر :
المقدمة : شعب مسلح بالهراوات والفؤوس وسكاكين المطابخ يتدافع بكل شجاعة نحو الوحش غير آبه بالخطر القاتل ، يردد وراء زعمائه : " حطموه ، أقتلوه ، إلى الأمام . إلى الأمام ."
المؤخرة : الزعماء ، الوزراء ، الخبراء ، يشرفون من على منصات عالية تحيط بها ألواح زجاجية مسلحة ، وتنطلق من مكبرات الصوت فوقها : حطموه أقتلوه . إلى الأمام .إلى الأمام"
( نحن لا نرى ما تحت المنصات )
النهاية : يزداد حجم الوحش مع تقدم المعركة الخاسرة . ويزداد . ويزداد . فيفر الناس فى كل إتجاه . وتتحول المنصات التى تحمل الرؤساء والوزراء إلى حوامات هائلة ، وتطير من أمام
الوحش ، وتعلو فوقه وتعلو وتعلو ـ ثم تختفى فى عمق السماء اللانهائى .
منصور الدرناوى



#منصور_الدرناوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - منصور الدرناوى - الوحش الخرافى