أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إبراهيم حبيب - شرف المهنة في الجرائد المصرية














المزيد.....

شرف المهنة في الجرائد المصرية


إبراهيم حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 11:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شرف المهنة و ميثاق الشرف الصحفي و ماشابهها من كلمات هي مفردات جميلة تعني السمو والإرتفاع بالمهنة فوق النزعات والعواطف البشرية إلي أهداف أسمي وأنبل ، و تعني تجرد الصحفي من الامور المادية مع الإلتزام الصارم بالقواعد المهنية ليجعل من مهنتة ، والمقصود هنا الصحافة شيء أقرب الي رسالة منها إلي مهنة. رسالة سامية تدافع عن العدالة وتطالب بالحقوق وتوجه ضمير المجتمع إلي الإتجاه الصحيح لصالح المجتمع ولخير البشرية. والتساوءل هنا ما هو مدى إلتزام الصحافة المصرية بشرف المهنة و رسالة الصحافة؟.

في الأسابيع الماضية أصاب الأقباط وكل الوطنيين الشرفاء غضب وقلق لما يجرى من تصعيد للأحداث الطائفية علي الساحة المصرية علي سبيل المثال في أسيوط حيث يقوم المدعو عبدالمحسن صالح الأمين العام للحزب الوطني بإبتزاز وتهديد الشباب المسيحي بتواطوء مع البوليس بوضع مخدرات في ملابسهم بعد القبض عليهم وتهديدهم بالحبس بتهمة إحراز مخدرات عندئذ يتدخل الأمين العام للحزب الوطني ويعرض تنازل البوليس عن القضية مقابل إشهار ألإسلام. وبالنسبة للفتيات يقوم شباب مسلم متطرف بإغتصابهن أو التغرير بهن لأسلمتهم ويقوم الأمين العام للحزب الوطني بتقديم الإغرأت لهن مقابل إشهار ألإسلام ضاربأ بعرض الحائط قيم العدالة و"الوحدة الوطنية" و "النسيج الواحد" ألخ.

و في المنيا أيضأ هاجم شباب مسلم متطرف جمعية مسيحية في قرية منقطين التي يقطنها عشرةالأف مسيحي وليست بها كنيسة واحدة وبها خمسة مساجد وحطم صيدليتان ودكان بقالة وسيارتان الخ ملك أقباط ليس لذنب إقترفه الأقباط ولكن لأن إشاعة وصلت للجماعات الإسلامية أن الأقباط سوف يدنسوا القرية ببناء كنيسة (قدم طلب لبناء كنيسة منذ ثمانية وعشرون عامآ ولم يستجاب الي الأن و يقيم المسيحيون الأفراح و الصلاة علي موتاهم في شوارع القرية ).

بينما يجتر الأقباط أحزانهم علي وطنهم الذى أهدر حقوقهم و يساورهم القلق علي مستقبل أولادهم أتحفتنا الصحف المصرية الصفراء بمقالات بعناوين في غاية الإثارة والغرابة مثل " سلسلة واحدة تبدأ من سمالوط وتنتهي في أمريكا" " و " إنهم يشعلونها فتنة طائفية " و " الأنبا بفنوتيوس الأمريكي وحقيقة دوره في تصعيد الأحداث" ألخ في صحف علي شاكلة " جريدة النبق" و"الأخوة بقرى" .

لم تبحث الجرائد المصرية الرسمية الأمر ولم تهتم به (عودتنا الجرائد المصرية ان تهمل قضايا الأقباط إهمال تام)، بل استمرت في تركيزها علي القضية الفلسطينية والخلافات العربية والدعوة الإسلامية متجاهلة الأمر أما الجرائد الصفراء, فكلعادة وصلت لنتيجة موءكدة مسبقأ وراحت تقدح زناد قريحتها وتجهد نفسها لتظهر أبعاد الموآمرة ضد بلاد الإسلام بسذاجة لاتخفي علي أى قارئ أيضأ لم تلتزم الحياد ولم تهتم بالعدالة ولم تبحث عن المظلوم بل كالت الإتهامات للأقباط وأثبتت بما لايدع مجالا للشك (من وجهة نظرها) أن الأقباط, و بخاصة أقباط الخارج و القيادات الدينية أمثال الأنبا بفنوتيوس والقس أبانوب هم وراء أسلمة الفتيات القبطيات والهجوم علي ممتلكات وكنائس الأقباط (ياللعجب).

هل الأنبا بفنوتيوس هو الذى نظم وحشد الآلآف من الشباب المسلم المتطرف ؟ هل الأنبا بفنوتيوس هو الذى هاجم وحطم ممتلكات الأقباط؟ هل الأنبا بفنوتيوس هو الذى اعتدي علي الآمنين في بيوتهم لترويعهم؟ أهذه سذاجة أم وقاحة؟ وصدق من قال إذ لم تستح فقل ماشئت. الأقباط لم يبداؤا بعدوان ولم يردوا حتى علي العدوان بل كالعادة يدفع الأقباط ثمنا باهظأ للسلام الإجتماعي, كما هو دائما, حيث أعتدى عليهم وعلي منازلهم و ممتلكاتهم وتحملوا بصبرعجيب هذة البربرية والتصرفات اللاخلا قية التي تكررت مئات المرات علي مدى الثلاث عقود الماضية.

هل ياترى اصبحت رسالة الصحافة الصفراء في مصر الأن هو تأليف الشائعات وتأليب المسلمين ضد المسيحيين؟ وترويج الفكر الوهابي المتطرف والأجندة الوهابية التي اصبح ينظر اليها علي مستوى العالم أجمع كسرطان القرن الواحد والعشرين. هل هذا هو شرف المهنة و ميثاق الشرف الصحفي عند اصحاب الجرائد الصفراء؟ أليس هذا أجدر بأن يسمي دعارة صحفية, إذ لم يعد هناك شرف مهنة او ميثاق شرف لصحفي عند اصحاب الجرائد الصفراء؟ . بيعت الأهداف السامية والمقاصد النبيلة و الرسالة الصحفية إلي أصحاب البترودولار وكوبونات النفط التي سمع بها القاصي و الداني ودخل علينا مصطلح جديد اسمه "ثوابت الأمة وخصوصيتها" تهتم بها وترددها , وهو, وحسب قرأئتي للمعني من وجهة نظر الصحافة الصفراء, و بإختصار شديد إذلال وتهميش الأقباط ومعاملتهم علي أنهم أهل ذمة.

إقول هذا وأن ايعتصرني الألم و أنا أتذكر ولعل الكل يتذكر معي مواقف للصحافة في الغرب عندما وقفت بثبات مع المظلوم ضد الظالم (في هذه الحالة البوليس) بغض النظر عن لون الضحية لتوءدى رسالتها فى إظهار الحق و توجيه ضمير الشعب لمبادئ العدل. لعل الكل يتذكر معي قصة رودني كنج من لوس انجيلوس الذى إعتدى عليه البوليس بوحشية ولكن وسائل الإعلام أظهرت مستنداتها لتدين تصرف البوليس و ستيفن لورانس من لندن التي اظهرت وسائل الإعلام تقاعس البوليس في جمع الأدلة (كليهما زنوج) حتي إضطر ثلاث ضباط بوليس بدرجة مدير أمن للإستقاله. لعل ما تقوم به الصحافة في بلاد الفرنجة(بلاد الكفر) يكون موعظة و عبرة ومثالأ يحتذى به للصحافة في بلاد خير أمة أخرجت للناس.



#إبراهيم_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إبراهيم حبيب - شرف المهنة في الجرائد المصرية