أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد شافعي - حكايات ديك وجين قصة: نين آندروز ترجمة أحمد شافعي















المزيد.....

حكايات ديك وجين قصة: نين آندروز ترجمة أحمد شافعي


أحمد شافعي

الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 07:52
المحور: الادب والفن
    


أسئلة قبل القراءة عن ديك وجين.

• هل ما يلي عن "ديك" بعينه، أم "ديك" مطلق؟
• هل "ديك" "ديك"حقيقي، أم مجرد رمز لـ "ديك"؟
• وإذا كان، فرمز لماذا؟
• هل انزعجت أو اندهشت بسبب محدودية مفردات "ديك"؟
• ما السياق الثقافي الذي ظهر فيه "ديك" للمرة الأولى؟
• هل الشمس دائمة الإشراق في دنيا "ديك"؟ وهل "سبوت" دائم الجري؟
• من الأسبق في الظهور، "ديك" أم "جين"؟
• وهل أسبقية الظهور خاصية تتعلق بالنوع؟
• إلى أي مدى كان "ديك" سيختلف لو كتبت هذه القصة اليوم؟
• هل تغيرت علاقتنا بـ "ديك"؟
• هل دنيا "ديك" دنيا حقيقية؟
• أم أنها فنتازيا؟ وهل تفضلون أن يكون "ديك" فنتازيا؟

كل شيء عن "جين"

افرض أنك "ديك"، أو أي رجل متيم بامرأة ما ولنسمها "جين". "جين" الجميلة. وتقول لنفسك إن "جين" ربما تلاحظك، وربما لا. في كلتا الحالتين أنت تريدها أن تلاحظك. بل إن الأمر أكبر من مجرد أنك تريد، أنت محتاج إلى أن تلاحظك. فلو شعرت بك "جين" سيتغير كل شيء: لون السماء، كمية الأمطار أو عدد النحل في الربيع ... بل سيتأثر سوق الأسهم المالية، ومعدل ارتكاب الجريمة، وعدد الأرقام في "ط" الدائرة، وعدد الذين يدخلون الجنة.
المشكلة أن "جين" لا تعرف بوجودك. لعلك لم تقل لها قط "هالو يا جين". ولعلها مغرمة بغيرك. مسكين أنت يا "ديك". ليس لك نصيب فيها. وليس بوسعك أن تخرجها من دماغك. فما العمل يا "ديك"؟ تخس؟ تشيل الهم؟ تنط من على كوبرى؟ ترسل إليها وردا، وخمرا، وشوكولاته، وسبعة أزواج من ألبسة حريرية منقوش عليها نمرة تليفونك؟
لكن ماذا تريد من "جين"؟ ابتسامة، كلمتين في جواب، سهرة في وسط البلد، ليلة مبروكة؟
لا. طبعا لا. أنت تريد كل شيء، ليس أقل من ذلك. كل ما ستمنحه لك لن يكفي. لا يوجد أصلا شيء كاف.
يا خسارة يا "ديك"، يا مسكين. مهما يكن طلبك. سيكون رد "جين" هو لا. تعرف هذا قبل أن تطلب.
أحيانا تقضي الليل سهران في سريرك تتكلم مع العتمة. هالو يا "جين"، ها هو الليل وكلامه.
وأحيانا أخرى تتضرع إلى عقلك لكي لا يفكر في "جين"، ثم لكي لا يفكر في ألا يفكر في "جين".
إلى أن تذهب في يوم إلى طبيب نفسي فيسألك: ما الذي تخشاه يا "ديك"؟ ما أسوأ شيء يمكن أن يحصل؟
ويكون ردك: أن أعيش في دنيا ليس فيها "جين".

حكاية من حكايات ديك وجين

في إحدى الليالي تحلم "جين" أنها تمارس الحب، فعلا، وتمارس الحب مرة بعد مرة كما لم تمارس الحب من قبل. وتصحو "جين" لتجد في جسمها نارا مشتعلة، وتجد درجة حرارتها مرتفعة، فتتصل بـ 911. وفي عربة الإسعاف، يغمرون جسمها بالثلج. وحين تخترق البرودة "جين" حتى العظام تتبين من هو ذلك النجم الذي كان يقوم بدور البطولة في حلمها. "ديك"! "ديك" وفقط! "ديك" ومن غيره؟ وها هي لا تقدر أن تنام الليل، ولا تطاوعها نفسها على الأكل، أو الخروج، ولا حتى للمشي بصحبة "سبوت"، كلبها، أو البقاء في البيت. وأينما تكون، تشعر بالخوف. "ديك" منتظر في مكان ما. "ديك" ينده عليها، ينطق اسمها، يلوح ناحيتها. وأحيانا يضرب رقمها ثم يضع السماعة قبل أن ترد عليه. تريد أن تخطف السماعة وتصرخ: اسمع يا "ديك"، لا تتصل بي مرة أخرى. مفهوم؟ لكن فات الأوان. يا خسارة. طوال الوقت يكون الأوان فات. مسكينة يا "جين". فليس هذا الـ "ديك" عاديا. إنه "ديك" الأحلام. ولا يوجد "ديك" مثله. ليس بوسع "جين" أن تكبح رغبتها فيه، رغم جميع المحاولات. آه يا "ديك". يا ديكي، هكذا تقول وتتنهد. وينتشر الألم في جسمها كله. وبمجرد التفكير فيه ينتابها إحساس جسدي يؤلمها وهي تمشي، كأنه شوكة في الجورب، متوغلة داخل أعماق الجورب، في غياهب الحذاء الأحمر (أبو أبزيم). وبالليل تسهر "جين" ويختلط كلامها ببكائها أرجوك يا "ديك" أرجوك. ولا مجيب. ولا حتى ديكها الصغير.

لماذا "ديك" ليس "ديك"حقيقيا

طبعا "ديك" ليس "ديك" حقيقيا. لا يكاد الاسم يكافئه. وما من اسم يكافئه. ولكننا لكي نفهم "ديك"، ولكي نتكلم عن أي "ديك"، بل ولكي نفكر في "ديك" فعلينا أن نسميه، أو نسمي على الأقل عرضا من أعراضه، أو جزءا منه. ومن هنا فالاسم أشبه بمجاز مرسل علاقته الجزئية، حيث يشار إلى الكل باستخدام الجزء. كما في حالة الإله، فالمرء لا يفكر في الإله، بل في ذلك الجزء من الإله الذي يستطيع عقل المرء أن يستوعبه. وكأني بالاسم "ديك" أعجز من أن يقدم فكرة عن من أو ماذا يكون "ديك" في الحقيقة. ذلك الجوهر الـ ديكي الكامن خلف الكل، في كل مكان، في كل شيء. بجد. "ديك" فيك أنت نفسك. لأن "ديك" في كل الأشياء. وكل الأشياء في "ديك". طبعا هذه حقيقة تعز على الفهم. لا يستوعبها العقل. ولكن ما من أحد يقدر على استيعاب "ديك" طويلا، ولا "ديك" نفسه.
لاستيعاب حقيقة "ديك"، وللإحساس بحضوره من بعد، على المرء أن يتعلم التأمل. أن يهدأ فيعرف، يعرف بجد، واحدا مثل "ديك". ولكن كيف يتأمل المرء؟
المنهج البسيط الشائع يتمثل في المانترا . أي مانترا. ببساطة قد يردد المرء مثلا الاسم، "ديك". أو الحرف الأول من الاسم، "ديك". فأي اسم، وأي حرف في أي اسم، يحدث نوعا من الذبذبة والطنين داخل الذهن. والطنين يستدعي ذكريات أو رؤى وإشراقات. فبوسع المرء أن يبدأ ببساطة بحرف الدال، يكرر الدال الأولى، مرة بعد مرة، مستشعرا كيف أن مجرد حرف الدال يرفع لسانه وينزله مرة بعد مرة دِدِدِدِدِدِدِدِدِدِ. وبينما اللسان يرتفع وينزل مع الـ دِدِدِدِدِدِدِدِدِدِ يتصور المرء "ديك". ويستشعر طبيعة "ديك" أو حضوره، هناك، على لسانك. دِدِدِدِدِدِدِدِدِدِ. طبعا قد يكون أمرا مزعجا، أن تجلس وحدك، تفكر في "ديك" وتقول دِدِدِدِدِدِدِدِدِدِ. قد يختار المرء بدلا من ذلك أن يشعر بحضور "ديك". ولكي يشعر المرء بـ "ديك" يكفي أن يغمض عينيه ويفكر: "ديك"، "ديك"، "ديك". أو ينطق بـ "ديك" سرا أو جهرا. ففي بعض الأحيان، حين يقول المرء "ديك" مرة بعد مرة بطريقة من تتوقف حياته على "ديك"، يرد "ديك". بجد. هناك هذا الشيء الذي هو "ديك قادر على النطق".

تناسخ

يحضر "ديك" ذات يوم محاضرة عن البوذية فيكشف أن كل "ديك" هو "ديك" منسوخ ... تماما كما أن دالاي لاما هو دالاي لاما منسوخ. وفيما هو مصغ، يدرك "ديك" كم أن هذا الكلام معقول جدا. ويفكر كيف من المؤكد أنه كان "ديك" من قبل وسوف يكون "ديك" من جديد ... رغم أنه أحيانا يتمنى أن يكون دالاي لاما بدلا من ذلك.
فيما بعد، يقرأ "ديك" أن الدالاي لاما قد يختار ألا يكون دالاي لاما. قد يخلع مسوحه الأرجوانية ويعلن أنه من الآن فصاعدا لا وجود لأي دالاي لاما. بل وربما يصير هو نفسه "ديك". جائز؟ هل للدالاي لاما الحق في الاختيار؟ وهل لأي "ديك"؟ يكون "ديك" أو لا يكون؟

ناماستي

كان ذهن "جين" يتشوش أحيانا من التفكير في الأمر. كيف غضبت من "ديك". كيف ينتمي "ديك" إلى دنيا مليئة بالـ ديكات من أصغر الأحجام إلى أكبرها. كيف يكمن خلف كل "ديك" "ديك" آخر. وأحيانا يستبد بها إحساس بالوحدة والغربة في دنيا فكرت أنها لم تخلق إلا للديكات وليس للجينات. لكنها عندما شكت إلى طبيبها النفسي قال إننا جميعا شبيهون بما نخافه وما نكرهه. ومن هنا قد نكون جميعا ديكات من الداخل. وحتى إذا لم نكن ديكات، فنحن ديكات. فلم القلق من الأمر؟ قولي هالو يا ديك. ويستحسن أن تقولي ناماستي يا ديك. لأنها تعني هالو يا ديك يا من أنت بداخلي، يا من أنت بداخل الجميع.


*نين آندروز، شاعرة ومترجمة أمريكية ولدت عام 1958 في شارلوتسفيل بفيرجينيا، تكتب قصيدة النثر والقصة القصيرة. وهذه القصة نشرت في عدد ربيع 2004 من مجلة ذي دل سول ريفيو



#أحمد_شافعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد شافعي - حكايات ديك وجين قصة: نين آندروز ترجمة أحمد شافعي