أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - التحررية الجماعية - الوجه الأخر للعولمة















المزيد.....

الوجه الأخر للعولمة


التحررية الجماعية

الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 01:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




الوجه الأخر للعولمة … معارك قمة جنوا
في الوقت الذي كانت وكالات الأنباء و الفضائيات تتحدث عن وقائع
قمة
جنوا للثماني دول الكبار ، و الموضوعات التي حظيت بالإهتمام في مناقشات
زعماء
القوى الإقتصادية الأهم في العالم … كانت الدماء تسيل على أرضية شوارع
تلك
المدينة التاريخية ، وفي الممرات الضيقة المؤدية إلى ميادينها
العتيقة …
و دماء الجرحى والقتلى لم تعكر صفو سير أعمال القمة ، بل
إن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني قال في تصريح مقتضب إنه حزين
على
مقتل شاب إيطالي _ ضمن المظاهرات_ رغم أن مقتله _ طبقا لبيرلسكوني _ لا
علاقة
له بالقمة !!!!!
تعددت الروايات حول ما حدث في جنوا :
المصادر الرسمية تحدثت عن استعدادات أمنية لتأمين القمة ، و عن ترحيب واسع
بالحوار مع المعترضين طالما التزموا بالتعبير السلمي ، و الطرف الأخر
تحدث عن
الجانب الذي يراد إغفاله من القصة … إيطاليا علقت نفسها من تأشيرة الشنجن
.. و
هو ما يعني عدم قدرة الحاصلين على تلك التأشيرة الأوربية لدخول إيطاليا
..
البوليس مسح كل شبر من المدينة بحثا عن متفجرات .. و زعم إبطال
بعضها .. كل سيارة دخلت إلى جنوا تم تفتيشها بعناية فائقة … كما تم بناء
حائط حديدي بارتفاع عشرين قدما حول المنطقة التي انعقدت فيها
الإجتماعات
الرسمية .. و سميت هذه المساحة المحرمة بالمنطقة الحمراء . عشرات الألاف
من
قوات البوليس و مكافحة الشغب .. و البوليس العسكري فائق التسليح " القوات
الخاصة " تم حشدها في مظاهرة رفضتها في البداية السلطات المحلية للمدينة
ثم
انصاعت صاغرة لأوامر بيرلسكوني .
و بالمقابل ، و رغم كل التضييق ، وصل إلى جنوا ما يتراوح بين المائتين و
الثلاثمائة ألف شخص للمشاركة في الاعتراض على القمة.
هذا التجمع الحاشد يضم في الحقيقة مجموعات متنوعة من طيف واسع يضم أنصار
البيئة إلى نقابات العمال ، و الفوضويين الجدد إلى
اليسار بتشكيلات مبتكرة ، و قد أفلحت أطراف إيطالية في تجميع أكثر من
ستمائة
منظمة تحت لافتة واحدة عرفت باسم
"منتدى جنوا الإجتماعي" الذي أصبح مستهدفا من الحكومة الإيطالية بصور شتى
أقلها طرد المسئول عنه من وظيفته !!!
أكثر من ستة أشهر من الإعداد لهذا التجمع الحاشد شملت الإتصالات و تنظيم
سلسلة من الندوات لأكاديميين و ناشطين بارزين حول مثالب العولمة
الرأسمالية ،
و أليات الديموقراطية المنشودة ، و البدائل المتاحة أمام الأمم الفقيرة .
الأعداد شمل التدريب على التصرف في الشارع حال اندلاع الفوضى في التحركات
الحاشدة .. مع الإلتزام بعدم استخدام العنف ، وهو شرط أساسي للإنضمام إلى
المنتدى الإجتماعي الذي أزعج بدقة ترتيباته الطرف الأمني … حتى إلتحم
الطرفان في جنوا .
# يوم الجمعة الدامي :
السيارات المصفحة تجوب الشوارع و الميادين ، و تقتحم حتى الممرات الضيقة
بين
الشوارع ، قوات مكافحة الشغب تطلق القنابل المسيلة للدموع بالهليكوبتر
على
التجمعات التي تهتف " نحن ضد العنف " ، و تضرب في وسط كل تجمع لتفريقه ،
و
المتظاهرون
ما بين خائف و جريح ، ينسحبون ثم يعود بعضهم حاملا الحجارة ليلقيها على
قوات
مكافحة الشغب .
مسيرة ضخمة من حوالي عشرة ألاف متظاهر تحاول الوصول للجدار الحديدي
للمنطقة
الحمراء ، و تهتف " هذه مسيرة سلمية " ، تتلقى النساء قبل الرجال ضربات
بالهراوات على الرأس و الجسم ، و تنحبس الأنفاس بفعل الغاز المسيل للدموع
..
و مسيرة أخرى
نسائية أقل عدد ا وصلت بالفعل ، و في هدوء علقت النساء ملابسهن الداخلية
على
الجدار الحديدي كنوع من الإعتراض و السخرية ،
و أقمن ما يشبه مسرح الشارع للغناء و الموسيقى قبل أن يتحول المشهد بسرعة
إلى
ساحة قتال من طرف واحد … الضرب بالهراوات
على الرأس و الدماء تتناثر .. حالات إختناق و قئ و فزع .. و الأدهى من
ذلك
الصدمة العصبية لأن ما يجري لم يكن متوقعا بالمرة ، و يبدو بدون مبرر
منطقي
واحد .
مظاهرة أخرى قرب الشاطئ أجبر المشاركون فيها على القفز في الماء ليجدوا
قوارب
الشرطة تقبض عليهم وسط الأمواج .
امرأة من الأرجنتين تنتمي إلى مجموعة الأمهات اللائي فقدن أبنائهن في فترة
الحكم العسكري هناك قالت : كأننا عدنا إلى أرجنتين
السبعينات !!!
الضرب شمل كل الموجودين بما في ذلك الصحفيين و المراسلين و المصورين ،
وفي أحد
الميادين جرت وقائع قتل " كارلو جيلياني "
المتظاهر الإيطالي الأعزل الذي أطلق أحد رجال الشرطة الرصاص الحي على رأسه
فاستقرت فيه رصاصتان ، ثم دهسته السيارة
الشرطية المصفحة جيئة و ذهابا … و سقطت امرأة صريعة برصاص شرطة الحدود و
هي
تحاول الدخول إلى إيطاليا ، و تتحدث بعض المصادر عن قتلى ماتوا تحت تأثير
جراحهم في أحد المستشفيات .
بلغ عدد الجرحى وفقا للمصادر المعتدلة مائة و خمسين جريحا ثلثهم من رجال
الإعلام .
# السبت … الإقتحام الكبير :
مساء السبت .. و بعد انتهاء أعمال القمة رسميا إقتحمت الشرطة المركز
الصحفي
للمنتدى الإجتماعي ، و حرصت على تحطيم كل ما وجدته من وثائق مكتوبة ، أو
مصورة
لأحداث اليومين الماضيين ، حضور أحد رجال البرلمان الإيطالي من المعارضة
حال
دون المزيد من التحطيم و الضرب الذي كان قد بدأ بحق المراسلين الذين
كانوا
منهمكين في أداء أعمالهم حين اقتحم البوليس .
المشهد الأكثر د موية كان في مدرسة "دياز" أحد مقار الإقامة المعدة
لمبيت
أعضاء المنتدى الإجتماعي ، حيث دخلت الشرطة على
النائمين لتعتدي بالضرب على كل من في المكان ، إلى الحد الذي أعاق بعضهم
عن
السير لحدوث كسور متنوعة في الأطراف ، و تم حملهم على نقالات للإسعاف في
المستشفيات … أكثر من ثلاثين عربة إسعاف قامت برحلات مكوكية لنقل المصابين
خلال
الليلة المشئومة ، و شوهدت حقائب الجثث الجلدية ، واحدة منها على الأقل
لم
تكن فارغة !!!
الهجوم كان ضاريا إلى الحد الذي دفع أحد كبار الضباط للتدخل لوقفه
بنفسه …
بعد أن أدى الغرض المطلوب منه ، و قبل أن يتحول إلى مذبحة أبشع .
و بعد ذلك تم إلقاء القبض مباشرة على المصابين الذين تلقوا الاسعافات
الأولية
، و خضعوا للإستجواب و التعذيب الجسدي و النفسي مثل التقييد بالحبال ، و
تعريضهم لصور شرائح مصورة لموسوليني و هتلر و صور عارية ، و إجبارهم على
الهتاف بحياة موسوليني !!!!
و ما زالت الملاحقات جارية بحق أعضاء المنتدى الإجتماعي ، وتهدف هذه
الملاحقات إلى سحق هذا التحالف بالتخويف و التشويه
الأدبي حتى تنفصم عراه ، و لا تقوم له قائمة مرة أخرى ، و هو نفس الأسلوب
الذي
اتبعته السلطات الإيطالية في السبعينات للقضاء على الحركات الإشتراكية
المتنامية أنذاك … و الحجة الجاهزة "ضرب العنف "
# لغز العنف الأسود :
لا يستطيع مراقب منصف أن يتجاهل مجموعة من التدابير و المشاهد التي تكمل
صورة
إحتجاجات جنوا ، الغز يتعلق بجماعة "الكتلة السود اء" ، و هي تعتمد
العنف في
مواجهة العولمة ، الدور و التكتيك و خطة التحرك لهذه الجماعة تثير العديد
من
الشبهات و التساؤلات .. علما بأن عمل هذه المجموعة كان هو الحجة لضرب
الناشطين الرافضين للعنف .. ومن مسرح الأحداث نقل العديد من شهود العيان
صورا
تدعو للريبة حول مسلك هذه الجماعة .. فقد شوهد بعض أفرادها يخرجون من
أقسام
الشرطة بصحبة بعض رجال البوليس ، و أجمع الكثيرون أن أعمال التكسير التي
طالت
بعض الشركات و حرق السيارات ، و هو ما قام به أنصار هذه الجماعة ،لم تحظ
بنفس
رد الفعل العنيف الذي وجهت به التحركات السلمية لأعضاء تجمع المنتدى
الإجتماعي
مثلا ، البعض شاهد مجموعات من هؤلاء الكتل يندفعون من سيارات تابعة
للبوليس و يختلطون بالمسيرات السلمية قبل أن ينقض رجال مكافحة الشغب
لضرب النساء و الرجال العزل بالهراوات فوق رؤوسهم .
البعض تساءل محقا كيف تسلل هؤلاء بأسلحتهم رغم التفتيش الدقيق الذي
قام به
البوليس ، و قام خلاله باعتقال الكثيرين لمجرد الإشتباه ، و تفجير سيارات
بدعوى إحتمال وجود عبوات ناسفة ، و غير ذلك من تعبئبة الأجواء ضد عنف
منتظر
ثم ضرب الإعتراض السلمي الواسع ، و ترك أنصار العنف يتحركون بحرية
أكبر
فيما يشبه التواطؤ !!!
توابع القمة مازالت جارية .. هناك مطالبة في البرلمان الإيطالي بعزل وزير
الداخلية لاستخدامه القوة المفرطة في قمع تحركات سلمية ،
و هناك تحركات مؤيدة لذلك في شكل تظاهرات أمام السفارات الإيطالية خاصة في
أوربا و أمريكا ، و هناك تقييم لدروس جنوا على الجانبين لتحسين
الإستعداد
للجولة القاد مة … و الصيحات متواترة على صفحات الأنترنت و صحف كثيرة
مستقلة
:

" لا تصدقوا الأنباء التي تقول أن القمة مرت بسلام .. لقد كانت مذبحة بشعة
، و
كابوس يفوق التصور "

و تقرير أخر يقول : " أكبر كذبة أن العولمة تعني الديمقراطية "



#التحررية_الجماعية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - التحررية الجماعية - الوجه الأخر للعولمة