أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي بداي - تضامناً مع سجّاد البرئ ضد أبيه المتوحش















المزيد.....

تضامناً مع سجّاد البرئ ضد أبيه المتوحش


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 16:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




تصدّر الأنباء الأسبوع الماضي خبر عن رجل يتوعد ويقسم على إصراره على ملاحقة سجّاد حتى آخر متر من الأرض ويبحث عن فرصة تتيح له القبض عليه ليرسله الى الحياة الآخرة في أقرب فرصة ممكنة.. هذا الرجل الغاضب ليس بقائد عسكري والمبحوث عنه المهدد بالموت ليس أرهابياً فسجّاد الذي تعرض لتعذيب جسدي وحشي من قبل والمهدد بالقتل هو طفل يافع والباحث عنه الذي عذبه من قبل ويهدده بالقتل الآن هو أبوه !
ومع أن الحادثة لا تصلح أن تكون مقياساً الا أنها تصلح كدلالة على ظاهرة موجعة تكررت في العراق خاصة بأشكال مختلفة المظهر لكنها كلها مفزعة ومهينة لشرف الإنسان وكرامته وأحاسيسه: رجل يلغم بيته بالبنزين ويحرقه على زوجته وأطفاله، آخر يستل سكين مطبخ ويذبح إبنه وإبنته ويصيب زوجته بجروح ، ثالثة تقتل إبنها لأنه لم يحفظ القرآن، إمرأة تحرق بيتها فتموت هي وأطفالها الثلاثة اليافعين .. وفي كل هذة المآسي التي لاتمت لعصر التحضر بصله يكون الطفل هدفاً وسبباً وضحية عاجزة تماماً عن مقارعة حماقة الكبار ووحشيتهم وإستهتارهم بالحياة البشرية ...فمرة يكون الطفل عالة لايجد الكبير سبيلاً لإعالتها الا بالإستئصال وأخرى مشكلة لأن الكبير غير مستعد أصلاً لتحمل مسؤولية التربية ولا عارف بما يتطلبه عالم الصغار من عاطفة وحنان وتقويم رفيق . نحن بإختصار ننتج الأطفال بلا أدنى مسؤولية وبموجب قانون الإستمرارية ليس الا ..هكذا يكبر الأولاد فيتوجب عليهم أن يتزوجوا ...ولازواج بدون أطفال فيمتلئ البيت بهم هم الذين يكبرون لكي يتزوجوا ثم لكي ينجبوا أطفالاً حتى أمسى البيت العراقي هو الأكثر إزدحاماً في الكرة الأرضية بعدد 14 شخص للبيت وبدون أدنى حساب لقدرة هذا المجمع البشري على إعالة سكانه ولا لإستعدادهم النفسي للتعامل مع بعضهم ...إنها دورة بؤس وفقر وتخلف معادة ومكررة دون أن يتدخل أحد . دورة تخلف تكشفنا نحن الذين نعيش في القرن الحادي والعشرين متخلفين حتى عن أسلافنا الذين عرفوا قبلنا أن أساس إستقرار العائلة هو قلة عيالها بما يتناسب مع قدرتها فتحديد النسل قديم عند العرب من جهة الحاجة الى تقليل العيال تفادياً للفقر، وهم من الأمم القديمة التي أقرت تحديد النسل وإستندت اليه وفقاً لمسوغات بعضها إقتصادية. والعرب، بعد الفراعنة هم أول من إستعمل وسائل منع الحمل . وجواز منع الحمل منصوص عليه في الحديث وتبناه الغزالي ودافع عنه ضد بعض رجال الدين وتعج كتب التراث بالقصص والأحاديث التي تتحدث عن ضرورة الحكمة في الإنجاب : سئل حكيم بن حزام من وجوه قريش ماالمال؟ قال: قلة العيال وفي نهج البلاغة لعلي بن أبي طالب: قلة العيال أحد اليسارين أي أن لم يملك المرء المال فيساره هو قلة عياله. ورؤي سفيان بن عيينه على باب الخليفة فقالوا: ما هذا مكانك؟ فقال وهل رأيتم ذا عيال أفلح؟ وشوهد أحمد بن هشام، وهو يبني داره ببغداد:فقيل له إذا أراد الله ذهاب مال رجل سلط عليه الطين والماء. قال: لا، بل إذا أراد الله ذهاب مال رجل جعله يرجو الخلف! والله ما أهلك الناس، ولا أقفر بيوتهم، ولا ترك دورهم بلاقع إلا الإيمان بالخلف .

مشكلة كثرة الناس، مشكلة عالمية ملحة للغاية حيث يزداد سكان الأرض بإستمرار وسيصل هذا الإزدياد في المستقبل المنظور إلى حد هائل يصعب معه توفير الغذاء ومتطلبات الحياة البشرية الأخرى لهذا العدد الهائل من السكان خاصة في البلدان النامية التي يتكاثر سكانها عشوائياً وبدون أدنى تخطيط أو حساب لتناسب النمو السكاني مع الموارد. فمن بين 7 مليارد إنسان هم سكان الأرض حالياً مليار واحد من البشر يذهب الى النوم جائعاً بسبب الفقر ويتركز هذا المليار في البلدان النامية ومعظمها من البلدان الإسلامية كبنغلاديش وباكستان وإندونيسيا والبلاد العربية و يمثل النموالمتعاظم في عدد السكان المشكلة الرئيسية للبيئة فهو يحدث آثاراً موجعة فيها كما أن أثر أي مشكلة بيئية أخرى يتناسب بلا شك ،مع حجم الزيادة في عدد السكان. وقد رافقت الزيادة الهائلة في السكان مرحلة التقدم العلمي حيث يؤكد البروفيسور "ستيفان هاوكنغ" إن سكان العالم قد زاد خلال الفترة مابين العصر الحجري والقرون الوسطى بضعة مئات من الملايين ، لكن عدد السكان قد زاد في الفترة المحصورة بين عام 1500 حتى الوقت الحالي بوتيرة حادة ليبلغ الأن7 مليارد إنسان ويستطرد هاوكنغ ليؤكد تضاعف سكان الأرض بعد فترة الأربعين سنة القادمة إستنادا الى نسبة الزيادة السنوية الحالية البالغة 1.9%. وقد تضاعفت الكمية المستهلكة من الطاقة الكهربائية خلال القرن الواحد أكثر من ثلاث عشر مرة . ويرى هاوكنغ إن التزايد السكاني المستمر سيؤدي الى أن تتحول الكرة الأرضية بفعل الحرارة المنتجة على سطحها الى كرة حمراء.
كما كان العالم البريطاني فرملن توقع من قبل أنه إذا إستمر النمو السكاني في معدله الإنفجاري ، فإن عدد سكان العالم سوف يصل بعد 900 سنة إلى 60 مليون بليون نسمة أي أن الكثافة ستصل إلى 100 شخص في المترالمربع من سطح الأرض على اليابسة وا لماء على حد سواء .أي أن مثل هذا العدد الغفير من الناس يمكن إسكانه في عمارة مؤلفة من 2000 طابق وتغطي قاعدتها كوكبنا بتمامه ويحتوي الألف طابق العلوي على الأجهزة والمعدات اللازمة لتسيير وإدارة هذا المبنى المزدحم السكان بينما تشغل الأنابيب والأسلاك والمصاعد وغيرها نصف حيز الفراغ في الألف طابق السفلي وهذا سيترك ثلاث أو أربع أمتار لكل شخص.
وحسب وزارة الإسكان العراقية فان هناك أكثر من 450000 عائلة بدون سكن في العراق ، وقدرت دراسة اكاديمية اجريت عام1995 ان العوائل التي لا تملك سكنا خاصا بها تشكل أكثر من 63% من سكان العراق..

و أفاد تقرير الجهاز التابع لوزارة التخطيط والتعاون الأنمائي في العراق ان “عدد سكان العراق كان (4,8) مليون نسمة عام 1947 ،ثم ارتفع الى (6,3) مليون نسمة عام 1957 أي بمعدل نمو قدره (2,68%) للمدة (1947 – 1957) ثم ارتفع بعدها الى نحو (12) مليون نسمة عام 1977 و(16,3) مليون نسمة عام 1987 أي بمعدل نمو سنوي مقداره (3,1%) للفترة (1977 – 1987) ثم ارتفع الى (22) مليون نسمة عام 1997 وبمعدل نمو قدره (3%) للفترة (1987 – 1997)”.وبلغت تقديرات سكان العراق لسنة 2007 29682 مليون نسمة. فمن أين لاية دولة مهما كانت مواردها موهبة اللحاق بهذا الزحف البشري الهائل وتجهيزه بالمساكن والمدارس والمستشفيات ؟
ان من المهم جداً التأكيد على ان هذه الزيادة السكانية الهائلة المنفلتة، ستضع البلاد على حافة الفقر في كل شئ، اذ ان النمو السكاني المتناسب مع الموارد وامكانات الخدمات هو الذي سيكون عامل تطور اما مايحصل في العراق ومعظم البلاد العربية والنامية فهو انفجار سكاني غير محسوب العواقب، حيث يزداد السكان في العراق بمقدار يقارب العشرة ملايين كل عقد في حين يزحف التصحر على معظم الأراضي الخصبة وتقل واردات المياه من دجلة والفرات ويتراجع مستوى التطور الإجتماعي الى مستويات متدنية . فالى أين نحن سائرون ؟ هل نبقى نضخ أطفالنا الى الشوارع ونحملهم مسؤولية حماقاتنا وفشلنا الحياتي وإنكساراتنا النفسية ونطاردهم ونتوعدهم بالقتل مثلما يطارد أبو سجاد سجادا؟



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليتك ما إستشهدت ياأبا عبد الله
- حاجتنا لحزب وطني يساري ، سرّي، ويُخيف!
- إنظروا كيف سيخرب الإسلاميون مجتمعنا
- مزعجون أينما حللنا
- أنا وصدام والكويت
- شعب نائم يستحق هذه العمائم
- جائزة التحرر من الإتفاقات لنوري المالكي
- مابعد المزعطة
- خفايا حصول الشهرستاني على -جائزة التحرر من الخوف-
- رؤية شخصية لماضي وحاضر الحزب الشيوعي العراقي
- العلاقة بين السيدة -سيبيلا ديككر- و-نوري المالكي -
- حيرة العراقيين بين القمة والقمامة
- 69 عام ..عمر الدكتاتور القاتل
- يالها من مزعطة!
- ياصاحب أشرف العمائم
- حوار حول الاقليات
- صديقتنا أمريكا
- سياسة اللجوء الأوربية.. أسئلة حائرة
- أخلاق اليساريين - بمناسبة محاولات بعث الروح في الصدام اليسا ...
- مأزق الديموقراطية العراقية و الثورات العربية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي بداي - تضامناً مع سجّاد البرئ ضد أبيه المتوحش