أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - المحجوب حبيبي - الاصلاح التربوي... أي مدرسة لأية آفاق















المزيد.....

الاصلاح التربوي... أي مدرسة لأية آفاق


المحجوب حبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:11
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


الإصلاح التربوي التعليمي
أي مدرسة؟ لأية مهام؟
الميثاق ومسارات الإصلاح أية علاقة؟
ونحن نلج النصف الثاني من العشرية الأولى التي تم تحديدها مدخلا للإصلاح التربوي التعليمي، على ضوء معطيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين...أريد أن أؤكد بداية على أنه من الأخطار الكبرى التي تواجه أي إصلاح هو وقوعه في أسر الاستحكامات البيروقراطية، والمعالجة التقنوقراطية التي تطبعه بالاختزالية والتبسيطية، حيث تتحول مختلف القضايا والمشكلات التربوية المعقدة إلى تكميمات وأرقام... أو وقوعه في مجاهل اللامبالاة واللامسؤولية، تلك المترتبة عن مخلفات مناخ عدم الثقة والهاجس الأمني، الذي ظل يغذي الأزمات المتتالية التي عرفها النظام التعليمي والتي أبقت على عناصر الكبح والتراجع، كامنة فيما تراكم من أعراف وممارسات وصولية وانتهازية، أصبحت تشكل خطورة داخلية على الفعل التعليمي وأفادت بشكل كبير عن وعي أو غير وعي عملية كبح الدينامية الاجتماعية وعيا ومعرفة...
وإذا كنا متخوفين من سيرورة هذا الإصلاح وتطوراته البطيئة، وما تحقق على مستوى التدبير والتسيير، وما مستوى النتائج الأولية الملموسة؟ وهل ما تم إنتاجه لحد الآن، أي إلى حدود الدخول المدرسي 04 /05 يعكس المبادئ والاختيارات التي رسمها ميثاق التربية والتكوين والمتمثلة في تكافؤ الفرص وتحقيق جودة المنتوج التربوي التعليمي على أساس تطوير الأداء البيداغوجي والديداكتيكي تعلما وتقويما ودعما... وهل نحن على طريق وإصلاح البرامج والمناهج وفق مقتضيات تجيب عن حاجيات مجتمعنا ومتطلباته في التحديث والتنمية والتطور...
إن الاختيارات والمبادئ المرحلية التي يعبر عنها الميثاق ـ وإن كنا نختلف مع بعض مرجعياتها ـ فإننا بقدر ما ننتقد ما هو سلبي وملتبس منها، لا يمكننا إلا أن نمارس في إطار ما توفره من (نوايا وإمكانيات واختيارات) للفعل ميدانيا ومن خلال وظيفتنا أولا ومن خلال تنظيمات المجتمع المدني التربوية والثقافية ثانية حتى تتحقق تلك الاختيارات واقعا ملموسا، لأن الإصلاح التربوي التعليمي هذه المرة ينبغي أن يصبح مطلبا شعبيا ملحا، لا يقبل إرجاء ولا انتظارا...
وينبغي أن أشير إلى أنه ليس فقط بتوفر ميثاق وطني للتربية والتكوين، بغض النظر عن مستوى المبادئ والاختيارات وسلامتها، وما تعبر عنه من طموحات وتطلعات وغايات...
وبغض النظر عن انتقادات المعارضين لتلك الاختيارات والمبادئ التي يروجها الميثاق... فإن ذلك كله لن يكون كافيا ليتم إصلاح التعليم هكذا فقط لأن النوايا المعبر عنها تدعي ذلك، فالميثاق كأي مرجعية لا ينطق بلسان كما يقال، إنما تنطقه مجموعة عوامل أذكر منها:

1 ـ القرار السياسي الواضح والمحدد...ويشمل فيما يشمل القيادة السياسية التربوية الواعية والمسؤولة والمتمثلة لكنه فلسفة الإصلاح مبادئ واختيارات واحتياجات آنية ومستقبلية والساهرة بحرص تسييرا وتدبيرا، على تحقيق الإصلاح التربوي...

هيئة استراتيجية الإصلاح: وتتشكل من أطر تربوية وعلمية أكاديمية ذات خبرة ومراس تربوي مشهود به. وهي بنية هرمية تمثيلية للأقاليم والجهات، على مستوى عال من التنسيق... وموصول بالقيادة السياسة التربوية وفق خطة تنظيمية دقيقة.
وهيئة الاستراتيجية هذه هي من جهة هيئة وطنية مركزية تهدف ترجمة المبادئ والاختيارات الفلسفية إلى خطط وهندسيات قابلة للأجرأة والتطبيق، سواء على مستوى المناهج أو التكوين أو التتبع والتقويم وفق خطة وطنية شاملة وموحدة ذات (جدع مشترك)... وذات فروع تراعي ذلك التنوع الذي تقضيه بعض المتغيرات الجهوية الثقافية والبشرية والتنموية ...
وهي من جهة ثانية ذات تمثيلية وامتداد بحضورها الفعال بالجهات والأقاليم كهيئة للقيادة والتأطير بحيث تكون من مسؤولياتها الإشراف على تكوين وتحيين ورسكلة وتعبئة الأطر الميدانية، وإشراك جميع المعنيين فعليا في الإصلاح التربوي التعليمي، واتخاذ الإجراءات المناسبة بالسرعة والفعالية...من أجل تحويل ونقل الإصلاح من مستواه العام إلى مستويات أكثر خصوصية أي أن يصبح الاصلاح هم مؤسسي وهم مجتمعي...
الأطر الميدانية الواعية والمعبأة والتي تتلقى عبر وسائط متعددة وتفاعلية حاجياتها التكوينية وأقصد بذلك الإدارة وهيئة التدريس بمختلف مستوياتها وممثلي المجتمع المعنيين بالتربية والتعليم...
التنسيق بين مختلف هذه الأطر بشكل مستمر وعبر أقنية ووسائط مشغلة بشكل دائم ووفق استراتيجية واضحة ومحددة... وذلك بواسطة:
ـ عناصر الإشراف المباشر والتتبع من مشرفين تربويين وموجهين ومخططين... وعناصر الإنجاز والشراكة والمساهمة من مديرين ومنسقي الفرق التربوية ومنسقي المجالس وآباء وأمهات وممثلي المجالس والهيئات والسلطات...
ـ فرق التتبع والتقييم والمعالجة وتتكون من مشرفين ...
هذه الاستراتيجية ينبغي لها أن تتحقق من منطلق مشترك وأساسي قوامه:
ـ الربط الجدلي بين الديموقراطية المجتمعية وديموقراطية التربية.
ـ التعليم والتربية من الحقوق الثابتة لبناء مجتمع المعرفة...
ـ التعليم استثمار لتحقيق التنمية...
ونحن كمجتمع وكأمة نواجه في هذه المرحلة وضعا عصيبا بفعل التغيرات التي يعرفها العالم من حولنا والتطورات المتلاحقة التي تحصل بفعل تأثيرات العولمة والتي تقودها ثورة تحكمية معرفية وتكنولوجية واقتصادية ومعلوماتية وبيوجنيتيكية وعسكرية... وبقيادة ليبرالية متوحشة تستهدف قهر إرادة الأمم والشعوب، عوض أن تمد الجسور مع تلك الشعوب لأجل إقرار نظام دولي معمم عادل وإنساني وديموقراطي بنبذ كل أشكال القهر والاستغلال، مبني على قاعدة الشراكة والندية واحترام اختيارات الشعوب وتطلعاته للحرية والديموقراطية ...
الإصلاح ضرورة للوجود والبقاء الكريم:
لاحظنا جميعا كيف أنه منذ بداية القرن الحالي وعلى وقع الهزات التي عرفها العالم بفعل سقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة...شرعت العديد من الدول متقدمة ومتخلفة في إصلاح منظوماتها التربوية، وكلها تعلن أن هذه الإصلاحات ستكون جذرية وعميقة وواسعة، ـ وكأنها وجدت نفسها أمام آلات أصابها العطب دفعة واحدة ـ وشملت المراجعة:( المناهج والبرامج والكتب المدرسية والبيداغوجيات من طرق وأساليب ووسائل ووسائط ومعدات وبرامج التكوين الأساسي والمستمر للأطر، ونظم التقييم والتتبع والمعالجة والدعم، وقواعد التخطيط والتدبير والتسيير في القيادة والتأطير، كل ذلك لأجل تحقيق جودة تربوية بمقاييس ومعايير محددة...) ولقد عكس مؤتمر دكار سنة 2000 هذا الاهتمام بالنسبة للشعوب الثالثية معلنا التربية حق للجميع وانعقدت مؤتمرات قارية وجهوية وإقليمية تداولت في الموضوع وبحدة، إلا أن عوامل أخرى تدخلت لتلقي بثقلها وبخاصة أحداث 11 من سبتمبر والتي كانت سببا في طرح مجموعة من الأسئلة على الأنظمة التعليمية القائمة في البلدان العربية...بل رجعت بهذه المجتمعات إلى الوراء إلى السنوات العجاف. فالإجراءات المتخذة في إطار ما سمي الحرب على الإرهاب تجاوزت الحدود المقبولة، وتسببت في استنان العديد من القوانين الحادة من الحريات، كقانون محاربة الإرهاب وما إلى ذلك من تدخلات استعمارية وقمعية شديدة الوطأة...

المدرسة ومجتمع المعرفة:
إذن نحن أمام حالة وجود تمثل المعرفة عصبه فهل ستضطلع مدرستنا بدورها في بلورة مجتمع المعرفة الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط الإنساني ( الاقتصاد والمجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة وصولا إلى الارتقاء بالحياة الإنسانية...) لأن المعرفة هي سبيل بلوغ الغايات الإنسانية. وهي محرك قوي للتحولات الاقتصادية والاجتماعية...وهي السبيل للحية والعدل والمساواة...وثمة ارتباط بين المعرفة والقوة الإنتاجية للمجتمع، ويتضح هذه الصلة بين المعرفة والإنتاج بأجلى صورها في الأنشطة الإنتاجية ذات القيمة المضافة العالية التي تقوم على الكثافة المعرفية...والمعرفة أصبحت تحدد مستوى تنافسية الدول على الصعيد العالمي...
إذا كانت هذه هي قيمة المعرفة التي لم تعد تضاهيها قيمة فأين نحن منها؟
فهي عانت عندنا وتعاني من شح الإمكانيات المتاحة للأفراد والأسر والمؤسسات...
كما أنها كانت عرضة للتضييق والمحاصرة...
فالعملية الأساس لنشر المعرفة ونقصد الفعل التربوي التعليمي التعلمي: (تنشئة وتربية وتعليم وتكوين وبحث وإعلام وترجمة...) عرفت العديد من الأزمات وصلت حدود المأزق. وكان من نتائج ذلك قصور فعالية هذا المجال على تهيئة المناخ المعرفي المجتمعي اللازم لإنتاج المعرفة.
فالتربية تعتمد التسلط والتذبذب والعادات والأعراف عوض المعرفة العلمية.
الأسرة باعتبارها نتاج هذه التربية متسلطة بحمايتها الزائدة
نمو طفل أو تلميذ هذه التربية يتسم بالسلبية، وضعف مهارات اتخاذ القرار في الممارسة وأسلوب التفكير، متوج هذه التنشئة إنسان تعوذ منذ صغره على كبح السؤال والتساؤل وبالتالي الاكتشاف والمبادرة والإبداع ...
الوضع التعليمي متواضع مقارنة مع إنجازات دول أخرى في العالم النامي ومقارنة باحتياجات التنمية الإنسانية.
لا زال التوسع يعرف تذبذبا بسبب ارتفاع معدلات الأمية الأسرية حيث تتفشى الظاهرة أكثر بين الإناث...ولازال هناك أطفال محرومون من حقهم في التعليم...
تتدنى نسب الالتحاق بالمراحل الأعلى من التعليم بصفة عامة وبالنسبة لأطفال الوسط القروي وبخاصة منهم الإناث.
تتقادم الباكالوريا في بلد كالمغرب حيث يحرم العديد من الشباب من تعليمهم الجامعي متى أرادوا مثلا معاودة التسجيل...
يتناقص الإنفاق على متطلبات التعليم من بنايات وتجهيزات أساسية ووسائل ومعدات وأجهزة...وبخاصة منذ سنة 1985.
تردي نوعية التعليم، الأمر الذي يقوض واحدا من الأهداف الأساسية للتنمية الإنسانية وهو تحسين نوعية الحياة للبشر وإثراء القدرات المجتمعية، فماذا كانت النتيجة؟؟
نأخذ مثالا واحدا يتعلق بالقراءة والكتابة، فلا أحد يجادل في الضعف القرائي المتفشي بين المتعلمين يصل حالة الحبسة والعي، فالأغلبية الساحقة مصابة بتعب قرائي.
كثيرون هم المتخرجون الذين لم يقتنوا كتابا منذ تخرجهم أو توظيفهم.
هناك من يقتني الكتاب أحيانا لكنه لا يقرأهن وإذا بدأ القراءة، توقف عند الصفحات الأولى.
في العالم العربي كله حوالي 33 جريدة لكل 1000 مواطن مع إدخال جرائد البترودولار مقابل ما يزيد على 300 جريدة لكل 1000 مواطن في الغرب.
18 حاسوب لكل 1000 مواطن مقارنة مع 150 حاسوبا لكل 1000 مواطن غربي وتقدر نسبة مستخدمي الإنترنيت عندنا ب 1.6في المئة .
لكل مليون من السكان في الوطن العربي أقل من كتاب في السنة، يقابل 519 كتابا لكل مليون من السكان في المجر، و920 كتاب للمليون في أسبانيا.
ناهيك عن ضعف الإنتاج العلمي، وبخاصة في العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية بفعل القيود الكثيرة على حرية التعبير الفكري، وهكذا تتدخل السياسة والقوانين المتصلة بها بشكل مباشر أو عبر قنوات تعتمد سلطة ما للمصادرة والمنع...ويكبل حتى الإبداع الذي من المفروض أن لا يقوى عليه رقيب كما يقال.
عدد الكتب المنتجة عربيا لم تتجاوز نسبتها 1،1 في المئة من الإنتاج العالمي، رغم أن الناطقين بالعربية يزيدون عن 5 في المئة من سكان العالم، ولم يمثل الإنتاج الأدبي سنة1996 إلا 0.8 من الإنتاج العالمي وهو أقل مما أنتجته دولة كتركيا وتمثل الكتب الدينية من هذا المنتوج حوالي 20 في المئة ...

ويعتبر إحياء المدرسة وإنهاضها لتلعب دورها الأساسي للخروج من المأزق، مطلبا جوهريا، يواجه تحديات خطيرة، ففي المدرسة تتقاطع وتتكامل، أو تتناقض وتتنابذ المكونات الرئيسية للنظام التربوي التي أذكر منها:
ـ مستوى وعي السياسة التعليمة والمبادئ والاختيارات ومتطلبات المرحلة، ويتأسس هذا الوعي على المواطنة والروح الجماعية والتعبئة والتشارك والتكامل...
ـ ثقافة المربين وقدراتهم وخبراتهم المهنية وإبداعهم...
ـ شروط العمل وصيانة الحقوق والعدل والإنصاف...
ـ المناهج من حيث المضامين والمحتويات...
ـ المنهجيات الطرق والأساليب والعلاقات...

وأمام هذه الأوضاع المثقلة بالمعيقات المتراكمة والحابلة بالمستجدات والمتغيرات، وأمام الحاجة إلى استثمار المقدرات الفكرية والإبداعية والإنتاجية للإنسان، تصبح التربية والتكوين الملاذ والمطلب، ولكن ليس أي تربية وليس أي تكوين، لأنهما يمارسان ومنذ مدة ليست باليسيرة، ولمّا تزال الأوضاع تراوح مكانها، بفعل الانحسار الذي عرفته الدينامية الاجتماعية ردحا من الزمن، لذلك يتم التركيز على إصلاحات جوهرية تستهدف في شق منها تجنيد مختلف الإمكانيات المتاحة قصد تمكين هيئة التدريس من تحسين جودة التربية، بما يستجيب للمتطلبات والحاجيات الملحة.
وإذا كانت الاصلاحات عندنا غالبا ما تنتهي عند نفس النقطة التي انطلقت منها، دون أن تحقق الأهداف المرسومة لها، فذلك يعود في جانب منه إلى عدم استجابتها للحاجيات والمتطلبات الملحة، وعدم استهدافها أولا للمعنيين بإعداد الثروة البشرية الجديرة بتحقيق تلك التنمية بمفهومها الواسع، بالتكوين والتحيين، ولم يكن مجرد البحث عن نماذج لأنظمة واستنساخها بكاف لسبب بسيط وهو أن عوامل التطور وشروط توطين تلك البرامج والتصورات والأفكار لم تكن قائمة على مستوى الواقع، ولذلك لم تعطي النتائج المتوقعة منها، لحصول التناقض والتنابذ بينها وبين الواقع... وما يترتب على ذلك من مقاومة.
ولقد لوحظ أنه منذ عقد خلا أن الإصلاحات التي تم تصميمها وإقرارها من طرف العديد من السلطات التربوية بالبلدان المتقدمة تركز على تحسين الجودة والفعالية التربوية مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه العملية مستديمة ولا تقف عند حد؛ مع استحضار مختلف المتطلبات التمويلية. لكن هل مجرد الإقتداء بهذا النموذج أيضا سيكون إشكالية توقع طموحنا فيما وقعت فيه الإصلاحات السابقة؟ لا نعتقد ذلك لسبب أساسي وهو أن هناك قناعة حول ضرورة تحسين جودة التربية إذا تم تدعيمها بالوعي والتعبئة وبفعل الاعتياد على الممارسة الديموقراطية، ومواجهة مختلف التحديات بإرادة صادقة، فإنها ستصبح مطلبا جماهيريا حيويا له تنظيماته ووسائل دفاعه ومقاومته...

وحتى يتحقق ذلك المطلب وتصبح التربية مسؤولية مشتركة بين هيئة التدريس وباقي الفاعلين بل وكل المجتمع، على المدرسة أن تلعب دورا تحريضيا من خلال صيغ الشراكة ومن خلال جمعيات الآباء والجمعيات التربوية والمهنية لكن قبل هذا وذاك نعتقد انه ينبغي أن يبدأ الإصلاح الداخلي بتركيز الوعي والتعبئة في أوساط المربين إشرافا وإدارة وأساتذة ليضطلعوا بمسؤولياتهم الجسيمة المرتبطة بالإصلاح تلك التي نصوغها في الأهداف التالية:
ـ أن يدرك المربون مستويات التأثير التي يحدثونها من خلال ما يروجونه من قيم تربوية في نفسيات وعقول المتعلمين والتي تشكل مواقفهم وتصوراتهم ورؤاهم للمعرفة والعلم والسلم والتسامح والتعاون...
ـ أن يعي المربون أن الكفايات التي يحصلها التلاميذ من خلال التعليم والتعلم لها امتدادات على مستويات تشغيل قدراتهم العقلية، وتنمية ذكائهم وإكسابهم قدرات التحويل المعرفي والمرونة والتنمية الشاملة لشخصياتهم وبالتالي تنمية مجتمعهم على كافة المستويات.
ـ أن يدرك المربون أدوارهم البيداغوجية في تنمية القدرات العقلية والمنطقية والنقدية وسواها من القدرات من خلال تجارب وتداريب وتمهيرات تربط بين النظري والتطبيقي.
ـ أن تعي هيئة التدريس أن الطرق والمنهجيات التقليدية لم تعد كافية لمواكبة التطورات الحاصلة في المجالات المعرفية حيث انه أصبح من المطلوب مد الديداكتيك بمعطيات التقنية المعلوماتية والتواصلية وما توفره من إمكانيات لتحسين الجودة التربوية.
ـ أن يؤمن المربون بقيمة الإنسان وتنوع قدراته وذكاءاته.
ـ أن يؤمنوا بالرغم من الفروق الفردية وتنوع القدرات، بالحق في تكافؤ الفرص وبالمساواة بين المتعلمين في الحقوق والواجبات...
ـ الإيمان بجدلية مصالح الفرد والمجتمع.
ـ الإيمان بالقيمة المركزية للتربية والتكوين.
ـ إدراك مخاطر أي تهاون في أداء الواجب أو تلاعب بقدرات المتعلمين وما يفضي إليه ذلك من مخاطر لها انعكاسات جسيمة على النمو السوي للمتعلمين...

ومن هنا ينبغي أن نجدد طرقنا في اختيار وتكوين الأطر على قاعدة الإنتاجية والجودة والإبداع بل أن يوضع الإبداع في المكانة المستحقة، وضروري أن يلعب الإشراف كقيادة دوره ليساهم في قيادة الإصلاحات التربوية بالفعالية والسرعة الضروريتين، وفي حل العديد من المعضلات المتراكمة وأن يتوازى ذلك مع تعبئة مختلف الموارد المادية والبشرية وتجهيز المؤسسات المدرسية بالمعدات الديداكتيكية والمعلوماتية اللازمة, وكذا تقوية الطابع العملي والتطبيقي للدراسة, كما نص على ذلك الميثاق في المادة 169 فالدولة اختارت أن تكون داعمة للتعليم بالتأكيد على مبدأ المجانية. من هنا وجب ألا ينحصر دورها في توسيع دائرة المتمدرسين الحاصلين على الإعدادي فقط, وتخفيض نسبة الأمية. بل ينبغي أن تفتح آفاق وتتحمل مسؤوليتها كاملة... إذ لم يعد من المسموح به التضحية بمتعة التعلم والحق في المعرفة حتى يستمر كبح زمام التطورات المجتمعية الغير المرغوب فيها).



#المحجوب_حبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهاج المقومات البيداغوجية والديداكتيكية
- الطفولة المشردة من المسؤول؟؟
- حول الاصلاحات التربوية التي يعرفها المغرب
- قراءة في مسودة قانون الأحزاب


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - المحجوب حبيبي - الاصلاح التربوي... أي مدرسة لأية آفاق