أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رامي الغف - عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث في حوار خاص وشامل















المزيد.....


عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث في حوار خاص وشامل


رامي الغف

الحوار المتمدن-العدد: 3973 - 2013 / 1 / 15 - 00:08
المحور: مقابلات و حوارات
    


عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث في حوار خاص وشامل

* احتفال الانطلاقة مهداه للأرض والقدس والأسرى واللاجئين ولكل الفلسطينيين.
* إننا في سفينة واحدة، ولا بد للجميع من التعاضد والتعاون لنستطيع الصمود والعبور بالوطن نحو بر الأمان.
* نحن نثق أن صمود شعبنا الفلسطيني سينتصر في معركة البناء والتحرير وإقامة دولة المؤسسات.

حاوره / رامي الغف


يعيش الشعب الفلسطيني حالة مخاض آلامها عسيرة، وصورتها الكاريزمية جدا مثيرة وقاتمة، وهي تسير نحو منعطف خطير من منعطفات الحياة السياسية والاقتصادية وكذا الاجتماعية المشوبة بالغموض والضبابية، فلا تزال حالة العراك السياسية بين حركتي فتح وحماس والانقسام بين شقي الوطن تلقي بشظاياها ولهيبها في هذه المرحلة الحساسة في التاريخ الفلسطيني، وخصوصا بعد إصرار القيادة الفلسطينية على إتمام ملف المصالحة وإنهاء الانقسام، إضافة إلى تدني مستوى المعيشة والفقر المدفع في الأراضي الفلسطينية، وحالة التجازبات والإتهامات والمناكفات بين هذا التنظيم أو ذاك، وعدم وضوح الرؤية فيما يخص تشكيل حكومة كفاءات وطنية، وإضعاف الاقتصاد الفلسطيني، وفرض الحصار الإسرائيلي وحجز الأموال والمستحقات المالية لصالح الحكومة الفلسطينية، كل هذه القضايا وغيرها نطرحها على عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث مسئول العلاقات الدولية ومسئول حركة فتح في قطاع غزة من خلال هذا الحوار الخاص والشامل.
وهذا نص الحوار:

* الأخ نبيل شعث من الشخصيات الفتحاوية المشهورة بالتحليلات السياسية وبقراءة التاريخ الفلسطيني ويعتبر من احد أكبر رجال فتح في هذا الخصوص، ويحمل من الحضور ما يفتح الأبواب الموصدة أمامه في كل الاتجاهات، كيف يقيم لنا الأخ نبيل شعت الحالة الفلسطينية والتي تعصفها النوات والدوامات السياسية والغير سياسية من كل جانب؟

حقيقة لا يخفي على أحد إن الخطر ما زال ماثلا أمامنا كفلسطينيين، وإن حلقات المؤامرة ما زالت مستمرة ليس على صعيدنا الخاص، بل على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية، وقد أصبحنا فعلا على شفير هذه المواجهة بغض النظر عن التسميات، وعن آفاق الرؤية لما يحدث أو ما يمكن أن يحدث تاريخيا.
ومما لا شك فيه أن مدى ما نتمسك به من استحقاقات في الأرض والاستقلال، وفي تحرير الإنسان والأرض هو الأساس لميزان قوتنا المضافة إلى قوة الروح الفلسطينية، لذلك لا نبالغ لو قلنا أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يشل قوتنا وأن يضعفنا على كل المحاور، لأن ذلك هو الكفيل بالانتقاص من أجل الإنجازات المحتملة لنا، وزيادة ما يستولى عليه من حقوقنا، ومن الأساس هنا التركيز على التكامل والتنسيق فيما بين الكل الفلسطيني "قيادة وحكومة وشعب وفصائل وطنية وإسلامية" في نطاق دوائر الوضع الذاتي جميعها، حيث يجب أن لا تتضارب المجهودات أو تتناقض أو يكون بعضها على حساب البعض الآخر، فليس من حق أحد هنا أن يقع في الخلل، وليس من حق أحد هنا وهناك أن يضعف وتائر الصمود والتحدي ورص الصف الوطني الفلسطيني، وليس من حق أحد أن يخل بمسيرة الوصول إلى هدف إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة اللاجئين وتحرير أسرانا وحماية مقدساتنا هنا وهناك.

* ما هي أفضل السبل لإنقاذ الحوار الوطني الفلسطيني ومسيرة المصالحة؟ وهل من آفاق لإنهاء الخلافات وحالة الانقسام وتشكيل حكومية وحدة كفاءات وطنية؟

إن الوحدة الوطنية هي الأساس كما نؤكد هذا في كل مناسبة وغير مناسبة، وينبغي أن تبقى الأساس وخندق صمودنا، إن دولة فلسطين اليوم بكلها وبشعبها وبقيادتها وبحكومتها وبفصائلها لابد وأن يقفوا كلهم صفا واحدا وجسدا واحدا لمواجهة هذه التحديات الجاثمة أمامهم من العدو الصهيوني والإمبريالي العالمي، والعمل سوية بروح الوطن الواحد, فهكذا هي الأخلاق الفلسطينية، وهكذا هي صفات شعب فلسطين العظيم, الشعب الذي صفحات تاريخه وحضارته منذ مئات السنين أثبتت وتثبت إنه شعب الجبارين لا يقبل إلا أن يكون رقم صعب وفوق القمة دائما, لذلك نحن نثق أن صمود شعبنا وتضحياتهم ستنتصر، ولكن بوحدتهم الوطنية سيختصرون الكثير من التضحيات وسيساهمون في اختصار الوقت وتعزيز النتائج، فالبرنامج الوطني الذي تضعه حركة فتح والذي تطرحه وتنتهجه منذ زمن طويل على أن طاولة الحوار يجب أن تكون الفيصل لإنهاء أية أزمة وطنية وسياسية، على أن توضح الاتفاقات وسقوفها الزمنية وطبيعة المراد منها، لكن ما هي النتيجة!!! لم نجد أي استجابة حقيقة من البعض في القوى الوطنية والإسلامية، فالتمسك بالرأي بين الأطراف وإن كان خاطئا كانت هي السمة الغالبة، بل أن دعوة الجلوس إلى طاولة الحوار الجدي الذي دعا لها الأخ الرئيس محمود عباس بصدق عشرات المرات اصطدمت بصخرة المستحيلات، وجوبهت بالتذمر من طرح مبدأ الحوار كأصل في حل الإشكاليات القائمة، لأن البعض يؤمن بتحقيق المكاسب بأي طريقة كانت حتى لو انتهت الأمور بكارثة وليس هناك أصدق من كلمات الأخ الرئيس الذي شخص العلة والدواء بحديثه الدائم الواضح ( أن لا طريق آخر لحل المشاكل العالقة سوى طرح المسائل على الطاولة وإنهاءها بشكل يضمن مصالح جميع الفلسطينيين، فتساؤلات الأخ الرئيس كانت واضحة ومشروعة حين يتحدث بمناسبة وغير مناسبة قائلا (أرشدونا إلى طريقة أخرى لحل مشاكلنا سوى الحوار.. وان لم يكن الحوار هو السبيل فأي طريقة نأخذ وأي منهج نسلك فإن كان لكم طريقة مجدية أخرى أرشدونا إليها ودلونا عليها لنمضي معكم في حل هذه المشاكل).
إن المبدأ واضح ولا يحتاج إلى تأويل وتحاذق من هذا الطرف أو ذاك، المهم أن توجد النية الصادقة لإنهاء كافة الأزمات ببحثها وتفكيكها ووضع الحلول بشأنها، بدل انتهاج خطاب التخوين والمزايدات، وفلان أفضل من فلان وحركة سين أكثر وطنية من حركة صاد، إننا في سفينة واحدة، ولا بد للجميع من التعاضد والتعاون لنستطيع الصمود والعبور بالوطن نحو بر الأمان ولا سبيل لذلك غير الحوار والحوار فقط هو فالحل.

* إن الأزمة العميقة في عمليه السلام واستمرار تعنت حكومة الإحتلال، ومحاولة إقصاء القيادة الفلسطينية الشرعية، واستحداث قيادات بديلة لا تمثل الشعب الفلسطيني للتحدث باسمها والتوقيع على قضايا مصيرية لهم، كيف ترون هذه التحركات من الجانب الإسرائيلي؟

لا نبالغ لو قلنا إن هدف الإسرائيليين في هذه المرحلة الحاسمة في مصير شعبنا وقضيتنا، هو ضرب التضامن ووحدة الشعب الفلسطيني الداخلية ولحمته الوطنية، والتي أثبتت للقاصي والداني قوة تلاحمها وعمق روابطها مع أهمية الوعي الشعبي العام التي مارسته الجماهير الفلسطينية وهي تكافح في إطار ثورتها السلمية، وهذا السبب الحقيقي لما سيقوم به الكيان المصطنع المسمى بإسرائيل، حيث إنه وقف عاجزا أمام تماسك وتلاحم وحدة الشعب الفلسطيني الداخلية وعدم قدرته على النيل من عزيمة شعبنا بالتحرر والاستقلال.
إن المرحلة القادمة تحمل نذر التصعيد والعدوان أكثر من أي وقت مضى، فنتنياهو" وحكومته العنصرية تتنكران لحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية ولا تريدان للفلسطيني النمو والازدهار والوحدة الوطنية، حيث إنه ورغم حقده الدفين على الرئيس "محمود عباس" "وقيادته الحكيمة وشعبه الحر وفصائله المناضلة" لأسباب عدة منها شخصية وأخرى وطنية كما يحلو له ذكرها، فقد استفاد من الانقلاب العالمي وأستغل هوامش التحرك الأمريكي وكذلك الانحسار الإقليمي والعربي في نطاق صراع وصدام الحضارات، ليرسم خطوات مستقبلة المبنية على تراكمات من القتل والدم والتدمير والتخريب والإرهاب، وليعيد أمجاده المهدورة والمخزية في آن واحد، وبالتالي فإنها تحمل بالمقابل القرار الفلسطيني النهائي الصمود والنضال لنزع "الاستحقاق الفلسطيني"، فليس أمام الفلسطينيين أي خيار آخر، وفي ظل هذا الوضع الاستثنائي والمخيف في آن واحد، لابد من الوقوف بحذر أمام عواصف "إسرائيل" وإجراء عمليات تقيميه شاملة، الهدف منها الحفاظ على الوجود الوطني الفلسطيني من ناحية، والحد من عمليات الانتقام الإسرائيلي من ناحية أخرى في إطار التشرنق المرحلي، وإعادة النظر في السياسة الخارجية والداخلية على حد سواء، إذ ليس من المعقول والمنطق تجاهل ما يجري من حولنا ونسيان ما يحدث في داخلنا.
والتصعيد هنا قد يفتح الأبواب لتغيرات في موازين القوى، وهنا لابد أن يكون واضحا، إنه ليس أمام"نتنياهو" على صخرة الإرادة والصمود الأسطوري الفلسطيني سوى أحد خيارين، إما أن يركع أمام الحقوق الوطنية الفلسطينية، أو أن يتفس هذا "مقاول الحروب" بواسطة مسمار فلسطيني، أو أن يذهب ويأتي غيرة ليركع أمام هذه الحقوق والثوابت، وإما أن يستمر باب الصراع والعنف وبذلك تكون قابلة لأن تجعل الموازين غير الموازين، إن "نتنياهو" وأي حكومة إسرائيلية قادمة لن ينجحوا على انتزاع بوصلة تحديد الأهداف الإستراتيجية الفلسطينية أو اصطياد القيادة الوطنية الفلسطينية"برئيسها وفصائلها وشعبها" بحكم تجربتهم وحنكتهم السياسية الطويلة مهما طال الوقت.

* إن محاولة الإدارة الأمريكية وخاصة بعد انتفاضات الربيع العربي الضغط على القيادة الفلسطينية لخفض سقف مطالبها، ودفعها لقبول بدء مفاوضات مع حكومة نتنياهو قبل وقف الاستيطان! هل ما زلتم في فتح تؤمنون بالتفاوض؟ وهل ما زالت لديكم قناعات أن حكومة نتنياهو شريك حقيقي في عملية السلام؟

إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يواصل انتهاكاته للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للمدنيين لشعبنا الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وذلك بفرضه حصاراً شاملاً على مناطق قطاع غزة وإغلاقه للمعابر الحدودية وقصف وتدمير المرافق العامة والبنية التحتية وبيوت الموطنين العزل وتدمير الجسور والوزارات الحكومية، إضافة إلى إضعاف الاقتصاد الفلسطيني وفرض الحصار العسكري والطبي والتمويني على المدن والقرى ومنع العمال من الذهاب إلى أعمالهم نتيجة الحواجز العسكرية وحجز الأموال والمستحقات المالية لدى الجانب الإسرائيلي، كذلك استمرار حملته الإستيطانية على التراب الفلسطيني التي تأخذ منعطفا نوعيا عبر وتيرة متسارعة والتي تحاول استباق الزمن والوقائع سواء في القدس التي تتغير معالمها يوميا ويتم قضمها شبرا شبرا أو في باقي الأرض المحتلة عموما والتي يلتهمها الاستيطان ويقطع أوصالها بنمو سرطاني متصاعد، كذلك سياساته العنصرية بالاضطهاد والتمييز العنصري جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا ومقدساتنا، إن استمرار الإحتلال الصهيوني بسياساتها العدوانية وحصار المناطق المحتلة وتكرار إغلاق المعابر ما يهدد حياة أبناء شعبنا ويعرضهم للخطر، كما أنّه يضعف أية فرصة لإحداث تنمية اقتصادية حقيقية في مناطقنا الفلسطينية ويمس بحياة الأطفال والشيوخ والطبقات الفقيرة داخل المجتمع الفلسطيني.
ولكن أؤكد أن الثبات والحزم الذي أظهره الشعب والقيادة الفلسطينية، إزاء حقوقهم الوطنية المقدسة التي تخصهم وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولة المؤسسات بعاصمتها الأبدية القدس الشريف، وما زال الموقف الأسطوري موجودا لدى قيادتهم والمستمرة في ثباتها في إعلان دولتهم الفلسطينية المستقلة، في أحلك الظروف والأوقات، لأن القيادة الفلسطينية تعي جيدا أن المطلوب الآن " إسرائيليا وأمريكيا" ينفي الحقوق الوطنية الفلسطينية.
فصمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في وجه أعتى ترسانة عسكرية إسرائيلية على وجه البسيطة، يجب أن يتجسد في نيل الحرية والكرامة والإستقلال، وفي إنجاز أهداف هذا الصمود المتمثل بحقوقهم، فمن الطبيعي أن تتم مواجهة هذا الصلف والتعنت الإسرائيلي بصلابة وعنفوان.

* بصفتكم من الأعضاء البارزين والقياديين في حركة فتح، ما هو تقييمكم لأوضاع الحركة بين الأمس واليوم؟ خاصة وأن هناك هجمة شرسة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي لتشويه صورتها ونضالها؟

حينما انطلقت حركة فتح في نضالها لتحقيق أماني شعبها في الحرية والاستقلال منذ الفاتح من يناير 1965م فإنها لم تأت من فراغ ولم تكن نبتا شيطانيا بقدر ما جاءت من صلب الشعب الفلسطيني ومن رحم المعاناة التي جاءت بدورها ابنا شرعيا لنكبة 1948 والفترة الزمنية التي تلتها وحتى الانطلاقة الكبرى، إن هذه الفترة والتي كانت أشبة ما تكون بسنوات التيه الفلسطيني بعد أن فقد الشعب الفلسطيني أرضة وهويته ومقومات كيانه ووجوده وتشرد ابنائة في المنافي والشتات، من هنا تأتي عظمة حركة أم الجماهير حركة فتح وأهمية انطلاقتها في الزمان والمكان، لقد كان لهذه الحركة خصوصيتها التي ميزتها عن ما سبقها وما تلاها من تجارب نضالية فلسطينية، فقدمت فتح أغلى ما تملك من أجل ديمومتها ورفعتها، فأعتقل أبناءها وعذب قادتها وذاق مناضليها كل أصناف العذاب من أجلها، ودفع أسراها وجرحاها وشهدائها ثمنا غاليا لتبقى رايتها خفاقة في كافة الساحات والميادين، لذلك لن نسمح لأحد لا للاحتلال ولا لغيره بأن ينفيها عن الوجود، وليسمعها القاصي والداني ويعيها جيدا أن فتح للفتحاويين وحدهم ولا سلطان عليها إلا القادة المنتخبون.
إن مسؤولية البناء التنظيمي لفتح مسؤولية تضامنية يتحملها الجميع بدءاً بالإخوة في اللجنة المركزية مرورا بالمجلس الثوري والاستشاري والقواعد والمنظمات والمؤسسات والهيئات والدوائر الفتحاوية، وكل من له باع في هذا الشأن، وكل من له تأثير وكلامه مسموع عليه أن يؤسس لهذه الحالة الإيجابية التنظيمية والضرورية في آن واحد.
على القائد أو المسئول في أي موقع كان في حركة فتح أن يحاول البناء ما دام يعمل في موقعه وأن يكون حريصاً أتم الحرص على هذا البناء، بمعنى أن يكون تفكيره تفكيراً تنظيميا وأن يبني بناء تنظيميا مؤسساتياً، إذ لا ننكر أن العملية التنظيمية الجارية في حركة فتح تمر اليوم بمرحلة حرجة ومنعطف خطير يستدعي بذل الجهود الحثيثة ومن قبل الكل التنظيمي الفتحاوي كافة, بغية تقويتها وتمتين جبهتها.

* ماذا عن الساحات العربية والدولية والإقليمية ودعمها للشعب الفلسطيني؟ هل هناك من يعمل على إضعاف القضية الفلسطينية وشل عمل قيادتها وإقامة دولتها المستقلة؟

إن الدولة الفلسطينية ليست هبه أو منه من أحد، وإنما هي حق للفلسطينيين معترف بها عالميا ودوليا وعربيا، فلقد اختارت القيادة الفلسطينية طريق السلام في ظل اختلال موازين القوى، ولكن هذا لا يعنى إن قيادة الشعب الفلسطيني في موقع تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تملي عليهم شروطها أو تفرض عليهم التخلي عن حقوقهم، لأنهم عندما خاضوا معركة السلام، كانوا يفهمون جيدا ماذا تعني وعلى ماذا ترتكز وإنها ليست عنوان مجرد، وإنما هي حالة إنسانية وجوديه وحياتية، لأنها تقوم على مرتكزات في الفكر والذات والواقع والوجدان.
لذلك كان الخطاب التاريخي للأخ الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة في نيويورك لتقديم طلب الشعب الفلسطيني لقبول دولتهم الفلسطينية المستقلة كعضو مراقب في الأمم المتحدة، ضربة قصمت ظهر البعير الإسرائيلي وصدمة أصيب بها أعداء الشعب الفلسطيني لما لها من أهمية اتجهت كل أنظار العالم الحر والديمقراطي والتي طالبت بعد هذه الكلمة لضرورة إعطاء الفلسطيني حقه المقدس التي أقرتها له كل الأعراف والقوانين الدولية.
إذا لا بد من صحوة حقيقية وطنية من الجميع، لأننا وبحق أمام منعطف تاريخي مهم وحساس جدا يستدعي منا جميعا الانتباه واليقظة والتمسك بوجودنا وحماية قضيتنا الوطنية ومساندة ودعم شعبنا الفلسطيني على ترابه الوطني، وهذا يتطلب إحداث تغيرات شاملة ومهمة أولها إنهاء الانقسام والقضاء على الخلافات وإتمام ملف المصالحة الفلسطيني فوراً إضافة إلى تمتين جبهتنا الداخلية والخارجية، والابتعاد عن سياسات الارتجال والعفوية، فالقضية الوطنية الفلسطينية، هي أسمى من كل الأشخاص ومن كل التنظيمات وأكبر من كل القضايا، ولن يرحم التاريخ أحدا منا، لأن مصير وطننا وشعبنا الآن هو بين أيدينا.

* حسب تصوركم ما هي أهم أولويات ترتيب البيت الفلسطيني الآن؟ وهل لديكم رؤية في هذا الشأن؟

من البديهي أن هناك فارقا بين القدرة والرغبة، وبين الممكن والطموح، ولكن يجب أن يكون هناك اتجاه وخطوات على طريق هذا الاتجاه وإرادة تراكم تحقيق الإنجازات جزءا جزءا، لكي نصل إلى "مبتغانا وأحلامنا وأمالنا" في مجتمع فلسطيني عتيد قوي وراقي تتوفر لديه عناصر القوة والتقدم والرقي الأخلاقي والقيمي.
وفي ظل هذا الوضع الحساس والاستثنائي لإقامة دولة المؤسسات" فلسطين الغد"، لابد من إجراء عمليات تقيميه شاملة، الهدف منها الحفاظ على وجودنا الوطني الفلسطيني دوما، وإعادة النظر في سياستنا الخارجية والداخلية على حد سواء، إذ ليس من المعقول والمنطق تجاهل ما يجري من حولنا ونسيان ما يحدث في داخلنا.

* ما هي قراءتكم للواقع السياسي الفلسطيني؟ خاصة وأن الشعب الفلسطيني سيدخل مرحلة تاريخية في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة؟

إن أساس المواجهة والتحدي والصمود يتوقف على الشعب الفلسطيني وعلى الخروج من الخيار الراهن، فشعب فلسطين جميعا على أرض هذا الصمود مدعوون لإيجاد السبل والآليات والتعاون والتكامل للمساهمة المشتركة في معالجة الطوارئ على الأرض، وتلبية بعض الاحتياجات الناشئة عن معركة البناء والتحرير، لذلك نحن نثق أن صمود الشعب الفلسطيني سينتصر، ولكن الحراك الفلسطيني سيختصر الكثير من التضحيات وسيساهم في اختصار الوقت، وتعزيز النتائج، لذلك نحن نتطلع الى شعبنا الفلسطيني خاصة وإلى جماهيرنا العربية عامة بدولها وقواها، فهذه المعركة معركتنا جميعا، وفي تقديرنا، إن الخطوة الأولى نحو العلاج الحاسم والجزري يكمن بإعادة إعمار ما دمره الإحتلال، مع وجود حكومة وحدة وطنية واحترام الشعب والإرادة والقدرة على الالتزام، بمصلحة الوطن والمواطن، وفقا لأحكام الدستور والقانون وحماية حقوق المواطن والوطن بالقول والعمل وفقا لمقتضيات المرحلة والمعركة والمصلحة القومية العليا، وأن يتجسد ذلك كله في برنامج وإستراتيجية واضحة.

* قامت حركة فتح في قطاع غزة منذ أسبوعين تقريبا بالتحضير للاحتفال بانطلاقتها الثامنة والأربعون على ساحة السرايا وسط مدينة غزة، كيف تصف لنا الاحتفال الذي شارك فيه أكثر من مليون فلسطيني؟

في البداية إن الاحتفال بانطلاقة حركة فتح الـ 48 يمثل ذاكرة هذا الشعب وفي السنوات الأهم من نضال الشعب الطويل من اجل حريته ووطنه واستقلاله وعودة اللاجئين وتحري الأسرى وقيام الدول الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، كذلك تمثل الانطلاقة عرس فلسطيني بإصرار الشعب الفلسطيني ورفضه للاحتلال وللتشريد على انه شعب له حقوقه في تقرير مصيره، والانطلاقة هذا العام والتي عقدت على ارض السرايا" ساحة الشهيد ياسر عرفات"، هي إصرار الشعب على تحقيق المصالحة"، حيث أن المهرجان كان بحق شلال متدفق من المشاعر الفتحاوية اتجاه حركتهم الحبيبة فتح، فلقد تلقت حركة فتح رسائل تهنئة من الأخ إسماعيل هنية ومن جميع الحركات والأحزاب الوطنية والإسلامية بمناسبة انطلاقتها وانطلاق الثورة الفلسطينية، وما كان لهذه الانطلاقة أن تنجح لولا الانتصارات التي حققها الشعب الفلسطيني في نهاية العام الماضي 2012 من انتصار للمقاومة على الاحتلال الإسرائيلي على أرض غزة الصابرة وما حققته القيادة الفلسطينية في الأمم المتحدة.فهذه الحشود المليونية التي جاءت للمشاركة والفرحة بالانطلاقة قد فرضت مناخ جديد وأكدت على أن الشعب ما زال في عنفوانه الوطني.

* كلمة أخيرة يوجهها الدكتور المناضل نبيل شعث إلى الشعب الفلسطيني بشكل عام وإلى الجماهير الفتحاوية بشكل خاص بالذكرى الـ 48 لانطلاقة حركة فتح؟

أقول لشعبي الفلسطيني العظيم ولجماهير الفتح الميامين إنكم وطيلة تاريخ نضالكم الطويل والمرير وبحق تستحقون بجدارة كل الاحترام والتقدير لما بذلتموه وتبذلوه من جهد متواصل وشاق من أجل الدفاع عن حقوقكم وثوابتكم الوطنية المقدسة وعدم التفريط بها أبدا، وعلى هذا الأساس فليس أمامكم أنتم بفصائلكم وأحراركم وشرفائكم ومناضليكم وثواركم، إلا أن تستجمعون كل عناصر قوتكم فلسطينيا وعربيا لمواجهة تحديات المرحلة القادمة واستحقاقاتها على أساس الثابت وهو إقامة دولتكم المستقلة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم الأصلية، ضمن الثوابت لهذه المرحلة التاريخية العالمية وهي الثوابت المتعلقة بالأرض والاستيطان والقدس وعودة النازحين إلى ديارهم وحقوقهم في مواردهم الطبيعية وخاصة المياه والغاز والحرية والاستقلال المتكافئ.
كما أتوجه إلى جماهير حركة فتح وأقول لكم أيها الأحبة الفتحاويون في كل مكان يجب أن تسود روح التسامح فيما بينكم، يجب أن نعمل ولكن هذا يجب أن يقابل بحكمه وحنكه، يجب عليكم ان تتحلوا بروح النفس الواحد وبروح الوطن الواحد وبروح الدم الواحد، يجب أن تنسوا كل خلافاتكم المقيتة المميتة التي فيها هلاككم، فبعد كل تلك التحديات المعلنة من العدو الإسرائيلي وما خفي منها، عليكم أن تدركوا حجم التحديات أمامكم وأن تسعوا إلى النهوض بمسؤولياتكم في الحفاظ على منجزات فتح وفي التصدي لتلك المخططات التي تضمر لفتح الشر، المطلوب منكم أن تقدموا المزيد من التنازلات لبعضكم البعض، وتنحدروا إلى مستوى المسؤولية التاريخية، من أجل انبثاق مشروع وطني فتحاوي، له ثقل في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية والإقليمية، وتكون فتح كما عهدناها رقما صعبا في المعادلة، فاليوم أصبحت فتح بالرغم مما يشوبها، إلا إنها ما زالت تمثل تجربة رائدة وغنية في العمل السياسي الوطني، فعليكم أن تنهضوا بهذه المهام وترسموا مستقبل واضح المعالم لشعبكم الفلسطيني المناضل ولحركتكم الفتحاوية العظيمة.



#رامي_الغف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض الأقاليم الشعبية الخارجي ...
- لله دركم يا أبناء الفتح!!!
- 48 شمعة مضيئة!!!
- وردة الدول العربية!!!
- غزة لن تركع ولن تستكين!!!
- لمن يهمه الأمر؟
- لقد جاوز المجرمون المدى!!
- حواري مع الشهيد الحي أبو عمار في ذكرى إستشهاده!!!
- ضمير قلمَ!!!
- الشعوب تريد قادة مخلصين!!!
- أطفال على حفا شفرة من الضياع!!!
- لو كان الفقر رجلاً لقتلته!!!
- لماذا يستهدف الرئيس أبو مازن الآن؟؟
- لماذا نعشق فتح!!!
- الإصرار الشعبي لتشكيل حكومة وطنية حقيقية!!!
- دماء ودموع في الصحراء!!!
- ربان السفينة الفلسطينية!!!
- إنصفوا المستقبل الفلسطيني!!!
- فتح ليست عقيمة!!!
- فضائح خاصة وثوابت عامة!!!


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رامي الغف - عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث في حوار خاص وشامل