أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نزار الراوي - انتهاكات حقوق الانسان وقود الأزمات















المزيد.....

انتهاكات حقوق الانسان وقود الأزمات


نزار الراوي
ناقد ونشاط مدني

(Mr.nizar Al Rawi)


الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 20:16
المحور: حقوق الانسان
    


تشتبك الأسباب والخلفيات التي أحالت جماهير أربع محافظات عراقية الى الشارع ليكون حكماً فيما بينهم وبين السلطة في بغداد، ومهما تعددت الأسباب وتلونت الخلفيات التي قادت الناس للاحتجاج على نحو موسع، الا أننا متأكدين أن أي من القيادات السياسية الحالية لا يتمتع بكل تلك القوة التي تستطيع تأجيج مشاعر مئات الآلاف من أبناء تلك المحافظات ودفعهم الى الشوارع والساحات.



لحد هذه اللحظة يبدو الوضع معقداً لمن يريد أن يصفه، جماهير أربع محافظات بأغلبية سُنية، الأنبار، الموصل، صلاح الدين، وديالى، يصرون على مواصلة اعتصام مدني مفتوح، يساندهم أتباع التيار الصدري الأكثر شعبية بين الشيعة، بحسب عدد الأصوات التي حازوها في انتخابات 2005، مؤيدين من جماهير المحافظات الكردية الثلاث، أربيل والسليمانية ودهوك، لكن ما الدواعي والأسباب التي نتج عنها كل هذا الاحتجاج المترامي الأطراف؟



لقد كثر الحديث عن الأسباب التي دعت الى خروج كل هؤلاء المتظاهرين الى الشارع وبقائهم فيه، وطال الجدل حول المطالب ومعقوليتها وامكانية الاستجابة لها، وذهب البعض الى مناقشة مدى مطابقة تلك المطالب للدستور العراقي، فقد كان من ضمن المطالبات فضلا عن اطلاق سراح النساء المعتقلات، الغاء بعض المواد القانوية مثل المادة (4) من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005، وتعطيل العمل بقانون المسائلة والعدالة، كما طالب المتظاهرون بالتعجيل في اصدار قانون العفو العام، مع أن الجميع أكد أن لا أحد ضد مكافحة الارهاب في العراق، وليس هناك من يعترض على وجود مواد قانونية تجرم الارهاب، كما أن لا أحد مع عودة البعثيين الى السلطة، والمعتصمون ومؤيدوهم مع محاسبة المجرمين من البعثيين، لكنهم أجمعوا على أن تلك المواد القانونية التي طالبوا بوقف العمل بها، وبخاصة المادة 4 ارهاب، دائماً ما يُساء استخدامها من قبل السلطات التنفيذية، حتى أمسى المواطن لا يشعر بالأمان مهما كانت سلامة موقفه القانوني عند التلويح له بتلك المواد القانونية.



اذا وفي نظرة متفحصة وموضوعية الى الدواعي الحقيقية للاعتصامات ومطالب المتظاهرين الرئيسة نجد أن قاسماً مشتركاً يجمعها، وهو الشعور الجمعي لدى جماهير عريضة من الشعب العراقي بتعرضهم لانتهاكات خطيرة في حقوق الانسان، وبوجود أرضية قانونية مقلقة تمهد لاستمرار حدوث مثل تلك الانتهاكات.



ولطالما حذرنا، بوصفنا مراقبين وناشطين في المجتمع المدني العراقي، الحكومة الحالية والحكومات الثلاث التي سبقت، بدءاً من حكومة الدكتور إياد علاوي، من مغبة التعامل مع حقوق الانسان تعاملاً سطحياً لا يؤسس لفهم معمق لتلك الحقوق كالتزامات لا مناص من التمسك بها حتى في أشد الظروف تعقيداً.



فقد شهدت السنوات التسع الماضية استمراراً لانتهاك حقوق الانسان في العراق وقد عملت الحكومات المتعاقبة، من حكومة الدكتور علاوي ثم حكومة الدكتور الجعفري وحكومة السيد المالكي الاولى ثم الثانية، على حرمان العراقي من الشعور بالاطمئنان لحقوقه التي كفلها الاعلان العالمي للحقوق الانسان والمواثيق والدولية المتعلقة به.



والآن نحن نشعر بالخطر الحقيقي لما يتناهى الى أسماعنا من صدور أوامر من الحكومة المركزية الى القطعات العسكرية للتدخل في ادارة وتوجيه الاعتصامات مما قد يؤدي الى حدوث مزيد من الاحتكاكات كالتي وقعت في الموصل التي تحدثت عن اطلاق نار في الهواء من قبل القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين، وحادث دهس بعربة عسكرية لعدد منهم، وقد أوردت تقارير من الأنبار أن قطعات من الجيش العراقي تطوق المتظاهرين لأسباب غير معروفة، وهذا ما يسبب قلقاً للمراقبين وخشية من أي يحدث أي احتكاك قد يؤدي الى نتائج وخيمة لا يمكن السيطرة عليها لاحقاً.



أقول أن على الحكومة العراقية ان ارادت الخروج من هذه الأزمة سالمة معافاة وقوية ومحترمة من قبل الشعب العراقي بأجمعه محتجين وغير محتجين؛ فليس لها الا أن تترك الفهم السياسي للأزمة، وأن تتنازل عن التفكير كسلطة حاكمة لمصلحة الايمان بضرورة الحفاظ على الشرعية التي أكتسبتها من الجماهير، والجماهير وحدها القادرة على انتزاع هذه الشرعية أنى شاءت، كما عليها أن تتذكر أن الجماهير العراقية قد قبلت لسنوات عديدة بتراجع خطير في مستوى الخدمات حتى صارت بغداد ومدن العراق أسوأ المدن في العالم للعيش الكريم، وقد ارتضت الوقوف ساكنة إزاء أضخم عمليات فساد مالي واداري في العالم والتي تشير اليها المنظمات الدولية المعنية بمراقبة النزاهة والشفافية، كما أن تلك الجماهير لم تعبر يوماً عن قبولها بالواقع المشوه لبنية السياسية العراقية التي قامت على أسس طائفية مقيتة أنتجت محاصصة خربت البلاد، فقد اتجهت في انتخابات 2010 لمنح أصواتها للقوائم التي أعلنت تنصلها من المشروع الطائفي، كالعراقية ودولة القانون، ولو أن الأخيرة كانت قد التفت مرة أخرى وفضلت العودة الى الاصطفاف الطائفي بعد التغرير بجماهيرها بدعوى أنها قائمة عابرة للطوائف، مع ذلك لم تتخذ الجماهير العراقية أي موقف يذكر للحد من استغلال القوى السياسية للمشاعر الدينية والعواطف المذهبية لدى جمهور الناخبين واستغلال ذلك للوصلل الى مآرب حزبية ضيقة، ولكن الجماهير العراقية لا يمكن لها أن تواصل الصمت حين يتعلق الأمر بحقوق الانسان والحريات العامة.



فحقوق الانسان، وان كانت في كثير من الأحيان تأتي في ذيل قائمة أولويات الحكومات العربية والشرق أوسطية، الا أنها دائماً ومنذ أمد بعيد تأتي على رأس أولويات المواطن العربي الذي لا يؤمن بالحياة بلا كرامة وشعورٍ وافر بالأمان لنفسه وعائلته، وفي نظرة سريعة للتراث الأدبي لتلك الشعوب نجد أنه زاخر بالصور التي تروج وتشيع قيم الاباء والعزة والكرامة، وقد تصل في كثير من الأحيان الى الدعوة الى الموت في سبيل تلك القيم، تلك القيم قد ضمن معظمها الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمعاهدات والمواثيق الدولية، والتي هي اليوم ما أدعوه بالنضال الجديد للشعوب العربية.



فالشعوب التي حققت بكفاحها المستمر منذ مئة عام منجزات الاستقلال، وطرد جميع القوات المحتلة، وبناء نظم ديمقراطية واعدة، اليوم هي تؤسس لنضالها الجديد لتحقيق جميع مبادئ حقوق الانسان وصيانتها والذي لن تتنازل عنه حتى يتحقق شاءت حكومات العراق والدول العربية الأخرى أم أبت.



#نزار_الراوي (هاشتاغ)       Mr.nizar_Al_Rawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نزار الراوي - انتهاكات حقوق الانسان وقود الأزمات