أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفرح - هل من جديد في العام الجديد - 2















المزيد.....

هل من جديد في العام الجديد - 2


حميد غني جعفرح

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 22:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بداية أن ما ذكرناه في الحلقة السابقة – من هذه المقالة - حول أحداث الرمادي بأنها حركة مريبة ومشبوهة وبعثية بامتياز ، وما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه هو ظهور عزت الدوري على شاشة الفضائية العربية في 4 – 1 – 2013- بكلمة قال فيها بأن ما يجري في الرمادي هو ثورة ضد الصفويين والفرس المجوس وأنه يؤيدها ويدعو إلى استمرارها وتأجيج الفتنة الطائفية ، ويدعي أنه موجود في محافظة بابل – الحلة – كما وتناقلت الصحف أنباء عن قيام مجموعات مسلحة بتهديد المواطنين وإجبارهم على الخروج إلى التظاهرة وهذا الأسلوب – كما يعرفه كل العراقيين – هو أسلوب بعثي مارسه البعثيون – قبل السقوط – بإجبار الناس عامة سواء في الدوائر والمصانع أو الكليات والمعاهد الدراسية وأيضا المواطنين من السكان في مختلف المناطق على المشاركة في التظاهرات والمسيرات لمختلف المناسبات بما في ذالك – ميلاد الطاغية المقبور – ومع أن تلك النوايا والأهداف لهذا التحرك المشبوه ومن يقف وراءه باتت واضحة جلية للشارع العراقي – عموما – وللرأي العام ، إلا أن بعض الأطراف والكتل البرلمانية ومن داخل التحالف الوطني الحاكم – ذاته – تحاول إضفاء صبغة الشرعية لمطالب المتظاهرين وأرسلت وفود عنها إلى مناطق التظاهرات والاعتصامات بذريعة الإطلاع على تلك المطالب ، لكن الشارع العراقي يرى أن مثل هذه الممارسات وممارسات أخرى مثل زياراتها لبعض الكنائس أو مساجد الطائفة الأخرى إن هي إلا دعاية انتخابية ولا تخرج عن هذا الإطار ، لكسب عواطف البسطاء من الناس من خلال استغلالها للثغرات وحالة التعثر في الأداء الحكومي بمجمله مع أن هذه الكتلة هي شريكة في الحكومة والبرلمان وتتحمل المسؤولية كاملة – كسائر الكتل الأخرى – عن سوء وتعثر الأداء الحكومي ولا يمكن تبرير مسؤوليتها وموقفها من الأزمة المستعصية التي تواجه البلاد والصراعات الدائرة بين المتصارعين ، كما أن هذه الازدواجية في المواقف هي من العوامل التي تضعف الحكومة وتقوضها – وهذا يعود إلى افتقارها إلى برنامج واضح ، هذا من جهة ومن الجهة الأخرى فإن مثل هذه المساعي والممارسات ليست هي الحل المطلوب للمشكلة ، فالمشكلة الحقيقية هي أعمق بكثير مما هو ظاهر على السطح ، وهي المحاصصة الطائفية المقيتة فهي الأساس لهذا البلاء – في تمزق وتشتت وحدة وتماسك مجتمعنا العراقي وتفكيك نسيجه الاجتماعي – وعلى هذا فإن الحل الجذري يكمن فقط في التخلي عنها نهائيا فكرا ونهجا وسلوكا وعلى الفور وينبغي أن تكون البداية لخطوات لاحقة سريعة وجادة وبصفاء النوايا وصدق الوطنية من خلال نبذ المصالح الأنانية الضيقة بوضع مصالح البلاد العليا والحرص على وحدة شعبنا وتماسكه فوق أي اعتبار آخر ، والتوجه السريع لعقد المؤتمر الوطني الشامل لجميع القوى الوطنية الحريصة على مستقبل الشعب والبلاد بما في ذالك القوى – خارج الحكومة والبرلمان ، وهذا الموضوع – المؤتمر - هو الجانب الآخر الذي نوهنا عنه في الحلقة السابقة فالمؤتمر هو الحل الأسلم ليجلس الجميع حول مائدة مستديرة والبدء بحوار جاد وصريح لكل المشكلات والنقاط الخلافية ومن منطلق المواطنة الحقيقية ، فليس من مشكلة مستعصية إن صدقت الوطنية وخلصت النوايا ، إلا وأن تحل وكما أوضحنا في مقالة سابقة – صدق الوطنية ووحدة الإرادة - عن تجربة شعب جنوب إفريقيا وقواه الوطنية المخلصة ، ومثل هذا المؤتمر الوطني هو المحك الحقيقي لمدى صدق الوطنية ووحدة الإرادة .
لكن العراقيين – للأسف – لم يتلمسوا أي جدية من جانب كل هؤلاء الساسة باستثناء رئيس الجمهورية الذي تبنى هذه الدعوة المخلصة بعقد المؤتمر منذ أكثر من عام ، رغم أن الجميع قد وافقوا على عقد المؤتمر – في حينها – لكن الجميع كل راكب بغلته ويضع مصالحه الأنانية الضيقة فوق المصالح العليا للشعب والوطن ، ومن الملاحظ أن وجود رئيس الجمهورية وبفعل جهوده بهذا الاتجاه تصدر من بعضهم من هنا وهناك تلميحات بصدد عقد المؤتمر ويبدو أن تلك التلميحات هي من باب المجاملة لرئيس الجمهورية لا أكثر ، لكن و في غيابه و عند رحلته العلاجية لم نسمع حتى تلك التلميحات ويتناساها الجميع وتشتد الصراعات والمهاترات حدة .
والجانب الآخر الذي لا يقل أهمية عن موضوع المؤتمر وهو مشروع ما يسمى – المصالحة الوطنية – كونه يرتبط أيضا بأمن واستقرار البلاد وسلامة مواطنيها فهذا المشروع الخطير ذات المساس المباشر بمصير ومستقبل البلاد يجري عليه التعتيم فكل المباحثات والحوارات هي خلف الكواليس وإلى اليوم لا زال العراقيين وحتى القوى السياسية – خصوصا غير المشاركة في الحكومة – يجهلون أي شيء عن تلك الحوارات ، التي تنحصر فقط بين المسئولين عن المشروع وبين المجاميع المسلحة التي انضمت إلى العملية السياسية أو التي في طريقها للانضمام إليها وكأن الأمر لا يعني الشعب والبلاد ... فكيف ... ومن هي تلك المجاميع المسلحة وما هي الأسس والشروط والآلية المتبعة في قبول هذه المجموعة أو تلك إلى العملية السياسية ، ففي مقالة سابقة ( المصالحة الوطنية ..كيف ومع من وإلى أين ) طرحنا فيها مثل هذه التساؤلات والعديد غيرها ، وبحسب تصريحات المسئولين في بداية العام الماضي – 2012 – بأن 95/% من المجاميع المسلحة قد انضمت إلى مشروع المصالحة الوطنية والعملية السياسية ، وأيضا قبل فترة بشرنا !! السيد مسئول المشروع بأن مجموعة الطريقة النقشبندية قد انضمت إلى مشروع المصالحة مع أنه من المعروف لكل العراقيين بأن هذه المجموعة يقودها عزت الدوري ، وقبل أيام أعلن المسئول بأن المباحثات جارية بينه وبين هيئة علماء المسلمين التي يقودها حارث الضاري واستدرك قائلا باستثناء الضاري .
إن هذه القضية الحساسة والخطيرة والتي تتعلق مباشرة بمصير الشعب ومستقبل البلاد ومن حق أن يكون على اطلاع تام بمجريات المباحئات والأسس التي تستند إليها ، ولقد طرحنا في مقالتنا السابقة الذكر – بأنه يجب الاستناد إلى رأي الشعب فهو صاحب القضية الأساسية وإليه الكلمة العليا وينبغي طرحها على القوى السياسية واقترحنا على من يهمهم الأمر بأن يكون ضمن الآلية والشروط هو التحقق من مصادر التمويل بالمال والسلاح لأنها من المؤشرات الهامة على الأهداف والنوايا لقبول هذه المجموعة أو تلك ، مع اشتراط تسليم كل أنواع الأسلحة والذخائر الثقيلة منها والخفيفة التي بحوزتها .
والجانب الآخر هو توتر العلاقات بين حكومتي – بغداد – وأربيل وتصاعد حدة الخلافات واحتدام الصراعات حول تشكيل عمليات دجلة وحول ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها ومن قبلها اتفاقيات النفط وغيرها الكثير مما يطول الحديث عنها .
وباختصار شديد ذكرنا فقط هذه الجوانب الهامة ، إذ تحدثنا في مقالات عديدة سابقة عن الكثير منها ، لكننا نرى بأن هذه الجوانب – المذكورة هنا – هي الجوانب الرئيسية والتي تشكل الأساس – وهي المحاصصة الطائفية المقيتة – لكل ما يعيشه شعبنا وبلادنا اليوم من محنة وأزمات متتالية وصراعات ومهاترات على المصالح الذاتية الأنانية ، وهي الأساس أيضا في الفوضى العارمة التي تسود كل مفاصل الدولة والمجتمع وهي مصدر القلق والخوف من مصير مجهول وبات هذا القلق هو الهاجس لكل العراقيين خصوصا هذه الأيام حيث تلوح في الأفق مخاطر عودة الاقتتال بين الأخوة – من جديد – ومخاطر عودة البعث الفاشي وتحالفه مع القاعدة والدول الإقليمية كل هذه المخاطر المحدقة ببلادنا وشعبنا ولا زال المتصارعون في حمى صراعاتهم على المغانم دون أن يأبهوا لمعاناة شعبهم أو بالمخاطر المحدقة ببلادنا وهم أي هذه الشلة من الانتهازيين المصلحيين والوصوليين واللصوص والمختلسين الذين ليس لهم من صلة بمصالح الشعب والوطن جعلوا بلادنا فريسة لكل من هب ودب من الطامعين – وأول الطامعين هي الشلة الحاكمة ذاتها – فليس من بصيص أمل في أن يجد هؤلاء حلولا جذرية لما يعانيه هذا الشعب الذي أبتلي بهم وما يؤكد عجز هؤلاء هو تصريح رئيس الحكومة بأنه يريد الذهاب إلى انتخابات مبكرة وهذا تعبير عن عجز وفشل الحكومة .
فالأوضاع في بلادنا تسير من سيء إلى أسوء والقلق والخوف هو السمة التي يعيشها شعبنا اليوم والاحتمالات مفتوحة على المجهول ، وحالة التخبط والعشوائية هي السمة لكل توجهات الحكومة وقراراتها المرتجلة وهي فاقدة السيطرة على مجريات الأمور تماما ، وليس من عقل راجح بين كل هؤلاء.
تذكرت وأنا أكتب هذه المقالة بضعة أبيات من قصيدة رائعة لشاعر العرب الأكبر الراحل ألجواهري والتي تتطابق والواقع الذي نعيشه اليوم من انفلات بكل ما تعنيه هذه الكلمة وعنوان القصيدة – طرطرا – وهذه القصيدة قالها ألجواهري في وقت كان عدد سكان العراق لا يتجاوز الستة ملايين نسمة وعدد الأحزاب الوطنية لا يتجاوز أصابع اليد ، فكيف اليوم حيث بلغ عدد سكان العراق أكثر من ثلاثين مليون نسمة وعدد الأحزاب – الله هم زد وبارك – أكثر من مائة حزب وتنظيم سياسي ... فكيف ستكون الحال ، يقول ألجواهري :
أي طرطرا تطر طري خلا *** لك الجو فبيضي واصفري
تشيعي تسنني *** تهودي تنصري
تكردي تعربي *** تهاتري بالعنصر
تعممي تبر نطي *** تعقلي تسدري
قد غفل الصياد عنك فابشري



#حميد_غني_جعفرح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفرح - هل من جديد في العام الجديد - 2