أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امجد فريد الطيب - ازمة النيو ليبرالية نظرة تحليلية















المزيد.....

ازمة النيو ليبرالية نظرة تحليلية


امجد فريد الطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان النظر للتاريخ كعملية مستمر و متجانسة وفي مسار واحد هي نظرة اثبتت فشلها و عقمها في ايجاد تفسير للحوادث التاريخية و لذلك يتبنى معظم الفلاسفة او لنقل معظم من اعتقد في ارائهم من الفلاسفة روية التاريخ كعملية تقطع مستمر فهو في نظر الاستاذ عبدالله العروي (تاريخ التأخر و تعويض التأخر و كارل ماركس يراه عملية تحول تتم داخل البنيه الاجتماعية خلال انتفالها من طور داخل نظام الانتاج الي طور اخر داخل نفس نظام الانتاج او من نظام انتاج معين الي اخر مختلف و هي عملية ثور مستمرة على قديم و له عبارة مشهورة في ذلك حيث يقول ان الثورات هي قاطرات التاريخ
و في رأيي ان اي ماضي لا يتحول الي حاضر الا من خلال تجاوزه لنفسه و انتاجه لواقع مغاير يصبح هو الحاضر الذي يخوض نفس عملية المخاض لانتاج واقع جديد يصبح هو المستقبل الذي يتحكم في وجوده عوامل ليست ثابتة او جامدة بل هي متغيرة و محكومة بالظرف التاريخي المعين في حاضر الزمن و عليه فان قراءة التاريخ كواحد كلي متجانس هي وهم خاطي لأنه عبارة عن قفزات متتالية غير محكومة بقوانين حركة منتظمة كقوانين نيوتن

لكن ازمة العالم المعاصر هي في محاولة نظام الانتاج الغربي او فلنقل الرأسمالي لنكن اكثر تحديدا الاستمرارية الي المالا نهاية و ادعاء ان النموذج التاريخي او الشكل الحضاري الذي انتجه هو النموذج المثالي للجنس البشري و عليه ينتهي التاريخ عنده و يتوقف و يتحقق النعيم البشري في جنة الارض .. و يدلل على ذلك بانه الوريث لكل انتاج الحضاري للجنس البشري من عصر الانسان الحجري مرورا باختراع النار و ظهور اول اشكال الدولة ثم نظام الاقطاع و الثورات البرجوازية عليه الي قيام النموذج الرأسمالي الحالي
متناسياً التناقضات التي حكمت هذا التطور و صنعته بل انه من الصعب او المستحيل على كل عاقل انكار الاختلافات الاساسية و الجذرية بين نظام الاقطاع و النظام الرأسمالي الحالي على الرغم من وجود اوجه اخرى للشبه
و الاختلافات تتجلى بوضوح في اشكال البنية الفوقية للدولة و انظمة الحكم و التربية و الثقافة الفن و الدين و كل اشكال الادراك الحقوقي ..
ان النظام الراسمالي لم يكن مكملا حتميا و متجانساً مع نظام الاقطاع بل هو نظام ثار عليه و قام على هدمه و سلخ دوره وتهميش طبقته المسيطرة (الارستقراط ) لصالح الطبقة الجديدة التي تقود التحالف الطبقي (البوروجوازين) او سكان المدن
و قام بهدم كل اشكال التحكم الارستقراطي و فلسفته(حق الحكم الهي -الامبراطوريات-الاسر الحاكمة -طبقة النبلاء...الخ) لصالح فلسفته و ايدولوجيته الجديدة الليبراليةVERSUS الملكية
و لأن الملكية تعتمد اول ما تعتمد على حق الحكم الفردي كان لابد للبرجوازيين من اعتماد النقيض و لتخاذ الحريات الفرديه و حق حكم الشعب لنفسه راياتاً يسيرون من خلفها و لكن كلا النظامين استندا على قاعدة واحدة في الاصل وهي ان حجم الثروة يحدد القدرة السياسية و تلك كانت قاصمة الظهر التي افقدت ادعاءات البرجوازية كل بريقها
اذن فالنظام الراسمالي الغربي المعاصر لا يمثل الا نفسه و ليس اسهامه في الحضار الانسانية الا بمقدار اسهامات مفكريه و فلاسفته ان الوعي لهذه النقطة ضروري و لازم للانتباه لبطلان الادعاء بان الحضارة الغربية في شكلها الحالي قد وصلت الي قمة الهرم الحضاري للانسان و عليه فان من الضروري لكل البشر التمثل بمثالها للوصول الي جنة الرفاهية في المجتمع المثالي
كلا فان الحضارة الغربية هي نتاج قفزة اخرى من نظام انتاج الي اخر تغيرت فيه البنية الاجتماعية و الطبقة المسيطرة طبقاً لحتياجات بشرية داخل نطاق معين
و لم تكن الثورة الامريكية و التي تمتدح اليوم على اوسع نطاق الاباعتبارها شكلا للنضال الحق من احل الحرية و ضد الطغيان الا حربا محدودة من اجل الاستقلال ارادت فيها طبقة المهاجرين الامريكية ايقاف تقاسم الموارد مع الطبقة المسيطرة الام في ما وراء البحار
ارادوا السلطة لانفسهم لا ليغيروا واقع اجتماعي بل ليواصلوا ما كانت انجلترا تفعله بانفسهمو ليواصلوا استكشاف الغرب و نهب ثرواته بانفسهم اما مسألة الحريه فلم تطرح بشكل جدي حيث ان كل قادة حرب الاستقلال الامريكية كانو من مالكي الرقيق من العبيد السود المستوردين من افريقياو لا تزال حتى الان ملاحم استكشاف الغرب الامريكي تغني بشجاعة الرواد الاوائل الذين غزو الغرب و قضو على اصحاب السحنة الحمراء من مالكي الارض الاصليين و كل افلام الكاوبوي تتشابه تيمتها الاساسيه في الصراع مابين المغامر الابيض رمز الخير و الهندي الاحمر رمز الشر و هو شي ضروري لتربية الاجيال القادمة داخل المجتمع الامريكي
فالراي العام الامريكي هو راي عام ساذج ( مثله مثل اي وجدان جمعي) يسهل تعبئته و شحنه ضد عدو مختلف يسعى للقضاء عليه حدث هذا ضد الهنود الحمر و حدث في بيرل هاربل التي علمت بها الرئاسة و لم تسعى لمنعها لتحصل على الدعم و التأييد لدخول الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور و حدث ضد الشيوعية من خلال الحملة المكارثية و حدث ضد العرب في 11 سبتمبر و قبله من خلال الاعلام الامريكي الذي يصور العرب في صورة مستفزة تسعى الي التملك و تبعثر الاموال ذات اليمين و ذات الشمال الشي الذي يستفز المواطن الامريكي متوسط الحال الذي يعاني من ارتفاع الضرائب و غلاء الاسعار و غلاء المعيشة و ازمة البطالة اذ لابد من شغله عن هذه المشاكل بعدو قومي و مشكلة عامة اذ انه( لا شي كالحروب يقوي الرابطة الوطنية ) على رأي احد القادة العسكريين


الا ان التحالف الطبقي الذي قام بالثورة البرجوازية تزعزع و تضعضعت اركانه و التفتت كل طبقة تبحث عن مصالحها الفرديه فاصبح لزاما على الطبقة المسيطرة ان تمنح مجتمعها الولبد شيئاً من الاستقرار حدث هذا بعد قرابة القرن من حرب الاستقلال الامريكية حيث انتبهت النخبة الحاكمة الامريكية الي انه لابد من الغاء نظام الرقيق ليس ذلك لاسباب انسانية كما حدث في الثورة الفرنسية بل لأن الرق لم يعد ملائما للتوسع الرأسمالي فكان لابد من منح الزنوج السود الحد الادنى من حقوقهم المدنية دون المساس بالتركيب الاثني للمجتمع حيث ان عمليات الاعدام الجماعي ظلت تمارس و على نطاق واسع حتى الستينات من القرن المنصرم في امريكا بل حتى يومنا هذا لا تزال التفرقة العنصرية موجودة و بقوة داخل المجتمع الامريكي
و كانت الحرب الاهلية الامريكية بين شمال يرى مستقبله في الامبريالية و شروط السوق المفتوحة و التضحيات اللازمة و يقبلها و جنوب يرى واقعه ملائما و مثالياً و كان انتصر الشمال لينتج الحاضر الحالي لامريكا

و الازمة الان تتلخص في النظام الرأسمالي الذي وصل الي اعلى مستوياته البنيوية و هي الامبريالية مضحياً في ذلك بالكثير و يرغب في البقاء على هذه القمة و الاستواء على عرشها ابد الابدين اكتشف ان عرشه مهدد الاقــتصــاد .

-العجز القومي الامريكي في الموازنه العامة يتزايد
100 مليار دولار عام 1980
480 مليار دولار عام 2000

_ الاعتماد على النفط كعصب الحياة في امريكا 80% منه مستورد و 50% من هذه النسبة تأتي من بقعه النار الملتهبة في الشرق الاوسط

_ المنافسة في القطاع التكنولوجي من دول الشرق الاقصى (اليابان) و الصناعات الثقيلة من اوربا و الصناعات العاية في دول اسيا (الصين و الهند و كوريا ) تزداد و تحتد

-الاحتياطي المركزي للذهب في فورت نوكس تناقص بصورة مريعة في حرب فيتنام حين اراد البيت الابيض مورداً مالياً بعيدا عن رقابة الكونغرس و هو ضروري للمحافظة على سعر الدولار من الانهيار

- التورط العالمي في ما وراء البحار البعيدة في العراق و كوريا و الخليج واليابان و القواعد العسكريه تتزايد مطالبها و تبتلع العمليات العسكرية اطنانا من الاموال

-الحالة الداخلية تتهاوى التعليم يسقط ليصبح ال 12 على مستوى العالم بعد ان كان الثاني و لا يتزال يتراجع الصرف القومي على الصحة 14% من الميزانية و رغم ذلك هو اسوأ من اوربا التي تنفق فقط 7 % على قطاع الصحة

-الدول المصدرة للنفط بدأت في التململ و بعضها في الثورة على الشروط الامريكية لنفط دائم و رخيص(فنزويلا مثالا)

- الدين الخارجي الامريكي 50 مليار دولار ( من اكبر الدول المدينة في العالم )

- اصوات سكتت طويلا في اوربا اصبحت تنادي الان بالكف عن تدليل امريكا و اسواق الشرق الاوسط كفت عن شراء السلاح بعد ان اطمأنت لمظله الحماية الامريكية

_و الشرق الاوسط كتلة من الذهب لكنه ملتهب و الكل يطالب امريكا بالحل و هي نفسها ترغب فيه لولا التزامها بضمان امن اسرائيل القومي
اذن فالعرش مهدد بالسقوط و الشركة التي كان الحلم ببنائها لتدير العالم من مركز رئاستها في واشنطن مهددة بالضياع و لا تزال اوهام الامبراطورية تسيطر علة عقول البعض في البيت الابيض

ان امريكا اليوم تجني ثمار ديموقراطيتها العقيمة التي يسيطر عليها حزبين يخاطبان نفس الجماهير في نفس الطبقة(40% من الشعب الامريكي يحق له و يرغب في التصويت) و لا يمكن اطلاقا ادراك الاختلاف بين سياسات الحزبين الا في قضايا هامشية تمنحها الفرص خلال وجود احدهما في البيت الابيض و لولاها لامكن التبادل الدوري بينهما على الرئاسة دون اي تغيير يحدث في السياسة الامريكية

لأن من يحكم ليس هم المنتخبون في البيت الابيض او الكونغرس لكن هي مراكز القوى الموزعة على الحزبين و في المجتمع و هم الذين يتحكمون في من يأتي الي البيت الابيض رئيساً او الي الكونغرس نائباًاو شيخاً

ان الاختلاف بين الحزبين الكبيرين في امريكا وهمي و غير حقيقي و غير موجود اذ لا يمكن بتاتا انتقاد سياسه ما او وضع اجتماعي معين او ايدولوجيا فكرية ما من داخل نفس الموقع الطبقي و من خلال نفس وجهة النظر ان هذا الاختلاف و ان وجد ليس الا سوى اختلاف في السبل المودية الي نفس الغاية و المفضية الي نفس النتيجة ان 4 هي حاصل جمع 2+2 كما هي حاصل ضرب 2*2
ان ازمة امريكا اليوم هي في عدم وجود ايدولوجيا واضحه للطبقة التي تنتج رأسالمال في مقابل وضوح الروية لدى الطبقة التي تمتلكه
ان النقابات عناك غير مسيسة و بالكامل و لا يوجد اي حزب يقارب في برامجه تطلعاتها او يحقق في ايدولوجيته طموحاتها و ذلك بالرغم من ان سياسة الدولة توثر اول ما توثر على هذه الطبقة . في الثلاثينيات من القرن الماضي انهار الاقتصاد بصورة مريعة في محاولة الدولة الامريكية اللحاق بالتطور الذي انتجه ذلك النظام المسمى بالاشتراكية في الاتحاد السوفيتي فلم يكن ككن الحكومة الا اتخاذ اجراءات صارمة و شروط عمل مجحفة ( تهكم عليها المبدع شارل شابلن في فلمه الازمنة الجديدة) ادت تفاقم البطالة و احتداد الازمة على صعيد المواطن العادي لكنها حافظت على الرأسمال في يد مالكيه و كذلك فعلت بعد عصر السبعينات المشرق في الازمة من 1980 ال 1990
ان السياسة الامريكية بنيت على على موازنات معينة لحفظ رأسالمال داخل طبقة معينة و ما الحلم الامريكي الذي يدعو الي الحرية و الرفاهية لكل مواطن امريكي الا وعد خلاب كاذب لاجتذاب عمالة جديدة تسهام في مضاعفة دخل تلك الطبقة

اي لا تزال القاعدة القديمه نفسها

بقدر حجم الثروة تكون القدرة السياسية
و هذا هو جوهر الليبرالية العاري و شروط اللعبة ثبات اللاعبين الاساسين و عدم تغييرهم



#امجد_فريد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امجد فريد الطيب - ازمة النيو ليبرالية نظرة تحليلية