صور التلاعب فى البورصة المصرية

رمضان معروف

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 02:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

تتعدد صور التلاعب داخل البورصة المصرية وتأخذ أكثر من شكل ومن أهمها:-

1- التلاعب باستغلال المعلومات الداخلية

يعتبر السوق المصرى ضمن الأسواق الناشئة فهو يتراوح بين ضعيف ومتوسط الكفاءة حيث لا يحصل على المعلومات الداخلية فقط سوى قلة من المنتفعين مما يترتب علية استفادة البعض من المعلومات الداخلية على حساب الاغلبية . حيث يعتبر سوق المال ذو كفاءة ضعيفة حالة اعتمادة على المعلومات التاريخية فقط ويعتبر سوق المال ذو كفاءة متوسطة حالة اعتماده على المعلومات التاريخية

والمعلومات الحالية كما يعد سوق المال ذو كفاءة عالية حالة اعتماده على المعلومات التاريخية والحالية والمعلومات الداخلية.

وبالرغم من أن القانون المصرى يحظر استغلال الاخبار والمعلومات الداخلية والجوهرية بحكم مناصبهم أو بحكم طبيعة المهام التى يؤدونها أو إفشائها بشكل مباشر أو غير مباشر . الا أنه يتم استغلال هذه المعلومات الداخلية من قبل قلة من ذوى المصلحة والمنفعة والسلطة .

مثال :- حالة موافقة هئية سوق المال على تجزئة سهم الكابلات الكهربائية الى 15 سهم مما ترتب علية صعود السهم من 11.5 جنيه الى 68 جنية مما حقق ملايين للبعض دون الاخرين .

2- التلاعب بالاتفاقات والشراء والبيع الوهمى وهى عبارة عن اتفاق بين صناع السوق (ميكرات) ويأخذ هذا التلاعب شكلين :-

أ- التلاعب بغرض الشراء حيث يحدث شبه اتفاق بين صناع السوق على هبوط السوق من خلال عمليات بيع مكثفة لبعضهم البعض مع سحب طلبات

الشراء كاملة بهدف اعادة الشراء مرة أخرى باسعار أقل ليحقق لهم ربحاً بين عمليات البيع الأولى وعمليات الشراء الثانية وذلك مثلما حدث يوم الثلاثاء 1/10/2012 وقد تكبد السوق خسائر بقيمة 1.3 مليار جنية مصرى فى يوم واحد مستغلين اى حدث سلبى على مستوى الاقتصاد او السياسة مثل خبر :

* تدخل مصر فى سوريا عسكريا

* عودة مجلس الشعب دون احترام لقرار المحكمة الدستورية العليا

* امريكا تحذر رعاياها بحدوث ضربة لهم فى القاهرة

* تأجيل زيارة بعثة صندوق النقد الدولى

ب- التلاعب بغرض البيع حيث يجتمع اكثر من صانع للسوق كل مجموعة على ورقة معينة بحيث يتم الشراء على سعر مثلا 5 جنيه للسهم ثم يقوم أخر باستلام منة نفس الكميات على سعر 8 جنية ثم يقوم ثالث باستلام على 12 جنية مع وضع كميات شراء مكثفة (فيش) لايهام الاخرين بأن الورقة عليها سسعر استحواذ على 25 جنيه من خلال بث الشائعات عبر المنتديات وغرف الدردشة ، مستغلين سذاجة المستمر الصغير ثم يقوموا جميعا بالبيع فوق 12 جنية ثم يتركوا السهم ليهبط مرة اخرى إلى 5 جنية وتكون النتيجة خسارة فادحة للمستثمر.

3-تلاعب شركات السمسرة وتأخذ أكثر من طريقة :-

* تلاعب بأوامر البيع والشراء من خلال توقيع العميل على أوردرات بيضاء فلا يملك العميل سوى أن الشركة تلاعبت بأمواله وقد منعت ذلك هيئة الرقابة المالية مؤخراً.

* تلاعب فرع كبير لشركة السمسرة على حساب فرع صغير من خلال بث أخبار كاذبة بأن سهم ما سوف يصعد الى مستهدفات عالية وتجرى الاتصالات التليفونية عبر سمسارة فرع لفرع اخر لاقناع العملاء بالشراء فى هذا السهم وتكون النتيجة خسارة محققة لهؤلاء المستثمرين المشترين .

* تلاعب بمحفظة العميل دون علمه حيث تأخذ صورة توظيف أموال سواء قامت به شركة السمسرة ذاتها او من خلال سمسار بعينة فلا يدرى العميل كم ربح او كم خسر .

* تلاعب باغراء الكريدت وذلك باعطاء العميل مبلغ كريدت قد يصل فى بعض الاحيان الى 100% من محفظة العميل او يزيد والضغط المستمر على العميل بضرورة البيع خلال نفس الأسبوع مما يتكبد العميل خسارة للعمولة التى يدفععها لشركة وخسارة سوقية اخرى.وتكون كارثة حالة الانهيارات والازمات لانها تفقد العميل راسماله الكلى .

4-تلاعب الشركات المقيدة بالاكتتابات

سواء بالتصريح الواضح والاعلان عن الاكتتاب وتقديم اوراق لهيئة الرقابة وللبورصة بان الشركة لديها توسعات وانها سوف تستفيد بهذه الاموال فى خدمة الاقتصاد القومى وانها بصدد التوسع فى خطوط الانتاج ، أو اعادة هيكلة ، أو استحواذ على شركات اخرى ، ولا يكون ذلك سوى على الورق فقط وفى النهاية تأخذ اموال المستثمرين لتضعها فى البنك (مثال شركة القاهرة للاسكان) وتأخذ عليها فوائد ، او تستغلها لسداد ديونها مثلما حدث فى اكتتاب شركة اوراسكوم تليكوم (لمالكها نجيب ساوريس) والذى استطاع ان يأخذ مايقارب 5 مليار جنية من السوق المصرى لسداد ضرائبه فى الجزائر ، واستثمارها فى افريقيا دون ان يكون لمصر نصيب منها وبما يخالف نشرات الاكتتاب والاوراق المودعة لدى هيئة الرقابة والبورصة .

او التلاعب بالصمت وعدم الافصاح عن خطة الشركة او التوسع او الاكتتاب او التجزئة مثلما حدث مع سهم المصرية للدواجن والذى صعد من 10 جنية الى مايقارب 100 جنية على اعتبار ان السهم سوف يقسم الى 12 وسوف يجرى اكتتاب 12 سهم لكل سهم بسعر 2 جنية .

5- تلاعب الشركات المقيدة من خلال أسهم الخزينة

أسهم الخزينة هى التعاملات التى يقوم بها مجلس دارة الشركة على أسهمها، بالشراء أو البيع، لدعم سعر السهم فى السوق، وتحقيق مكاسب – اذا تمكنت الشركة من ذلك -. وكل فترة تعلن شركة عن نيتها شراء عدد من أسهمها المتداولة فى السوق ( أسهم الخزينة)، بدعوي رفع سعر السهم المنخفض فى السوق، وهو ما يدفع بعض المستثمرين للاتجاه لشراء هذا السهم، ولكن وبنهاية الفترة المحددة للشراء، نجد ان أغلب هذه الشركات لا ينفذ عمليات الشراء التى وعد بها.

ويلام على ادارة البورصة فى هذه الحالة، عدم توقيع عقوبة على الشركات التي تعلن فشلها فى تنفيذ عمليات الشراء التى تعهدت بها، وهو ما يعد تحايل على المستثمرين والسوق.

6- التلاعب من خلال افصاحات وهمية (الاستثمارات الخيالية )

تقوم بعض الشركات المقيدة فى البورصة، باطلاق تصريحات صحفية أو افصاحات تعلن على شاشات التداول، حول استثمارات كبيرة ستقوم بها وأرباح تنتظرها، لدفع المستثمرين للاتجاه نحو شراء أسهم شركاتهم، ورفع سعر السهم فى السوق. سيتجه المستثمرون بشكل تلقائي لشراء سهم الشركة على أمل تحقيق مكاسب حال تنفيذ الشركة للاستثمارت التى أعلنتها.

7- التلاعب بالشائعات

حيث غالبا ماتعتمد الأسواق الناشئة على الاشاعات- لدرجة وصل الأمر للقول اشترى على الاشاعة وبيع على الخبر- كثقافة للسوق المصرى وتأخذ الاشاعات أكثر من شكل منها:

- نشر اخبار كاذبة فى وسائل اعلام مدفوعة الاجر

- نشر الاشاعات فى غرف الدردشة والمنتديات

- نشر اشاعات من شركات السمسرة عن سهم شركة ما بالاتفاق مع هذه الشركة لرفع القيمة السوقية مقابل الحصول على اموال وعمولات من الشركات المالكة بغرض بيع اعضاء مجلس الادارة على اسعار عالية .

ويعتبر سهم اجواء مثال لهذه الاشاعات والتى صعدت بالسهم من 15 جنية الى ما يقارب 100 جنية على اشاعة ان السهم سوف يجرى عملية اكتتاب واسعة مما ساعهم فى ارتافع السهم وقيام مجلس ادارة الشركة لمالكها محمد بن عيسى الجابر ) سعودى الجنسية بالبيع بكميات رهيبة على اسعار مرتفعة وتحقيق خسارة محققة للمساهمين والقضية رهن القضاء الان ولم يتم الفصل فيها حتى الان ومساهمى اجواء يصرخون ولا مجيب لهم .

8- التلاعب من خلال وسائل الاعلام

حيث تعتمد بعض الفضائيات أو الجرائد مدفوعة الأجر إلى عمل لقاءات مع اشباه االمحللين والذين يوصون بأسهم معينة وعمل تحليلات فنية لاسهم معينة بهدف ايهام المشاهدين من المستثمرين بأن هذه الأسهم واعدة وفيها فرص مكاسب ، او العكس الذم فى بعض الأسهم بهدف ابعاد واقصاء الماهمين عن هذه الاسهم فى حين ان هناك من يشترى فى هذه الأسهم ، أو يعطيك تحليلا موداه ان السوق الى هبوط ويجب عليك البيع فورا او العكس ولكها تلاعبات بغرض تضليل المستثمرين وتحقيق المكاسب على حسابهم فى الصعود والهبوط .

9- التلاعب بالتقييمات المالية لأسهم الشركات

حيث يعمد الى بعض المراجعين والمحليين الى تقييم قيمة الشركة باكثر من قيمتها للتأثير على أسهمها بالارتفاع حالة وجود عرض شراء على هذه الشركة أوتقييم الشركة باقل من قيمتها بغرض الشراء فيها وبعد فترة يتم تقييمها بأعلى من هذه القيمة ولنا فى شركة موبينيل افضل مثال حيث تم تقييمها مرة على 245 جنية ومرة اخرى على 185 جنية كل ذلك بهدف تحقيق مكاسب على حساب صغار المستثمرين .

10- تلاعب ادارة البورصة

* من خلال الوقف أسهم بعض الشركات بحجة مخالفتها لبعض الاجراءات لفترة غير محددة مثلما فعل ماجد شوقى بايقاف 29 شركة لمدة وصلت لثلاث سنوات او الشطب الاجبارى لبعض الاسهم من قبل رئيس مجلس ادارة البورصة .

* التهديد باغلاق سوق خارج المقصورة مما يتسبب فى رعب المستثمرين وبيع اسهم خارج المقصورة بابخس الاسعار وتحقيق خسارة فادحة لهم ثم تعرض عن هذا التهديد بفترة كبيرة مما يهيىء لميكرات السوق شراء اسهم خارج المقصورة بارخص الاسعار بعد تحقيق خسارة كبيرة لصغار المستثمرين .

* الصمت وعدم الافصاح حالة وجود اشاعة على سهم ما دون ان يكون هناك رد صريح وواضح لادارة البورصة المصرية .

* وقف نظام التداول بحجة انقطاع الكهرباء على كل شركات السمسرة واقتصارها على شركة محددة او عملاء محددين حالة وجود انهيار فى السوق مما يسمح لهم بالبيع دون الاخرين مثلما حدث فى 2006.

11- التلاعب من خلال الاربتراج وأسهم G.D.R

حيث تسمح هذه الآلية ببيع أسهم فى السوق المصرى وشرائها فى سوق لندن مما يسمح بتحويل الاموال خارج مصر فى ثوانى وتأثيرها السلبى على السوق المصرى صعوداً وهبوطاً .

12- التلاعب فى الطروحات والاكتتابات الجديدة

يتم ذلك من خلال قيام مدير الطرج بعمل دعاية تخالف الواقع على الطرح الجديد وان الشركة صاحبة الطرح مستقبلها واعد ولديها فرص للنمو والتوسع وتسويق الفكرة باكتر من طريقة عبر وسائل الاعلام المختلفة والترويج لها فى الدول العربية بهدف ايهام المستثمر المصرى بان الشركة فرصة لاتعوض بهدف تغطية الاكتتاب والطرح الجديد ثم لا يلبس سوى ايام يغطى الطرح الجديد وعند نزول السهم فى البورصة لاترى نفس سعر الاكتتاب الا يوم واحد مع الادعاء بان الشركة تضمن عدم نزول السعر تحت سعر الاكتتاب وبالرغم من ذلك يفاجىء المستثمر بانه ضحية نصب وقع فيه وهذا ماحدث مع طرح عامر جروب على سعر 2.8 قرش فى حين ان القيمة الاسمية الواجب الطرح عليها هى 12 قرش الا انه تم نزول السهم على 2 جنيه وثمانين قرش ومن يوم الطرح لم يرى المساهمون هذا السعر مرة اخرى ،وسهم طلعت مصطفى نفس القصة.

#رمضان_معروف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات