أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا وحيد - أنقذوا مصر الهلاك














المزيد.....

أنقذوا مصر الهلاك


زكريا وحيد

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 18:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أ:زكريا وحيد
مصر الآن تعيش حالة من الغليان، يريد البعض لها ان تتحول الى صدامات دموية، وربما الى حرب اهلية، تشفي غليل المتربّصين بالثورة المصرية، داخل مصر وخارجها، الذين يدعمون تحريضهم ضدها برصد مئات الملايين، ان لم يكن عشرات المليارات، للاطاحة بها، واجهاض انجازها الديمقراطي، لمعرفتهم الأكيدة ان نجاحها، وترسّخها، يعني وصولها الى مضاربهم والاطاحة بأنظمتهم.
علينا أن نتفق من البداية علي اننا نتمني اننري مصر الجديدةدولةمؤسسات حقيقية،بمعني أن تكون الكلمةالاولي فيها للمؤسسات العامة ، التي تسهر علي جمايتنا وتحقيق طموحاتنا .تابعناجميعا موضوع جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وماتواتر من اخبار عن قيامهم باستيراد آلاف الصواعق الكهربائية وغيرها من الأدوات! وبدأت بالفعل فى ممارسة عملها فى عدد من المدن المصرية، كما أطلقت حملة لجمع المتطوعين من الشباب وغيرهم...
لا يختلف مسلم، محب لدينه على أهمية أو فضيلة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والآيات والأحاديث فى هذا الأمر كثيرة ودامغة، ولكن... وأكرر ولكن، لمن يوكل هذا الأمر؟! أهو مسئولية الأفراد أم مسئولية الدولة؟! نحن هنا بصدد دولة تعين وتعزل وتحاسب.
ما نشهده فى مصر، ومع تقديرنا الكامل لصدق نوايا من أطلقوا تلك الحملة، ليس إلا من قبيل الفوضى والجهل بأمور الدين والدنيا، كان أولى بهؤلاء أن يوكلوا الأمر للمؤسسات المحترمة كالأزهر، أو أن يتقدم به عضو مجلس شعب محترم كمشروع قانون، ليسن به قانونا ينظم عمل هيئة الأمر بالمعروف، وحدود دورها ومسئوليتها... إلخ.
وبناءً عليه، فإن ما نحن بصدده – وإذا ما ترك هكذا - سيقودنا إلى مصير مظلم ونتائج لا تحمد عقباها.
فادارة الرئيس جورج بوش الابن، التي غزت العراق ودمرته وايّدت العدوان الاسرائيلي على لبنان، وبعده على غزة، عندما يحذر من قيام دولة اسلامية في مصر، او عودة العسكر، او انتشار الفوضى، ويطالب باستخدام المساعدات المالية الامريكية كورقة ضغط على الرئيس مرسي للتخلي عن الإعلان الدستوري، فإن علينا جميعا ان نقف متأملين لهذا التهديد وأبعاده وجلّ معانيه.
قد يجادل البعض محقا، بأن الادارة الحالية تدعم الرئيس مرسي، وتسهّل قرضا من صندوق النقد الدولي بأربعة مليارات وثمانمئة مليون دولار لمصر، والأكثر من ذلك ان شمعون بيريس رئيس الدولة الاسرائيلية يصفه بأنه رجل دولة، ويشيد بحكمته بسبب دوره في تحقيق وقف اطلاق النار في غزة، والتفاوض على اتفاق تهدئة، ولكن هذا من قبيل الانحناء امام العاصفة، ولو مؤقتا، ألم يرضح الرئيس الروسي بوتين لكل الشروط والضغوط الامريكية ريثما يعيد ترتيب البيت الروسي من الداخل،الم تنكمش الصين دوليا وتتحمل الاهانات الامريكية لاكثر من عشرين عاما لم تستخدم فيها الفيتو مرة واحدة، حتى تكتمل خطتها الاقتصادية، وتقفز من المرتبة العاشرة الى الرابعة، ثم الثانية، وبعد اربع سنوات الى الاولى عالميا، ثم تقول لامريكا لا كبيرة وتستخدم الفيتو ثلاث مرات في مجلس الامن الدولي، في اقل من عام ضد التدخل العسكري للناتو في سورية.
مصر تحتاج الى الاستقرار والى التعايش بين مختلف الوان طيفها السياسي والديني والاجتماعي، وبما يؤدي الى مرحلة انتقالية اكثر سلاسة للوصول الى الهدف الاكبر وهو النمو الاقتصادي، واستعادة اسباب القوة تماما مثلما فعلت الصين وروسيا وتركيا . حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم استطاع ان يسيطر على السلطتين التنفيذية والتشريعية بعد ان نقل تركيا الى مصاف الدول العشرين الاقوى اقتصادا، وبعد ان تعايش مع العلمانية ولو مرغما، وقبل بصورة اتاتورك على العملة الوطنية، وتماثيله في كل مكان، واحتكم الى صناديق الاقتراع.
الرئيس مرسي يجب ان يستفيد من هذه التجربة، وقد حضرنا سويا مؤتمر حزب العدالة والتنمية قبل شهر في انقرة، واستمعنا الى خطاب اردوغان التاريخي فيه، واطلعنا على برنامجه للسنوات العشر القادمة، وكنت اتمنى لو ان الرئيس مرسي استمع الى نصائحه قبل ان يصدر اعلانه الدستوري الحالي مفجّر الأزمة الحالية.
قد يكون الرئيس مرسي حسن النية وباعتباره رئيسا للجمهورية من حقه اصدار التشريعات التي تحمي البلاد من الفساد ـ من وجهة نظره ـ خاصة ان الاعلان الدستوري المكمل ذو طبيعة مؤقتة ويهدف لمحاسبة المسئولين عن الفساد في عهد النظام السابق.. في الوقت الذي يري فيه القضاة ان هذا الاعلان باطل شرعا وقانونا لأنه يكرس للديكتاتورية الفرعونية والفردية ويحجم دورهم خاصة بعد اقالة النائب العام السابق واقصائه من منصبه ـ وهذا أيضا علي حد قول رجال العدالة ـ
في رأينا انه من الجائز أن يكون كل طرف علي صواب في بعض الجزئيات.. لكن الشيء الذي لا يختلف عليه اثنان انه ليس من حق الرئيس والمستشارين التشدد والتشبث بالرأي بعدما وصلت الأمور بالبلاد إلي حافة الهاوية.. ومن هنا نتمني أن يبادر الرئيس أولا بصفته رب البيت بمعالجة الأمور بحكمة وأن يجادل الشعب بالموعظة الحسنة حتي يفوت الفرصة علي أعداء الوطن الذين يدبرون له المكائد ويخططون لدخول الشعب في حرب أهلية سوف تقضي علي الأخضر واليابس إذا اندلعت لا قدر الله.. فليس عيبا أن يتراجع الرئيس حقنا للدماء وإذا حدث ذلك سوف تزداد أسهمه كونه حريصا علي مصلحة البلاد العليا
نتمنى من الرئيس مرسي تجميد إعلانه الدستوري والدخول في حوار مع القوى الوطنية بشأن اصلاح جذري للقضاء.
بقي ان نقول اننا لا نفهم كل هذه الانقسامات بشأن وضع الدستور، والوصول الى اتفاق وسط حول نقاطه الخلافية، وبما يحفظ استقرار البلاد وأمنها وتوحيد صفوفها، فإذا كانت حركة الاخوان تعتقد انها تستطيع حكم البلاد لوحدها، ووفق شروطها ورؤيتها، فهي مخطئة، لأن هناك مجتمعا مدنيا قويا في مصر لا يمكن تجاهله او القفز فوقه بمجرد جرة قلم.
مصر تحتاج الى التوافق والتعايش والاحتكام الى صناديق الاقتراع والاستماع الى الشعب المصري، الذي هو صاحب كل السلطات، ومن المؤسف ان هناك من يحاول تجاهل هذه الحقائق في ذروة الصراع على كرسي السلطة.



#زكريا_وحيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا وحيد - أنقذوا مصر الهلاك