أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر شهيد - لم يعد للنفاق خانةً في حسابات الشعب















المزيد.....

لم يعد للنفاق خانةً في حسابات الشعب


نادر شهيد

الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد كل هذه العقود من الظلام التي غُيّب فيها الشعب السوري ، والذي فرضه عليه نظام حزب البعث ، بدءاً من عام 1963 وانتهاءً بالنظام الحالي ، إلا أن أشد وأخزى مراحل هذا النظام الممتد على مدى أكثر من أربعة عقود بلا منازع ، كانت مرحلة حكم حافظ أسد ، والتي أسست ورسخت الظلم والقمع والقتل والسجن والحرمان والتشريد والفساد في هذه الدولة ، والذي ضمن لنفسه كحاكم فرد مستبد بموجب الدستور سيطرته المطلقة على الدولة والمجتمع ، بتمكينه لحزب البعث ليسيطر كحزب واحد على كل مرافق الدولة ، والذي لم يعد خافياً على أحد بأن أسد اتخذه غطاءً لكل ممارساته وأفعاله ، والذي ما فنأ يمارس سياسة خداع وتضليل الشعب وقهره بكل طوائفه وشرائحه وأعراقه ترغيباً وترهيباً .

واليوم ونحن نعيش السنة الخامسة من حكم الرئيس الابن ، نشهد غرائباً عجائباً مما لم يكن أحد يتوقعه منه ، فالقناعة ولا شك بأن النظام هو نفس النظام الذي خلّفه حافظ أسد وراءه ، ولكن بدلاً من أن يسارع هذا النظام كما قدّم سيده بعد اعتلائه عرش الوراثة المقدّس ، إلى إصلاح ما فسد في ظل رعاية أبيه الكريمة لهذا الشعب ، وردِّ الحقوق والمظالم إلى أصحابها ، نجد أن الحال مازال من سيء إلى أسوأ ، وأن هذا النظام عجزَ عن إصلاح فساد هذا النظام وردع المفسدين، وعجزَ عن تقديم وأن كل ما تم إنجازه على حدِّ زعهمهم لا يعدو أن يكون قشوراً وتغييراً للأدوار والوجوه لا غير . والمضحك المبكي في بلادنا أن أكاذيب النظام وخزعبلاته التي خرج عليها منذ أكثر من أربعة قرون ، ما زالت هي البضاعة الرائجة اليوم ، فبعد أن شهدنا في الأيام الماضية كيف حكمت محاكم أمن الدولة ، على شباب الوطن بالسجن والإذلال لمجرد توجيه تهمة مناهضة الثورة ، نرى اليوم كيف يتم تسيير المظاهرات العفوية من منتسبي الأمن والجيش والطابور الخامس ، أو بالإكراه والتهديد لمن لا يريد أن يتعاون ضد الإمبريالية والرجعية .

فباسم الثورة أذّلوا الشعب وأرهبوه ، وباسم الثورة نهبوا خيرات البلاد وتكدست الأموال المسروقة من قوت الشعب في أرصدتهم في بنوك الغرب والشرق ، وباسم الثورة ومناهضة الرجعية أسقطوا البلاد في الضياع . وباسم الثورة صادروا من الشعب حق الكلمة ، وصادروا حريته وكرامته ، وباسم الثورة تم غسل عقول الشعب ليقبل الذل والهوان ، ومن يتمرد عليهم فالسجون قد فُتحت ، والمشانق قد نُصبت ، والجلادون على أهبة الاستعداد لتنفيذ أمر سيدهم .

اليوم نشهد مقولة " التاريخ يعيد نفسه " ، فكما شهدنا كيف كان نظام حافظ أسد يُسيّرُ مظاهرات التأييد أو الاستنكار العفوية ، نشهدُ اليوم تكرار نفس السيناريو ، ولكن بأسلوب أكثر انحطاطاً وسُخفاً واستهزاءاً بالشعب ، ففي عهد أبيه كان الظلم والخوف والرعب والقمع أداة تسيير تلك المظاهرات ، أمّا اليوم فنشهد تسيير هذه المظاهرات الهزيلة في عهد الانفتاح والإصلاح كما يدّعون ، كلنا يتفهم كيف استطاع الديكتاتور حافظ أسد تسيير تلك المظاهرات ، أما اليوم فلم يعد مقبولاً مثل هذه الترهّات أو الأكاذيب ، ولم يعد مقبولاً سوق الشعب مكرهاً ومرغماً إلى حيث يريد سجّانه .

إن الرِدّة إلى الكذب والخداع والتضليل والخزعبلات ، ليست إلا عنوان الفشل في إقرار الإصلاح ومحاربة الفساد وإرجاع الحقوق إلى أصحابها ، إن إكراه الشعب من موظفين وطلاب على الخروج في هذه المظاهرات العفوية ، أو تسيير بضعة آلاف من المنافقين ومنتسبي الأمن والجيش فيها ، ليس إلا هروباً من استحقاقات المرحلة ، التي على النظام أن يسددها كاملة غير منقوصة إلى الشعب ، وليس إلا تجديداً لدماء الفساد ، بعد أن كان يأمل الشعب بزوالها قريباً .

إنني لأعجب كل العجب من قول الرئيس الشاب أمام مجلس الشعب " عندما نكون متوحّدين دولة وشعباً لن نخاف من أي شيء " ، وإنني لأتساءل: من المقصود بهذه المظاهرات ؟

- إذا كانت هذه المظاهرات العفوية ردّاً على استفزازات الإدارة الأمريكية للنظام ، فما أحسبهم قد أفلحوا في هذا أبداً ، لأن ضعف الوضع الرسمي السوري حكومة وجيشاً لا يسمح بأي نوعٍ من أنواع المناورة على الإدارة الأمريكية ، خصوصاً وأن أقطاب الإدارة الأمريكية يعرفون " البير وغطاه " في سورية كما يقولون ، وأن جيشنا المهلهل ما هو مخزنٌ كبير للسكراب والعاطلين عن العمل ، وأن ضبّاطه في غاالبيتهم ما هم إلا تجاراً وسماسرة ومهربين ولصوصاً . أما حكومتنا الرشيدة فهم أعجز عن أن يكون لهم موقفاً أو شبه موقفٍ مما يدور حولهم من أحداث ، فالقول لصاحب الفهم والرأي الملهم ، وما عليهم إلا تنفيذ رؤيته السديدة وحكمته الفريدة .

- أمّا إذا كانت هذه المظاهرات العفوية لتخويف إسرائيل ، فأعتقد بأن النظام قد فشل في هذا فشلاً ذريعاً ، لأن الإسرائيليين يعرفون الحجم الحقيقي لقوة هذا النظام ، ويعرفون أن نظام البعث لن يكون بمقدوره أن يفعل شيئاً تجاههم ، لأنه وبتقدير وقناعة الشعب لوجود نوع من التفاهمات مع اٌسرائيليين حول هذه الأعمال ، لا بل إن قناعة الشعب السوري بهذا تكاد تكون كاملة :
1. وإلا فأين ردُّ النظام البعثي على الإسرائيليين على اعتداءاتهم المتكررة على مواقع الجيش السوري في لبنان ؟
2. وأين ردّ النظام على اعتداءات الإسرائيليين على قرية عين الصاحب قرب دمشق ؟
3. وأين رد النظام على ما قامت به المخابرات الإسرائيلية من عمليات في قلب دمشق ، ضد قيادي حماس في الماضي القريب ، وكيف فشل الأمن في درءِ الخطر والإجرام الحقيقي ووقفه في قلب العاصمة دمشق ؟
4. وأين .. وأين ... وأين ... والقائمة أطول من أن نعددها ؟

- أمّا إذا كانت المظاهرات ردّاً على أطرافٍ معارضة داخلية في سورية ، ليثبتوا لهم أن النظام ما زال في ريعان شبابه ، وأنه ما زال يمسك بزمام الأمور ، فنقول أنه قد حالفهم الحظ في هذا ، فالمعارضة بجميع أطيافها تدرك أن الأمن ما زال يحظى بالصلاحيات الكاملة لمواجهة أبناء الشعب ، وأنه السيف المسلط على رقابه .

إن الوضع الحالي بكل المقاييس لا يحتاج إلى مثل هذه الخزعبلات والترّهات والضلالات ، أعتقد بأن زمن تأليه الفرد وتخليده وتقديسه قد ولّى ، وأننا في سورية نحتاج بصدق إلى شفافية مطلقة في التعامل بين النظام وبين الشعب ، وأن مقولة " كلنا معك يا سيادة الرئيس " لن تردع الإدارة الأمريكية عن غيها .

إن سورية يجب أن تكون لكل السوريين ، وإلا فليذهب هذا النظام ومنافقيه إلى الجحيم ...



#نادر_شهيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترتيب الدول الأقوى في مضمار استغلال الطاقة الشمسية
- -ثعابين الثلج-.. مصورة توثق هذه الظاهرة الغريبة من نوعها في ...
- جلد وسجن 8 سنوات.. إيران تحكم على مخرج مشهور وفقا لمحاميه
- السويد: إسرائيل محط تركيز في نصف نهائي -يوروفيجن- وسط احتجاج ...
- تركيا تدرس زيادة أسعار الطاقة -للأسر ذات الدخل المرتفع-
- إسرائيل تعتبر تهديد بايدن بوقف تزويدها بأسلحة -مخيبا للآمال- ...
- مصدر أمني ??لبناني: أربعة قتلى لـ-حزب الله- في الغارة الإسرا ...
- أردوغان يوجه رسالة إلى أوروبا في عيدها
- بوتين: الغرب يحلم بإضعافنا والنصر في أوكرانيا شرط أساسي لتحق ...
- كيف يؤثر انخفاض فيتامين D على الحمل؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر شهيد - لم يعد للنفاق خانةً في حسابات الشعب