أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيدر صاص - الاصلاح بين الداخل والخارج














المزيد.....

الاصلاح بين الداخل والخارج


محمد سيدر صاص

الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكتسب الدعوات العربية الراهنة للاصلاح قوتها من العوامل الداخلية، سواء تلك المتعلقة بقوى مجتمعية تدعو للاصلاح أو التي تتعلق بفرقاء في السلطة يعطون ذلك زخماً وقوة كما حصل في حالتي غورباتشوف وخاتمي، وإنما أتت تلك القوة من عوامل دولية تتعلق برؤية (القطب الواحد) للمنطقة العربية وسياساته المستتبعة عن تلك الرؤية، وبالذات بعد (11 أيلول) و(سقوط بغداد).
أتى ذلك من رؤية واشنطن الجديدة، المتشكلة بعد تدمير البرجين، لما يسمى بظاهرة (الارهاب)، والتي تربط هذه الظاهرة بعوامل داخلية تتعلق بالديكتاتوريات والفساد والنظم التعليمية والبنى الثقافية أكثر من ربطها بعوامل اقليمية مثل الصراع العربي ـ الاسرائيلي الذي لا يعتبره التفكير الأميركي الجديد أكثر من عامل فرعي في توليد تلك الظاهرة بالقياس إلى تلك العوامل الداخلية المتعثّرة "رئيسية"، ليتولد عن ذلك رؤية جديدة للمنطقة. ربما كان الاسراع في غزو العراق، عقب (11 أيلول) برغم انعدام العلاقة بين صدام حسين وبن لادن، ناتجاً عن أن العراق هو "البوابة" إلى "إعادة تشكيل" المنطقة وفقاً لتلك الرؤية الأميركية الجديدة، التي يبدو أن الموازين قد أصبحت تميل إلى كفتها داخل إدارة بوش رغم المقاومات الظاهرة التي أبدتها وزارة الخارجية الأميركية.
يعطي ذلك زخماً للدعوات الاصلاحية في العالم العربي، حتى عند الذين يرفضون ظاهرتي (قرضاي) و(الجلبي)، ولكن من دون أن تكتسب هذه الدعوات أرضية اجتماعية محرِّكة يمكن أن تتشكل عبرها قوة ثالثة، كما في إيران مثلاً، بين (القطب الواحد) والسلطات المحلية، التي يبدو أن معظمها يميل إلى حلّي الجنرال مشرّف والعقيد القذافي بدلاً من أن تتجه إلى ملاقاة الدعوات الاصلاحية، القائلة بأن تحصين البلاد، عبر (الاصلاح) و(الديموقراطية)، هو أفضل وسيلة لحماية الداخل، كما يستخلص من تجربة عراق صدام حسين.
يؤدي انعدام الجسور بين مَنْ يريد إصلاحاً داخلياً بعيداً عن إملاءات الخارج الذي يبدو أنه يريد من (الاصلاح) الوصول إلى أوضاع محلية تكون "ملائمة" لخططه الاقليمية الخاصة بشرق أوسط تسيطر عليه أميركا، وبين مَنْ هم في السلطة للتلاقي على برنامج للإصلاح متفق عليه وطنياً في إطار داخل مستقل عن (الخارج) ـ إلى تزايد انجذاب الكثيرين، في المعارضات العربية، إلى نموذجي (قرضاي) و(الجلبي)، عبر تنظيرات (أصبحت تكتسب الكثير من الزخم بعد أن انقضى عام كامل على (درس بغداد) من دون أي استخلاصات عند الأنظمة العربية) ترى "انعدام" العوامل الداخلية للتغيير أو الاصلاح لصالح تلك "الخارجية"، وهو ما يلاحظ بالذات عند الليبراليين وعند يساريين متحوّلين بعد سقوط موسكو إلى الليبرالية، فيما لا يلاحظ ذلك في التيارين القومي والاسلامي أو عند الذين ما زالوا متمسكين بماركسيتهم.
يؤدي ذلك إلى انسداد أفق (الاصلاح) بين قوى مجتمعية إصلاحية لا تملك قاعدة اجتماعية وبين سلطات لا تريد أو لا تستطيع الاصلاح بفعل تجاذباتها الخاصة ضمن أعلى الهرم، فيما نجد خارجاً دولياً يريد فرض أجندته الخاصة على السياسات الداخلية العربية، بعد أن أصبح متحكماً ببلد عربي محوري، ربما من أجل إعادة تكرار نموذج أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، عندما أدى التوازن الدولي المختل لصالح الغرب إلى انهيار (المعسكر الشرقي) بالترافق مع نشوء أوضاع أصبح فيها التحوّل بعيداً عن الديكتاتوريات، لصالح نشوء الديموقراطية، متزامناً مع فقدان الاستقلال الوطني لتلك البلدان.
كيف يمكن الخروج من هذا الاستعصاء؟...



#محمد_سيدر_صاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيدر صاص - الاصلاح بين الداخل والخارج