أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نجيب وهيبي - حول الانتخابات الأمريكيّة : هل فاز اوباما حقّا ؟؟















المزيد.....

حول الانتخابات الأمريكيّة : هل فاز اوباما حقّا ؟؟


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 20:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وضعت الانتخابات الرئاسيّة الامريكيّة اوزارها بفوز الرئيس الأمريكي ، الاكثر مثيرا للجدل في تاريخ الولايات المتّحدة حول اصوله ولون بشرته ، باراك اوباما الديمقراطي بولاية ثانية لرئاسة الدولة الأقوى في العالم ، في ظلّ متغيّرات دوليّة عديدة اهمّها ما يحدث في الشرق الاوسط والمنطقة العربيّة من تغيير واسع للأنظمة السياسيّة والتحوّلات المجتمعيّة الي تقبل عليها المنطقة العربيّة . فهل سيحرّر فوز اوباما بالولاية الثانية ، سياسة ادارته من تجاه الملّفات الحارقة ؟ وهل يمكّنه جرأة أكبر في التعاطي مع القضايا الداخليّة والخارجيّة ؟ ام انّه سيظلّ مكبّلا كما كان في ولايته الاولى ؟.

نظرة على الخارجيّة الامريكيّة في الشرق الاوسط

ليس المطلوب هنا هو التشكيك في نتائج الانتخابات الأمريكيّة او الايحاء بذلك حتى ، فوفق النتائج الواردة تمكّن باراك اوباما من حصد الفوز بالأصوات الشعبيّة وأصوات مجمّعات الناخبين ، وان بنسبة متواضعة مع ما حصّله في انتخابات 2008 فقد حصّل هذه المرّة 50 % من أصوات الأمريكان و 303 صوتا من المجمّعات الانتخابيّة . وهو مايدلّ انّ اوباما حافظ على نسبة محترمة من شعبيّته وهو الشيء الذي أنقذ ولايته الثانية من ان تدمّرها الازمة الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعيّة وعموما تمكّن أوباما في ولايته الاولى من حصد مكاسب لا بأس بها في السياسة الخارجية عبر انتهاجه السلوك الديمقراطي الكلاسيكي أي " الديبلوماسية الهادئة " ونجمل هذه المكاسب في الآتي :
- القضاء على اسامة بن لادن ومحاصرة تنظيم القاعدة والحدّ من ارهابه .
- اتّخاذ خطوات جديّة في طريق سحب القوّات الامريكيّة من مستنقع أفغانستان والعراق .
- اجتياز الإدارة الامريكيّة التوتّر الحاصل في منطقة الربيع العربي والشرق الاوسط ، واستعادتها لدور الريادة في تحديد السياسات المتعلّقة بها .
- تمكّن الادارة الامريكيّة من جرّ فرنسا ومن خلفها جزءا من اوروبا خلف خياراتها وسياساتها .
ورغم اللّوم الذي تتلقّاه الولايات المتّحدة الامريكيّة تجاه مرونة علاقتها مع الملفّ النووي الايراني ، وشدتّها مع الملفّ الاسرائيلي ، وتهاونها ازاء الدبّ الروسي والعملاق الصيني ، ويضاف الى ذلك فشل رئيس القوّة العظمى في فرض خياره في سوريا ، فقد صرّح اوباما مطلع العام الفائت "انّ على الأسد الرحيل" ، وقد وجّهت حادثة اغتيال السفير الامريكي في ليبيا وحرق السفارة بتونس ضربة موجعة لإدارة الرئيس الأسمر من اصول كينيّة الاوّل في تاريخ أمريكا ، الّا انّ باراك حسين تمكّن من توسيع صداقات أمريكا مع الحكومات المنبثقة عن الثورات العربيّة ، وفرض تغييرات جذرية في مسألتي حقوق الانسان والديمقراطيّة على انظمة عربيّة اخرى منها المغرب والجزائر وحتى حلفائها المشرقيين .
وعموما ينظر الشعب الأمريكي لاوباما ، شاكرا لتخليصه من الاحقاد والسياسة العسكريّة المفرطة التي تنتهجها الولايات المتّحدة في ارثها التاريخي الطويل ، وربّا تكون هذي هي الميزة التاريخي لهذا الافريقي- الاميركي ، الذي طوى صفحة في الشخصية الامريكية العنصرية والمستنفرة للقتال دوما .
ولكن الادارة الامريكية والرئيس اوباما يبقى مطالبا ، بإظهار قوّة الشخصيّة الامريكيّة في العالم عبر اتّخاذ بعض الخطوات الحاسمة والجريئة وربّما ذات الطابع الهجومي ، تجاه بعض الملفّات الحارقة ، ويبدوا انّه في ولاته الثانية مجبر على ذلك اكثر من الاولى .

حقيقة المشهد السياسي الامريكي : ليس الرئيس وحده من يحدّد السياسات

لئن فاز اوباما في انتخابات الرئاسة ، الّا انّه الحزب الديمقراطي يبدوا ضعيفا وغير قادر على تقديم الدعم والمساندة اللّازمة لرئيسه ، فقد تراجعت مقاعده في مجلس الشيوخ الى 51 مقابل 57 ، وتقدّم الجمهوريين من 41 الى 45 ( من جملة 100 مقعدا) ، كما تمكّن الجمهوريين من تحصيل اغلبية في مجلس النوّاب ب 231 مقعدا مقابل 190 فقط لحزب الرئيس ( من جملة 435) ، بعد ان كان للديمقراطيين الاغلبيّة ب 256 مقعدا .
هذه الارقام ضرورية لادراك ضعف الادارة الأمريكيّة للرئيس المنتخب في ولايته الثانية مقارنة بالولاية الاولى ، وهو الشيئ الذي لن يسمح له بتنفيذ سياساته بكلّ سهولة ، وقد يجبره هذا الوضع على تغيير رؤيته للسياسة الخارجيّة والعسكريّة او تعديلها ، ارضاءا لخصومه من الجمهوريين ونزولا عند رغبات مجموعات الضغط وكبار المساهمين التي تختلف مصالحها وتصوّراتها عن مصالح وتصوّرات اوباما و اصدقائه ، ولا نشيع سرّا هنا اذا قلنا أنّه حتى في الاوضاع الاكثر راحة ، لا يحدّد رئيس الولايات المتّحدة سياسات أمريكا وحده ، او انطلاقا من المصلحة القوميّة وحدها ، وانّ رجال المال والاعمال في القطاعات والمجالات المختلفة وخاصّة منها الطاقة والصّناعات العسكريّة ، لهم دور كبير في كلّ تاريخ أمريكا السياسي ، وهو يمارسون دورهم ذلك عبر كبار أعضاء مجلس الشيوخ ورؤساء اللّجان التشريعيّة وأعضاء البرلمان .

استشراف السياسة الامريكيّة في المرحلة المقبلة : خليط بين "الصّقور" و "الحمائم"

اذا يمكن لنا ان نقول انّ باراك تعترضه الكثير من العراقيل والتحدّيات في ولايته الثانيّة ، اهمّها توسيع قاعدة أصدقائه والنهوض بالتحديات الاقتصادية والاجتماعيّة الداخليّة والسعي الى ارضاء مختلف الاطراف ذات المصالح المختلفة ، ويبدوا بهذا الصّدد انّه خيّر وجهة خطب ودّ الجمهوريين ومرشّحهم الخاسر ففي خطاب الفوز بمقر الحزب الديمقراطي بشيكاغو في 07/11/2012 صرّح أوباما انّه سيسعى الى التنسيق مع الجمهوريين والاخذ بآرائهم في ما يتعلّق بمصير الامّة الامريكيّة ، وهو ما يرجّح ان تسعى الادارة الامريكيّة الى الاستعانة ببعض الجمهوريين " او المحافظين الجدد" في التخطيط او في تنفيذ بعض سياساتها الخارجيّة أو على الاقلّ النزول عند رغباتهم وتوجّهاتهم العامّة ، وهو ما سيجعل سياسته تتارجح بين فكري " الصقّور" و "الديبلوماسيّة الهادئة" ممّا سيفقده طابعه الخاصّ .

وتبعا لذلك يمكن ان نستشرف انّ سياسته تجاه المنطقة العربيّة والشرق الاوسط ستتميّز بالسعي الى كسب أكثر ما يمكن من تاييد وصداقات الاحزاب الاسلامية وحكوماتها مع الحرص على دفعها نحو الاعتدال والبراغماتية وتبنيّ خيارات الدولة المدنيّة ، حفاظا على المصالح الاستراايجيّة الامريكيّة واهمّها حماية الامن القومي من مخاطر الارهاب وضمان الاستقرار الاقتصادي تحقيقا لمشروع الشرق الاوسذ الكبير وشمال افريقيا ، وسيكون سلاحه في ذلك ورقة الدعم المالي وتحميل حلفائه في المنطقة وخاصّة تركيا وفرنسا مسؤوليّة اكبر في النهوض بهذه المهمّة .
أما في علاقات امريكا مع دول الخليج ، فسيُحافظ أوباما على التزام الولايات المتحدة بأمن هذه الدول والتدفّق المستمر للنفط والغاز، كما سيواصل حثّ دول المنطقة على تطبيق إصلاحات جزئية، تجنّباً للمصير الذي لقيَتْه الأنظمة الاستبدادية العربية الأخرى .
وفي ما يتعلّق بمسألة السّلام ، سيكون أوباما مجبرا على ممارس ضغط نسبي على كلا الجانبين (الفلسطيني و الاسرائيلي ) من اجل تحقيق تقدّم سريع في المسألة ، كي يغطي على فشله في ولايته الاولى من ناحية ، ومن اجل اغلاق الجبهة العربيّة الاسرائيلية أمام محاولات ، تعطيل سياساته تجاه ايران وسوريا ، وستسعى حكومة أوباما الى امتصاص تململ اللوبيات الصهيونيّة عبر تحقيق مكاسب اضافية في مسألة تطبيع العلاقات مع اسرائيل من خلال حلفائها من الحكّام العرب الجدد .
وامّا في ما يتعلّق بالملفّ السوري ، ربّما يدفع اوباما الى تغيير سياسته الهادئة ، وانتهاج خطّ أكثر جرأة وصرامة على مستويين : يتمثّل الاولّ في محاولة دفع كلّ من روسيا والصين الى تخفيض دعمها السياسي للرئيس الاسد ، ويتمثّل الثاني في السعي الى توجيه ضربات موجعة وسديدة الاثر على النّظام السوري ، وان كان الحلّ العسكري المباشر مستبعد حاليا ، الّا انّنا قد نشهد اعادة للخيار مع النظام الليبي في 2001 عبر فرض منطقة حظر جوّي وحصار قاس مع دعم واضح لعمليّات عسكريّة نوعيّة ومحدودة للمعارضة السوريّة .
وبالنسبة للملفّ الايراني تبدوا كلّ الخيارات السياسيّة والدبلوماسية عاجزة عن تحريكه ، هو ما قد يدفع الادارة الامريكيّة الى اتّخاذ خطوات غير مسبوقة وغير اعتياديّة ، تحت ضغط الصقّور، وقد تجبر ادارة اوباما على السعي الى تكرار سيناريو الكويت ( حرب الخليج الثانية ) وذلك عبر دفع حلفائها في المنطقة بتأجيج الصراعات الموجودة اصلا ، او اتّخاذ تدبير عسكري استثنائي وخطير عبر الزجّ بإسرائيل في المسألة ، وخاصّة بعد تجربة قصف المصنع السوداني من قبل الطيران الاسرائيلي .
وللخلاصة فانّ سياسات الولايات المتّحدة لا يحدّدها الرئيس المنتخب ، بقدر ما تحدّدها مصالح اللوبيّات ومجموعات الضغط ، وصنّاع السّساة الحقيقيين ، المترجمين في بقيّة أجهزة الدولة ، التي يبدو انّ تموقع الديمقراطيين فيها هذه المرّة يجعل باراك حسين اوباما يواجه العواصف الداخليّة والخارجيّة ، بأقل دعم ممكن ، وهو الامر الذي ينتقص من زخم فوزه بالولاية الثانية



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حادثة اغتيال -لطفي نقض- او اغتيال الدولة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نجيب وهيبي - حول الانتخابات الأمريكيّة : هل فاز اوباما حقّا ؟؟