أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا حسن حسن - تأثير الانتخابات الامريكية على المصير الكردي















المزيد.....

تأثير الانتخابات الامريكية على المصير الكردي


زكريا حسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تبدو نظرة اوباما / رومني متشابهة للناخب الامريكي المهتم بالسياسات الداخلية اكثر ، ولكن وفي منطقة بغاية التعقيد فإن فوز احدهما بالانتخابات قد يحل العديد من الامور وقد يعقد الكثير من المصالح والتجاذبات .
كان الاكراد الاكثر تعاسة بالتقسيم الذي حصل في الشرق الاوسط في القرن السابق وكانوا اكثرية غير معترف بها ومقسمة بين اربع دول متجاورة تحكمها الغالبية الاثنية التي تأقلمت مع التقسيم بل واعتبرته نهاية خرائط العالم ، ولكن ذلك بدى غير ممكن مع النضال الدؤوب من قبل الشعب الكردي في الاجزاء الاربعة ، ومع العذابات والآلام والانقسام السائد الى الآن في بعض الاجزاء ، فقد نشأ كيان محميٌ في كردستان- العراق وتحول مع تغيّر السياسات الدولية ونجاح الاكراد بالاتفاق الى دولة شبه مستقلة وتعتبر الحاضنة للسياسة الكردية ، وكذلك فقد تكللت الضغوط السياسية السلمية والمسلحة ببعض الاعتراف بالثقافة الكردية من قبل الحكومة التركية كانفتاح غير كاف ولا يرقى حتى الى مستوى الاذن من جسم الجمل ، وأما في ايران وسوريا فإن الاعدامات والاعتقالات والتهجير كانت السمى الغالبة ، ولكن الوضع تغيير في سوريا مع قيام الثورة واصبح بالامكان الحديث ليس فقط عن حقوق كردية وشعب كردي بل عن كيان كردي.
اذا امكننا النظر من مكان تواجد الاقمار الاصطناعية وبنظرة تجريدية حيادية سنكتشف اجوبة كثيرة لاسئلة محيّرة ، فالطائرات التركية تقصف ومدرعاتها تتمركز على طول حدودها الجنوبية بينما مقاتلو حزب العمال يقاتلون في الليل ويخرج المناصرون للأحتجاج ضد الدولة التركية في النهار،والجيش العراقي (قوات دجلة) ينتشر ويتمركز شمالاً بينما البيشمركة لا يتنازل عن حق الشعب الكردي ، والهدوء المراقب للنووي الايراني واحتمالاته مع مناورات كبيرة وتهديدات متبادلة ، وفي سوريا تخفيف العبء العسكري والاستخباراتي عن المناطق الكردية ريثما تنتهي مبارزة الآلة التي تنزف دماً مع الدم الذي ينجب سلاحاً، بينما السلاح والسياسة الكرديتان يتبارزان حيناً ويتفقان حيناً.
اي الحزبين سيخدم الشعب الكردي ؟
لايمكن للسياسة الامريكية تحقيق المصلحة الكردية ولا تبديدها ككتلة واحدة نظراً لاختلاف توجهات الدول التي تهيمن كل منها على جزء من كردستان ، ولذلك فلا مفر من تقليل تأثير السياسة الامريكية على المصالح الكردية بصرف النظر عن افكار من يحكم البيت الابيض ،وعلى هذا فالامر يتعلق بمن يضر بطموحات الشعب الكردي ومن تخدم سياساته القضية الحقة .
حتى لو كان من المعهود ان يهتم الحزب الديمقراطي اكثر بالمسائل الداخلية وينهج سياسة المحافظة على العلاقات الامريكية متينة مع الدول الاقليمية ،فإن تأثير سياساتها كان واضحاً في فترات متباينة ،إلّا ان فترة حكم الرئيس اوباما بما رافقتها من تغييرات داخلية كبيرة انتجتها شعوب المنطقة نفسها اظهرت قلة رغبة الادارة الامريكية بتغيير جدي في الشرق الاوسط ،فمنذ توليه زمام الحكم وكتوضيح جدي لسياساته عمد الرئيس الامريكي ذو الطموح الكبير وصاحب شعار التغيير (داخليا) ، عمد الى زيارة ثلاث عواصم وهي (مصر ، السعودية ، تركيا ) وبالتالي كان لافتاً دعمها المطلق للحكومات على حساب الشعوب وللاستتباب على حساب الحريات وللعواصم على حساب الاطراف ، ومن ثم فلم يبادر حتى لتذكير تركيا بأحقية المسألة الكردية - المنسية في سجلات السياسة الامريكية منذ عقود- على حساب مطالب اردوغان بحقوق اطفال غزة مثلا ، وبادرت للانسحاب من العراق دون توفير المناخ المناسب للاستقرار واسفر ذلك عن صفقة اسلحة كبيرة بين بغداد وموسكو وهذه الاسلحة معدة لحرب الصحراء والجبال اي للداخل على حد قول النائبة آلا طالباني ، ورغم استقباله اللائق لرئيس اقليم كردستان – العراق ورفضه بيع الطائرات للمالكي إلّا انه لم يبذل جهدا ولو بسيطاً للحيلولة دون حصول بغداد على السلاح ، وأما فيما يتعلق بإيران فإن تصعيد العقوبات ليس سبباً كفيلاً للحيلولة دون إعدام النشطاء السياسيين الاكراد ولن يردع ايران عن محاولة امتلاك سلاح يهدد الداخل اكثر من الخارج وليس سبباً لتحصيل أي من الحقوق الكردية .
أمّا فيما يتعلق بأكثر رقعة ملتهبة في العالم حالياً والتي يأمل الاكراد فيها بالتخلص من الاستبداد والقمع والظلم والغبن وحكم الغير فإن سياسات ادارة اوباما ولو انها اكدت واصرت على ضرورة حماية حقوق الاقليات –بعدسقوط النظام وهو غير مرحب به حاليا - الّا انها ظلت مقتصرة على التصريح اكثر من التدعيم والمساندة ، وظلت المخاوف تلازمها من مصير الكيان الكردي المحتم اكثر من التفاؤل، وهي وإلى الآن غير مقتنعة بالكيان الكردي القادم حتى ولو كان عامل استقرار لحدود تركيا الجنوبية .
ولكن وفي المقابل هل من الممكن أن يقدم الجمهوريون حلاً سحريا ودولة او كيانات على طبق من ذهب؟
رغم الخلاف الحاص بين تركيا والادارة الامريكية (الجمهورية ) ابان اسقاط الطاغية في بغداد الى ان ذلك لم يمس بثوابت تلك الادراة بعدم مناقشة المسائل الداخلية التركية وعلى رأسها القضية التركية ، وليس من السهل في حال فوز الجمهوريين أن نتصور تقدماً فيما يتعلق بحقوق الاكراد اي انها ستظل تمد تركيا بالمعلومات الاستخباراتية عن حزب العمال الكردستاني وستظل تتمسك بالمركز على حساب الحق الكردي ، ورغم انها ساعدت في توفير بعض الحماية للكيان الكردي(كردستان – العراق) إلّا انها لم تبذل جهدا في ترك المناطق الكردية المستقطعة باقية على ما هي عليه وجعل البركة موحلة ، ولم تتدخل في المسائل الداخلية الايرانية ومنها الشعب الكردي مع تركيزها على النووي اي انها تركت الورقة الكردية كطلقة اخيرة وهذا ما لم ولن يخدم القضية الكردية ، وأمّا فيما يتعلق بسوريا فإن تركيز الجمهوريين على ضرورة اسقاط نظام بشار الاسد دون انتظار البديل المثالي يضفي على الحق الكردي مشروعية اكثر لان الاكراد سيخيّرون المنطقة والشعب السوري بين كيان مهدّد لمصالحهم يحكمه الاكراد وكيان ضابط لمصالحهم يصونه الاكراد وليس من حل ثالث .
لا شك بأن القيامة لن تقوم مع فوز احدهما ولكن بالنظر الى سياسات الحزبين في فترة حكمهما فإن على السياسة الكردية أن تتأقلم مع الظروف لزيادة المكتسبات حينا وللتقليل من الانتكاسات والكبوات حيناً ، فلن تكفي مقالة واحدة ولا حتى كتاب واحد بالإلمام بمدى تأثير الانتخابات وبالتالي السياسات الامريكية على الشعب الكردي ولكنني اعتقد انه وفي فترة ولاية اوباما (الديمقراطيين ) فإن قاعدة (بقاء ما كان ) كانت السائدة وهذه القاعدة لا تلزمنا نحن الاكراد كثيرا في الوقت الحالي ، بل وأكثر من ذلك فستكون هنالك فائدة اكبر إن سيطر الجمهوريون اصحاب نظرية الشرق الاوسط الجديد الذي سيكون اكثر استقرار لجميع شعوب المنطقة ، فمع توجيه ضربات عسكرية لايران واحتمال حرب سيستفيد الاكراد لإنشاء كيان كردي آخر وستعجل من سقوط الاسد مع احتمال كبير في كيان كردي ، وستضعف من حكم المركز في بغداد ما يعني استفادة الاكراد ، ولكن تبقى تركيا هي الكيان الاكثر قدرة على التجاوب مع الادارتين في ظل تمسك حزب العمال الكردستاني بعلاقات قديمة جديدة مع منافسي وانداد امريكا .



#زكريا_حسن_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا حسن حسن - تأثير الانتخابات الامريكية على المصير الكردي