بلال النعيمي
الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 11:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
.لم أحتفل يوما بالهالوين
والبارحة بالذات قضيت سحابة نهاري، وقطع من ليله، بدويا من المفرق وشرق في عودة الى الأصول قد تتقاطع مع الهالوين في اتساع مساحة الارواح، وحضور الاجداد منذ عاد، ووجع الفقر، والخوف على الوطن.
لا تلفتني هذه المناسبة أبدا ولا تلمس شيئا ثقافيا داخلي. ففي مجتمعات يبلغ الارتياب أوجه من أي مبادرة، وتربي الأمهات الرعب في مهد "نص نصيص والغولة"، ويتحالف التخلف والسلطة في تمكين النزعات الرعديدية، وتغتال الانتلجنسيا بواقي الأمل، ويقتل الناس اذا قالوا حرية وقبل أن يمارسوها، لا أنحاز لترسيم عيد الخوف رغم ميولي الكوزموبوليتانية!
ما لمسني، وبشدة، الاعتداء الهمجي على الاحتفال الرئيسي لعيد الهالوين في ضاحية عبدون في عمّان وما رافقه من مظاهر أمنية عجزت أو (تعاجزت) عن منع احراق خيمة الاحتفال!
لا أرغب في اجترار المقولات التقليدية عن أثر التداعيات الخطيرة للاعتداء على الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي وتطور السياحة وقيم التسامح والانفتاح.. وكلها تعاني بالجملة وبالافراد. انما يعنيني، وبالحاح، الاعتداء على حرية التعبير المنهكة أصلا، والمنتهكة فرعا، في سنتين لم تعرف فيهما (من وين بيجي الضرب) بل (وين الجنب اللي بوجعك)!
وللأسف لقد ساهم زملاءنا الاعلاميين وعلى رأسهم "عمون" ومحمد الهباهبة في تحريض رخيص عبر خبر لا يمت للمهنية بصلة، مليء بالأخطاء وشبه الرأي، لا بل شبهته، في اذكاء الفتنة وقمع رأي مختلف من حيث أن هذا ليس موضعهم على الأقل.
ان استثارة النوازع العدوانية عبر ربط مناسبة ما بالشياطين والأديان والعري والفواحش والمنكرات، وانتخاء الغرائز البسيطة والنوابا الطيبة للاعتداء على الرأي المختلف، هو سلوك اجرامي لا يقل خطورة عن المشاركة فعليا في احراق الناس لأنهم لا يشبهوننا!
وهذا بالذات يستوجب العقاب أولا ثم التوقف مليا للاستنتاج، دون المرور ببلاهة أمام مفارقة أن مناهضي العيد شاركوا فيه أيضا من خلال مفاجأة اضفاء جو رعب للمهلوينين هو أحد تقاليد هذا العيد!
#بلال_النعيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟