أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سمير حبشى - شرخ فى جدار الزمن .. وخراب الوطن















المزيد.....

شرخ فى جدار الزمن .. وخراب الوطن


سمير حبشى

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 07:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شرخ فى جدار الزمن .. وخراب الوطن

إخوتى عندما نضحك على ما يبكينا ، و نبكى على ما يفرحنا ، فهذا شرخ فى القلب .. عندما يكون المأتم دائم ، والمسكن محبس ، والموطن سجن ، والبسمة تصير وهما ، ومع طعم الحزن يصير الدمع هواية ، وفرحة القلب جناية ، هنا أقول فى جدار القلب شرخ .. عندما تصبح الحياة فى الساعة الأخيرة من الليل قلب يتعرى فى السكون ، ليغسل آهاته ولا يستطيع أن يمسح عبراته ، ويداوي جراحه ، ويطهر أنفاسه ، يكون شرخ جدار القلب قد إتسع وهمومه لا يحتملها أحد .. ولكن عندما نفقد من نحب أمام أعيننا بأسلحة الغدر ، و تغتال احلامهم البسيطه ، وحقوقهم فى حياة كريمة ، ويُخرٍج الأفاقون السنتهم للقانون والعقاب فارضين أنفسهم كخير أمة أخرجت للناس ، وصوت قهقهاتهم كطلقات رصاص فى قلوب مجروحة ، فهذا شرخ فى جدار الزمن .. والشرخ فى جدار الزمن يا إخوتى أشد قسوه وعنفا من شرخ جدار القلب ، لانك ستشعر بالضياع ، وبانك شخص بلا زمن ، وبلا عنوان ، وبلا وطن ، وتصير إنسانا بلا هويه .. كان هناك جدار بُنى بين الأخوة في جميع الأقطار .. كانوا فى الشرقٌ أو فى الغرب .. بنى على كلمة إنسان ، بنى من لبنات الحب التى غرسها الله المحبة الذى قال أحب أخيك .. وقريبك كنفسك .. أحبو أعداءكم باركوا لاعنيكم ..هكذا خلق الله لنا زماننا قبل الشرخ الذى حدث فى جدار الزمن ، وحوله الشيطان إلى طريق اللا عودة ، طريقا للأشرار ، فقد شُرخ الزمن واصبح الإنسان معزولا بعد ما رفضه الزمن ، وزرع الشيطان في كل طريق يمشيها جراح ، خطوطها الم وسطورها وجع وحروفها شقاء .. وباتت أحلام الإنسانية كوابيس تؤرقها ، وتقلق مضجعها ، وظهرت الحقيقة المحزنة أن الشيطان يريد أن يغتنم العالم .. وقد زاد الشرخ وأصبح فجوة .. فجوة الزمان والمكان والتاريخ .. وعندما يكون للزمن جدار بلا شروخ ستستطيع أن تكتب عليه كل يوم قصة تختلف عن الأخرى ، وسترويها الأيام من بعدك والتاريخ .. وقد علمنا التاريخ أنه فى ليلة زاهية النجوم .. تسابقت الملائكة فى نشيد السماء لتكتب على جدار الزمن " المجد لله فى الأعالى ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة " وولد المُخلص .. الله الذى ظهر فى الجسد .. وأخذ يجول ليصنع خيرا .. وسار من بعده حواريه ينشرون هذا النشيد فى كل بقاع الأرض .. ولأن الله قال مبارك شعبى مصر أرسلت الروح القدس القديس مار مرقس لأرض النيل .. وكانت أول كنيسة تردد هذا النشيد فى الأسكندرية ، ويُكتب إسمها على جدار الزمن .. ولكن هل يرضى رئيس مملكة العالم .. إله الظلمة .. على هذا التماسك الجميل لجدار الزمن .. بالطبع لا .. فقام عبدة الشيطان فى صورة الأوثان ، بإراقة دماء أبناء المسيح ، وارتوت أرض مصر بدماء الشهداء فى عصر دقلديانوس .. وأنبتت دمائهم قلالى ورهبانا أصبحوا قبلة لكل من يريد أن يعرف الإيمان الصحيح .. وولدت الكنيسة القبطية العظيم أثناسيوس الذى كتب على جدار الزمن عندما قيل له : العالم ضدك قال : وأنا ضد العالم .. وبدأت الأمور تهدأ على جدار الزمن .. غير بعض القصص عن الشهامة والإستشهاد والعطاء الا نهائى لقديسى الكنيسة القبطية .. وهذا أيضا ما أزعج الشيطان .. وكان لابد من إتساع الخربشات التى حدثت لجدار الزمن ، لتصير شرخا حقيقيا .. ففى صحراء الجزيرة العربية وفى يوم العشرين من شهر إبريل في عام خمسمائة وواحد وسبعين ، وبعد رسالة السماء ونشيد الملائكة بالسلام ، إنشق القمر حزنا على البشرية وولد محمد ، وكان أعظم ما إختار الشيطان ليحمل رسالة الدماء لتكون ضد نشيد السلام .. ففي كتاب القيم : "السيرة النبوية الصحيحة" ما نصه: " وكذلك وردت روايات موضوعة حول هواتف الجان في ليلة مولده وتبشيرها به " .. والفرق واضح بين من تُبشر به الملائكة ومن تبشر به الجان .. وأعطاه الشيطان السيف سلاحا ، وآياته فى كتابا يحض على قتل كل من لا يؤمن به ، ورافقه فى غزواته والتى وصلت إلى مصر .. واُعطى لأقباط مصر الثلاث شروط الا آدمية .. " الإسلام أو الجزية أو قطع الرقاب " .. وأصبح عالم الحزن من نصيب أقباط مصر .. الشروق يحمل لهم ملامح ألألم ، فمع كل طلعة شمس تهدم أو تحرق كنيسة ، أو تُروى أرض مصر بدماء الشهداء .. والغروب نهاية تُسلمهم إلى فزع فى نهار جديد .. والرياح تحمل لهم صرخات ذو اللحى : الله أكبر والإسلام هو الحل .. وفي عالم الحزن أصبح المأتم دائم .. فالشهداء يتساقطون الواحد تلو الآخر.. والجرح مُثخن .. واتسع شرخ جدار الزمن ، ليصل إتساعه إلى شهداء ماسبيرو .. ولأن الإسلام لا يعرف أن شرخ جدار الزمن يؤدى إلى خراب الوطن .. باتوا يطالبون بأن تكون الشريعة هى العمود الفقرى للدستور .. وكل من يحمل فى طيات جمجمته ذرة من العقل يعرف أن الشريعة الإسلامية هى " عشماوى " جميع حقوق الإنسان ، وهى التى تؤدى إلى شنقها .. فهى ضد ما يسمى بالوحدة الوطنية ، وضد الدفاع عن الحرية والعدالة ، وحقوق الإنسان ، وفى الحاكمية لله على الحاكم أن يتسربل بثياب الأنانية وأوهام العظمة ، ولا يتواضع ولا يتواصل مع الناس ، ويصبح العدل مفقودا في ظل الأنظمة الإسلامية الاستبدادية ، وتأخذ المصالح الشخصية والخاصة بالجماعة دورها فى كل مجالات الحياة . وتشجيع الطائفية ومن يتبنونها ، وتشجيع كل من يبيعون للناس الأوهام بأهمية الإلتزام بالطائفة ، وخلق الكتل الطائفية لإحداث حال التوازن السياسي .. والاستمرار فى هذا الحال سيقود إلى تخريب الوطن .. وإدخالنا إلى نفق مظلم لا يعرف أحد متى يمكن الخروج منه ، لذلك فإننا جميعا مطالبون باليقظة والحذر، وعدم الإستكانة لهذا التيار الشيطانى .. ونحن للأسف نعيش أيام خراب الوطن على أيدى التيار الإسلامى الذى وضع بذرته الشيطان فى عام خمسمائة وواحد وسبعين ميلادية ، هناك فى الجزيرة العربية .. ونجح فى إحداث شرخا فى جدار الزمن من الصعب لملمته إلا إذا تدخل الله الحنون ، وقام بشفاء الزمن من هذا الشرخ ، ولا يجعلنا نقول : أيها القدر شكرا لك بأن أهديتنا هما جديدا إسمه محمد مرسى العياط .

سمير حبشـــــــــــى



#سمير_حبشى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سمير حبشى - شرخ فى جدار الزمن .. وخراب الوطن