أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طاهر مسلم البكاء - أمريكا ... اللهم لاشماته














المزيد.....

أمريكا ... اللهم لاشماته


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 23:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتّرس أمريكا بحدود طبيعية في ما وراء المحيطات ، وتستطيع بما وصلت اليه من تكنلوجيا الوصول الى أي نقطة من العالم ، وبفضل قواعدها المنتشرة ،فلديها سرعة وامكانية الوصول الى الهدف متى شاءت ،وقد خاضت حروب عديدة (خارج أراضيها) ، قبل وأثناء وبعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، كان بعضها لأثبات الوجود على الساحة العالمية ومن ثم لضمان مصالحها وصولا" الى تسيد العالم بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي .
لقد دشنت عصر أمبراطوريتها بحربين على دولتين لايوصفان من الدول الكبرى هما أفغانستان والعراق ، وقد ابرزت عضلاتها بشكل هوليودي على وفق المثل الشائع ( إضرب الضعيف فيخافك القوي ) ،بحيث دمرت وقتلت وخربت ما أستطاعت الى ذلك من سبيل .
مشهد من العراق 1991 م :
في منطقة يباع فيها حبوب وطحين الخبز، لم يكن فيها سوى المدنيين ، تسمى (السيف ) في مدينة الناصرية ، أسقطت أحدث طائرات الفتك الأمريكية ،مئات الحاويات المتفجرة ،وأختلطت أشلاء القتلى من المدنيين ببعضها ،وكنت من بين العشرات أبحث عن جسد والدتي التي قصدت المكان للبحث عن طعام يمكن أن يباع ( بعد بدء حصار امريكا على شعب العراق ) ،وقد أشار لي نسوة من معارفي على جسد محترق لاترى منه أي ملامح فحملته وعدت الى البيت وأنا أنعى والدتي ،و قمت بتهيئة الجسد ومن ثم إرساله الى مدينة النجف للدفن ،غير أن أصعب اللحظات التي عشتها كانت عندما جاء أحد أقاربي ليخبرني أن جثة والدتي موجودة في ثلاجة المستشفى وإنها إصيبت بشظايا في الوجنة فقط فارقة الحياة على إثرها ،وبدأت أسائل نفسي لمن الجثة التي أرسلتها للدفن أذن ؟
لقد جربت أمريكا أحدث أسلحتها واستخدمتها بوحشية لامثيل لها ضد شعب العراق ولم تقتل فقط بل دمرت محطات الكهرباء والجسور والمنشآت المهمة الاخرى ثم اتبعتها بحصاروحشي لامثيل له في التاريخ أستمر لأكثر من اثني عشر سنه ،ثم عادت كرة أخرى في العام 2003 م ،رغم المعارضة الدولية ،وكأن ما كانت تعده أمريكا من سلاح لمواجهة الأتحاد السوفيتي ،كان قد أعد لقتل العراقيين وتخريب بلادهم .
ولايمكن أن نتصور في عالم اليوم الذي هو عالم أمريكا ،أن تقوم دولة من دول الأرض بمهاجمة أمريكا وإلحاق الأذى فيها ، ولكن أمريكا هوجمت هذا اليوم في عقر دارها وشاهد العالم كيف ان رئيسها يترك مناضراته الأنتخابية ليعلن حالة ( الكارثة الكبرى ) ، كما شاهد العالم كيف يترك سكان أمريكا بيوتهم ويغادرون الى مناطق أخرى يعتقدون انها آمنه ،تماما" كما هربنا من مدننا المعرضة لفتك طائرات أمريكا ،كما شاهد العالم كيف انقطعت الكهرباء وغرقت نيويورك بالظلام والفيضانات وسقط قتلى وجرحى كما حصل عندنا ... اللهم ..لا شماته ، فنحن شعب مسلم وليس من طباعنا الشماته .
ورب قائل يقول أنها كارثة طبيعية والناس في الكوارث لبعضها ، واقول يا أخي الكوارث الطبيعية مهما بلغت قسوتها وشدة تدميرها فهي أرحم ،أذ أنك لاتشعر فيها بظلم أخيك الأنسان ،فالوضع الذي يتهيأ فيه أخيك الانسان الذي تشاطره العيش على هذه الأرض بكل عدة الدمار التي تقتل وتخرّب وتجوّع ، فهي هذه الكوارث الحقيقية التي يجب ان يقف كل من لديه انسانية في هذا العالم ضدها .
نتمنى أن يعين الله شعب أمريكا و يستفيد من الحالة التي يمر بها في هذه المحنة ،وأن يحس بالكوارث التي تسببها دولته وآلتها الحربية للبشر الأخرين ،أخوتهم في الأنسانية ، بحثا" عن أطماع ومصالح، من الممكن ان تحصل عليها بالسياسة والحب والتعاون ،لقد كانت يمكن ان تكسب قلوب العراقيين الذين يملكون ثروة النفط وغير النفط بالعلاقات الحسنة وتبادل المنفعة وحسن السياسة ..غير ان العراقيين لم يروا الى يومنا هذا ما يقربهم من أمريكا التي خربت بلادهم وقتلت أبناءهم .. وإذا كان هناك من يقول انها خلصتنا من دكتاتورية صدام فان صدام قد دخل عمر الخرف وسقطت ورقته قبل دخول أمريكا وكان يمكن ان يسقط كما سقط حسني مبارك ،وبدون الحاجة الى آلاف الأطنان من الصواريخ واليورانيوم المنضب الذي سيبقى يفتك بالعراقيين لعشرات السنين القادمة ، حاملا" لهم مختلف الأمراض التي لم يسمعوا بها من قبل .
( أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِين ) . اية 6 سورة الأنعام .










#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طاهر مسلم البكاء - أمريكا ... اللهم لاشماته