أجوبة مركبة لواقع مركب وصعب

عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 12:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

ألحزب الشيوعي كان ولا يزال حاجة موضوعية ثورية متجددة على مدى اكثر من ثمانية عقود* أمامنا الكثير من التحديات ولكننا لا نأتي الى المجلس بايدٍ فارغة!*حكومة الارض المحروقة اجتماعيا ايضا!* ألنمو الاقتصادي من يتمتع به ومن يدفع ثمنه؟!*
انعقاد المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي يأتي خطوة هامة في اطار شحذ مؤسسات الحزب وشد الخطى، واستنهاض الحزب وتفعيل الادوات التي يوفرها الدستور. ويصبح هذا الامر حاجة هامة عندما نأخذ بالاعتبار ان هناك واقعًَا جديدًا ينشأ ويتطور ويتطلب أجوبة مركبة لواقع مركب وصعب، يشهد تطورات مصيرية داخل اسرائيل وفي الحلبة الشرق اوسطية وفي الحلبة العالمية، بدءا بالعمق الاجتماعي لهذه التطورات وانتهاء بقضايا الحرب والاحتلال وآفاق السلام.
اننا نأتي الى المجلس القطري للحزب بعد ان نفّذنا عملا متواصلا ودؤوبا لاستنهاض الحزب والطاقات الكامنة لديه، واضطررنا احيانا ان ننفض الغبار المتراكم عن بعض المؤسسات وتفعيلها من جديد. ونحن نقول ليس لدينا خيار آخر، لاننا قررنا وبالاجماع في مؤتمر الحزب الرابع والعشرين، وكنا نعي ونعني ما نقرر وما نقر، بان الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي – العربي – الماركسي اللينيني، كان ولا يزال حاجة موضوعية وخصوصا في ظل التطورات المصيرية والتغيرات التي تشهدها البلاد والمنطقة ويشهدها العالم في ظروف العولمة الرأسمالية، والهجمة الليبرالية الجديدة الفظة، وتحت مظلة الحرب الارهابية "على الارهاب".

ان الحزب الشيوعي لو لم يكن قائما في بلادنا منذ اكثر من ثمانية عقود، لكانت هناك اليوم، حاجة موضوعية وثورية لاقامته. خلال اكثر من ثمانين عاما بادر الحزب الشيوعي دائما الى التعامل مع شركاء وحلفاء كثيرين بصدق واخلاص واحترام، لكن ايا منهم لم يكن يوما ولن يكون بديلا لهذا الحزب وطريق المميز.

* امامنا الكثير من التحديات ولكننا لا نأتي الى المجلس بأيد فارغة!نحن نأتي الى المجلس القطري، نحمل ادواتنا النقدية، لتفعيلها لاستعراض المهمات المطروحة امامنا والتحديات بصراحة وشفافية كاملة، لا نفرط في الرضى عن النفس من جهة، لان امامنا طريقًا طويلا وجادًا لاستنهاض المزيد من المؤسسات وتفجير الطاقات الكامنة لدى هذا الحزب، ولكننا من جهة اخرى لا نأتي بأيد فارغة. لقد كنا دعونا في المؤتمر الرابع والعشرين في اكتوبر 2002، الى وضع كل الجهود لتثبيت اقدام الحزب، وتقويته وتعميق تأثيره وتوسيع صفوفه، وضمان العمل المنتظم لمؤسساته القطرية والمنطقية وفي فروع الحزب، وتنظيم عملها وانقاذ صحافة الحزب وانعاش الاخلاقيات الحزبية وتقاليد التضحية والعطاء والتزام رفاق الحزب بقراراته وقرارات الهيئات الحزبية المخولة على اساس المركزية – الدمقراطية، وعلى اساس دستور الحزب الذي أقر مؤخرا، ان انجاز هذه الاهداف، والالتزام بهذه القرارات، هو الضمانة الحقيقية لقدرة الحزب على مواجهة التحديات الفكرية والسياسية والاجتماعية والتنظيمية المعقدة الناشئة كما شهدنا في العامين الماضيين.
ان انعقاد مجلس الحزب القطري، يأتي بعد الجهود الجبارة التي بذلناها من اجل اعادة تنظيم مناطق الحزب وتجديد مؤسساتها ودفع فروعها وتعميق ارتباطها وترابطها فكريا وسياسيا وتنظيميا، فقد عقدت منذ مؤتمر الحزب القطري مؤتمرات الحزب في مناطق – تل ابيب – وعكا – وحيفا – وشفاعمرو – والناصرة – والمثلث – ويجري الاعداد في هذه الايام لمؤتمر منطقتي البطوف وام الفحم.
اننا نعوّل وبحق على ان تكون مؤتمرات المناطق، واعادة تنظيم الفروع نقطة انعطاف ورافعة فعالة لاستعادة عافية الحزب واطلاق كل طاقاته.
يأتي مجلس الحزب بعد ان خصصت اللجنة المركزية والمكتب السياسي جهدا ووقتا كبيرا بمشاركة سكرتارية الشبيبة الشيوعية والدائرة الطلابية في الحزب لدراسة النشاط في اوساط الشبيبة، الشباب والطلاب، واشكاليات العمل بينهم. ومناقشة الآليات لتطوير برنامج العمل الفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي بين اوساط الشباب العرب واليهود، في ظل هجمة غير مسبوقة على حقوقهم ومصالحهم.
ان اعادة بناء خلايا الطلاب الشيوعيين في الجامعات المختلفة تشكل آلية اساسية لتطوير عملنا وتعميق دور الحزب في اوساط الطلاب والمحاضرين والعاملين في الجامعات.
وتشكل الطفرة الكبيرة التي شهدتها جريدة "الاتحاد" وخروجها من المآزق الخانقة الخطيرة الى الأفق المفتوح واستعادة ثقة القراء بها احد اكبر الانجازات، منذ المؤتمر الرابع والعشرين بالرغم من التحديات الكثيرة والتعقيدات التي لا زالت امامها والتي تحتاج الى تجند كل رفاق الحزب وفروعه ومناطقه لدعمها وتجنيد المشتركين لها. فاذا كنا في الماضي نُدخل الاتحاد الى بيوت الناس فان الاتحاد اليومية هي التي تدخل كلمة الحزب الى بيوت الناس كل يوم.
ان الطريق الى انقاذ واستنهاض الحزب، مرت عبر استنهاض جريدة الاتحاد واعادة صدور مجلة "الغد" والاعداد لاعادة صدور مجلة الجديد – فصلية فكرية – ادبية وثقافية.
ان نهوض الحزب، واعداده لمواجهة التحديات، استدعى ان نصل الى مجلس الحزب بعد اجراء علاج جذري وصعب، للادارة المالية للحزب ووضع آليات واضحة وشفافة ومهنية لاتخاذ القرارات المالية ومراقبتها واثقين ان نور الشمس هو الضمانة الاساسية لصحة الحزب وعافيته في هذا المجال ايضا. ونحن نتوجه الى مجلس الحزب والى المناطق والفروع والخلايا والرفاق الى اخذ دورهم الفعال في دعم حملة الحزب وتحقيق اهدافهم باسرع ما يمكن.
لقد حددنا في طريقنا الى مجلس الحزب نقاط الضعف في عمل اللجنة المركزية وهيئاتها بما في ذلك، انقطاع عدد من اعضاء المركز وبعض من اعضاء سكرتارية اللجنة المركزية عن العمل وعن الحياة الحزبية، ولا يزال موضوع هؤلاء الرفاق قيد المناقشة.
وفي اطار اعطاء اجوبة على عمل اللجنة المركزية يجري اعداد اقتراحات لتغييرات في بنية سكرتارية المركز، كما تم مؤخرا ضم عدد من الرفاق الى صفوف اللجنة المركزية وفقا لما يتيحه الدستور.
ان نهوض الحزب ليس ممكنا من دون اغناء النقاش الفكري وتناول التطورات والاوضاع الجديدة فكريا وسياسيا، وقد اقر المكتب السياسي برنامجا للتثقيف الفكري يتم تمريره من خلال لجنة التثقيف المركزية في المناطق والفروع.
ان هذه الخطوات التي اتخذناها هي اساس متين نستطيع ان نبني عليها، لنمضي بهذا الحزب قدمًا، لانه يستحق ان يمضي الى الامام.

* "حكومة الارض المحروقة" اجتماعيا ايضا!اين نحن كحزب الطبقة العاملة، الماركسي اللينيني، من الواقع الليبرالي الجديد ومن السياسة الاجتماعية الشرسة لحكومة رأس المال الكبير!
صورة الوضع الاجتماعي وسياسة الارض المحروقة اجتماعيا التي تمارسها حكومة نتنياهو – شارون – بيرس صورة قاتمة لا توحي بأي ضوء في نفق الطبقة العاملة بينما تشكل جنة لاصحاب رؤوس الاموال والمشغلين. وينعكس ذلك في الحرب الشعواء التي تخوضها حكومة رأس المال الكبير ضد غالبية السكان.
ويرفع نتنياهو ومعه مركبات الحكومة، اعلام الليبرالية الجديدة التاتشرية الشرسة ويقود سياسة اقتصادية كان وصفها شمعون بيرس قبل ان ينضم اليها بالسياسة الخنازيرية.
وما يوجه وزير المالية ويحدد خطواته، رغبته في تحقيق انجازات اقتصادية وليذهب الثمن البشري والاجتماعي لهذه السياسة الى الجحيم. وتشكل معطيات "مقياس المناعة الاقتصادية" كما نشرته كلية سبير مؤخرا حول وضع الاجيرين شهادة بؤس لحكومة الليبرالية – الجديدة والخصخصة وضربالخدمات والشرائح العاملة والفقيرة ووصمة عار على جبينها: وبحسب مقياس المناعة الاقتصادية فان 60% من الاجيرين يخشون ان يفقدوا مكان عملهم، و 71% يخشون عدم القدرة على اعالة انفسهم واعالة عائلاتهم، و 40% اجيرين مستضعفون ومؤقتون ومعرضين للفصل او انهم غير قادرين على العمل. 22% يحصلون على رسوم بطالة ومخصصات ضمان الدخل او مخصصات اعاقة من التأمين الوطني (وهو دخل معرض للفقدان في اعقاب برنامج ويسكونسين الذي يقلّص عدد الحاصلين على مخصصات ضمان الدخل بنسبة 35%). 43% اجيرون بدون توفير في صندوق تقاعد .

النمو الاقتصادي - من يتمتع به ومن يدفع ثمنه!ان ترافق الحديث الحكومة المحمس عن وتائر النمو الاقتصادي من جهة واتساع رقعة البطالة والفقر من الجهة الاخرى، وزير المالية نتنياهو يواصل حقيقة سياسته التاتشرية الشرسة عن طريق القضاء على القطاع العام وبيعه في السوق الحرة وخصخصته مما يعمق الفجوات في داخل المجتمع الاسرائيلي ويعيد انتاج الفقر والفقراء بحدة ويعيد انتاج الاغنياء ويزيد ثراءهم.
ان قيام الحكومة الليبرالية - الجديدة بخصخصة الموانئ والاتفاق المعيب الذي وقعته ورعته الهستدروت مع الحكومة والذي قامت من خلاله ببيع حقوق العمال الجدد والمؤقتين وعلاقات العمل مقابل حفنة من عدس تضمن مصالح الفين وخمسمائة من العمال الثابتين هي صفقة بائسة تظهر ان حكومة راس المال نجحت في تحييد الهستدروت عن الدفاع عن العمل المنظم وعن حقوق العاملين المستضعفين.
وتعمل حكومة الليبرالية - الجديدة على ضرب العمل المنظم، وتوسيع عمليات الخصخصة لتشمل شركة المراكز الجماهيرية وشركة مترودان للباصات في بئر السبع وخدمات التعليم (في اطار خطة دوفرات) ومختلف المرافق في مجالات الحياة المختلفة ويبقى اخطر ما في قيام الحكومة بضرب اضرابات العاملين المتضررين، استعمال عاملين وتجنيدهم لكسر اضراب لرفاقهم من العاملين الذين يقاومون عمليات الخصخصة وتستعمل الحكومة سائقي شركة عربية نصراوية لكسر اضراب الباصات في بئر السبع.
اننا ننادي جميع العاملين وخصوصا السائقين العرب في الناصرة الا يغريهم الانتفاع من استعمالهم لكسر اضراب عمال آخرين. ان هذا التوجه الحكومي الفاشي قد يطال جميع العاطلين كل حسب دوره.. احذروا من ان تكونوا اداة في يد حكومة نتنياهو – شارون – بيرس المعادية للعاملين.

*هذا هو نص القسم الأول من المحاضرة التي قدمها الامين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي أمام المجلس القطري للحزب، السبت الأخير

#عصام_مخول (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات