للوحدة في النضال ضد الامبريالية ومن اجل السلام

عوزي بورشطاين

الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منطقتنا، منطقة الشرق الاوسط منطقة مركزية وهامة بالنسبة للامبريالية الامريكية وباساليب مختلفة وتضليلية وخداعة يحاول حكام امريكا بقيادة الرئيس جورج بوش فرض وضمان سيطرتهم في المنطقة.
ان هدفهم الكاذب كأنما يريدون ضمان الدمقراطية وانجازها في الدول الخالية منها، لكن عمليا فالامور مقلوبة ومعكوسة وحاليا نشأت قضية ومشكلة تطوير اسلحة نووية في ايران، ومشكلة منع تطويره هذه تعرضها امريكا وكأنها هي مشكلة السلاح الوحيدة في المنطقة وكأنه لا توجد اسلحة نووية في اسرائيل واكثر من ذلك بتنسيق كامل مع حكام اسرائيل يهددون بهجوم اسرائيلي على ايران، وانه لأمر منطقي وواقعي منع السلاح النووي في كل منطقة الشرق الاوسط، لكن ذلك لا يتلاءم مع مصالح الاحتلال ومع التسلط الامريكي في المنطقة وبالمستوى ذاته الاحتلال الامريكي للعراق.
ان النضال العنيد للشعب العراقي بما في ذلك المشاركة الواسعة في الانتخابات جسدا رغبة الشعب العراقي لطرد الغزاة الامريكيين ولتحقيق الاستقلال العراقي وهذا النضال يتصاعد دائما ضد امريكا ومخططاتها.
والامر ذاته بالنسبة للنضال من اجل السلام والاستقلال في منطقة الشرق الاوسط، هذا النضال الذي تصاعد بعد مؤتمر شرم الشيخ، والعملية في تل ابيب الحقت الضرر بالنضال وقد شجبتها قوى السلام الفلسطينية والاسرائيلية ولكن الحكومة الاسرائيلية تستغلها حجة لافشال أي تقدم في طريق السلام.
ورغم الصعوبات تتواصل الجهود للتقدم في عملية السلام الاسرائيلي الفلسطيني ولذلك ارى في لقاء الملك الاردني مع اعضاء الكنيست العرب أمرا ايجابيا ويساهم في النضال من اجل السلام،
وتبعث على الارتياح وتشجع الحقيقة ان اعضاء الكنيست من ممثلي كتل برلمانية مختلفة، لم يستصعبوا عرض موقف مشترك في اللقاء مع الملك عبد الله وهذا بالطبع لا يخدم مخططات الامبريالية وخدامها في اسرائيل.
يتصاعد في اسرائيل النشاط الرجعي لقوى اليمين المتطرف ضد أي جنوح نحو السلام وضد أي عمل يخدم السلام، ومع توجيه التهديدات بسفك الدماء، وتسعى قوى "غوش ايمونيم" وعصابات فاشية لافشال عملية فك عدة مستوطنات في قطاع غزة والضفة الغربية. وارئيل شارون وحزبه يتظاهران بالضعف ويبديان عدم الاستعداد لاتخاذ اجراءات ضد هؤلاء المجرمين، وانما بالعكس فالسلطات تفسح المجال لهم لشن حملات تحريض وتهديد منفلتة العقال وشرسة من اجل افشال أي جهد للتقدم في طريق السلام، وتبرز بالذات خطورة التحريض الأرعن الذي يشنه فاشيون من تلك القوى المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني وبشكل خاص ضد الفلسطينيين العرب في اسرائيل.
ان امر الساعة يتطلب تعميق وحدة ورص صفوف جميع معارضي تلك القوى التي تمهد السبيل لشن الحرب، المطلوب تكثيف التعاون المشترك بين كل الاحزاب والمنظمات الاجتماعية، اليهودية والعربية، هذا التعاون الذي تجسد في الموقف الصحيح لكتلة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، البرلمانية ضد خطة الانفصال. وكان تصويت النائب الجبهوي محمد بركة، في لجنة المالية البرلمانية بالنسبة للتعويضات للمستوطنين الذين سيتركون المستوطنات في قطاع غزة، قدوة للموقف المسؤول. ان امر الساعة هو الاستعداد لمواجهة هجوم عدواني يتصاعد في اوساط اليمين ضد الفلسطينيين وانصار السلام في اسرائيل ولذلك يجب العمل من اجل تعميق التعاون المشترك وخاصة التعاون اليهودي العربي، من اجل السلام العادل وضد الاحتلال والمستوطنات.
في مؤتمر المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي عقد في السادس والعشرين من شباط الماضي اقترح رفاق كثيرون عقد مؤتمر خاص لمجلس الحزب الشيوعي من اجل التداول حول نشاطات الشيوعيين في اطار الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، ولانجاز الهدف الذي ابرزته وقبل شهرين عقدت جلسة مجلس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وبرزت فيها مشاركة شخصيات جماهيرية فلسطينية وخاصة رؤساء سلطات محلية وبلدية، وبرزت فيها الحاجة لتصعيد نضال ونشاطات الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة على اساس مبادئها وفي اعتقادي هناك امكانيات جدية لتوسيع صفوف الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة بين الجماهير العربية الفلسطينية وبين الجماهير اليهودية في الدولة.
في الحزب الشيوعي الاسرائيلي نفتخر بالمبادرة التي كانت قبل عشرين سنة وبموجبها اقيمت الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، والاهمية تكمن في التشدد بان تلتصق الجبهة اكثر بمبادئها واستقلاليتها التنظيمية وفي الحزب الشيوعي الاسرائيلي يجب الحفاظ على عدم تحويل فروع الجبهة الى فروع له، وفي الجبهة هناك مكان لكل منظمة وللافراد الذين يوافقون على خطها السياسي وهذا لايعني الموافقة على الخط الفكري للحزب الشيوعي ولأسفي اقولها انه لم يجر الحفاظ على ذلك كما يجب وهذا يستدعي التصحيح، والمميز للجبهة انها شراكة ووحدة يهودية عربية وهذا المبدأ المركزي يتطلب لقاءات اكثر ونشاطات وفعاليات اكثر مشتركة يهودية عربية.
ويجب كذلك الحفاظ على الاستقلالية التنظيمية للجبهة. وكل فعالية ونشاط وكل مبادرة تقرر في الجبهة ومؤسساتها يجب تنفيذ ذلك على اساس قرارات مؤسسات الجبهة وهذا لا يتناقض مع قرارات مشابهة تتخذها مركبات الجبهة خاصة الحزب لكنها لا تتخذ من قبل الجبهة ولا تنفذها والحقيقة المشجعة هي ازدياد تأثير الجبهة بين الجماهير العربية الفلسطينية واليهودية وهناك امكانيات كثيرة لتجنيد شخصيات يهودية وعربية ليست في الحزب الشيوعي لادارة فروع الجبهة ولتنظيم فعاليات ونشاطات من اجل السلام ودفاعا عن حقوق العمال. ويجب القول علانية وبوضوح انه لم يجر التشدد على ذلك في الماضي بما فيه الكفاية وهناك ضرورة للتغيير في الجبهة من اجل مصلحة كل شركاء السلام ومعارضي الاحتلال.

#عوزي_بورشطاين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات