أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطاهر عبدالرحيم محمد جبريل - النيمة















المزيد.....

النيمة


الطاهر عبدالرحيم محمد جبريل

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 15:46
المحور: الادب والفن
    



11:55 02/10/2012

+بركليات للنشر... من أجل ثقافة ديمقراطية

+زفير اليابسة...نصوص سردية.. تصدر 2013م

+الطاهر عبدالرحيم محمد جبريل

+http://www.facebook.com/Altahir Jibriel

+TAHIRJIB/Twitter.com

+hajarwayasameen.blogspot.com

+hajarwayasameen.blogspot.com

+00249122236181



*النيمة*

إبتسمت له...إبتسم لها .كانا يقفان وحيدين تحت ظل شجرة نيم وريفة .ينتظران المواصلات ما بعد دوام العمل.

النهار غائظ بحره. الشمس متعامدة فوقهما .كانت الكهرباء مقطوعة ذاك اليوم فى هذا الشطر من المدينة

الصغيرة الشمالية . الماء كذلك .مواسير تشخط طوال اليوم .خلت الأزيار فى المكاتب عن قطرة ماء ...شجرة

النيم ممتدة فروعها تعانق أسلاك الكهرباء الميتة فوقها . الحافلات الصغيرة تمر أمامهما بركابها مسرعةً.

وقفا طويلا ينتظران .كان يتأملها .كانت تنظر فى إتجاهه ولكن فى البعيد . لم يرها قبل هذه المرة . أجديدة

هى فى هذه المدينة ؟نقلت حديثا الى عمل ما هنا ؟ ربما . ملامحها لا تدل على جغرافيتها .هناك أناس تعرف

موطنهم من سيمائهم . وآخرين مختلطون يختلطون عليك . تأمل فى وجهها .وجهها صبوح .شعرها منسدل . فى عينيها

كلام وحنين ودفء . قوامها ممشوق .ملابسها ترقد على جسدها بإرتياح .هى متعلمة بلا شك وربما خريجة كذلك .

أناملها رشيقة ؛خاصة وهى تداعب بهما الشعر الأسود الطويل المنسدل .



جاءت حافلة صغيرة مسرعة بها مكان واحد شاغر . توقفت أمامهما.

قال لها : تفضلى أركبى .

قالت له : شكرا سيدى .

كانت عيناها تقولان أكثر .كانتا فى عينيه حتى إختفاء الحافلة الصغيرة المسرعة ...جاءت حافلة صغيرة مسرعة

أشار إليها .توقفت أمامه .صعد السلم الصغير وإستوى فى مكانه محييا الراكبين .بعضهم بادله التحية .بعضهم

صمت . حافلته كانت تلاحق تلك المسرعة .. تحاذيتا.. خطف نظرة سريعة نحوها .كانت تبتسم وترنو إليه. فى يدها

الأخرى أمسكت محمولها. كانت تتحدث وتستمع ... هل هذه الإبتسامة الرائعة لى أم للشخص الآخر الذى تحادثه ؟

وصلت الحافلة الى محطة وصوله.نزل.إنتظر على الطريق . جاءت الحافلة الأخرى مسرعة .لم تكن فيها ..هذا يعنى

أنها نزلت قبله بمحطة أو محطتين .أخذ طريقه الى المنزل تداعبه أحلام كثيرة .ياللمصادفات .. يالحسن الطالع ..

غدا ..متى يأتى غدا هذا ؟



وصل البيت .سلم على أمه وأختيه .خلع ملابسه .إرتوى بالماء البارد .نظر فى المرآة على الحائط ..لاحظ الشعر

الأبيض الذى تسلل الى فوديه .كبرت يا أبوعلى .كبرت ..أخذ حماما باردا منعشاً .تمدد. فتح التلفاز..كانت

العربية تبث تقريراً عن سوريا ..قتل ودمار ..الجزيرة كذلك ..اليمن تغلى بمظاهرات لا تتوقف بينما رئيسها

فى الأمم المتحدة ويلتقى السيد أوباما سيد البيت الأبيض ..أوباما الذى تحاشا أن يلتقى ناتنياهو المذعور .

إضراب أطباء فى مصر .مرسى يحمل حقائبه الثقيلة الى نيويورك ..حسن نصرالله يخاطب أنصاره ويتوعد ...أقفل

التلفاز.. أخذ يتصفح فى الجريدة عناوينها الرئيسة . لم يشده خبر غير فيضانات بنغلاديش وأعاصير الساحل

الشرقى فى الولايات المتحدة ..توقف عند عمود لعثمان ميرغنى يتناول محادثات دولتى السودان فى أديس أبابا .

إتفاق على تدفق النفط الجنوبى عبر الشمال وحزام أمنى بمساحة عشرين كيلومتر على جانبى الحدود .المشكلات الأخرى

تعلقت .لم يكن الميرغنى متفائلاً..



رأى أبو على أن ينام قليلاً ..وضع الجريدة تحت الوسادة الخالية .أغمض العينين .أخذ فى الإسترخاء من أصابع

قدميه حتى سبيب رأسه ..إستسلم جسده .نام. رأها تحت شجرة النيم الوارفة الظل .وقف الى جوارها فى خيلاء .

سلم عليها مادا يده .سلمت عليه .أمسكت بيده ..أرسلت إشارة توافق ..كانت تبتسم والعينان يحكيان.قالت

له أشياء كثيرة .قال لها أشياء كثيرة كأنه يعرفها منذ وقت طويل .ياللمقادير .. عرف إسمها وموطنها وأين

تعمل.أخذ رقم هاتفها وأخذت رقم هاتفه .سوف يلتقيان يوما وراء يوم .ما أجمل هذه الشجرة .ما أجمل هذه

المحطة..



لمسته يدٌ بحنان ..إستسلم لها .أفاق.

-حسن .حسن. نمت والله شنو ؟

-أى والله يايما دقست دقسة ليها ضل .

-نوم العافى ياولدى.

-الله يديك العافية وطولت العمر .

-قطعت عليك نومتك .ماقايلاك نمت .

-مافى مشكلة .

-الغداء جاهز .قوم إتغدى وبعدين كمل نومك .

-حاضر يما .

-تحضر ما تغيب ياولدى .ربنا ييسر عليك ويديك مرادك .

-آمين .



إستوى حسن على السرير .سرح ببصره .حلم والله علم .حاول إستعادت الحلم من ألفه الى يائه .كان حلما مدهشا

وغريبا وكثيفاً. أغسل وجهه فى حوض الغسيل .شرب ماء بارداً سلسبيلاً .تمطى قليلاً .أخذ طريقه للبرندة .حى

الجميع وداعبهم ..الكل مجتمعون هنا .فى هذا الوقت كل يوم يجتمعون .ثم ينصرف كل منهم الى حال سبيله .البعض

للعمل المسائى .البعض للدرس .البعض يسرح فى الحى بين الأصدقاء.بعضهم يتتلفزون .



-شنو ياحسن صرفتو والله شنو

هكذا خاطبته وسطى أخواته وأقربهم اليه مداعبة

-شنو مفلسة والله شنو ؟

-الفلس حاصل .لكن إنت اليوم شكلك مفرهد ! وعليك إبتسامة زول لاقى حاجة..

-الله .الله.من بقك للسماء يامنال .بكرة بعد بكرة نصرف وحقك محفوظ .

-شكرا يا حسونة .ما نعدمك .



إنصرف حسن الى غرفته يداعب هاتفه وأحلامه . أدار بعض الأرقام .شمشر قليلا مع أصدقائه وإستلقى على قفاه.

أخرج الجريدة من تحت الوسادة الخالية . فى الصفحة الأخيرة يقبع البونى .عمود كارب .البونى يضحك من وراء

السطور.وحسن يحب الضحك وقراءة مابين السطور.كانت تلك تتقافذ بين سطور البونى مبتسمة تلك الإبتسامة

الساحرة.كانت تختلط مع ما بين سطور البونى وضحكاته وقفشاته مبتسمة تلك الإبتسامة الساحرة من شغاف

القلب... .

ترك حسن البونى ودُعابته .ثم نام .




Brkaliat Publisher accept donations.Thanks in advance.



#الطاهر_عبدالرحيم_محمد_جبريل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطاهر عبدالرحيم محمد جبريل - النيمة