أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بهلول الكظماوي - الميّت ميّتنه ... او نعرفه اشلون مشعول صفحه














المزيد.....

الميّت ميّتنه ... او نعرفه اشلون مشعول صفحه


بهلول الكظماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


( بغداديات)
بتوقيع : بهلول الكظماوي

( الميّت مّيتنه , او نعرفه شلون مشعول صفحه)

قصتنا اليوم من الواقع المعاش , وبطلاها اخوين اثنين ( توأمين ) متشابهان , وحسب مقولة اللهجه العراقية الدارجه ( نفس الخلقه ) , فهما متشابهان بالطول وبالعرض وفي السحنه0
ورغم معرفتي بهما شخصياً , الا اني احتراماً واجلالاً لهما ولعائلتهما الكريمة سأرمز لأسميهما بحرفي ( ر ) و ( ك ) 0
كان السيّد ( ر ) عاقلاً كيّساً فطناً منكباً على عمله في محله في منطقة النواب الذي يمارس فيه الخياطة بكل اتقان و دقًة , خجولاً مؤدّباً وديعا0
وعلى العكس منه كان اخيه التوأم السيد ( ك ) يحب المزاح و المرح و التهريج غير منضبط في تصرّفاته0
وكان يمتاز هذا الاخ ( ك) بفن اخفاء الابر في فمه , فمجرّد ان يلتهم مجموعة من الابر و يخبئها في فمه و يفتح فمه ليفتّشه اصدقائه باحثين عن الابر التي التهمها لا يجدونها, فيأمنون جانبه0
ولكن بمجرّد ان يؤذوه او يشتدّ معه مزاحهم الاّ ويخرج من فمه الابر التي اخفاها ليغرزها في
جسمهم او يوخزهم بها0
وكانت مشكلة اخيه التوأم الآخر مع الناس انهم لا يفرّقون بينه و بين اخيه المشاكس لشدّة التشابه ما بين هذين التوأمين0
و ما اكثر ماصادف ان اتى اصدقاء الاخ المشاكس المشاغب على الاخ العاقل ليمازحوه مزاحاً
محرجاً او ليأخذوا ثأرهم من وخزات ابره الموجعة0
اعتاداخونا السيد ( ر ) الخياط على مقالب الناس معه التي تصل الى حد الانتقام بجريرة شبهه باخيه المشاكس السيد ( ك ) 0
ومن ضمن المقالب التي تعرّض لها هي ما نفرده اليوم في قصتنا ( البغداديه ) هذه0
وهي: ان السيدان ( ر ) و ( ك ) كانا دائمي التردّد على اصدقاء و اقارب في منطقة الهويدر
التابعة لبعقوبة, وهي منطقة مزارع و بساتين0
وكان السيد ( ر ) ذلك اليوم بمفرده خارجاً في طريق عودته الى بغداد متوقفاً على الطريق العام ينتظر سيارة نقل عام تمر من الطريق مابين بعقوبة و بغداد, عسى ان يكون بها مجالاً لتنقله الى بغداد0
واذا بسيارة ركاب ( 18) راكب قادمه من منطقة هبهب قاصدة بغداد تقف له لتحمله مع بقية الركاب0
كانت هذه السيارة تحمل فوقها تابوتين ( جنازتين ) , امّا في داخل السيارة نفر قليل من النساء ورجلين , كلهم لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة يلبسون السواد حداداً على الاموات المسجيين بالتابوتين في اعلى سطح السيارة0
اوقف السائق سيارته ليصعد لها السيد ( ر ) الخياط بينما التفت السائق الى ( الجنّازه ) اهل الاموات وقال لهم : هاهو السيد يبارك لكم جمعكم هذا الذي كان ينقصه حضوره , فاحمدوا ربكم ان الطريق اصبح على خير بحضور هذا السيد الجليل0
و يبدوا ان السائق اراد ان يستغلّ السيد ( ر ) ظنّاً منه انه اخيه التوأم السيد ( ك ) الذي يعرفه السائق و له معه ( ميانه ) معرفة قوية0
سارت السيارة مع الجنازة و المعزين الذين فيها و كلّما مرّوا على سيطرة للانضباط العسكري للتفتيش يطلبون من السيد ان يقرأ لهم النواح على الميت و الاشعار التي تذكرهم بالموت و بالدارالآخرة ليرتفع على اثره عياط النساء و نحيب الرجال المعزّين اصحاب الجنازة الى ان ينفذوا من نقطة السيطرة العسكرية0
وهكذا استمرّ الحال كلّما مرّوا بنقطة تفتيش عسكرية الى ان وصلوا بنقطة تفتيش للانضباط العسكري قريبة من بغداد , واذا بالانضباط العسكري هؤلاء و على غير العادة طلبوا من الركّاب ان يترجلوا من السيارة للتفتيش0
و بعد التفتيش الدقيق طلبوا منهم ان ينزلوا التابوتين ليفتّشوهما , واصروا على التفتيش رغم الحاح المعزّين و توسّلاتهم ,0
و هنا تدخّل السيد ( ر ) متقدماً بجبته و عمامته و بكل هيبة و وقار اخذ ينصح الانضباطية و يذكّرهم بوجوب حرمة الاموات , وان الدنيا فانية , وان كلنا سائرين على هذا الطريق و ... و ... الخ 0
وهنا نفذ صبر الانضباطية قائلين له : يا سيدنا ( الميّت ميتنه ... او نعرفه اشلون مشعول صفحة ) , ورجوه ان لا يتدخّل في التوسّط في امور لا يعرفها , او يتوسط لأناس لا يعرف عنهم شيئاً, وحذّروه من ان مصيره سيكون مثل مصير الآخرين0
و بعد استعمال القوة الجبرية من العسكر المفتشين انزل التابوتان من على ظهر السيارة الى الارض و كشف عن غطائهما واذا بالتابوتين يمتلآن بقوارير ( قرّابات خمره) عرق هب هب ( القجغ ) المصنوع بمدينة هبهب بغير رخصة رسمية و بدون رسوم ( مكوس ) وغير موافق للمواصفات الطبية للدولة0
و عندها التفت الضابط الى السيد ( ر ) قائلاً له : الم اقل لك ان الميت ميتنا ...ونعرفه اشلون مشعول صفحة 0
والآن عزيزي القارئ الكريم:0
لننقل المشهد السابق الى يومنا هذا ولنرى من الذي موجود اليوم بالتابوتين ؟؟؟؟
و لا اعتقد ان ثمّة تغيير سيكون, اذ ستكون نفس الجيفة و نفس الخيسة , ونفس المنكر ؟؟؟
سيكون باحد التابوتين جيفة حزب البعث العفن , وستكون بالتابوت الثاني جيفة تنظيم ابي مصعب الامريكاوي0
و الجيفتان – اجلّ الله القارئين و السامعين- ( جيفة حزب البعث و جيفة ابي مصعب الامريكاوي) كلاهما يعرفها شعبنا الواعي , و يعرف جيداً كم هما (مشعولتين صفحة ) ولهذا سيقبرهما شعبنا الى غير رجعة بمشيئة الله و قوته , فهو قاهر الجبابرة و الطواغيت , ولا يدوم الاّ وجه الكريم و العمل الكريم0
و دمتم لاخيكم : بهلول الكظماوي
امستردام في 28-2-2005
e-mail; [email protected]



#بهلول_الكظماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملّه فطم
- بغداديات
- عملهه عملة جحا بباب الجامع
- عرب وين او طنبوره وين
- ديفد كمحي وشعرات الاصلع
- دعوة الى ثورة اخلاقية
- الدجاجه جوه التمن يا اعمه
- بغداديات ياهره يا هرع
- بغداديات - زغٌر ألصوره و كبٌر الصمٌونه
- كلمة لابد منها
- هذا ابٌيل
- رجٌال اللٌي يلفهه


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بهلول الكظماوي - الميّت ميّتنه ... او نعرفه اشلون مشعول صفحه