أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلو - مصلاوية....من الحلة، إلى مانجستر / الجزء الأول















المزيد.....



مصلاوية....من الحلة، إلى مانجستر / الجزء الأول


محمد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 05:24
المحور: الادب والفن
    


في دارٍ صغيرة، على نهايةِ شارعٍ مُشَجّرٍ هادِئ، في مانجِستر الإنجليزية، تَسْكُن إمرأة، تسمّى .... واجدة الأطرقجي
_ _

قبل فترةٍ، ليست بطويلة، بلغت واجدة، الإثنين و ثمانين ربيعا
للبعض، هي.... دكتورة واجدة
للجيران، هي.... مِسِزْ الأَتراكْجي
لأغلبِ معارفها، هي.... أمّ محمد
أمّا بالنسبة لي، فهي...
ماما....
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


في يومِ شتاءٍ بارد، في بدايةِ عام ١٩٣٠، و في أحدِ بيوت محلَّة إمام عُون الدّين، في المُوصِل، رُزِق حاج مجيد الأطرَقجي، و زوجتُه أمينة، بواجدة
في يومِها، و بعد أَنْ إطمأنّ حاج مجيد، على سلامةِ أمينة، و الوليدة الجّديدة، مشي الخطوات، التي تفصل دارَه، عن جامع إبن الحسن المجاور، لإداء صلاةِ الشُّكر
_ _

في الأشهُر الأخيرة، أَلِفَ الجميعُ رؤيةَ حاج مجيد، ماشياً، بتأنِّ، مطأطئاً لرأسِه، مهموماً بتدهور المِهنة المطّرد، و ضيق حالِ الأشهر الماضِية
أما اليوم، و بحلول المولودة الجديدة، ها هو الحاج، ينطلِق إلى الجامع، مرفوع الرأس، محيِياً للجميع، بوثباتٍ حثيثة، مبتهجة
كان لحاجِ مجيد، و زوجتِه أمينة، ثلاثُ صبيّات، و ولدان صغار
واجدة، ستكون سادِستَهم، و آخرَ العنقود
فبثلاثِ أخوات، قد تحضى واجدة، بأربعِ أمهات، بدلاً من واحدة
_ _

و لم تُشْغَف أية أخت بواجدة، كما فَعَلَت شكريّة، أصغر الأخوات، فإتخذَتْها كإبنة، و إن كانت شكريّة، لا تكبرها، بأكثر من عشرِ سنوات
ستصونُها شكريّة، و ستتحيز لجنبها، على الدوام، بغضِّ النظر عن كَونِ واجدة، على حقٍّ أم لا
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


بَعْدَ أَن إكتشفت واجدة، خطواتَها الأولى، و خلالَ ساعاتِ إستيقاظها، سيندُر لَكَ أن تراها، إلا و هي منهمكة، بشَيْء
قد يبدو لك ذلك الشيءُ طفيفاً، و لكنّ ملامحَ الجِدِّيةِ و التصميم، على الوجه، تدُلُّ على أنّ واجدة، تعتبرُه مسألةً عظيمة، و خطيرة
_ _

و لكن، يكفي أن تنادي بإسمِها، لِتُقلِع فوراً عن ذلك الشّيء، فتلتفِتُ إليك
و قد تُسرِع نحوَك، بوجهٍ مبتهج، لأنك الآن، قد أصبحتَ موضعَ الإهتمام الجديد
و أثناءَ خطواتِها نحوك، قد تُلفِتُ إنظارَها خرزةٌ على الأرض
و هكذا، يتلاشى إهتمامُها بك فجأة، فتنصرف لإلتقاط
... الخِرزة
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


ترعرعت واجدة، وهي غافلةٌ عن همومِ أبيها، و هو يرى سبلَ العيش، و كسبِ لقمة الخبز، تضيقُ بإطِراد، في تلك الأيام
فهذا شيءٌ، لن يعنِ واجدة، ما دامت رضعتُها القادمة، مضمونة
و لن يقضّ مضجعَها، ما دامت تستطيع أن تجري، متى شائت، متسلِقةً أكتافَ الجميع
فلن يٌؤرِقُها ذلك التدهورُ الإقتصاديُّ العالمي، الذي إبتدأ في بورصة نيويورك، خريف ١٩٢٩، قبل أشهُرٍ من ولادَتِها، ليعمَّ أنحاءَ العالم، بالتدريج، خلال الثلاثينات
و لن يَعنِها ذلك الكساد، الذي وصل العراقَ آنذاك، فيُفلِسُ الكثيرون، و منهُم، أبوها، حاج مجيد
_ _

فتضطرُّ أمُّها أمينة، بِأن تبيعَ مخشّلاتِها الذّهبية، و ما تبقّى لديها مِن الأملاك التي وَرِثَت، لأجل سداد القوت
و على الرغم من تلك الصعوبات، خلال عدة سنين عِجاف،و رغم التكاليف، دَإِب حاج مجيد و أمينة على إرسالِ جميع أولادِهم إلى المدارس
و كذلك، حرصوا على تشجيعهم على التفوق و الإمتياز
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


وقتُها، كان أغلبُ نساء و رجال الموصل، و حتّى بغداد، يرتدون الزيّ الشعبيّ العراقيّ الجَميل
النساء متحجبات، بالعبائة
و أحيانا متبرقعات، بالبوشي
و الرجال، يرتدون العمامة أو العقال أو الطربوش، مع زْبون و عباءة على الأكتاف، أحيانا
ليس المسلمون فقط، بل حتّى المسيحيّون، و اليهود
و إن كانت هناك بعض الإختلافات، الطفيفة
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


بلغت واجدة، الثلاثَ سنوات، حينما إقترب حلولُ العيد، فطلبت من شكريّة، أن تُخَيِّط لها، عباءة للعيد
ردّت شكريّة على هذا الطّلب، بالإيجاب، حالاً
شكريّة، لم تملِك دُمْيةً يوما، كَدُمى بناتِ أعمامِها الأثرياء، لتُخيّط لها ملابسا، و تضعها في المهد، أو جنبها عند النوم
فها هي الفرصة، تتاح لشكريّة، في واجدة، أختِها المفضّلة
و لو أن الدّمية، و بالتّأكيد، أفضلُ من واجدة، بكثير، في نواحٍ عديدة
فالدميةُ أخفُّ حِمْلا، و لن تُرَطِب فراشَها، و ليس لها أسنان حادّة
_ _

و كم كان منظرُ واجدةٍ و عبائتها ظريفاً، عندما إنطلقت تتدحرجُ في الشارع، برِفقةِ أخواتها، و هي تحسب، و لا ريبٍ في قلبِها على الإطلاق، بأنّ جميع هؤلاء، الذين توقفوا لرمقها و هم مبتسمين، و لا شكّ، يتصوّرون أنها في الحقيقة، إمرأةٌ بالِغة
و كانت شديدة الإفتخار، بعبائتِها المطرّزة، "بالبُلَكْ" اللّماع
فتُوقِف الغرباء لتخبرهم، متباهية، بأن في عبائتِها...حديد
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


ترك الكثيرُ من أصحابِ، و زملاءِ مدارسِ أولاد حاج مجيد، دراستَهم، لسبب أو لآخر، ليمتهنوا صنعةً ما
فأصبحوا، مصدرَ دخلٍ لأهلِهم، بعد أن كانوا، مصدراً للكلفة
بعضُهم، إتخذ ذلك حجّةً، للهروبِ من كدِ و تعبِ الدِراسة
المشكِلة، أَنَّ جميعُ أولاد و بنات حاج مجيد، كانوا متميزين في دراساتِهم، و يرغبون بالإستمرار بتعليمِهم الجامعيّ، إن إستطاعوا
_ _

ها هي مدخرات أمينة، و حاج مجيد، تنبض
لتبقى العائلة، بلا مصدر، للعيش
و بعد أن بلغ إبنُهما مظفرٌ، العاشرةَ بقليل، إبتدأ العملَ بالأجرةِ اليومية، عائدا نهايةَ نهارِه الشاقّ، ليضع كلَّ ما حصِل عليه يومها، من الدّراهم القليلة، في يد والدتِه، أمينة
و لكن، لم يكن ذلك كافيا، لسدِ رمقِ العائلة الكبيرة
فلا بدّ لهُم، من العثور على مصدر آخر
_ _

البنت الكبرى وهبيّة، و التي تكبر واجدة ب ١٦ عام، تزوّجت
و هاجِر، الأصغرُ من وهبِيّة، خرجت إلى بيتِ زوجِها، أيضاً
فتصبح شكريّة، أكبر أولادِهم الباقين
_ _

في ذلك الكساد، لم يبْدُ لِحاج مجيد، أيّ أمل معقول، للحصول على عمل
فبَحثُه اليومي، بلا طائل
الكلّ يعرف، أنّ مجالَ الرزقِ الوحيد الذي تبقّى، هو العملُ لحسابِ الدّولة
شكريّة إذَن، هي الوحيدة، التي يمكنُها التوظّف
مسكينةٌ شكريّة
التلميذةُ الذّكِيّة، الدّائمةُ التفوق، تضطرّ إلى التّخلّي عن أحلامِها بالدِراسةِ الجامعية، فتلتحق بِدَورةٍ مكثّفة، تتخرّج بعدها، كمُعلِمةِ إبتدائيّة
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


في وقتِها، كان في الموصلِ فائضٌ من المعلِمين، يُصَدِرونهم إلى باقي أنحاءِ العراق
و هكذا، تعيّنت شكريّة، في الحلة
_ _

و لكن، و لأنّ شكريّة وقتها، كانت لا تزال غيرَ متزوِجة، رافقتها العائلةُ برمَّتِها، إلى الحلّة
و ترك صابر، الأخُ الذي يكبر واجدةً بخمسِ سنوات، الدِراسةَ، و أصبح موظفاً في بريدِ الحلة، لعامين
فلاحظ مديرُه سرعةَ بديهتِه، و فصاحةَ لسانِه، و مهارته في المهمات التي قد تؤول إليه
حتّى أنّه يوماً، أبدى لصابر تأسّفَه، على هدر مواهبه في مثلِ ذلك العمل الرتيب، و نصحه بإيجاد مهنة، تناسب قُدَراتِه
_ _

مظفّر، الأخ الذي يكبرُ واجدةً بثلاثِ سنين، كان، و على الدوام، يُدهِش أقرانَه، و معلِميه، بحذاقته الغير إعتياديّة، في حلّ أعسر المعاضل، في الرياضيات، و بدون جُهد
حتّى مظفّر، إضطرّ إلى سلوك نفسِ طريقِ شكريّة، فتعيّن كمُعلِم، في قرية الدّولاب
و كم أَضحَك واجدة، دهشةُ أهلِ قرية الدولاب، حينما شاهدوا دراجةَ مظفر الهوائية
و إن إستغرب أهل قرية الدولاب، بعض الشيء، من تلك اللهجة الموصلية الغريبة، التي كان ينطق بها مظفر، كم أذهلهم، ذلك الشيء، الذي يمتطيه ذلك المعلم
فأطلقوا على درّاجةِ مظفّر الهوائية، إسمَ...حصان حديد
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


في الحِلّة، تندمج عائلة الأطرقجي، و تتأقلم، للمحيط و العادات، و التّراث المحليّ، بسهولة
و لكن، ليس قبل حدوث، بعض المفارقات
_ _

كان عمرُ واجدة، عشرةَ أعوام، عندما إقترب حلولُ أولِ محرَّمٍ لها، في الحِلّة
تصاعدَ جوُّ الترقّب، بين الناس، يوماً بعد يوم، و واجدة ترى الجميعَ متلهفا، بإقتراب محرّم
و كم تمتّعت واجدة، بالمساعدة على التّهيئة، ما إستطاعت
فالكلُّ حولها، مفعمٌ بحماسةٍ، مُعدِية
ذَكّرها ذلك، بالجوّ البهيج، الذي يسود الموصل، أثناءَ الإستعداد للعيد
ففي الموصل أيضاً، كان الجميع يترقّب، حلولَ اليومِ العظيم، بتشوّق
_ _

جاء اليومُ الجليل، و إستيقظت واجدة، مفعمة بالحماس، و الترقب
في البداية، تراءى لها، أنها قد تكون تسمع ضجيجا، يأتي من جميع أطراف الحلّة
تنصّتت بإمعان، فبدا لها، و كأن بعضهم يُنشِد، و بطريقة، لم تَألَفها من قبل
و إن كانت رخيمةً، نوعاً
_ _

دَعت شكريّةُ واجدةً، إلى مرافقتها للذِهاب، إلى بيت أحد المعارِف، صباح ذلك اليوم
و هناك، وعدتها شكريّة، أنها سوف تلتقي، بصديقات جدد، من عمرِها
فإرتدت واجدة، فستانَها الجديد الأسْوَد، و إنطلقت مع شكريّة، في شوارع مزدحمة، مليئة بالأعلام و اللافتات
_ _

كم تأسّفت واجدة، على أهلِ تلك الدار، و هم يجتازونه حينها
فالبكاء و العويل، الذي تسمع فيها، قد يدل على موتِ شخصٍ عزيزٍ عليهم
مساكين أهل الدار
تحلّ بهم تلك المصيبة، في هذا اليوم العظيم، من دون باقي الأيام
_ _

و لكن، هاهم يجتازون دارا أخرى، يبكي أهلها، كذلك
و أخرى
و أخرى
_ _

تفحّصت واجدة، أوْجُهَ النّاس، في الشوارع
هل يبدو عليهِم الحُزن؟
كلا
لا يبدو على وجهِهِم، أيّ غمّ
ثم تمعّنت في وجهِ شكريّة، علّها تستدل منه على ما يحصل
حتّى شُكريّة، تبدو على ما يرام
_ _

تُرى، ما الذي أَحزَن أهالي كلّ تلك البيوت؟
هل مات شخصٌ مهم؟
و من قد يكون، مثل ذلك الشخص، الشديد الأهمِية؟
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


سرحت واجدةٌ بالتفكير، و هي تمشي قابضةً يدَ شكريّة
ثم قالت لنفسها
لا بد أنه الملك
الملك فيصل الثاني
نعم، إنّه الملك
لا شكّ في ذلك
_ _

مسكين الملك
لا زال طفلا صغيرا
لم يبلغ السادسة بعد
مسكينة أمُّه، الملكة عالية
لا زالت مرتديةً الأسود، بعد أن قُتِل زوجها، الملك غازي، قبل أقل من سنة
و الآن، ها هو إبنها، يموت
_ _

تذكّرَت واجدة، حينما أتى الملك الصغير، فيصل الثاني، برفقة أُمِه و خاله، الوصِيّ، لزيارة الحلة، قبل شهرين أو ثلاثة
كم أحبّ أهل الحِلة أمَّ الملك
الملكة عالية بنت علي
يومها، بدَت عالية لصابر، الأخ الأكبر لواجدة، أجمل من الصور، بكثير
و لكن، لم يكن الجمهور متحمسا لأخيها، الوصي عبد الإله، بنفس القَدر
_ _

تعلّمت واجدة يومها، من أخيها صابر، كلمتين جديدتين
البِلْيَة، و تعني الدّعبُل، بالفصحى
و جزء من مباراة، يعني داس، بالفصحى
إنطلق الملك الصغير، للعب داس من الدعبل، مع بعض أولاد الحلة
كان جعفر، إبن السّيد حميد، أبو التِمّن، أحدَهم
بعدها، سمعت واجدة جعفرا يقول، أنه لم يحب ذلك الملك، إطلاقا
و أنه قد توصّل إلى قرار، لن يحيد عنه، بعد داس الدعبل، ذلك
و هو أنه سوف لن يلعب، مع ذلك الفيصل، مستقبلا، قَط
دعبلا كان، أم غيره
و عندما سألته واجدة عن السبب
أجاب بأن فيصلا، كان غشاشا، يزاغل بالدعبل، على الدوام
فخسر الكثيرَ من الدعابل، ظلماً
متناسيا أن الدعابل كلّها، أصلا، تعود إلى فيصل
_ _

حينها، و فجأة، تعالى صريخٌ من دارٍ أخرى
فأرجعَ ذلك واجدةً، إلى عالَم الواقع
عندها، سألت واجدةٌ، أختَها شكرية، إن كان الملكُ، قد مات
إبتسمت شكريّة، ثم شرحت لها، بأن الملكَ حيٌّ معافى، و أن البكاءَ هو على شخصٍ، أعظمُ بكثير، قُتِل ظلما و غدرا، قبل أكثرِ من ألفِ عام
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


بلغت شكرية و واجدة مقصدَهما، و رحّب بهما أهلُ الدّار، ثم دعَوهُما للدخولِ إلى المجلِس
فلاحظت واجدة إمرأةً، تجلس في مكان بارز من ذلك المجلس، تُنشِد بصوتٍ رخيم، و تسرد كلاماً، لم تفهمه
فتعلّمت واجدة كلمةً جديدة ذلك اليوم، فهذه المرأة، تسمّى، عَدَّادة
_ _

فطلبت شكريّة من واجدة، الذهابَ للجلوس مع تلك البنات، اللواتي بعمرِها
رحّبت بها رفيقاتها الجدد، و أجلسوها بينهم، ثم شرعوا بتجاذب أطراف الحديث، فوراً، و كأنّهم، على معرفة، و من سنين
فقالت واجدة لنفسِها، أنّ يومَها ذاك، يبدو أنه سيكون ممتعاً، حقّاً
_ _

و فجأة...
توقف الجميع عن الكلام مع واجدة، و غطوا أوجههم، ثم شرعوا بالبكاء
ليس البنات حولها فقط، بل كلّ من في المجلس
_ _

بُهِتَت واجدة، بهذا البكاءِ المباغِت، و لم تعرِف، ما يستوجبُ عليها فعله
و أثناء تفكيرها، بما عليها العمل، و بغتةً، و بنفس الصورة المفاجئة، التي إبتدأ بها البكاء...توقّف العويل
و إستأنف الجميع الحديث، و كأن شيئا لم يكن
_ _

و هنا، شعرت واجدة بإرتباك، و إحراج شديدين
فهي الوحيدة، التي لم تبكِ
قد يتصور الجميع، أنها فتاة رديئة، آثمة
و لكنّها، ليست بنت سيِئَة
ترى ما تفعل، إن بكوا مرة أخري؟
و لكن، هل سيبكوا ثانية؟
_ _

و أثناء تساؤلِها، و فجأةً، توقّف الجميعُ عما كانوا يفعلون
غطوا وجوهَهُم، و شرعوا بالبكاء، مرّة أخرى
لحظتُها، قالت واجدةٌ، لنفسِها
هذه المرة، لن أرتكب نفسَ الغلطة
سأفعل، كما يفعل الجميع
سأغطي وجهي
سأجهِش بالبكاء
كالجميع
و هكذا، أثبتُ لهم، حقيقةُ أَمْري
و هو أنّني
بنتٌ صالِحة
_ _

إنتهت فاصلة البكاء تلك، و توقّف الجميعُ عن النحيب
عدا واجدة
لم تستطع واجدة، إيقافَ نفسِها عن البكاء، في الحال، كما فعل الآخرون
إستمرت بالنحيب...بِحُرْقَة
و بعد عدة شهقات، حاولت واجدة مغالبتَها، بلا طائل
كَشَّفت للجميع، وجها محمرّاً، بعيون محتقِنة، و سيلاً من الدموع، يتقاطر من وجنتيها، و خَدّيها
لفتت واجدة، أنظار من في المجلس، و أخذ الجميع، يرمقها، بإستغراب
فأشفقت عليها إحدى الفتيات، الجالسات جنبها
فعانقتها، محاولةً تطييبَ خاطرِها
_ _

بعد وهلة، تمالكَت واجدةٌ جأشَها، و هي محرَجة، لا تعرف ما يجري
فهمست البنت في إذنها، أنه ليس من المفترض أن تبكي...حقيقةً
ثم دعتها إلى التمعّن، في وجوهِ الناس
فرفعت واجدة أنظارَها، بتمهل، بخجل، و بإرتباك
و بالفعل، لم تر واجدة، أيّةَ آثارٍ لدموع، على وجه أيّ منهم
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


أكملت واجدة، دراستَها الإبتدائيّة في الحِلّة، في مدرسة الفيحاء الإبتدائيّة، للبنات
و من أولِ عام، إبتدأت علاقةُ صداقةٍ حميمة، بين واجدة، و بنتٍ من أحدى عوائلِ الحلّة الجليلة، إسمُها
... بدريّة إسكندر
و ستَلعب بدرية إسكندر، دورا مهمّا، في حياةِ واجدة
و سيتلازم بدرية و واجدة، خلال جميع سنين الدِراسة مستقبلاً، حتى التّخرّج من الجامعة
و ستستمر صداقتُهُم، و تواصلُهُم، مدى العمر
_ _

بعد إكمال واجدة الإبتدائية، و تركها لبناية مدرسة الفيحاء، لم يخطر على بالها، أنها يوما، سترجع إلى بناية مدرستها الإبتدائية، مرةً أخرى، للدراسة
أكملت واجدة، و معها بدريّة، دراستهما للمرحلة المتوسِطة، في متوسطة الحلّة للبنات
بعد ذلك، بدا لَهنّ، و لِوَهْلة، أنّهن قد وصَلن، إلى طريقٍ مسدود
ففي الحلةِ يومُها، لم يكُنْ هناك مدرسة إعدادية، أو ثانوية، للبنات
فالكل يتوقع، من بنت الحِلّة، بعد المتوسطة، أن تعكف إلى بيتِ أبيها، في إنتظار رجلٍ، ينتزعُها من بيت الأب، و يودعها، في بيتِه
_ _


و لحسنِ الحظ، و في تلكَ السّنة، تمّ فتحُ صفَّ رابعٍ أدبيّْ، في مدرسةِ الفيحاء الإبتدائية
فُتِح ذلك الصّف، في المكان الوحيد المتوفِر في بنايتِها، آنذاك
كانت أصغرَ غرفةٍ في المدرسة، صُمِمَت أصلاً كغرفةِ مخزن، قربَ الباب
و كانت فرّاشاتِ المدرسة، أي مُنَظِفاتها، يستخدمنَها كغرفةٍ لَهُنّ
مساكينٌ تلك الفرّاشات، كم شعرن بالظُلمِ يومُها، عندما إعتبرن بأنّ إدارةَ المدرسةِ اللئيمة، قد إستكثرت عليهُن، تلك الغرفةِ البسيطة
_ _

إلتحَقت ١٢ تلميذة من الحلّة، بذلك الصف
٨ يهوديات و ٤ مسلمات
كانت واجدة، و بدريّة، و حتّى بعض زميلاتِهن اليهوديّات، يرتدين العبائة، و حتّى البوشي، عند قدومِهن إلى المدرسة
و في المدرسة، تستطيعُ البنات نزعَ العبائة و البوشي، و إن كنّ يَلبسْنَ العبائة، أثناءَ دروسِ المعلمين، الذكور
و كم كانت واجدة، تعتبرُ أنّ فكرةَ إرتداءِ العبائة، في الصّف، بليدةٌ حقاً
و لم تكن هي الوحيدة
فها هنّ جميعُ بناتِ الصف، يسمحنَ للعبائة بالسقوطِ من على رؤوسِهِن، أثناءَ الدرس
فيتحرّرن من الإزعاج، ليُمكِنهم التركيز على الدرس، و المشاركة به، بصورةٍ أفضل
و لكن، و في ذلك الوقت، حتّى واجدة، لم تجرؤ يوماً، على التّفكير، بأنّ عدمَ لبسِ العبائة في الشّارع، مقبولٌ

_ _

و كان البوشي، أو خِمار الوجه، زيّاً معتاداً عليهِ في الحلّة، كما هو عليهِ في الموصل، آنذاك
لم يَطرُق على بالِ واجدة، أنّها يوماً، ستمشي في شوارعٍ، تعجُّ بنساءٍ بلا عبائات، و لا بوشي، و الكلُّ، و حتّى هيَ، يعتبرُ الأمرَ، طبيعياً
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


ما أعظمُ التفاوتَ الحضاريّ، الذي خَبِرَتهُ واجدة، بين أيامِ الحِلّة آنذاك، و مانجستر، اليوم
قبل فترةٍ قصيرة، وبعد ٦٧ عاما من أيام الرابع الأدبي تلك، في الحلّة، و خلالَ يومِ صيفٍ بديعٍ في مانجستر، أشرقتِ الشمس
يعرف أهلُ مانجستر، أن الأيّامَ التي قد تشرِق الشمسُ فيها، حتّى صيفاً، هي بِنُدْرَةِ أَيَّامِ الزّمْهَرير، في الحجاز
فخرجت واجدة للتمشّي في منطقةِ روشُولْمْ، المشهورة بمطاعِمِها، و محلّاتها، و مقاهيها الشرقية
و لكثرة مطاعم الكاري الهندية في روشُولْمْ، ، سمّاها أهلُ مانجستر شارعَها الرئيسي، ميل الكاري
Curry Mile
_ _

يومُها، عجّت شوارعُ مانجستَر بأهلِها، و الذين خرجوا للتّمتُّع، بتلك الظاهرةِ النادرة، ظاهرةِ شروق الشّمس
سوف تجد الكثيرَ من البنات، و النِساء، مرتدياتٍ لملابس تَكْشِفُ من أجسادِهنّ، أكثرُ مما تَسْتُر
و على الرّغم من ذلك، لم تجد واجدة، رجالا، يُبَحلِقون بهن، أو يفترسوهن، بعيونِهم
الكلُّ ماشٍ بطريقِه، يتمتّع بالشمسِ الدافئة، كأن شيئا، لا يعنيه
إلى أن صادفَت واجدةٌ، ذلك المُلتحي، بعيونٍ جاحِظة، مُتَطَيِرة
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


كان أبو عيون جريئة، رجلاً، كبيرَ الجثّة، يرتَدي طاقيةً، أو عرقجين، و يُمسك بسبحةٍ، يُسَبِحُ بِها بنشاط، و إرجيلة، يَشفُطُ منها، بنشاط
كان جالسا خارجَ مقهى، و بجنبِه إمرأةٌ ترتدي النِقاب، تبدو زوجته، و بنتٌ، لن تزد عن السبعِ سنوات، تبدو إبنته، محجّبة
المصيبة، أن عيونَ ذلك الرجل، كانت تتفحّصُ، و تُتابع كلَ بنتٍ تمرُّ أمامَه، كالرادار
لن تفلت من أعينه بنت
أبدا
_ _

كان منتصبا في كرسيِه، رافعا عنقه بشدّة، و ذقنه إلى الأعلى
حتّى أنّ لحيتَه، و لشِدّةِ حماستِه، فارَقَت صدرَه، و إتّخذت الوضع الأفقي
و لن يخاطر بتنكيس رأسِه، و لَوْ للحظة، خوفا من أن يُضَيِع فرصةً، للعثور على الفاسقة التالية
بين وهلة و أخرى، يسحبُ نفسا عميقا، من أرجيلته
و أثناء زفيره للدّخان، يقول، بحماس، و صوتٍ عال، يسمعه الجميع
أستَغفرُ الله …..
و هو يهز رأسَه، مستنكرا
و لأنّ لحيتَه، قد إتخذت الوضع الأفقي، ستجد أنّ أي حركة هزٍ إستنكارية للرأس، ستتضخّم، و تتعظّم
و قد إتخذ على عاتقه، مسؤولية التفتيش، ثم العثور، على أيّة بنت جذّابة، مكشوفة الجسد
_ _

لن تفلت منه واحدة
إلا إن لم تكن جميلة
فَتَراهُ لا يَأْبَه، و لا ينظر، و لا يَسْتَغفِر، لكبيرات العمر
بل يُوجِه كل طاقات إستغفاره، لبناتهن، و إن كنّ مرتديات، نفس الملابس
و بعد أن يُشَخِص كمية فسوق البنت، يأتي هنا دورُه الجوهري، حين يُنعِم عليها، بِنَثْرِ عبارات الإستغفار
ثم تنطلق عيناه، تُفتِش عن الفاسقة التالية
و لم تستطِع، المسكينةُ زوجتُه، لفتَ نظرِه، إليها، مهما فعلت، و لو لوهلة
_ _

تذكّرت واجدة، ذلك البرنامجَ الوثائقيّ، عن المجتمع الإنجليزي، يُظهر لقطاتِ أفلامٍ قصيرة، إلتُقِطَت بدايةَ القِرن العشرين، بالأسود و الأبيض، طبعا
كان فيها مشهد، إلتُقط في مدينة إنجليزيّة، قبل أكثر من ٩٠ عاما
يُصَوَّر فيه ثلاثة رجال إنجليز، ينتظرون في محطة الأوتوبيس، و هم يتبادلون الحديث
عندها، قدمت شابتَان
_ _

كانت فساتين الفتاتين، من النوع الطويل، الذي يصل إلى حد الكاحل تقريبا، و هو الزي السائد، أو الموضة، آنذاك
كانت الأجزاء المكشوفة، من جسم الفتاتين، هي، الرأس، الأيادي، و خمسة سنتمترات من الساق، فقط، فوق مفصل الكاحل
هنا، يتوقف الرجال الثلاثة عن دردشتهم، فجأة، ثم ينهمكوا بالبحلقة، على كاحل البنتين، بإهتمام شديد
حتى أن أحدَهم، تمشى الهوينى، ويداه في جيوبه، فإلتف حول البنتين، علّه يرى منظرا أوضح، من جِهَتِهِم الثّانية
و يمتِع ناظرَيه، بالخمسة سنتمترات، المكشوفة، فوق الكاحل
_ _

الرّجل العفيف، سيبقى عفيفا، مهما كشّفتَ النِساء
الرّجل الفاسق، سيبقى فاسقا، مهما غطّيتَ النِساء
المشكلة، هي في الرجال، و ليس في النِساء
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


في المجتمع المتخلِف، عندما يُحَدِقُ فاسدٌ بإمرأة، بعينه القذرة، لن يُلَمْ ذلك الرجلُ المنحرف، بقدر لومِ الضّحية
نعم، تعاقَبُ الضّحِيّة، تلك الإمرأة المسكينة، بسَجنها في الدار، و تغطِيَتها، عن عيون الرجال الفاسقين
إن سألتَ ذلك الرجل الفاسق، ستكون حجّتُه، بأنّ المرأةَ، ضحِيّته، أرته شيئا، قد يكون طفيفا، بالنسبة لي، أو لك
و لكنّه، عظيم، و شديد الإغراء، بالنِسبة له
كوجهها أو شعرها
و حجّة الفاسق، دائما، أنّه لم يستطِع مقاومة غريزته الحيوانية
لأنه، حيوان
_ _

إن قال أحدُهم، أن النِقابَ أو البوشي، سيحل المُشكلة، فهناك حادثةٌ طريفة، مرّت بها واجدة، عندما كانت ترتدي البوشي، في الحلّة
بعد سردِها، يمكنُكَ أن ترى، أن الرّجلَ الفاسق، سيجدٍ مصدرا لفسوقِه، مهما غطَّيتَ و دَثَّرتَ النساء
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII


طبعاً، كانت واجدة في الحلّة، تلبس العبائة، عند الخروج
و كذلك فعلت، أغلب نساء الحلّة، حتى المثقفات منهن
أما ربطة الرأس، فلا تزالُ أمُها ترتديها، كما ترتديها القرويات، و سَكَنَة بعض المناطق، و أغلب نساء المدينة، الأقل ثقافةً
و في مناطق كثيرة من الحلة، كانت واجدة تشعر، أنه من الأجدر بها، إرتداءَ البوشي، كمراعاة لتقاليد أهلها
_ _

في أحد الأيام، كانت واجدة تمشي مع بدرية، و كلاهما يرتدي البوشي و العبائة
فصادفهم شابٌ، يقود دراجة هوائية
دأب ذلك الشاب، على الذهاب و الإياب، على درّاجته
فعلها لعدّة مرّات، متمعنا فيهن، خلال ثقوب البوشي
تراه يتفحّص البنات، ببطئ، بحرص، و بدقّة
علّه يرى خيالا، لوجه أحدهن
_ _

أثناء العودةِ الرابعة، أو الخامسة، من جولاتِه المكّوكِيّة
إقتربَ من واجدة و بدريّة هذه المرة
ثم حصل شيئاً، كاد أن يصيبه، بسكتةٍ قلبيّة
بُغتَة، و بدونَ سابقِ إنذار
رفعَتْ واجدة له البوشي، كاشفةً له عن وجهها، كلياً
يمكنكَ تصوّرَ مقدارِ الهلَع، الذي إرتسمَ على وجهِ ذلك الشاب
حدثَ أمامَ عينيه، آخرُ ما توقّعَ حصولِه
فأفقدَ وجهُ واجدةٍ المكشوف، ذلكَ المسكينَ توازنَه
كاد أن يسقط و دراجتِه، على الأرض
فولّى هارباً، على الفوْر، و هو لا يلوي على شَيء
_ _

و بعد أن فرِغت البنتان من الضِحك على الأمر، سألتها بدريّة، عما حدا بها عمل ذلك
أجابت واجدة
التّعِس، أَلَمْ تَرِ كم كان يقاسي؟
أشفقتُ على المسكين، فكشفتُ لهُ وجهي
IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII
المقالة مكتوبة من قبل محمد، إبن واجدة. و ستجد المقالة هنا، وكما أرادها الكاتب، بالضبط، مع بعض التفاصيل الإضافية. و ستجدها أيضا، في أحد المواقع، و لكن، بعد محاولة تحسينها، ببعض الحذف و التقديم و التأخير، و بدون موافقة الكاتب



#محمد_جلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلو - مصلاوية....من الحلة، إلى مانجستر / الجزء الأول