أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر المندلاوي - قائمة إتحاد الشعب ضحية ظروف جائرة وسياسات خاطئة















المزيد.....

قائمة إتحاد الشعب ضحية ظروف جائرة وسياسات خاطئة


ياسر المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على خلاف نتائج إستطلاعات الرأي, لم تحقق قائمة إتحاد الشعب إنجازاً إنتخابياً يتناسب
مع حجم مساهمة الحزب الشيوعي العراقي في الحياة السياسية, ودوره الوطني في ماضي
وحاضر العراق. فوفق الإعتبارات جميعها, فإن النتائج كانت متواضعة ودون التضحيات
الكبيرة للحزب في سبيل إنجاز المهمات الوطنية لبلوغ إنعتاق العراق من الظلم والإستبداد
والتخلف. وإزاء هذه الحصيلة الإنتخابية, تقوم قراءة تبريرية وأخرى تقييمية, والقراءة
الأولى تختص في البحث عن الأعذار لتبرير واقع الحال. بينما القراءة الثانية تجهد في
البحث عن الأسباب والعلل, لتجاوز ما كان إلى ما ينبغي أن يكون. وأملي أن تكون هذه
القراءة أقرب إلى التقرير والتقييم منه إلى التبرير.
وما دمنا نبحث عن العلل والأسباب, فليس لنا من خيار, سوى الإقرار بأن هناك عوامل
موضوعية خارجية وأخرى ذاتية تتعلق بإداء الحزب على المستويات المختلفة, ولاسيما
في المجال السياسي. وبقدر تعلق الأمر بالظروف الموضوعية التي تحيط بعمل الحزب
وتؤثر سلباً على نشاطاته, يمكننا رصد جملة من المؤشرات المعرقلة ومنها: تراجع
شعبية الأفكار الشيوعية والإشتراكية على النطاق العالمي, إثر إنهيار الإتحاد السوفيتي
وهزيمة النماذج الإشتراكية وفق تطبيقاتها المعروفة. إذ لم يك’ في قدرة الأحزاب الشيوعية,
ومنها الحزب الشيوعي العراقي, تجاوز تبعات هذا الإنهيار بدون خسائر حقيقية في حجم
التأييد الشعبي لها, بالترافق مع شيوع الإحباط وإنعدام الرؤية الصحيحة لمجريات الأحداث,
وطغيان الرأسمالية العالمية, التي ما لبثت تشن هجوماً آيديولوجيا شرساً لتكريس الرأسمالية,
خياراً وحيداً ونهائياً للبشرية, وذلك بالتركيز على أن هزيمة النماذج التطبيقية للإشتراكية,
إن هي إلا هزيمة لخيار الأشتراكية كبديل للرأسمالية. وبموازاة هذا الهجوم للرأسمالية
المنتصرة في حربها ضد المنظومة الإشتراكية, كان الحزب الشيوعي العراقي يتعرض
لأعلى درجات القمع وحملات التشويه الظالمة في الداخل العراقي, على يد سلطة غاشمة,
الأمر الذي أثر بشكل فاعل على فرص الحزب في إقامة صلات واسعة مع الجماهير
العراقية, ناهيك عن التصدي لنضالاتها في ميدان الصراع الحقيقي. وقد تزامن هذا التراجع
في شعبية الحزب , لما ذكرنا من أسباب وأخرى سنأتي على ذكرها, مع تعاظم التوجه
الديني للجماهير الباحثة عن الخلاص من جحيم القمع والظلم والإستعباد, وتالياً, إصطفافها
مع قوى الإسلام السياسي, التي بدأت تشغل - شيئاً فشيئا - ولأسباب عديدة, موقع الصدارة
في العمل السياسي العراقي, على حساب الدور التأريخي للحزب الشيوعي.
ولربما هناك من يقول بأن القمع السلطوي للإسلام السياسي لم يك’ أخف وطأة عن القمع
الذي تعرض له الحزب الشيوعي العراقي, ومع ذلك فإن ذلك لم يؤثر في قدرة أحزاب
الإسلام السياسي على إقامة صلات واسعة مع الجماهير بعد سقوط النظام الديكتاتوري
على يد الإحتلال الأمريكي!
أجل, إن القمع طال الجميع, ولكن مستويات هذا القمع, كانت متباينة, لا بمعنى إن
السلطة كانت شديدة على منتسبي الحزب الشيوعي العراقي, ومتساهلة مع منتسبي
أحزاب الإسلام السياسي. وإنما بمعنى إن القمع ضد الشيوعيين العراقيين كان شاملاً,
ولم يستهدف الوجود التنظيمي والسياسي لهم, وإنما تعدى ذلك إلى تجريد الحزب من
قاعدته الإجتماعية عبر تلفيق الأكاذيب التي تزعزع ثقة الجماهير ليس بالحزب ككيان
سياسي, بل وبمجمل الفكر الفكر الشيوعي أيضا. وكذلك عبر الحملة الإيمانية المقرونة
بتقديم صورة مشوهة ومغلوطة للشيوعي بإعتباره ملحداً يناهض الدين والتدين. ومن
المؤكد إن القمع الذي تعرض له الإسلام السياسي, ما كان له أن يتعدى في تأثيراته
الحدود التنظيمية والسياسية لأحزابه, وذلك لأن السلطة في سياق محاربتها للتكوينات
السياسية الإسلامية, كانت - بحظرها للنشاط السياسي العام وتبنيها الحملة الإيمانية -
تهيء القاعدة الإجتماعية لنهوض الإسلام السياسي في أية فرصة متاحة. وينبغي
التأكيد هنا, بأن محاربة الإسلام السياسي لم يكن ممكناً لها أن تتخذ أبعاداً شاملة
تتجاوز المنطلقات السياسية والبنى التنظيمية للحركات الإسلامية, إلى المنطلقات
الفكرية والأيديولوجية لهذه الحركات, كون هذه الأخيرة تتغذى من الفكر الإسلامي
الذي يؤطر معتقدات وسلوك الغالبية العظمى من السكان. فأقصى ما كان في مقدور
السلطة فعله على هذا السبيل, هو مهاجمة التجليات السياسية والتنظيمية للفكر
الديني ليس أكثر.
إن كل هذه العوامل خارجة عن إرادة الحزب الشيوعي, وتحكمت بهذا القدر أو ذاك
بالإداء الإنتخابي له, ولكن ليس قبل أن تستكمل حلقاتها بعوامل خارجية أخرى,
ترتبط مباشرة بالعملية الإنتخابية بدءاً من إعتماد مبدأ الدائرة الإنتخابية الواحدة,
الذي ساهم في توجيه الناخبين على مقتضى إنتماءاتهم القومية والطائفية, وليس
إنتهاءً بعمليات التزوير الواسعة لإرادتهم بشكل مباشر عن طريق التلاعب في
الأصوات وسرقة صناديق الإقتراع وإعادتها بعد التلاعب بمحتوياتها, ومنع الآلاف
من الوصول إلى المراكز الإنتخابية, ولا سيما في مناطق تواجد الأقليات القومية
والدينية. أو بشكل غير مباشر عن طريق التلويح بمفاتيح الجنة لمن ينتخب من
الشيعة وأخرى لمن لا ينتخب من السنة وغير ذلك كثير. ويبقى القول بأن الظروف
الموضوعية وحدها كانت حاضرة في تشكيل الصورة الإنتخابية لقائمة إتحاد الشعب,
قولاً ناقصاً ما لم يقترن بدراسة العوامل الذاتية الخاصة بالحزب وتحديداً سياسات الحزب
ومواقفه من القضايا المستجدة على الساحة العراقية. إذ كان في متناول الحزب تجاوز
بعض الآثار السلبية للعوامل الخارجية عن طريق تبني سياسات واضحة ودقيقة, تستجيب
لمتطلبات المرحلة, وتقوم على قراءة صحيحة لإتجاهات الرأي العام في العراق. ولكنه
بدلاً من ذلك, إعتمد سياسة الرهان على العملية السياسية الرسمية وأهمل هواجس الجماهير
ومخاوفها وتطلعاتها في مرحلة إنتقالية تحتمل الكثير من التعارضات الجزئية التفصيلية
إلى جانب المشتركات الرئيسية.
لقد تبنى الحزب عشية الحرب الأمريكية ضد العراق موقفاً متوازناً ضد الحرب والديكتاتورية,
وكان واضحاً بأن الحزب على قدر معارضته للنظام الديكتاتوري, يقف بحزم وثبات ضد إدخال
العراق في دوامة الحرب والتدمير لإنجاز إستحقاقات وطنية هي من مسؤوليات أبناء شعبه
وقواه السياسية الفاعلة. وبعد الإحتلال الأمريكي, وخاصة في الأشهر الأولى منه, حاول الحزب
التعبير عن مناوئته للإحتلال بالطرق السلمية إلى جانب رفضه لأشكال المقاومة العسكرية,
كونها لا تستهدف الإحتلال الأمريكي وحسب, وإنما العملية السياسية المرتقبة برمتها, وذلك
إستناداً إلى قراءة الحزب لطبيعة القوى المتصدية للعمل العسكري ضد الإحتلال.
لا شك كان في الإمكان تطوير هذا الموقف على ضوء المتغيرات السياسية والميدانية, وتقديم
خطاب سياسي يعكس العلاقة التصارعية مع الإحتلال من جهة, ومع القوى الموالية للنظام
السابق من جهة أخرى. غير أن إنخراط الحزب في الترتيبات السياسية المنبثقة عن
الإحتلال, ومشاركته في مجلس الحكم الإنتقالي على أسس المحاصصة الطائفية والقومية,
ساهم في تمويه تصارعية العلاقة مع الإحتلال وإظهارها وكأنها علاقة تحالف ومسايرة.
ونتيجة لضغط الأحداث وتعاظم حدة العمليات العسكرية, إستكان الحزب إلى العمل السياسي
الرسمي, وتبنى مع الوقت خطاباً سياسياً لا يتمايز كثيراً عن خطابات القوى الموالية
للإحتلال, والأكثر من هذا, أن بعض القوى المتحالفة مع الإحتلال تمكنت, وفي مناسبات
عديدة, من تمييز نفسها عن الإحتلال - لأسباب دعائية - أكثر مما فعله الحزب في هذا
الشأن. فبدءاً من تقديم المسوغات لبعض إجراءات بريمر كحل الجيش العراقي, ومروراً
بتنظيم مظاهرات تستنكر الإرهاب ولا تأتي على ذكر الإحتلال, وإلتزام الصمت حيال
المجازر الأمريكية في النجف والفلوجة ومدينة الصدر وفي مناطق أخرى من العراق,
وعدم التوقف بما فيه الكفاية أمام سياسة العقاب الجماعي, التي إعتمدتها قوات الإحتلال
في المناطق الساخنة, والتغاضي عن بشاعة الممارسات في سجون الإحتلال, كلها مؤشرات
على أن الحزب قد هجر سياسة التصارع العلني الجماهيري مع الإحتلال لصالح العمل في
كواليس المؤسسة الرسمية بإسلوب نخبوي, أفقده الكثير من الحيوية السياسية, وحجب
موقفه الرافض للإحتلال وممارساته القميئة, عن الجماهيرالتي تمقت الإحتلال والمحتلين.
لقد كان من شأن هذه السياسة الإنتقال بالحزب من سياسة التصارع إلى سياسة التبرير,
لينتهي لاحقاً في المجلس الحزبي السادس, إلى حصر الصراع الرئيسي في العراق بين
القوى الديمقراطية من جهة, وقوى الإرهاب الماضوية و بقايا النظام السابق من جهة
ثانية, من غير إشارة إلى موقع ودور الإحتلال في هذا الصراع.
ومن ناحية أخرى, لم يك’ موقف الحزب من الإحتكاكات القومية, يتناسب مع الحاجة
للتروي في تناول قضايا على هذه الدرجة من الحساسية, إذ تبنى الحزب, وبدون تدقيق
يذكر, جميع طروحات القوى القومية الكردية, وإعتمدها كحقائق نهائية. وهو ما أدى
لاحقاً إلى قبول تأويلات القوى القومية لمجريات الأحداث, ومن ثم عدم إبداء أي تضامن
مع ضحايا التجاوزات الشوفينية ضد الأقليات القومية في كل من الموصل وكركوك. وقد
إنتهى هذا الموقف إلى تبني وجهة نظر القوى القومية الكردية حول كردستانية محافظة
كركوك في المجلس الحزبي السادس, وفي توقيت غير مناسب, قبل الإنتخابات بوقت قصير,
فضلاً عن القول بأن هذا الموقف يعد إستباقياً لحل مؤجل بإتفاق جميع الأطراف.
إن هذه السياسات مجتمعة, أفقدت الحزب قوة إنتخابية كامنة جرى التفريط بها لصالح
العمل السياسي في مؤسسات السلطة مرّة, ولإرضاء النزعة القومية الكردية مرّة ثانية.
إن الحزب الشيوعي العراقي, في خوضه للإنتخابات, ليس له سوى تأريخه النضالي
المشرف, وصلاته الجماهيرية. فهو لا يملك مرجعية دينية ترمم له مساوئه, ولا أموال
طائلة يتجمل بها, ولا إحتلال يدعم خطواته, ولا ميليشيات تزور له إرادة الناخبين. وعليه,
ليس له من بدائل يركن إليها, سوى الإرتباط الوثيق بالشعب.



#ياسر_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات البرلمانية والمشاريع المتعارضة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر المندلاوي - قائمة إتحاد الشعب ضحية ظروف جائرة وسياسات خاطئة