أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال البنا - شرذمة الإصلاحات الإسلامية ما مصيرها؟ «١- ٣»















المزيد.....

شرذمة الإصلاحات الإسلامية ما مصيرها؟ «١- ٣»


جمال البنا

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 08:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ألف الكـُتاب والمقدمون الذين يقدموننا إلى الناس فى المناسبات الإسلامية أن ينعموا علينا بتعبير «الكاتب المثير للجدل»، رغم أن هذه الموضوعات كتبت منذ ثلاثين عاماً تقريباً، ونشرت أنباؤها فى جريدة القاهرة التى يرأس تحريرها الأستاذ صلاح عيسى، وقبلها أيضاً وحتى اليوم فلا يزال الموضوع مثيراً للجدل، ولكن الانتصارات الساحقة للإخوان المسلمين وسيطرتهم على أداة الحكم من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة مجلسى الشعب والشورى ما قد يعرض سجالاً جديداً مع فكر الإخوان يختلف عن فكر كاتب هذا المقال، وهذا أمر يجب ألا يترك بعد أن فتح الله عليهم هذه الفتوح.

وقد كان لى وجهة نظر عرضتها، عندما كنت أسأل: لماذا لم يرتفع فكر الإخوان المسلمين عما جاء به؟ وكان الرد أن الأستاذ البنا كان زعيماً جماهيرياً، وأن الزعيم الجماهيرى بقدر ما يقود الجماهير بقدر ما أن الجماهير تمسكه من أن يجاوز المستوى العام لفهمها، وكان الأستاذ البنا منتبهاً لهذه النقطة، خاصة أنه كان يؤمن بالزمن وأهميته فى التغيير، وكان إذا ذكرت له شيئاً من ملاحظاتى عن الإخوان لا يرد، وكأنه كان يقول إن ما أعرفه أنا.. يعرفه هو، ولكنه زعيم جماهيرى مسؤول أمام خمسمائة ألف فرد، أما أنا فيمكن أن أقول ما أشاء.

على كل حال فإن الإخوان سلكت طريقها بتوفيق كبير، ولولا العوامل الطارئة التى أدت إلى حل الإخوان، ثم مقتل النقراشى ثم استشهاد حسن البنا نفسه، وما تلى ذلك من تطورات اقترنت بالحقبة الناصرية لكان للإخوان شأن آخر، والآن وقد دار الزمان وبعد العهد عن الذى كان يقوله حسن البنا لاتباعه: وفروا لى اثنى عشر ألف فارس أخوض بهم عباب البحار.

فاليوم لا يقف الأمر عند اثنى عشر ألفاً، ولكن تجاوز الآن مئات الألوف.. مع هذا فإن الإخوان لم يتوصلوا إلى فكرة تجديد جذرى كتأسيس مذهب خامس مثلاً، كانوا سلفيين بالطبيعة، ولكنهم نجحوا فى توسيع مدى الدعوة بحيث استوعبته جماهير عديدة فى الجامعات والهيئات العامة والحكومة.. إلخ.. وقنعت بهذا النجاح واختارت الوسطية موقعاً بين السلفيات، كما أنها لم تقع تحت تأثير أقوى فئات هذه السلفية، وهى السلفية الوهابية، وهذا شىء يشكر لها.

إن هذه المقدمات كلها لا يستبعد معها أن يحاكم الإخوان فكر جمال البنا المثير للجدل حتى ينهوا عليه بالمرة وإلى الأبد، وليس من البعيد أن ينصبوا له محكمة «بابوية» يلبس أساقفتها العمائم الأزهرية.

قد أهم الأمر الكاتب المثير للجدل، ورأى فى الماضى القريب ما فعلوه مع الدكتور حامد نصر أبوزيد، وما حاولوه مع كتاب آخرين.. ومن هنا فإنه سيبدأ هذه السلسلة من المقالات حتى لا يدع لهم السبق فى الأمر.

* * *

ما هى الأفكار المثيرة للجدل فى فكر جمال البنا؟!

إن هذه الأفكار معدودة ومعروفة لكثرة ما تكرر ذكرها فى المناسبات العامة حتى حفظت عن ظهر قلب، خاصة أنها ليست عديدة.. ولا صعبة.. ففى قضية المرأة فإن جمال البنا يرفض الحجاب، ومن باب أولى النقاب، إن الحديث عنهما مما لا يدخل فى الإسلام، وقد جاء من أديان وحضارات من خمسة آلاف سنة قبل الإسلام، وحدد فى قانون حمورابى، كما جاءت بها اليهودية وشددت فيه، وأيد الفيلسوف اليونانى الشهير أرسطو دونية المرأة، وتحدث عن «ثور الرجل وعبده وزوجته».

أما كيف يفسر حالة الانتشار الكاسح لحالة حجاب «الوجه والكفين»، فهذا ما يعود إلى أن هذا الزى زى عملى، فهو يبيح للمرأة كشف الوجه والكفين.. كالرجل تماماً دون أن يلزم المرأة بضرورة التصفيف اليومى للشعر، وهو عناء.. أى عناء.. فإذا كان حجاب الوجه والكفين يريحها فنحن لا نريد سوى راحتها، ونحن نعتبر هذا الزى زياً عملياً وليس حجاباً تفرضه الشريعة.

وأهم من هذا فى الفترة الماثلة أن جمال البنا يرى الفصل التام بين الدين والسلطة، فإن الله تعالى لم يرسل الرسول جابياً أو حاكماً، وأن الإسلام فى جوهره هو رسالة هداية تقدم إلى الأفراد «فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»، وإذا كان سياق الأحداث وتطوراتها قد أدى بالرسول إلى المدينة وتكوينه مجتمع المدينة، فإن هذا لم يتم بأمر دينى من الله، أو كجزء من رسالة الإسلام، وعندما ظهر أبوبكر وتولى الخلافة، ثم تولى عمر وبعد عمر عثمان وبعد عثمان علىِّ فيما سُمى «الخلافة الراشدة»، فإن ثلاثة من أمراء المؤمنين قتلوا، وقامت معركة الجمل ومعركة صفين، وفتحت المدينة كما لو كانت مدينة وثنية وشرد وقتل أهلها، وضربت الكعبة بالمنجنيق، وختمت الحقبة شر ختام بإعلان الحكم العضوض سنة ٤٠ هجرية، وبدء الحكم الاستبدادى الفردى الوراثى، واستمر حتى ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة سنة ١٩٢٤م، من أجل هذا يرى جمال البنا أن رسالة الدين الحقة هى رسالة هداية وليست ممارسة سلطة، وبالطبع فإن فى هذا ما يكفى وزيادة لكى ترفع عليه الدعاوى.

لقد لاحظت أن الكتابات الإسلامية التراثية معنية بالعدل.. مقيمة أساس المجتمع على الآية الكريمة «وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ»، فضلاً عن الكلمات الذهبية لابن القيم عن أن العدالة هى الشريعة بحيث لاحت الشريعة. نقول رغم هذا لم يكن لدى هذه الكتابات إشارات عن رعاية الحاكم بمعنى أن على الحاكم النهضة فى الصناعة والتجارة والزراعة وشق الترع وتعبيد الطرق وتيسير خدمات التعليم التى كادت تقوم على أساس الأوقاف الأهلية، ولم يلحظ بأن الآليات والمحاكم القضائية تحقق العدل فعلاً للمحتاجين إليه. ولاحظت أيضاً أن كل محاولات التحرير من الاستعمار قامت تحت ألوية إسلامية وشعارات إسلامية وقادة إسلاميين، ففى السودان ظهر المهدى الذى وضع السودان علىخريطة الجغرافيا التاريخية، وكان الشيخ عبد الحميد بن باديس هو مؤسس جمعية العلماء محور المعارضة للحكم الفرنسى.

ومع صدق الظاهرة التى أشرنا إليها عن أن حركة التحرير قامت تحت ألوية إسلامية وبقيادة شخصيات إسلامية فإنها عندما حازت نصيبها المحدود من الانتصار فإن الذى استفاد من ذلك ومارسه كان السياسيون المحترفون، وهذا يعود إلى أن فكرتهم عن الحرب لم تكن الاستقلال ولكن الجهاد، وأنهم كانوا مجردين بالمرة من ثقافة ومؤهلات السياسى فى العصر الحديث، وقد استنتجت فى كتاب «مسؤولية فشل الدولة الإسلامية فى العصر الحديث» حتمية هزيمة هذه التجارب لعدم توفر العناصر اللازمة لها، واليوم يبدأ الإخوان المسلمون تجربة تعد من أنجح التجارب وتهيأ لها من أسباب النجاح ما لم يتوفر فى التجارب السابقة، ومع هذا فهل ستستطيع؟ أم أنها ستقع فى الأخطاء نفسها التى وقعت فيها مختلف الدعوات الإسلامية، فهل ستقتحم العقل؟ وأبرزها محاولة القضاء على حرية المعارضة السياسية والزج بالمعارضين فى السجون.. إلخ.. الذى لا يفيد النظام الحاكم شيئاً وإنما يضر به وتاريخ الإخوان أنفسهم شاهد على ذلك.

* * *

سوريا.. سوريا

سوريا دون صلاح الدين

وحلب بدون المتنبى

لم يعد هناك شىء يَسُر القلب.. القتلى والتدمير.. والأطفال التائهون.. والأمهات المشردات، وليس هناك من بارقة أمل.

الجميع يكذبون.. والجميع ينافقون.

خلصونا.. خلصونا.

لم نعد ننتظر شيئاً إلا النهاية.

لأن فى النهاية يمكن أن نبدأ من جديد.



#جمال_البنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصول الأربعة (٤ - ٤)
- الأصول الأربعة (٣-٤)
- الأصول الأربعة ( ٢ ٤)
- الأصول الأربعة «١-٤»
- «لو» كان الرئيس الفريق شفيق
- هذا الترويع التشريعى
- هل أحكام القضاء أكثر قداسة من القرآن؟
- شفيق أهه
- مثال عن تطبيق الشريعة
- موقع الشريعة الإسلامية فى الدستور الجديد (٢ ٢)
- موقع الشريعة الإسلامية فى الدستور الجديد «١ ٢»
- هؤلاء البناؤون العظام
- فى انتظار مراجعة «حقيقية» من الإخوان المسلمين
- اللغط حول الدستور
- الأمم ساعات محنتها
- اقتصاديات غير تقليدية
- من الثورة العذراء إلى البطة العرجاء
- هل الإنتاج ملك للشعب.. أم أن الشعب ملك للإنتاج؟
- قائدنا الأعظم الرسول فى ذكرى ميلاده
- شاهد على ثورتين 2


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال البنا - شرذمة الإصلاحات الإسلامية ما مصيرها؟ «١- ٣»