أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي أبو طربوش - لا عقوبة إلا بنص شرعي















المزيد.....

لا عقوبة إلا بنص شرعي


علي أبو طربوش

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 11:59
المحور: حقوق الانسان
    


لا عقوبة إلا بنص شرعي
اقتضت العدالة السامية أن جميع العقوبات لا تجد مصدرها إلا من الدستور المنظم . وكمسلمين شريعتنا وقانوننا الكتاب والسنة والإجماع فقط فالقياس حلي أن لا يجد مكانه هنا إلا في مسائل جاءت على سبيل الحصر وذلك لأن الهدف من العقوبة في ديننا المتسامح الردع والزجر فلكم في القصاص حياه تأملوا هذه الأيه موجزة معجزة واضحة كوضوح الشمس إذا وجد القصاص ونفذ كما هو مطلوب لعاش الناس لأنهم لو عرفوا من أنهم لو قتلوا شخصا واحد لما عاشوا فيمتعوا عن القتل والقصاص والضرب وكل الأفعال التي تؤدي إلى ذلك وعاشوا في تسامح وحياة هنيئة وكذلك الأمر في السرقة والحرابة .......
توسع البعض _ هداهم الله _ في هذه المسألة فأصدروا عقوبات في حق من يقدم على أفعال ليست بمحرمة إلا أنهم هم أرادو أن يجرموا تلكم الأفعال بإرادتهم الخاصة
صحيح أن عقوباتهم لم تكن مادية بل كانت عقوبات معنوية قد تكون الأقوى وليس لها أساس ديني فكما أسلفنا أن العقوبات في الشريعة الإسلامية من باب الردع والزجر ليس إلا . فكانت عقوباتهم على سبيل الانتقام والتشفي
فانظروا إلي خوارم المروءة حيث أنهم يحكمون على من يفعل بعض المباحات بأنه قد خرم رجولته وأصبح كناقص الأهلية إن صح التعبير وبالغوا أيما مبالغة في ذكر خورام المروءة فأتت هذه الخوارم كعقوبات معنوية ليس لها نص شرعي وخالفوا مبدأ من مبادئ العدالة . وإذا فقدت العدالة انتفى وصف الإسلام من ذاك العمل
فذكر بعضهم وما وزال يردد أن كشف الرأس من خوارم المروءة ربما في العصر القديم كان كشف الرأس خارم للمروءة وإن بحثنا عن كلمة المروءة بحثا عمليا لا نظريا نجد أن الأيه الكريمة وضحت ماهية المروءة ( خذ العفو وأمر بعرف كما أمرت وأعرض عن الجاهلين) فالمروءة إذن هي الأتصاف بالأخلاق الحسنة وترك كل ماهو قبيح ويمكننا أن نقول بلغة قانونية صنع الثقة لدى العامة لنيابة عنهم . فيجب أن يكون كل موظف في أي جهاز من أجهزة الدولة متحلي بالمروءة ويجب ان نشدد على من يخرم المروءة بأي فعل لم يستسيغه هو نفسه .أي يجب على من يتوسع في خوارم المروءة أن يقف قليلا فهو ليس بدستور ثم إن الله لا ينظر إلى أبدانكم وصوركم بل ينظر إلى قلوبكم فأينكم من هذا النص ولما تنظرونا إلى ملابسنا وصورنا ولحانا كان الأولى النظر للقلوب والعقول والأفكار ليس إلا .
شهادتنا مجروحة .. أقلامنا محدودة ...أفكارنا مهدده إما بالتكفير أو بالقصور
حلق معي أخي القاريء في حد الردة . الحد الذي بموجبه يقتل الإنسان نتفق جمعيا على أن السنة الشريفة وضعت هذا الحد في كثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها قد جعلت حفظ الدين من الضروريات ووضع العلماء الأفاضل شروطا لإقامة هذا الحد ومن ضمن الشروط أن يكون مكلف .
فالتكليف مناط الحدود .تكمن الإشكالية الكبرى في حال ما إذا قرر عشريني تبديل دينه فهل يقتل ...؟
(( من بدل دينوه فاقتلوه )) كم هذا الحديث واضح وضوح الشمس ؟ (( لا إكراه في الدين )) يمكننا الجمع بين النص القراني والحديث الشريف : في أن للمكلف حرية إختيار الدين دون أي مسئولية فليس من العدالة الإلهية أن يجبر إنسان على دين . ونحن في أمس الحاجة لإصدار قانون في حرية الإختيار فيما بين الأديان ؟ وتطبيق حدة الردة المقصود ة
فالخروج من الدين ردة لكن ليس بمجرد الخروج من الدين يقام حد الردة . وجميل جدا أن يتضمن هذا النظام أن تتحدد ديانة الشخص عندما يصل الثامن عشر من عمره وبعد أن يحدد ديانته أمام محكمة الأحوال الشخصية تسند له الحقوق المقررة شرعا حيئذ يعاقب بالعقوبات المقررة شرعا وتفرض غرامة على الأشخاص الذين لم يحددوا دياناتهم في هذة المرحلة
بهذه الحالة نستيطع إقامة حد الردة بعدالة تامة ولو تأملنا لبعض نصوص القران لوجدنا أن الردة المقصودة هي التي تكون بعد إيمان كامل ويقين أو محاربة دين الإسلام بعد الخروج منه ففي هذه الحالة ردة بالتأكيد لوجود البغي ومما يؤكد قولنا قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه حول مهدورين الدم حيث قال : التارك لدينه المفارق للجماعة
لم يقل التارك لدينه فحسب بل أكد من ضرورة أن يقارق جماعته . ونعلم جمعيا بالضرورة لما في الردة المقصودة أضرار وخيم على المجتمع بأسره وبشكل خاص على الدين ولذلك كان في حد الردة التشديد إلا أن الشروط هي التي تحكم
وبوجود قانون الديانة مؤصل تماما بالشريعة الإسلامية التي هي شريعة الأمة أجمع . لا يمكن أن يقام الحد على الطائش المراهق حتى يحدد ديانته وهو بكامل قواه العقلية أمام محكمة خاصة وبعد ذلك يدان بأي جريمة تخل بدينه
أما إجباره على الانتماء لأي ديانة أو طائفة ففي ذلك جرح كبير للعدالة ولحقوقه كإنسان .
قد يقول البعض أن في كلامي دعوة للردة وللخروج من الإسلام أو تعطيل لحد مذكور في الشريعة الإسلامية بل هي دعوة لجميع الكتل الدينية لاعتناق الاسلام بطريق غير مباشرة . فأقول أن الإنسان مختار ويقول تعالى (فهديناه النجدين ) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطره فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) إذن فالفطرة هي الإسلام وصاحب العقل والفطرة بوجود هذا القانون سيختار ديانته في المرحلة المناسبة وبلا شك إن تربى على الإسلام سيختار الإسلام دينا . كما يجب على وزارات التربية والتعليم بالإجماع تعليم الإسلام في المرحلة الثانوية تعليما نموذجيا حتى يكونوا ذو بصيرة .
وكما يجب على الآباء والأمهات ضرورة حثهم على اعتناق الإسلام . من تربيتهم على الصلاة في المساجد والتفكر في مخلوقات الله دون إجبار . ولو نظرنا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( مروا أولاكم لصلاة لسبع واضربوهم لعشر )دليل قاطع على أن الطفل منذ بلوغه سن السابعة يؤمر بالصلاة حتى سن العاشرة فمن ناحية تطبيقية أن الأطفال إذا أمروا بفعل شي أو ترك شي مرار وتكرار سيتأقلمون مع هذا الوضع فما بالك بأمرهم للصلاة لمدة ثلاث سنوات فبالتأكيد سيتعلقون بالصلاة وبكافة تعاليم الإسلام
وينشء ناشيء الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
فإذا ربى الأب المسلم ولده بطريقة إسلامية فبلا شك سيكون ابنه مسلم . ولو عامل المعلم ابن المسيحي بطريقة إسلامية سيقتنع الطالب بهذا الدين العظيم . وربما يكون سبب في إدخال أهله وأصدقائه في هذا الدين دون إكراه . بكل سماحة وبما يناسب عصر الانفتاح الفكري والعولمة الاقتصادية وبهذا نجمع جمعا حقيقيا بين الأيات والأحاديث التي تسمح بحرية الإعتقاد والتي تقرر حد الردة . إذ أن الردة من الحدود كما أن حرية الإعتقاد من الحقوق فلا يعقل أن نجعل حدا لحقا من الحقوق دون شروط وأنه ليس من العدالة أن نكره الناس على دياناتهم ولو نظرنا للسيرة النبوية لوجدنا أنه كان يعامل الكفرة والمشركين واليهود على أن ربما أبنائهم وأحفادهم سيكونوا من رواد الدين ولم يحارب ابتداء بل أن كل غزواته كانت للمحافظة على الدين دون إرغامهم بالتدين بل كانت دعوته لهم بالسلام وأن بعضهم أسلموا لما رأوا سماحة وعدل الإسلام لم يدخلوا خوفا ورعبا بل طوعا وحبا . ولو نظرنا إلى التاريخ لوجدنا أن من دخل الإسلام خوفا او طمعا لم يذق حلاوة الإيمان ومات منافقا .فنفس التاريخ يتكرر ونفس المأسأة تحدث في فرض الدين بالقوة فمن ولد لأبوين مسلمين لم يربيا ابنهما بالطريقة الإسلامية في بيئة ليست بإسلامية ليس لهما الحق في إرغام ابنهما الديانة الإسلامية . فيجبوا أن يتحملوا أخطائهم . فلا يمكن لأي سلطة أن تلوم الابن فهذه حريته وهذا اختياره ولو أنه فكر وفكر لأختار الاسلام
لكن إن أرغموه فاعتنق الاسلام فقد ألبسوه قناع النفاق والزندقة وأعتقد أن نِشأة الزندقة الحديثة كانت هذة بدايتها
فالأب مسلما بالاسم والأم تجهل جوهر الإسلام والحي كذلك والمدرسة فلا المسكين يعرف الصلاة ولم يذق حلاوة الإيمان وبعد كل ذلك يرى رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المكنر يأمروه بالصلاة وهو مكره ويعاقب أيضا على ذلك
وربما يقيموا عليه حد الردة وهو مكره ... أين العدالة ؟ أين الحقوق ؟ ولماذا تأتي باسم الاسلام وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام .... قواعد ما أنزل الله بها من سلطان عقوبات جاءت على سبيل التشف والانتقام كأنهم هم الخالقون نسوا أن الله هو الخبير هو الحكيم هو العزيز فلماذا أيا صناع الدين ؟ لماذا تزيدوا العقوبات المقدرة ؟ لماذا لا تدرؤون الحد بالشبهات
رغم أنها من القواعد الفقهية الشرعية . كفاكم ..كفاكم ... عودوا لرشدكم ... ماذا تريدون ..؟ السلطة ... المال ...الإلوهية ؟ الأخيرة أقرب



#علي_أبو_طربوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي أبو طربوش - لا عقوبة إلا بنص شرعي