أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقاد بشير بير داود - لماذا ... عالم مابعد امريكا















المزيد.....

لماذا ... عالم مابعد امريكا


عبدالقاد بشير بير داود

الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنه الاعلام ينتقل الى نقطة اخرى من الاحداث المخفية ليقرر وبعمق رؤى مستقبلية عبر استشراف مستفيض لمفاصل قوة امريكا ( احادية القطب ) ونقاط ضعفها من خلال صورة التقطها صحافي امريكي يدعى مايكل مولنر من جريدة ( نيويورك تايمز ) بكاميرا بعيدة المدى لأوباما وهو يغادر من طائرة وبيده كتاب يحمل عنوان(عالم مابعد امريكا )...
بغض النظر عن هوية الكاتب ؛ وسبب اختياره هذا العنوان المثير للجدل والدهشة ؛ والاسس التي على اساسها بنى افكاره ؛ ووضع رؤيته المستقبلية لنهاية امريكا هذه القوة الطاغوت في عالم اليوم ؛ واهتمام اوباما بالكتاب ... ارتأيت ان أستوحي من العنوان فقط رؤيتي وقناعتي بنهاية امريكا وافول نجمها في سماء القوة والسطوة والاحادية ؛ وافترض بالمقابل دولة او دول تكون هي البديل الافتراضي لامريكا على الساحة الدولية ؛ وهي مؤشرات حتمية تلامس اليقين حول تغيير القوى العالمية لامحال بالاعتماد على مراجعة تاريخية لماحصل في العالم خلال فترة صعود القوتين العظيمتين ( امريكا والقارة الاوربية ) ليكون وبالحاح كبير الدليل ؛ وقاعدة الانطلاق السليم للدول الافتراضية التي تصل عظيم مجدها وقوتها( السوبر) ؛ وكيف يموت ويأفل نجمها في سماء القوة والتاثير الدوليين ...
لذلك سوف اختصر الطريق لمعرفة السبب الحقيقي وراء قوة وسطوة وقيادة امريكا واوربا للعالم بدون منازع واحصرها في سرعة التحولات الصناعية والدخول الموضوعي الى عالم التكنولوجيا المتطورة التي شملت جميع مناحي حياتهم ومفرداتها اليومية ؛ واعتلاء عرش اقتصاد قوي ومتين؛ وتشكيل قوة عسكرية متطورة عالية التدريب والتاثير ؛ فهذه المكانة كانت السبب وراء ان تمارس امريكا واوربا دور الهيمنة على مجالات الاقتصاد والسياسة والعلوم والثقافة في العالم وبلا منافس ؛ وتمارس كذلك دور حكومة العالم من خلال عولمة المفاهيم والقيم والذي قادته الى القيام بحملة من الحروب القاسية والمدمرة على اكثرالمناطق حساسية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فغيرت خارطة العالم ومصادر القوى لصالحها ؛ وفرضت رؤيتها ورسالتها لتفسير الاحداث عالميا ؛ وباعتقادي المتواضع ان ثورات الربيع العربي ماهي الا نتائج حتمية لهذه الثورة الشيطانية الكاسحة ( العولمة ) في عالم القوة والسطوة ....
ان نشوة هذه الانتصارات ؛ وماتبعتها من متغيرات دولية في ميزان القوى والاقتصاد انست امريكا قواعد اللعبة السياسية ؛ واعمتها عن الدروس والعبر بمصير الكثير من الامبراطوريات التي سبقتها في زمن ما ؛ ومنها حليفتها القوية المملكة المتحدة ( بريطانيا) والتي لم تغرب الشمس عن ممتلكاتها وسط البحار وفيما وراء البحار وما آل اليه مصيرها !!! لذلك لم تنتبه الى حقيقة مارستها هي ( امريكا ) ابان صعودها سلم القوة والتسلط الدوليين وهي : ان مع اتساع العالم يصبح من الصعب على كيان واحد بعينه ان يتولى الامور وحده وهذا هو بيت القصيد لمقالتي ؛ وبالتالي هي حقيقة تبدو مفاجئة لكثير من صناع القرار ؛ والمراقبين لتطورات الاحداث السياسية في عالمنا اليوم ... لذلك كان لزاما ان تجابه هذه القوة (السوبر ) امريكا تحديات من نوع جديد انطلاقا من مبدأ ان الساحة الدولية تتسع لأكثر من منافس على شاكلتها التي بدأت منها ؛ وحققت احاديتها عالميا...
فمن خلال نظرة على خارطة الدول التي حققت معدلات عالية من النمو الاقتصادي والتي لم تخطر على بال الكثيرين نضع اليابان والصين والهند في المقدمة ؛ بل وان اسرع (20) عشرون مدينة نموا في العالم اليوم تقع في الصين ؛ و من هذا المنطلق اخذت هذه الدول بالتقوي والتعاظم ؛ والقيام بعملية استنساخ التجربة الامريكية في التطور والبناء على ضوء نجاح التجربة الامريكية في سيادة العالم ؛ وقدرتها الفائقة على الامساك بزمام القضايا الدولية فترة طويلة من الزمن ؛ لذلك استطاعت تلك الدول الواعدة ان تنجح في ادارة معركة البناء والتجديد في الكثير من مناحي حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بفضل الصحوة السياسية عالميا ؛ وبسبب النجاح الاقتصادي ؛ وارتفاع مستويات التعليم ؛ وتوافر المعلومات والشفافية ؛ فاستطاعت ان تحول مصطلح ( المدنية ) ليعني اليوم ( 2012 ) الصناعة والعمران ؛ ورفع معدلات القراءة والكتابة والتعليم والثروة بفضل استيعابها الانساني الواسع لمبادىء الحرية ؛ والحوافز الفردية ؛ ومهارات التشريع الراسمالي ودينامية الفرد والمجتمع ...
أن هذه الافكار والمبادىء والدعوات هي نفسها التي سبقت اليها امريكا وظلت تدعوا اليها ؛ وتعمل على ترويجها عبر اكثر من 60 عام عكس رؤيتها اليوم والتي تنطلق من ان الثقافة تتبع القوة وهذا الفهم يزيد التناقض وضوحا بين امريكا اليوم والامس ؛ والتي استطاعت تلك الدول الواعدة من استخدمها وتوظيفها لمزاحمت امريكا على موقعها القيادي الفريد على خارطة العالم ... بل وان هذاالتفكير السلبي والرجعي ( الثقافة تتبع القوة ) لم يكسب امريكا الاحترام بل زادت من تردي شعبيتها وهيبتها ؛ وادى الى تراجع مظاهر السياسة الامريكية على الصعيد الدولي ؛ وتناقص سيطرتها على حماية علاقات القوة السائدة على ضوء ازمتها المالية بسبب اعتمادها على الاستثمارات وصناديق السيادة الاجنبية من دول كالخليج العربي والصين ففقدت بذلك بعدها الاخلاقي خاصة بعد فضائح ابو غريب وغوانتانامو ؛ وسماحها لتشريعات التنصت والترحيل والاعتقال القسريين...
واكدت استطلاعات الراي حتى في دول اوربية كألمانيا وفرنسا ان امريكا بسياساتها ومواقفها الحالية تشكل خطرا على العالم اكثر من ايران رغم توافقاتهم في مواقف معينة ... ان هذه المتغيرات الدولية ؛ والقراءة المستقبلية لطبيعة القوى العالمية الواعدة والصاعدة تظهر عدم قدرة امريكا بالتوجه نحو حروب مستقبلية ؛ او مواجهات عسكرية لوحدها تحت أي ظرف من الظروف في حين كانت بالامس القريب تمسك بين يديها بجملة من المفاتيح الاقتصادية والسياسية لأدارة هذا العالم وفق اجنداتها الخاصة ومشروعها اللاحضاري المتمثل بحروبها الاستعمارية التي وصلت الى العراق.....صحيح ان امريكا في بعض الادوار مازالت قوة عالمية الا انها قوة متهالكة بسبب مشاكلها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي تتعقد يوما بعد يوم ؛ وماذا بعد الحق الا الباطل ؛ وماذا بعد امريكا الا قوى صاعدة متنامية احكمت سيطرتها اقتصاديا بالحضور الفاعل في البنوك الدولية ؛ وبسط نفوذها في المنظمات ذات التاثير السحري على المزاج الاجتماعي للناس ؛ وبتوظيفها المهني للماكنة الاعلامية ...
وساق الله عبرة عن مصير الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ؛ وبين عز وجل : ( ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة قومها اذلة وكذلك يفعلون – النمل 33 -34) ؛ وهو تلخيص مايفعله أي مستعمر في أي بلد ؛ ولكن عاقبة هذا الفساد واذلال العباد هي ان يأخذهم الله عز وجل اخذ عزيز مقتدر ؛ ويجعل قوتهم وسطوتهم وجبروتهم وبالا عليهم ؛ وخاب من استكبر....
انه عالم متغير ؛ والايام دول ؛ وصدق الله تعالى في قوله : ( كل يوم هو في شأن)



#عبدالقاد_بشير_بير_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقاد بشير بير داود - لماذا ... عالم مابعد امريكا