أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم محمد السيد - الدين والتكلف لا يلتقيان احيانا














المزيد.....

الدين والتكلف لا يلتقيان احيانا


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 00:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(الدين والتكلف لايلتقيان احيانا)
يحكى ان هناك مسلما له جار مسيحي وكان هذا المسلم على درجه عاليه من التدين والتعبد لله تعالى صائم النهار قائم الليل لايترك فريضة الوجوب والاستحباب الا اداها ولا يعمل المحرم والمكروه الا وتجنبه وعلى صله طيبه بجيرانه ومنهم الجار المسيحي الذي اعجب جدا باخلاق صاحبنا المسلم بحيث عرض عليه الاسلام ووافق المسيحي على اعتناق الاسلام لما راه من اخلاق هذا الرجل وبعد يوم لاعتناقه الاسلام وعند انتصاف الليل طرق باب المسيحي واذا به جاره المسلم يدعوه ان يرافقه الى المسجد للصلاه فقام هذا لمرافقته وعلى بركته الله صلوا واقاموا نافلة الليل والدعاء والتضرع لله بمحو الخطايا لما لهذه الصلاه من فضل ومنزله بعد ان اكملوا الصلاه اراد المسيحي الذهاب لبيته لانه رجل (كاسب) يكسب من كد يده ويحتاج لان يخلد لراحه الليل نوما لاستقبال نهار يوم جديد وهو بحالة صحيه جيده فاعترضه المسلم بلطف وقال (لم يبق للفجر الا القليل لم نترك فضلها) فبقي المسيحي واتم الفجر والدعاء والتضرع الى ان حل الضحى وهم على هذا الحال واراد المسيحي مرة اخرى ان يذهب لبيته فقال له المسلم مجددا (لم يبق الا القليل للظهر ورسولنا (ص) اوصانا بالوسطى) فبقي المسيحي للصلاة و الدعاء والتضرع الى العصر والمغرب والعشاء كلما اراد القيام منعه المسلم العابد ويذكره بفضل كل صلاه حتى حل الليل بضلامه الدامس اكملوا كل الفرائض وخرج كل منها الى داره بعد صلاة العشاء,وقبل انتصاف الليل من نفس الليله طرق باب المسيحي فقال (من الطارق) فاتاه الصوت (انا جارك المسلم ادعوك للصلاه) فرد عليه المسيحي (اذهب وجد لدينك هذا من هو افرغ مني)
هذه القصه تعطينا درسا بالغا لترك التكلف في الدين والافراط في عبادة الله جل وعلا بشكل مبالغ فيه متناسين امور دنيانا التي تقودنا الى الطريق السالكه لاخرتنا التي هي دار مقرنا فالله سبحانه وتعالى ماجعل في الدين من حرج وتكلفه فقد قال تعالى (ما يريد الله عليكم من حرج) وقال ايضا (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وانه لا يكلف نفسا الا وسعها فهو جل وعلا لم يحصر تعبده في زاويه ضيقه كما يتصور البعض ولم يجعل غاية كل دينه في الشكليات والمظاهر انما جعله في العلم والعمل بالستر والخفاء قبل الجهر امام اهل الارض والسماء وجعل حسابه على ما في النوايا و القلوب لان الله عليم بما في الصدور,
ان التعقيد والتكليف الذي يرسمه بعض الواهمين لدرجة التعصب وتكفير وتحريم الامور تؤدي الى النفوز والازدواجيه عند الانسان حتى انه يتظاهر خلاف ما يخفي ليتجنب الفذلكه والرد التكفيري العنيف من اصحاب القياس والتخمين القاصر! مع ان هذا الدين والرساله التي نتنعم بها جاءنا بها الرسول محمد (ص) بالبساطه واللين والتسهيل وان عباده الله لا تقتصر باحكام العبادات الفعليه فحسب انما القوليه والعقائديه ايضا وان اول الدين معرفته كما قال امير المؤمنين علي (ع) (اول الدين معرفته , وكمال معرفته التصديق به , وكمال التصديق به توحيده , وكمال توحيده الاخلاص له , وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه ....الخ) فالمؤمن يعبد الله بنواياه وتصديقه قبل ان يخطأ في غسل او وضوء او زكاة او غيرها بحيث يجعل بعضهم من الدين حركات يؤديها الانسان للوقوف امام ربه فان اتمها بمهاره واتقان قبلت وان اخطا ردت متناسين ان الله لا ينظر الى اجسامنا وصورنا انما ينظر الى قلوبنا كما اجاب الامام موسى الكاظم عليه السلام ذلك السائل عن ببطلان الصلاة في المرور اما المصلي فاجابه الامام بان المصلي متصل مع الله بقلبه معنويا لا مكانيا عندما يحجبه المار عن وجه الله تعالى!,
في قبال هذا اجد بعض معقدي شرائع الله لا يتحلون ببقية صفات المؤمنين وان ابن ادم خطاء وخير الخطائون التوابون وباب التوبه مفتوح لله الذي قرن ناره بعفوه وسبقت رحمته غضبه , قابلت احدهم قبل فتره ممن يحرمون ويحللون حسب ما يرون واختلفنا بمساله معينه حرمها جزافا وعجز ان يعطيني نصا قرانيا او حديثا نبويا بتحريم القضيه محل خلافنا مع تعصب شديد وليته طرح فكرته باسلوب يجعلني اتغاضاه واتجنبه بالموافقه والمجامله فالصوت الجهوري وحدته معيار صاحب الحق عنده والوعيد خاتمة نصائحه مع ان الدين نصيحه لا فتيل عضلات ومبارزات فكريه عرجاء وانهي كلامي الذي لا ينتهي بهذه السطور بذكر تلك الاخلاق النبيله التي تحلى بها سيدا شباب اهل الجنه الحسن والحسين (على جدهما وعليهما افضل الصلاة والسلام) عندما مرا بذلك العجوز الذي لا يتقن الوضوء فقدما النصح باسلوب قل ان تجد نظيره وتباريا امامه ليرياه صحة الوضوء دون تعصب وتكفير وتحريم وعناد لانهم ولدوا من رحم الرساله المحمديه التي ما بعثها الله بها ليتمم مكارم الاخلاق ويزيل الحرج والتعصب والنفور عن رسالة السماء , فهل من متفكر ومتدبر؟!



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان نعمة الله ونقمة الفضائيات
- ماذا لو عاش الوردي في العراق الجديد


المزيد.....




- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...
- ثبتها بخطوات بسيطة… تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد على ناي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم محمد السيد - الدين والتكلف لا يلتقيان احيانا