أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد النجار - علمانيون في بيئة مسلمة














المزيد.....

علمانيون في بيئة مسلمة


أحمد النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 14:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معظم كتاب الحوار المتمدن هم من العلمانيين الذين ينتمي الكثير منهم للديانة الاسلامية في بطاقته الشخصية، ولا يكاد يمر يوم دون ان تُنشر مقالات لا هم لها سوى شتم الاسلام ونعت اهله بالجهل والتخلف، ومحاولة البحث عن طريقة لاجتثاث الاسلام من وجدان الشعوب المسلمة. وطبعا هذا الامر لا يلام عليه موقع الحوار المتمدن فالموقع - والشهادة لله - ابوابه مفتحة لكل من لديه فكرة يود البوح بها فهو ينشر للجميع، وتتظمن اعداده اليومية كتابات تحمل وجهات نظر مختلفة لكتاب من شتى المشارب.
الناس احرار فيما يتبنون، هكذا ينبغي ان يكون الحال وهم احرار في التعبير عن وجهات نظرهم ايضا، خصوصا في هذا الزمن الذي سقطت فيه الحدود بين الفكرة والواقع، ولا حق اهم من ان يعبر الانسان عن رأيه في مسالة ما بحرية كاملة ولكن دون ان يتجنى.
في البيئة العربية المسلمة ومنذ زمن بعيد هناك اناس ذوبهم الشغف بالتجربة الغربية، وعاشوا على حلم نقلها الى عالمنا بكل تفاصيلها بحجة ان التجربة يجب ان لا تجزء اذا اريد الانتفاع منها بالصورة الامثل.
ما لا يختلف عليه عاقلان ان التجربة الغربية تجربة مضيئة في بعض جوانبها، قفزت بالانسانية قفزات مذهلة من التقدم وغيرت وجه الحياة المادية بشكل لافت، لا توجد لدى الاسلام مشكلة في ذلك، بل الاسلام من اقدم الدعاة لاعمال العقول، واعمار الحياة، والحث على قيام الانسان بدوره في التقدم على مختلف الاصعدة، لكن الاسلام باعتباره دين يهتم بالاخلاق اولا يرفض ان ينحدر الانسان الى مستوى البهائم في علاقة الرجل بالمراة على سبيل المثال.. يستاء الاعزاء العلمانيين عندما يقال ان في التجربة الغربية اخلاقيات لا يمكن عكسها في مجتمعنا، وينعتون من يقول ذلك بالتخلف والهمجية ويطالبونه (بغسل دماغه) من هذه الرواسب (الجاهلية).
الزائر لبلدان الغرب او المقيم فيها لا يسعه الا ان يعجب بالكثير من جوانب المدنية التي توصل اليها الغرب بسعي حثيث وجهد جبار، لكنه عندما تصدمه – مثلا - مشاهد تبادل القبل الساخنة في الحافلة او على قارعة الطريق امام مراى الصغار والكبار او عندما يشاهد المثليين يجاهرون بشنيع صنيعهم امام الانظار، قطعا سيقع في سورة الاشمئزاز وتطغى هذه الصور السالبة التي ترفضها الفطرة السليمة على صور المدنية الجميلة..
هذه الانحرافات وغيرها هي الاخرى من نتاجات المدنية الغربية..
لا ندري هل يراد لمجتمعاتنا المسلمة من قبل الاخوة العلمانيين ان تتحول هذا التحول المهول..
لا شك ان بعضهم لا يتمنى ذلك، لكنه واقعا تحت تاثير الابهار المدني الغربي فيتمنى بحسن نية ان تتحرر مجتمعاتنا من جهلها واميتها وخنوعها للحكام الجهلة الذين قادوا امتنا باتجاه الظلام.
لكننا لا نستطيع ان نبرئ البعض الاخر من احباء العلمانية من خبث النوايا، فلا شك ان الذي يتعرض لاخلاقيات مجتمعاتنا بالنقد الهدام والذي ينعت نبي الاسلام بنعوت اقل ما يقال عنها انها تفتقر للتهذيب والذي لا يتحلى بالموضوعية في نقده لا شك انه يعاني من عقد يريد توزيعها على الاخرين فان قبلوها فهم قمة في الانسانية والتحضر حسب تصنيفاته، واذا رفضوها فهم جاهلية جهلاء ابتليت بهم البشرية وهو سيظل ناذرا عمره جنديا في جيش العلمانية لمحاربة (الظلاميين).
معظم العلمانيين يحمّلون الاسلام ذنوب الاعراف السائدة في مجتمعاتنا والتي انبرى الاسلام لمحاربتها منذ اكثر من 1400 عام لكنهم عن جهل تارة ورغبة في التظليل تارة اخرى ينسبون خطايا الاعراف الاجتماعية للاسلام..
وبعضهم لا يرى اسلاما غير اسلام القاعدة الذي هو الاخر من الرزايا التي ابتلي بها الاسلام.
الاولى بالسيدات والسادة العلمانيين الذين يعيشون بين ظهراني المسلمين ويعرفونهم حق المعرفة ان ينتهجوا الموضوعية في تناولهم لراي الاسلام في قضايا الانسان والمجتمع، وان يفرقوا بين ما هو اسلامي وما هو عرفي ولا يتعاملوا مع سلوكيات بعض المسلمين على انها من وصايا الاسلام فالكثير من المسلمين يخالف الاسلام في بعض سلوكياته. نصيحتي للاعزاء دعاة العلمنة الركون للموضوعية في الطرح فذلك مقدمة لنيل المصداقية لدى الاخر.. ولا احد يتمتع بقلب سليم يعترض على النقد من اجل الاصلاح والتقويم، لا من اجل العبث والتمييع.



#أحمد_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضافة صورة لموضوع - موجودا كالريح متوفرا كالانفاس
- موجوداً كالريح .. متوفراً كالأنفاس
- خليجي 21 الى البحرين.. هل البحرين اكثر امناً من البصرة؟
- الارهاب في العراق.. ومحاولة جديدة لاقلاق العراقيين
- لماذا العراق لا نصير له
- بين النصارى والمسيحيّين


المزيد.....




- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد النجار - علمانيون في بيئة مسلمة