أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - رحمة الله عليك يا مبارك، كيف تعدمون ميتاً؟!














المزيد.....

رحمة الله عليك يا مبارك، كيف تعدمون ميتاً؟!


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 08:52
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مسكين الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، الذي، قياساً بمعاصريه وسابقيه من الرؤساء والملوك والزعماء العرب، لم يكن أبداً أكثر منهم استبداداً وقمعية ودموية في سياسته ومعاملته لأبناء وطنه والأوطان الشقيقة والأجنبية، ورغم ذلك انتهى به المآل إلى المثول مريضاً، ذليلاً طريح الفراش داخل القفص في انتظار صدور حكم المحكمة فيه اليوم. لا سامحك الله يا جورج بوش الابن، أنت الذي سننت هذه السنة البغيضة وضربت هذا المثل غير المألوف ولا المتصور بين بني العرب، عندما أوقفت في مذلة وصغر بين يديك زعيماً عربياً شامخاً جسوراً في قامة الرئيس العراقي السابق صدام حسين. من هنا كانت البداية، التي لا نزال لا نعرف إلى أين ستأخذنا؛ هل سترتوي بصدام ومبارك وزين العابدين والقذافي وصالح أم لا تزال ستطلب المزيد والمزيد؟

المؤكد أن التربة العربية كلها هذه الأعوام في حالة تقليب ذاتي لكي تطهر نفسها من الدنس والفساد المتراكم منذ عقود من الزمن، منذ استقر وضع الدول العربية بحدودها الجغرافية وأنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية حوالي منتصف القرن الماضي. والمؤكد كذلك أن هذا التقليب والتطهير الحالي للتربة والعقلية العربية لن يقتصر على الرؤساء والزعماء والملوك والأمراء، الذين بالطبع لا تقع عليهم وحدهم المسؤولية عن هذا الوضع المتخلف والمتردي الذي انتهى إليه مجمل العالم العربي بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال والتنمية والشعارات الكاذبة الزائفة. هذا التطهير حتماً سيتجاوز الرؤوس والقامات مهما عظمت وعلت، وسيطال الأفكار والنظريات والفلسفات التي بنيت عليها تلك الدول شبه الفاشلة بعد الاستقلال. فعلى الجميع، وليس الرؤساء والملوك والأمراء والزعماء فقط، أن يستعد لهذه الموجة التطهيرية الجارفة، وما ستجلبه حتماً من هدم ودمار وإعادة بناء لأشياء كثيرة قديمة وبالية، تعودنا عليها وألفناها وظلت معنا مقدسات ومحرمات مستحيلة على النظر والنقد والإصلاح والتطوير طوال النصف قرن الماضية.

مسكين أنت يا مبارك، ومن قبلك صدام، ومعكما القذافي وصالح وزين العابدين، والله أعلم من الآخرين. بالتأكيد لستم أنتم الأسوأ أو الأشر أو الأشرس الذين مروا على هذه المنطقة؛ كثيرون غيركم أكثر منكم شراً وشراسة ودموية بكثير، عذبوا وقتلوا واستعبدوا من أقوامهم ورعاياهم أضعاف، أضعاف ما قتلتموه وعذبتموه أنتم من أبناء شعوبكم، ورغم ذلك عاشوا وماتوا أبطالاً، أضرحتهم مزارات إلى اليوم. لماذا حظكم التعس هذا؟ لماذا طال بكم العمر حتى هذه الأيام الثورية، التدميرية، التطهيرية، لتكونوا أوائل قرابينها؟ هل أنت يا مبارك قتلت وعذبت أكثر مما قتل وعذب الزعيم الخالد جمال عبد الناصر؟ هل، على سبيل المثال لا الحصر، أمرت بحرب وخسرت فيها مئات آلاف الأرواح من الأطفال والرجال والنساء والشيوخ ممن حلفت القسم على حمايتهم دون حتى أن يسألك أحد: لماذا، أو كيف؟! هل خسرت أرضاً عاهدت شعبك على صونها؟

مهما أنكرت ومهما دافعت عن نفسك، جميعهم متكالبون عليك، يطالبون بإعدامك، ليس مرة واحدة، بل ألف، ألف مرة ومرة. يا لحظك التعس! حتى لو نطق القاضي اليوم ببراءتك من كل التهم المنسوبة إليك، ستظل مذلولاً، مطارداً، وملعوناً من شعبك. هل توجد نهاية أسوأ من هذه؟ شعبك حكم عليك بالإعدام ونفذه فيك بالفعل يوم أخرجك مكرهاً من القصر. أنت ميت بالفعل، وحكم البراءة أو الإعدام أو أياً ما يكون اليوم لن يزيد أو ينقص.

صراحة، أنا مشفق وحزين عليك، وأتساءل: هل من الرحمة أن نعدم ميتاً، مات وشبع موتاً منذ 25 يناير 2011؟! رحمك وغفر لك الله يا مبارك، وسامح شعبك على قسوته معك.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مصر، صراع وجودي بين الله والإنسان
- شفيق ومرسي، بالكرسي...إلى الجحيم


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - رحمة الله عليك يا مبارك، كيف تعدمون ميتاً؟!