أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جعفر الحيدري - شيعة العراق .. بين .. نار المجوس وذي قار العرب ..؟















المزيد.....

شيعة العراق .. بين .. نار المجوس وذي قار العرب ..؟


جعفر الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 23:06
المحور: حقوق الانسان
    



الحريةُ القطبُ الذي تدورُ عليه جميعَ الحقوق والواجبات, ويعتبرُ الإنسان القاعدة العريضة والركيزة الأساسية التي يستندُ عليها هذا القطبُ المؤثرْ. فهو الموضوع الأسمى الذي بانتفائهِ تسلبُ الأقطاب وتنعدمُ الحقوق ,ومن الحريات العامة التي لولاها يُمَرّغْ الإنسان في وحلِ التسافل والجهل المركب ,هي حرية الفكرِ والتي منها تتفرع حرية العبادة والعقيدة والرأي والتعبير ,الحرية بتنوع مصطلحاتها وعدم مشاحةِ مفاهيمها قانونيا وسياسيا ,قد عرفت فلسفياً بأنها (( انعدام القيود )) , وحقوقياً بأنها ((حرية الناس في اختيار من تجب له الطاعة )) , أما سياسياً عُرّّفتْ بأنها (( تمكين الأفراد من معارضةِ الحكومة فيما تختص فيه من المجالات ,للحيلولة دون تمادي الحكام وطغيانهم )) , وفي ((الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)) جاء في المادة (( 19 )) .. لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود ..؟
فالحرية الفكرية تعني أن يكون الإنسان حراً في تفكيرهِ وفي الوسيلة التي يختارها للتعبير عن الرأي فهي متشعبة القنوات وتوظيفها قد يكون بمظاهرات أو اعتصامات كيفما شاء والطريقة التي يختارها بالقول أوالكتابة ,لان الحرية مبدأ فطري كينوني فهو شعور كامن في أعماق الضمير لا يمكن لأي قوة أو سلطة مهما تمادى طغيانها وجبروتها أن تحتل الضمير وتقيد بأصفادها أكف الأحرار .
في العالم العصري نجد أن التوافق بين النظرية والتطبيق لمفهوم الحرية ومصاديقها الخارجية في حالة صحية متنامية والتاريخ غني بها منذ عهد الانقلابات على الكنيسة وبدا عصر النهضة الأوروبية وثورتها على الذات , لكن في الوطن العربي نجد إن الحرية مفهوم بلا مصداق ومصداق لكن بدماء عبيطة وثورة حمراء فجرت الكيان الصخري للدكتاتوريات الهرمة بدأت عنفوانية لأنها ارتوت برحيق الشباب من تونس إلى النيل وحكاية الشعب الذي يريد إسقاط النظام ,إلى اليمن السعيدة ولقاحها الدبلوماسي مرورا لثورة الحديد بالحديد يفلح ليبيا المختار ,لكن الوجه مختلف في عراق الأنبياء أرض السلام والوئام دجلة والفرات حيث الطريق متعرج لضبابية الرؤية فتقييد الحريات وتكتيم الأفواه من ابرز ملامح الحكومات المتعاقبة على العراق حتى بعد الاحتلال فالحرية في قبال المسدس الكاتم والتعبير عن الرأي في سجون الأربعة إرهاب ,ناهيك عن الطائفية التي أصبحت اليوم مائدة السياسيين وزادهم الدائم في كل انتخابات .
لعل الشيء الملفت للنظر والمثير للاستغراب إلى حد القرف إن المانع والسبب والحاجز الذي حجب الناس عن النزول للشارع والمطالبة بحقوقها لم يأتي من أجهزة السلطة في العراق باعتبار تضرر مصالحها , بل كانت الممانعة من السلطة التشريعية الإلهية في النجف واقصد هنا السيد علي السيستاني وباقي العمائم على مختلف مشاربها , إلا الأندر الأندر ولكل قاعدة شواذ , هنا بدأت نقطة التحول لدى الشارع العراقي وبدأت معها تلك الضبابية تنكشف شيئا فشيئا فانصهرت تلك الكتل الجليدية عن أعين الشعب العراقي وخصوصا الشيعة منهم حتى بانت أطر ملامح الثورة والطاقة الحرارية صارت تسري بعروق الشارع ,لان هناك مثل شعبي في العراق يقول (( حاميهه حراميهه )) حيث المفاجأة بدت في محيا الفقراء وقد رسمتها مرجعيات النجف الكلاسيكية باعتبار الشيعة متأثرة بنسيج مرجعي ديني فتوائي وعشائري والنسيجين معاً مالا إلى كفة الحكومة .
ولكن مرجعيات النجف أوقعت نفسها في معركةٍ اختلت موازين القوى فيها فما بين الدستور العراقي الذي أوجبت انتخابه والذي ينص على حرية التعبير والرأي والتظاهر بدون قيود وما بين القفز على الدستور وترك الشعب يتضور الجوع والفقر والفساد المستشري في مفاصل الدولة .؟
كل ذلك كان دافعا للعراقيين الشيعة أن يجدّوا و يبحثوا عن البدائل فكانت هذه المرة من داخل البيت العراقي العربي فقط خصوصاً على الصعيد المرجعي الحوزوي في النجف الذي لم يعرف طعماً للمرجعية العربية العراقية بسبب هيكلته الإيرانية والأفغانية والباكستانية .
لذلك انتفض الشيعة حوله مرجعية شبابية عراقية عربية أحدثت انقلابا دراماتيكيا على الشارع الشيعي والسني معا , فقد لاقت مرجعية الزعيم الشيعي العراقي العربي السيد الصرخي الحسني قبولا منقطع النظير لكونه المرجع الشيعي الوحيد الذي طالب بإرجاع العراق إلى البيت العربي المحمدي فهو القائل إن نبينا عربي وقرئاننا عربي ولغة أهل الجنة عربية فلماذ ننسلخ عن عروبيتنا التي كرمنا الله بها , ثم إن للوسطية التسامحية التي تحلت بها هذه المرجعية كونها تحمل خلفية اكادمية فالصرخي خريج لجامعة بغداد قسم الهندسة المدنية وهذا مما أثار حفيظة الحسد والعيون عليه ,ثم إن إيران لم ولن ترضى على الصرخي أن يكون مزاحما لها ورافضا لتدخلاتها في الشؤون العراقية لان ابرز سمات المرجع الصرخي هو رفضه العلني للتدخل الإيراني خصوصا على صعيد الحياة السياسية لهذا كانت مواقفه علنية ورافضة للتهميش فهو طالب بحفظ المكون السني وحرم الاعتداء على دمائهم وأعراضهم ومساجدهم كونهم مسلمين عراقيين ثم انه رفض الاحتلال الأمريكي رفضا قاطعا منذ دخوله مما أوقع المراجع الفارسية والأجنبية في حرج شديد كونها كانت ولا تزال عرابة للعملية السياسية ذات الصبغة الأمريكية .
وقف العراقيون وساندوا مرجعيتهم العربية الجديدة وخرجوا بمظاهرات عارمة في كل محافظات العراق تندد بالاحتلال الأمريكي والإيراني وتطالب بتدخل الجامعة العربية ومنظمات المؤتمر الإسلامي وبمراقبين دوليين لحفظ كرامة العراقيين وكشف السجون السرية التي غيبت الآلاف من الشباب العربي السني والشيعي في غيابت جبها , فلم يقبل أن يكون العراق وجنوبه أحواز محتلة لكونها شيعية عربية بل طالب العراقيين بالتوحد كصف واحد لرفض التدخلات الأجنبية ولكشف الغدد السرطانية والوسائط التي أخذت تنخر بالجسد العراقي لكونها السبب الرئيسي لكل احتلال غاشم.
ولكن في عراق تحكمه الذئاب فلا قانون يعلو فوق قانون الغاب , فقد جوبهت المرجعية العربية العراقية للصرخي الحسني بآلاف التهم من قبل حوزة النجف الإيرانية والحكومة العراقية التي خالفت وضربت كل القوانين عرض الحائط حتى الدستور الذي أمضته بيدها أصبح مجرد حبر على ورق , فقد منعت وحرمت التظاهر عليهم ونسوا إن المواثيق الدولية والدستور الدائم يحكمهم وينص بإطلاق الحريات والاعتقادات الدينية بكل وأي وسيلة يختارها المواطن .
فقد كفل الدستور العراقي هذه الحرية في المادة (38/3) منه (( تكفل الدولة بما لا يخل بالنظام العام والآداب حرية الاجتماع والتظاهرات السليمة وتنظم بالقانون )).
كما وبين الدستور العراقي حرية الأديان والمعتقدات في المادة (( 43 )) منه والتي نصت على انه " أتباع كل دين أو مذهب أحررا في:
أ- ممارسة الشعائر الدينية.
ب- أدارة الأوقاف وشؤونها ومؤسساتها الدينية وتنظم بقانون .
ج- تكفل الدولة حرية العبادة وحماية أماكنها .
علما أن الدين الرسمي للجمهورية العراقية هو الدين الإسلامي طبقا للمادة ((2)) من الدستور الناصة على أن الإسلام دين الدولة الرسمي هو مصدر أساس للتشريع : وفي الفقرة ( أ ) من المادة ( 2 ) تنص على (( لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام )).
لكن كل تلك المواد المقننَّه انسلخت من مفهومها وذهب مع انسلاخها الآلاف من الشباب العراقي أنصار المرجعية العربية في السجون وأحرقت مكاتبهم ومساجدهم والمصاحف وتعرضوا لأشد التنكيل وهدر للكرامة والتعذيب في سجون الحكومة العراقية وكل ذلك بدافع من إيران التي منعت حتى الإعلام من تصوير تلك الانتهاكات على أتباع المرجع الديني العراقي العربي الصرخي الحسني لكونه أصبح اليوم الصوت العروبي الهادر في ضمير العراقي السني الشيعي العربي .
إليكم روابط الانتهاكات التي تعرض لها المرجع الصرخي من قبل معتمدي السيستاني من حرق للمساجد وللمصاحف وتعذيب وتخريب وغوغاء .

الاعتداء الآثم على مكتب السيد الحسني في الرفاعي امام الشرطة
http://www.youtube.com/watch?v=Jcx2uxw3jHM&feature=related
و
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=V6MHnkmiuRQ
و
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=320795



#جعفر_الحيدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فدرالية البصرة... بين ... نقيق الضفادع و شدو البلابل ..؟


المزيد.....




- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...
- 80 منظمة حقوقية تدعو للإفراج عن الناشط المصري محمد عادل
- السودان: هيومن رايتس تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب -إبادة- ...
- الأمم المتحدة: 360 ألف مبنى في غزة تعرض لأضرار
- منظمة الصحة العالمية تدعو أطراف الصراع في السودان إلى ضمان ت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جعفر الحيدري - شيعة العراق .. بين .. نار المجوس وذي قار العرب ..؟