أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عبد الستار - مربديات هادئة















المزيد.....

مربديات هادئة


علي عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 04:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مربديات هادئة
2012-5-17
علي عبد الستار
(1)
"جدد الشمس حتى نرى"
يقول هيرقليطس "لا يمكن للإنسان أن يستحم في النهر مرتين" إلا أن "عمالقة" الثقافة العراقية المنتهية الصلاحية من الناحية الفكرية والثقافية تريد أن تثبت لنا، وهي تتراوح في مكانها، ان هيرقليطس قد توهم وبإمكاننا ان نستحم في النهر أكثر من مرة. المربد خير دليل على ذلك فأخذ "العمالقة" يتجولون بنا بمهرجاناتهم من فشل إلى آخر، ويعطون ظهورهم لكل من حاول أن يجدد أو ينتقد فشلهم.
المربد هو نفسه قد شاخ حاله حال "عمالقتنا" إذ يمتد تاريخ المربد لأكثر من 1400 سنه، منذ بداية العصر الأموي، إذ اتجه له الأدباء والشعراء وأصبح مكاناً لتبادل الثقافات والشعر والبلاغة، وكان من ابرز المترددين له ( الفراهيدي، الاصمعي، سيبويه، جرير، الفرزدق) واسماء اخرى كثيرة.

"غاب الشعر وحضر الشعراء"
ومن باب آخر لم اجد من الناحية الادارية أو التنظيمية لمربد ما بعد الجاهلي والسلطوي أي شيء جديد، ولم أكن شاذا حينما قلت إن المربد يدار بطريقة نمطية وتقليدية، ربما يتفق معي الكثير إذ قلنا إنه ينجز بفكرة بقيت جاهلية، المربد جزء من نشاطات اتحاد أدباء المركز والبصرة إلا انه يأخذ الحصة الأكبر من نشاطاتنا الثقافية التي أخذت حديث الجميع عن تنظيمه وإدارته. من هنا أثبت لنا العمالقة المتصدرون للمشهد الثقافي أنهم ما زالوا مصرين وحدهم على أن يستحموا بماء العصر الأموي!!
تخوف اغلب الذين شاركوا في المربد من يتحول المربد الشعري من تظاهرة ثقافية إلى نشاط اجتماعي، الهدف منه اللقاء بالأصدقاء والأحبة."
هذا لا يعني أننا غير قادرين على صنع ما هو أفضل من المربد وان نتجاوز المشاكل التنظيمية. على العكس تماما، قبل ايام قليلة قال شاعر في حديث فيس بوكي "كثير من الشعراء الذين حضروا المربد كانوا قادرين على صنع ما هو افضل من هذا المربد، ولكن المشكلة تنظيمية صرف تحتاج الى عقل ثقافي جريء لا يجامل ويمتلك تصورات عن الطبيعة المعاصرة لأسلوب تقديم الشعر وتنظيم مهرجاناته" ويضيف قائلا " الان مشكلة ارضاءات وتمشية حال وقصور في فهم اشكال الثقافة في عالم يزهد بالثقافة" المشكلة الاخرى التي اشار اليها هي ان "كثيرا من المتصدرين للعمل الثقافي هم من الذين (لا يندل ولا يخليني ادليه) حسب اغنية قديمة."

(2)
الفريد سمعان
من المعروف ان الاحتفاء برموز ثقافتنا العراقية يكون على مستوى انجاز المحتفى به وما قدمه للثقافة العراقية، اما ان يكون التقييم بالمحتفى به على مستوى نضاله السياسي فهذا امر غير مقبول أبدا، ومما يحزن اكثر انني رأيت الفئة الاكبر تتحدث عن الفريد سمعان كمناضل أما الابداع والانجاز فيبقى لديهم في المؤخرة، وكأن الانجاز الادبي شيء لا يهم. وهذا ما يصر عليه البعض اشد الاصرار لاسم مثل الفريد سمعان الذي حمل دورة المربد الاخيرة.
أزعجَ حديثٌ على الفيس بوك عن هذا الموضوع الكثير، وكشف ان ثقافة الكره والتهجم ما زالت على قيد الحياة، ولكن قبل ان ادخل في تفاصيل حديث الفيس بوك، أود أن أعترف بأن ثقافتنا (نحن شباب الجيل الجديد) كنا من خلال القراءة والمتابعة، وعرفنا الفريد سمعان اولا كإداري في اتحاد الادباء ومناضل سياسي، لم نكن نعرفه كشاعر، لا تسألوني كيف؟
انا نفسي لا اعرف !!
قلت في الفيس بوك معلنا باني لست شاعرا، كاتبا، اديبا، اعلاميا، انا لست مثقفا، واشرت بأني واحد من جمهور الثقافة العراقية الذين انقرضوا وسوف ينقرضون بسبب رغباتنا وتحيزنا والمديح الذي نرفعه به الى السماء مرة ونسقطه مرة اخرى، وقلت ايضا متعجبا عن سبب تسمية هذا المربد بدورة الفريد سمعان!!
ماذا قدم الفريد سمعان ؟!
وبعدها غنيت "ون بوية ون يا محلى ونات الحزن" حسب الاغنية العراقية.

(3)
"لا يوجد رأي مخالف"
رغم اني انطلقت بسؤالي عن الانجاز الابداعي والشعري للفريد سمعان راح الجميع يذكر لي نضاله وتضحياته من صغره والى قطار الموت وكأني لم اعرف الفريد سمعان أبدا، وهذا ما يدل على سياستهم حسب مثلنا الشعبي "يثرد بصف اللكن".
مثلا اتت لنا رجاء الربيعي (التي تعمل في اتحاد الادباء كموظفة في تنظيم الهويات وطباعة البيانات) معلقة على موضوعي بكل "ثورية" وقالت ساخرة مني ومن الشباب: "علي .. لست انت من يحكم على المشهد الثقافي في العراق، يعني الفريد سمعان اسم وعلم في الثقافة العراقية لم يهادن مع الحكومات الغابرة.. اعتقل وسجن وعذب وكان احد ابطال قطار الموت وبقى على قيد الحياة رغما عنه وليس انتم من يحكم على العراق و مناضليه وانتم فعلا من انتم.. بالكاد تعرفون ايامكم القادمة انظروا الى ما تحت اقدامكم وستعرفون من انتم.. انتم فقط ناقشوا موضوع ريال مدريد وبرشلونه وصديقك باك محفظتك او ان وصلتم للثقافة الكبرى تقرأون خاطرة قديمة وتنسبوها انها لكم.. تحياتي لكم شباب العراق الباكي"، ومن بعدها جاء لنا نبيل عبد الامير الربيعي المثقف الشيوعي مؤكداً على حماستها قائلا "تسلمين ست رجاء ايتها الوطنية الغيورة هذا الجواب هو حقيقة قد عاشها المناضل الفريد سمعان صاحب الفكر الشيوعي النير. تحياتي القلبية يا غالية."
ايتها الوطنية الغيورة !!
اما نحن الذين نشكك بأي شيء او ننتقد احدهم نصبح رجعيين لا نتملك شيئاً من الوطنية.
كان سؤالي عن انجاز السمعان ابداعيا وشعريا، لم يكن سؤالي عن نضال الفريد سمعان، ولكي اريح البعض احب ان اقول لهم انا اعرف نضال الفريد سمعان جيدا وحتى في الفترة الاخيرة، فذهب من المربد (البصرة ) مباشرة الى كردستان ليلتحق مع رفاقه ويشارك في المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي، وبعدها اعد المؤتمر حفلا تكريميا للفريد سمعان وعندما اعتلى المنصة و دموعه كادت تنفجر قال ناذرا عمره "ولو منحت ثمانين عاما أخرى، لمنحتها للحزب."
انظروا كيف اعرفه، انه مناضل يا اصدقائي رجاء ونبيل وغيرهما، فأتمنى ان لا تدخلوني في درس نضال الفريد سمعان، وان تجيبوا عن سؤالي: ماذا قدم الفريد سمعان ابداعيا وشعريا؟ ومن باب التشديد ادرج لهم سؤال اخر: هل مثل هذه الحادثة النضالية التي سمعناها على لسان الفريد سمعان تحسب على نتاجه الإبداعي وتقيمه؟
اعود بكم لقصة عنوان القسم الثالث من هذه المقال "لا يوجد رأي مخالف" هل تعرفونها؟ انها محاضر اجتماعاتهم الحزبية التي كانت تذيل بفقرة "لا يوجد رأي مخالف"، ويروي عبد الحسين شعبان في حوار له مشيرا الى هذه الفقرة وهو يقول "قد اصبحت تلك من صلب الانجازات الحزبية، التي يتباهى بها البعض". ربما هذه الفقرة قد كانت ارثا متواصلا مع اجيالهم النضالية وها نحن نراها في تعليقاتهم، كتابتهم، تعاملهم مع الاخر.
لا يوجد رأي مخالف
ماذا قدم الفريد سمعان؟
لا يوجد رأي مخالف
وتبقى ازمة المربد هكذا، وازمة ثقافتنا، وازمة احترام الرأي الاخر حتى وصلت الى محطة القطار الذي أخذنا من فشل الى اخر.



#علي_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عبد الستار - مربديات هادئة