أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عامر التواتي - ليبيا الجديدة.... ودولة الكومبرادور الخفية ؟؟















المزيد.....

ليبيا الجديدة.... ودولة الكومبرادور الخفية ؟؟


عامر التواتي

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 01:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



بالرغم من أن النشاط الكمبرادوري عرف منذ القدم, إلا أن مصطلح الكمبرادور Comprador في توصيفاته الحديثة لم يعرف ألا مع بداية القرن التاسع عشر وتوسع النشاط المركنتلي الكولونيالي وتعني كلمة كمبرادور المشتقة من اللغة البرتغالية الوكيل اوالسمسار .

يطلق مصطلح الكومبرادورية على الطبقة الانتهازية الاستغلالية المعروفة بولائها وعلاقاتها بالرأسمال العالمي.
تنشاء هذه الطبقة وتنمو في معظم المجتمعات وبالأخص المجتمعات في مرحلة التحول من الاقتصاد الذي يخضع لمراقبة آو أدارة الدولة إلى الاقتصاد الحر/ اقتصاد السوق/الرأسمالية ؟ وفي العموم هي ظاهرة لا تخلو منها كل المجتمعات وعلى الأخص مجتمعات العالم الثالث المبنية على النهب والتحايل, وهي طبقة مرفوضة أخلاقيا لنوعية نشاطها المبني على الجشع والاستغلال والتبعية .

بعيدا عن ضجيج الأسلحة والآليات العسكرية التي تجوب شوارع العاصمة وعن أصوات الرصاص التي تسمع بين الحين والأخر وبمختلف أنواع الأسلحة في أي مكان ولأي سبب, وبعيدا أيضا عن الصخب الإيديولوجي والخطب الحماسية للتيارات السياسية المختلفة , وأصوات المحتجين والمعتصمين في أي مكان ولأي سبب .
يلتقي الكومبرادور في صالات فنادق العاصمة الراقية والمتوسطة بكامل أناقتهم حسب الفصول الأربعة يدخنون السيجار الفاخر ويحتسون الاسبريسو وبعضهم يحتسون القهوة الايرلندية , لايهمهم الجدل السياسي والمجتمعي وصراع القبائل والأحزاب والمدن, لاتهمهم قرارات المجلس الانتقالي المتعلقة بالحد من حرية التعبير والتي تنتهك أهم مطلب لثورة فبراير ألا وهو الحرية وعلى رأسها حرية التعبير والاعتقاد, لاتهمهم احتجاجات المنظمات الدولية حول القيود على إبداء الرأي التي تفرضها السلطة الجديدة, , لا يهمهم الجدل والصراع بين الليبيين حول مستقبل البلد هل ستكون دولة دينية يحكمها ولي الأمر وعلى الرعاع آو الرعايا طاعته كما يقول لنا الكثير من الشيوخ التقليدين بالعمائم او بربطات العنق لإنتاج دولة ربما كالسعودية آو قطر , آم ستكون دولة مدنية على النمط الأوروبي كما يقول لنا ممن عاشوا فيما وراء أعالي البحار باستعلائية مريضة ومسكونة بعقدة الخواجة والرطانة بلغة أخرى والتفاخر بأنهم يملكون جنسية أوروبية فبالتالي هم أدرى الناس وأكثرهم معرفة ببلد قضوا معظم سنوات حياتهم بعيدين عنها لأسباب متعددة .


لأيهم الكمبرادور آن تكون السياسة ديمقراطية آو دكتاتورية. طالما أن الاقتصاد غير ديمقراطي فلا يهم أي شي آخر في دولة الكمبرادور السرية .

بالرغم من كل ما يحدث في البلد يستمر الكمبرادور في احتساء قهوتهم الايرلندية وتبادل النكات عن جهل الليبيين وصراعاتهم الغبية وقتلهم بعضهم البعض لأتفه الأسباب وحتى بدون أسباب, فمجرد رصاصة طائشة كفيلة بأداء العمل وتجنب الإحساس بالذنب , يتبادلون الأنخاب ويبيعون ما تبقى من مقدرات المجتمع باسم الخوصصة, يبيعون الشركات العامة والفنادق العامة والممتلكات العامة وقريبا ربما المطارات والمؤاني وكل شي وبأ بخس الأسعار , يشترون الوكالات والاحتكارات وآي شي يمكنهم من تكديس الثروة ومزيدا من الثروة , يوظفون أغبياء في إعلامهم الذي صنعوه من ثروة الليبيين المنهوبة ومن أراد آن يعرف ذلك فما عليه سوى معرفة أصحاب هذه القنوات وأين كانوا في النظام السابق ومن كان شركائهم ومن ورث منظومة سيف الإعلامية بموظفيها وتجهيزاتها , يطل علينا إعلامييهم الأغبياء الذين كانوا مختصين بتوزيع الثلاجات والأفران في برامج المسابقات التافهة بإعلام لأمس, وأصبحوا اليوم خبراء ومحللين اقتصاديين وعلماء نفس بل ووعاظ أيضا ليأمروننا بمعروف ليبرالية السوق وينهونا عن منكر العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة .

في ظل غياب الدولة ومؤسساتها وقوانينها كما هو حالنا اليوم لا يتوقف نشاط الكمبرادور عند احتكار الوكالات التجارية للشركات العالمية , بل قد يكون هنالك تحالف بين الكمبرادور وبعض مافيات السلطة الجديدة/القديمة واستثمار الفوضى الحالية للنهب العظيم فالاستثمار هو مجالهم أليس كذلك؟؟ لان ما نسمعه بين الحين والأخر من بعض المسئولين حول التصرف في استثمارات ليبيا بالخارج واليات ذلك العمل وحجم ومقدار الأموال الموجودة بهذه الاستثمارات وبعضها غير واضح على الإطلاق وبالتالي كان الأجدر التحفظ عليها وتجميدها مؤقتا حتى يتم إعادة تقييمها وفقا لسعرها الحقيقي اليوم وبيع ما يجب بيعه والاحتفاظ بما هو ذو فائدة ولكن التصرف بالطريقة التي نسمع بها ونقراء عنها امرأ يدعو للريبة, هل يعرف احد مالذي يجري بالضبط ؟؟ ربما وزير المالية لديه الإجابة آو جزء منها, لم نسمع آن السلطات الجديدة ( الانتقالي والانتقالية ) قد فتحت تحقيق في تصريحات وزير المالية الخطيرة وتلويحه بالاستقالة بسبب أهدار المال العام وهي كلمة لطيفة جدا للسرقة والتحايل والتزوير والتهريب وبيع مقدرات الشعب لكي يربح البعض ممن يرفعون رايات الثورة ويحتمون بأسلحة غير مشروعة, لم يلتفت احد لتصريحات المسئول المالي الكبير بل تم تجاهل الأمر وكأن الرجل لم يتحدث عن آمر خطير , ماذا يعني أهدار المال العام , ليس بالأمر الهام الذي يستحق الحديث عنه فما بالك بالتحقيق فيه .

لعل السرية التي يتعامل بها المجلس الانتقالي حيال أعضائه ومحاولة التكتم على هوية العديد منهم ونشاطهم الكمبرادوري بالمعنى الحرفي للكلمة أي وكلاء وممثلين لشركات غربية وغيرها بالمجلس الانتقالي والحكومة هي محاولة لإجهاض طرح الأسئلة من قبيل هل تتضارب مصالحهم الخاصة مع مصالح عموم الناس ولمصلحة من سيكون قرارهم ؟؟ هل سيتم بيع ما استولوا عليه بالتحايل وبأ بخس الأثمان لشركات عالمية باسم العولمة والشراكة والاستثمار وتطوير الاقتصاد , هل ستقوم هيئة النزاهة بإدراج الكمبرادور ضمن من لا تنطبق عليهم المعايير وهل ستسألهم من أين لكم هذا وبأي طريقة ؟؟

لا يتوقف رفض المجتمعات لهذه الطبقة الطفيلية للصوصيتها وافتقارها للأخلاق المتعارف عليها بعد أن تبنت أخلاق السوق , بل أيضا عدم الثقة بها والاطمئنان لمشروعها لأنه مبني على المصلحة الذاتية فقط بغض النظر عن ادعاءاتهم بتحقيق المصلحة العامة وأنهم يمثلون البرجوازية الوطنية ويستشهدون بما حققته بعض البرجوازيات من أهداف وطنية , ولكن هذه الادعاءات غير صحيحة لان البرجوازية الوطنية تم أعاقة تقدمها وتطورها بل وتدميرها بالكامل منذ سبعينيات القرن العشرين , وبرجوازية اليوم هي مجرد برجوازية كمبرادوربة ذيليه تقوم بدور الوكيل المحلي لتنفيذ أجندة المؤسسات الدولية الرأسمالية عن طريق منحها التوكيلات والتمثيل التجاري وغير ذلك , أي أن الكمبرادورية المحلية في طور النشوء بالدولة الليبية هي وكيل معتمد لشركات عالمية/امبريالية ولسياسات الدول صاحبة الشركات المشار أليها وولاءها يعود بالكامل لسادتها حيث مصلحتها.

أن استمرار الوضع وعلى هذه الوتيرة من نوعية هولاء الرجال والأعمال التي يقومون بها لم تعد تخفى على احد وستقود بحكم الحسابات الباردة إلى خلق كارتيل آو طبقة تملك عشرات بل مئات الملايين وهذه ليست نبوءات للعرافين بالفضائيات ولكنها حقائق موجودة على ارض الواقع ونشاهدها يوميا , وهذا التكدس للثروة لدى ممثلي الشركات الأجنبية هو بالنتيجة وضع غير طبيعي , أي وضع استغلالي ناجم عن بيع ممتلكات المجتمع ولن يقود إلى استقرار البلد بل سيقود إلى مزيد من الصراع بين اللصوص والضحايا وبين اللصوص أنفسهم . وهذا ليس حسدا أو حقدا طبقيا كما يحلو للبعض أن يسميه بل هي حقائق فجة , لان الذين امتلكوا هذه الأموال امتلكوها بفعل التحايل واللصوصية وبفعل أعمالهم التي يعرفها الناس سواء كانت قانونية أو غير قانونية حيث آن القانون ليس أكثر من أداة لتسهيل أعمالهم , فإذا تم التزاوج بين صانعي القرار اليوم والكمبرادور فابشروا بضياع ثروتكم ووطنكم لقد حدث الأمر وبهذه الطريقة وفي بلدان أكثر منكم غنى وأكثر منكم تطورا .

يقع على عاتق الناشطين بمؤسسات المجتمع المدني والنخب الوطنية والقيادات الحزبية والاجتماعية الجديدة دور كبير وكبير جدا في فضح النشاط الكمبرادوري وارتباطاته الإقليمية والدولية ومتابعة القوانين والتشريعات التي تصدر من السلطة اليوم ومدى تحقيقها لأهداف ثورة 17 فبراير في التوزيع العادل للثروة وتوظيف أموال النفط بما يعود على المواطن الليبي بالرخاء والحياة الكريمة وفضح أي ممارسات واستغلال للوضع الحالي من طرف الكمبرادور وشركائهم في السلطة لتحقيق مطامعهم , وعلى المجلس الانتقالي والحكومة المؤقتة نشر أسماء أعضائهم ونوعية النشاطات التجارية التي يمارسونها والتوكيلات التي تحصلوا عليها فإذا كانوا تحصلوا عليها بالأمس فتلك مصيبة , وإذا كانوا تحصلوا عليها اليوم فالمصيبة اكبر .
د.عامر التواتي



#عامر_التواتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكم الدوحه.... واوهام قطر الامبريالية في ليبيا


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عامر التواتي - ليبيا الجديدة.... ودولة الكومبرادور الخفية ؟؟