أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوبكر الفيلالي - جدل المتعة و العفة رد على حميد باشو















المزيد.....

جدل المتعة و العفة رد على حميد باشو


بوبكر الفيلالي

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جدل المتعة و العفة
في الرد على الأخ حميد باجو
نشر الأخ حميد باجو عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي بجريدة أخبار اليوم الأربعاء 2012-03-21 مقالا مختصرا عمد فيه على الرد على دعوة أطلقها الأخ المقرئ الإدريسي أبو زيد عضو أمانة حزب العدالة و التنمية، الداعية الإسلامي المعروف و أحد مصادر الرأي و التصور في هذا الحزب في وقت مبكر و قل بالنسبة إلى كثير من الإسلاميين مع قلة البضاعة خاصة فيما هو عقدي فقهي فما الذي يبقى يا ترى إذا ما اعترى الخطاب نقص في هدا المستوى علاوة على انعدامه بمعناه الفلسفي، هو إذن الوعظ و حسن العبارة و لا شيء غير هذا.
يتلخص ما قاله الأخ حميد في نقطتين نحب أن نثبتهما بقصد بناء تصور واضح و مسؤول حول موضوع الخصام:
أولا: يذهب إلى أنه من حق الأستاذ المقرئ أن يدافع ما شاء عن العفة و يطالب بها مستعملا ما شاء له تكوينه من أدوات نخص منها المادة الدينية التي نقول إن الأستاذ المقرئ يستعملها هو و إخوته بطريقة برغماتية ليس في هدا القول طبعا شتيمة لأحد بل هو وصف مجرد لحال مشهود،بل إن الأخ حميد و وفقا لمرونته و انفتاحه المطلق رغم اختلافه مع تصور المقرئ إلا أنه معني بالدفاع عن حقه في إبداء رأيه بالوسائل المشروعة طبعا.
الأخ حميد إذن لا يرى مانعا في أن يقول الأخ المقرئ و يمرر تصوره عن العفة و المقرئ المعني هنا هو المقرئ السياسي و ليس المقرئ المتدين لكنه يطالبه أو قل يختبر ذهنية المقرئ لما يطالبه بأن يدافع بدوره عن اختيار خصومه و هو إشاعة قدر كبير من الحرية الفردية ) التصرف في الجسد( أو قل ممارسة المتعة إذا كان هذا أساسه اختيار الفرد و لم تدفعه لذلك ضرورة ما.
غريبة إذن هي فكرة الأخ حميد لأن كلمة المتعة المستعملة في خطابه ليست في محلها، الأولى أن يقول إن على الأخ المقرئ أن يدافع معنا عن الرذيلة ما دمنا مستعدين لأن ندافع معه عن العفة، الحق أن هناك خصومة ما موجودة بين الأخ حميد و المنطق خاصة الاريسطي و لعل منطف الأخ حميد فيه من المساحة ما يمكن من الجمع بين المتناقضات بين الأفكار مهما تكن المساحة أو الفاصل الموجود بينها.
نؤجل الحديث في النقطة التالية لأنه لا خلاف كبير بيننا وبين الأخ حميد فيها فنضيف إن الأخ المقرئ محق تمام في دعوته ليس بالمعنى الديني فهذا نصوص الدين كفيلة بضمانه ولكن بالمعنى الاجتماعي والسياسي ولا يسع أيا كان أن يخالفه فيها حتى من باب الدفاع عن الحريات و سبب ذلك كما المعنى أن العفة لا تقابلها المتعة ففي العفة متعة بل هي أمتع المتع، لأنها واحدة من الفضائل التي يسمو بها الفرد ويطهر ومن ثم فما يقابل العفة إنما هي الرذيلة ظهر إذن أن الأخ حميد هو هنا داعيا للرذيلة إذ إن ما يقابل المتعة إنما هو المنع أو الحظر بالإطلاق ولست العفة كذلك فالتعفف سلوك إرادي حر اختياري يكون فيه بمقدور الفرد أن يستمتع ولكنه يمتنع ارتفاعا بنفسه وتشريفا لها.
دعوة الأخ حميد هي إذن إلى الخنا واللواط و السحاق علاوة على الزنا وهو أخف ما يدعو له الأخ حميد وكل هذا يندرج لديه تحت مبدأ التصرف في الجسد )ممارسة المتعة(، والعجب انه يطالب الأخ المقرئ بالتزام الدفاع عن هذا كيما يستحف وصف ديمقراطي معتدل ومتفتح وأيضا متنور، لست أدري كيف ساغ الأخ حميد أن يجهز بمثل هذة المواقف، جهر أيضا الأستاذ محمد الناجي بموقف شبيه بهذا أو قل وجهه الآخر نقصد دفاعه الشرس عن الخمر وإعلان محبته لها بوصفها واحدة من علامات التحرر، يقدم الأستاذ محمد الناجي صورة الخمر عند الفرنسيين و يقرنها بالإبداع والتطور الفكري وبالتمدن، طبعا ضرب المثال بالفرنسي له مفعول خاص لدينا نحن المغاربة، نشير هنا إلى أنه قد قيل الكثير عن عقد الخواجة )بل فسر بها البعض نهوضنا في بداية القرن 19، و اعتبرها البعض عنصر أساسي من عناصر هويتنا، لا يعرف العربي نفسه إلا من خلال سؤال أو إحراج طرحه الآخر( ولعل محمد الناجي واحد من أسطع الأمثلة عن هذه العقدة الحق انه نقص متأصل في نفسانية هذا الباحث "الكبير "و في نفسانية الكثيرين.
غريب حقا أن يكون خطاب اليسار اليوم هو الدفاع عن الخبث،غريب هذا غرابة مفزعة ثم مهزلة كبيرة أن تكون مساهمة مثقفين معتبرين اليوم دفاع عن منكر و شدوذ و هوى، وغريب أن يساق هذا بوصفه دفاع عن التحرر و المدنية والحرية، التي اجتهد كثيرون لبيان طرقها ومضامينها وإشكالاتها القانونية و الفلسفية بدون هذا الذي يشير إليه كل من حميد باجو و محمد الناجي، نقول إن المدخل للدفاع عن الحركة و التنوير و العقلانية و غيرها من المفاهيم العصرية التي اشارك الأخ حميد القناعة فيما ليس هو تسويغ الشدود و الدفاع عن الهامشي الخلاب، و ليس هو أيضا التماس صور من التراث فيها شيء مما يهرف به ) كذا الأغاني... التراث الشعبي( نعم الواقع فيه الكثير مما يدافع عنه الأخ حميد و لكن الواقع ليس حجة إذ المسألة في أصلها مسألة قيم نريدها أن، ترفع الواقع لتحل محله، و ربما كان هذا هو المدخل لتمرير المفاهيم التي المعنى إليها لا غيره، لا خير اذن في الدفاع عن الرذيلة بدعوى الدفاع عن الحريات لان هذا غير ذاك و لان هذا يجعل الثراثي )المقرئ( أكثر حداثا من داعية التقنية ) العصري حميد باجو ( طبيعي إذن أن تكون في هذه ضد الأخ حميد بسبب عدم تمييزه أو قل عماه الأيدلوجي العقائدي و هذا من أشد العمى و أكثره ضررا.
ثانيا:
يذهب الأخ حميد إلى أن إخوان العدالة و التنمية و نظرا لوصولهم للسلطة التي حرموا منها مدة طويلة و نظرا لان نقدهم للسلطة لم يعد مجديا، و لأنهم مطالبون بانجاز تجاه المجتمع الذي وقع اختياره عليهم فإنه يخشى أن لا يكون هناك شيء يمكن أن يحققوه فإنهم رغبة في الحفاظ على وجودهم السياسي أي وجودهم في السلطة سيغالون في التشنيع على مظاهر اجتماعية بنظرهم تخالف الشرع.
) قارن مع علو أصواتهم مع عاهرات عين اللوح و خفوتها بل انسحاقها أمام من هو أفظع في إجرامه ضد المجتمع و في اغتصابه و سرقته مثال القطار فائق السرعة...(، مثلما يفعل من هو ارسخ منهم في الشرع نقصد المجموعات السلفية، الخطر الذي يشير إليه الأخ حميد هو كيف نفعل إذا ما تناصر و تظاهر علينا هذا السيل الهادر الذي يأتيه المال من الآفاق كيف يفعل أهل الحداثة (بنو لبرال)، ثم كيف العمل سياسيا إذا ما انتهى أمر تداول السلطة إلى هؤلاء.
نحن نقول إنها جميعا جماعات سياسية تستعمل الدين في الاصطراع و التنافسات السياسية مثلها مع الفارق الفكري و الالتزام مثل الفرق الإسلامية التي تصارعت يوما على التنزيل و التأويل في لحظة تاريخية مضت و لم يمض فكرها للأسف.
نعم يلمح الإنسان شيئا مما أشارة إليه الأخ حميد و لكن هذا لو نظر لوجده من طبائع الأمور، فطبيعي أن يكون حليف إخوان العدالة و التنمية حاكمون اليوم هم السلفيون مبرر ذلك بالمبدأ لو نظر الإنسان إلى المعاني التي يعتنقها هؤلاء لما وجد بينها و بين السلفية اختلافا كبيرا، و لو رجع إلى تقريراتهم لما وجد اجتهادا يذهب بهم بعيدا عن السلفية، ظهر إذن أن اختلاف إخوان العدالة عن غيرهم إنما هو في تعاطيهم مع الواقع (برغماتيتهم)، و قلة كفايتهم العلمية أو النظرية فيما يتعلق بأصول الدين فلو ترك هؤلاء لأولئك لأكلهم السلفيون (لو قارنت بين ما كتبه المقرئ عن الغلو في الدين مع أقوال السلفيين و تأصيلاتهم لظهر لك فقر الأستاذ و ضعف بضاعته و هو بالمناسبة واحد من عقلاء العدالة و التنمية و نظارهما) إن عارضة السلفيين قوية و قوية جدا في ميدان الدين و سبق أن ألمحنا إلى برغماتية إخوان العدالة و التنمية فكيف السبيل إذا ما ازدوجت هاته مع تلك؟

بوبكر الفلالي



#بوبكر_الفيلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوبكر الفيلالي - جدل المتعة و العفة رد على حميد باشو