أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح محسن جاسم - يوم لم تعتمر جدتي عمامة الجهلاء !















المزيد.....

يوم لم تعتمر جدتي عمامة الجهلاء !


صباح محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 12:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد سئمنا ! وربما لا تصدقوني إن صارحتكم القول إن فـْرقتنا هي سبب بلوانا وتخلفنا ووضعنا المزري الذي عانينا منه طوال سني عمرنا الذي قارب على الانتهاء وما نعاني منه الآن من تخلف وأذى والذي وجدت فيه بلوى الاستعمار الدولي فرصتها التاريخية الذهبية لاستغلالنا وهيمنتها ولتمرير مؤامراتها من تحتنا وفينا وتعديا إلى أجيالنا اللاحقة ونحن المسلمين الحاليين والمتمترسين في بلاد مابين النهرين ما نزال لا نفقه " جوهر" الإسلام الذي يتركز بوحدة المسلمين بإسلامهم الواحد دون فرقة وتفرعات رحنا نسوغها بمزاجنا (النفعي الأناني) بحجة أن في التنوع " غنى".مع الفكر الإسلامي تسقط طروحات من مثل – ما أفسد الخلاف للود قضية -.
وعينا صغارا كما ورقة بيضاء .. وتأسلمنا بالضرورة دون أن نطّلع على كتب الله السماوية ولو بشكلها المبسط اليسير.وبدأنا خطونا ونحن مسيرين في قالب حذائهم الصيني.. ثم وجدنا من يسخر من ديننا بقالب إسلامي من المدّعين الجهلة وهم يواجهوننا بحركة من إصبع سبابتهم الوسخة يسألون فيما لو إننا " عوجان" أم "عدلين".
ولقد انتبهنا بعد فوات أوان أن من يسألنا هو " الأعوج الوسخ" .
كبرنا وتعقد الأمر ذاته وبدأ يؤثر في تعاملنا وتوادنا وتوازننا الفكري.
ووجدنا أنفسنا نختلف في وضع صَلاتنا ونحن نقف أمام الرب .. وبدلا" من أن ننعم بروحية خشوعنا في حضرة الله ، أخذتنا الحيرة والشك فيما إذا كان الرب سيقبل صلاتنا ونحن نصلي في جوامع ومساجد تختلف في طريقة ترحابها بمصليها.
ولما بلغنا مرحلة من الصبا وجدنا أنفسنا (نلطم) مع كبار يكبروننا في كل شيء وما نحن سوى الصغار الذين يجب أن نطيع فقط دون أن نحاجج أو نسائل. وإن سمح لنا بالسؤال فغالبا ما يأتينا الجواب تملأه سخرية.
و ( لطمنا ) صدورنا ولطمت النساء الوجوه ونفشت شعورها .. تخالطنا وعشنا وتعاشرنا. وبرغم جنوبيتنا السكنية فقد كنا معزولين بشكل ما عن مجتمعنا الصغير الذي نعيشه.. أي كان هناك عداء دفين يغذى نسبيا وبخاصة في مناسبات الأعياد والزواج.
كان أقرباءنا (الغربيين) حين يزورونا بين الحين والآخر يمارسوا نفس السخرية التي كنا نتلقاها من الآخر. وصرنا نميّز بأننا ( شراكوﹶه )- أي ممن ينتمون إلى الشرق من البلاد-. وفهمنا بعد حين أننا نعيش وسط جماعة نقعت أدمغتهم بأفيون الطائفية.. وكانوا يقابلون سخرية قومنا بنعتهم بـ ( العامّـة) ، نفهم منها أن الآخر قد فبركوا لهم درجة اجتماعية متميزة في جوهرها على أساس كونهم (الخاصة). وهم من خصّـهم الرسول دون غيرهم وبذلك فهم عليّـة القوم دون منازع. ثمة أمر غريب وجدناه في قوم يخشون الأمام علي أكثر مما يخشون الله ! وعرفنا أنهم يسمون بـ (ألعلي اللهيه)!
وبدأ يظهر إلى السطح التجاوز على الخلفاء الراشدين وبخاصة تجاه الخليفة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان .وسمعنا جداتنا يسمين صحن الشاي بـ (نعل بكي ) ! عرفنا إنما هي شتيمة يراد بها المساس بشخص أبي بكر.
وصرنا لا نعير تلك الأهمية لقطعة الحجر (التربة) ولم نر من أهمية ملزمة لتقديسها وتقبيلها.سيما حين وجدنا يوما أن البعض قد بدأ يتفنن في تطريز هذا الحجر الطيني ويثبت في أحدى وجوهه قطعة مرآة ! سيقول من يحاجج في (التربة) من إنها تربة الحسين أخذت من ارض كربلاء الطاهرة .. ومن ثم فهي تقي جبهة المسلم من تماسها مع الأرض وبذلك تحفظ له نظافة مكان جبهته عند السجود. كل ذلك جميل ولكن هل هو فرض وواجب؟ وهل إذا ما لم يصلي المسلم على تربة واكتفى بخوص من سعفة أو ورقة ناصعة سيقلل من شأنه وهل ستعاب عليه صلاته أن ركع على ارض متأكد من نظافتها ؟ لنجرب الصلاة في أحد مراقد أئمتنا ونقف مابين (التربيين)(السابليين) ونؤدي الصلاة مكتوفي الذراعين كما تفعل تماثيل كوديا وسنحاريب ودون تربة .. مؤكد سيثير ذلك حفيظة الكثيرين وبخاصة في مناطق جنوب ووسط العراق.والعكس أيضا صحيح فيما لو عكسنا الموضوع وادينا ما يتمسك به الآخر من الِملل ونؤدي الصلاة في الفلوجة مثلا.
وإذن لم يفرض هذا التمايز مابين المسلمين؟ بل وزاد التباعد في المبالغة بطقوس الصلاة حتى تبارى رجال الدين في مضاعفة أوقات الصلاة.
كما بولغ حتى في طريقة الدخول إلى المرافق الصحية ... الخ من الأمور التي لا تدخل في صحة المسلم في شيء.
ولقد فتحنا أعيننا على مواكب ومشاهد تمثيلية تذكيرية بما مر به أجدادنا وقادتنا من المسلمين الأوائل وكيف ضحوا واستشهدوا من اجل مبادئهم السامية. على أن الأمر أخذ بعدا آخر فما أن يقترب الموكب من جمهرة النساء وقد احتشدن عند مدخل الجسر ليشاهدن كيف تلعب السيوف وهي تنزل على رؤوس حامليها حتى يأخذ الحماس بأحدهم ويدعى(حسن سوري) فيبدأ استعراضه وهو يصرخ هاويا بالسيوف على رأسه الأقرع لكنه يبطيء اندفاع السيوف حال تلامسها جلدة رأسه ... فتبدأ النساء بالعويل والصراخ .. ويزداد معها لطم الصدور وارتفاع صوت لطم الأكف وبإيقاع مع صوت الطبل ونزيف دماء تبذل جهلا".. كما يلحق ذلك ارتال من الرجال وهم يضربون ضهورهم المدماة بالزناجيل الملغومة بالأمواس!
للحق فقد تثقفنا ونحن في بداية شبابنا على يد القاريء الدكتور الوائلي رحمه الله . والذي ساعدنا ولو في الأقل الممكن من تعلمنا لسلوكية مهمة قد نص عليها الإسلام في حقيقة المسلم : المسلم من سلم الناس من لسانه ويده. ولم يكن لدينا الآ (وائلي) واحد ..يتنقل هنا وهناك، بعدها غادرنا الرجل واختفى وما كنا نسمع لخطبه الآ القليل المشوّه ونحن نضبط موجات الراديو بعد أن نربط بهوائي الجهاز سلكا طويلا نصعد به في أعلى شجرة النبق لكي نستلم إشارة بث واضحة. حتى رحل إلى إيران ومن ثم غادرت الأمانة إلى باريها.
قرأنا " اقتصادنا" و "فلسفتنا" لكننا لم نجد ضالتنا في من يلاقي أطراف طوائفنا حتى انفرط عقد المسلمين باستشراء البعث واستشراسه.
حين يتقارب العراقيون وان اختلفوا في الدين أو الطائفة تجدهم الألفة وتطيل البقاء معهم وتزدهر الدنيا بربوعهم الخضراء. ولما لا ترضي مثل هذه الحال الجميلة رجل الدين (المتفقّـه) فسرعان ما ينبه إلى اختلال في الموازين ووجوب للتصحيح والتمحيص ويتناحر الآخران ويتراجع المنتمون.
ثم جاءت مناسبات أعيادنا لتزيدنا فرقة وخلاف فلا تضيف لحياتنا سوى التشكك والبعاد. نصوم رمضان ونفطر متناسين الغاية من الصوم والإفطار في وقت واحد. وهكذا انعكس هذا الانحراف ليتجذر في السلوك تتابعه الأجيال بتقليد أعمى وبفرقة أكبر.
أمست دول مجاورة تدعوا إلى وحدة طائفة بعينها بغرض شقها عن بقية الطوائف الأخرى وبالتالي شق وحدة المسلمين والإسلام.
وهكذا خسرنا معركتنا مع الطاغية عام 1991 م حين وصل لهيب نار الثورة إلى جنوب بغداد .. فيما وقفت الرمادي ومثيلاتها وحتى مسلمو الكرد .. وقفوا مشككين متخوفين والى أن دفن جميع أبطال الانتفاضة في مقابر جماعية.
ثم تفاوضت المعارضة العراقية في الخارج مع الأمريكان ونجح بعض قادتها في استدانة العون من أمريكا للإطاحة بالنظام النازي ألبعثي.. وزعل الآخر لأنه فقد السبق !
قبلها حضرنا مواكب الدفوف في الحضرة القادرية كما حضرناها في أماكن أخرى في مصر وما سمعنا عنه في التكية الكازنتزاكية ، وكلها مهارات فردية لا تقوى على مواجهة الحقائق بل تتوسد بعضا من الخدع وتنفيذ ما لن يستوعبه العقل وبخاصة حين تكون الخيارات في مناطق (آمنة) لا تشكل خطورة ما تذكر سيما وهي نقاط يختارها الممارس ليمرق فيها سفوده وسيفه.. وقد روج لها (البروفسور) عزت الدوري.
وبذا صارت الطوائف تتنافس في (فنون) تمزيق جسد المسلم .. وهو حال لم نقرأ عنه مثيلا في زمن الرسل والأوصياء.
واستمر الجهل بفهم جوهر الدين والى يومنا هذا.
حتى الحجاج حين يرموا (الجمرات) في المزدلفة .. لا يفكر الحاج في عظمة وحدة الفعل الجميل الذي يؤديه المسلمون وهم يرمون حجارتهم وكأنما ليفهموا جيدا سر العمل الجماعي وأهمية مشاركة الجميع في عملية الرجم . انه التوحد في فعل مواجهة الشر..هوذا اتحاد الشعوب.. وهو رسالة للمسلمين الذين غشيت أعينهم غاشية فتغاضوا إلى التشويه والتفريق.
ولو تأمل متأمل سيجد أن جل قيامنا وقعودنا وصلاتنا في الأوقات المعينة وزيارتنا للحج جوهره يكمن في أهمية توحد المسلمين .. وهو القوة التي أراد الله بها أن يتعلم المسلمين سرها. وليتفكروا أيضا الآية الكريمة:
( بسم الله الرحمن الرحيم _ وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله – صدق الله العظيم ). لو فقط فكرنا : ما السر وراء غلبة هذه الفئة الصغيرة على منافستها الكثيرة؟ أوليس هو اتحادها وعلو تنظيمها ، وهو ما افتقرت إليه فئة الجماعة الكثيرة ؟ الكثير لا يفكر في مغزى الآية القرآنية بل ينسبها إلى الله جلّت قدرته في حين المعنى بين يديه.
أكثر من ألف وأربعمائة سنة ومنذ أذان بلال الحبشي الأول ، ولغاية يومنا هذا وأغلب مسلمينا لم يتعرفوا على كنز الحكمة التي جاء بها الإسلام والخاص بتجمعنا ووحدة صفنا.
وبعبارة بسيطة : كل هذه القوائم التي تدعوا إلى الانتخابات لو جمعها روح وطني واحد لما تلاطمت أمواجها .. ولو فقط مدت أياديها لمن بادر وبدأ وتعاونت في قوة مؤتلفة واحدة .. لما بقينا نتفرج وأناسنا العراقيين يذبحون كما الشياه يوميا بأياد قتلت قبل فعلتها المقيتة البشعة المليئة بالأجرام ، الإسلام. فما فائدة الطوائف بعد الآن؟وهل أدركنا قول الله ( بسم الله الرحمن الرحيم – إنـّا خلقناكم أقواما لتتعارفوا – صدق الله العظيم) قال : لتتعارفوا وليس : لتتعاركوا !
أأقول لكم متى يخرج المحتل من أرض بلاد المسلمين ؟
أتعلمون بماذا يبدأ الجدول الزمني الذي يطالب به البعض لخروج العدو المحتل ؟
أظن أن الجواب هو لديكم .. واضح ويسير.. نحن لا نحتاج لجدولة مغادرة العدو المحتل .. إنما نحتاج إلى جدولتنا أولا. وليس بأكثر من حقل واحد ، لا جدول ولا هم يحزنون : نبذ خلافاتنا.. وان نتعلم معنى احترام الآخر.
ترى ما سيقول السنة والشيعة ممن اختلفوا وتخالفوا وتقاتلوا وقتلوا ، يوم الحساب ، وهل حقا في خلافهم هذا ينتمون إلى أمّة محمد ؟
كانت جداتنا حين يزعلن على وضع مسلم ما يتحدثن لنا قائلات :
يسأل الله سبحانه وتعالى نبيّه يوم الحساب في معرض دفاع الرسول عن بني أمته يوم القيامة :
هي ذي أمتك يا محمد !؟
فيطأطيء النبي برأسه خجلا" حزينا !

وا خيبتاه !

لاهاي هيه
25-1-2005



#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح محسن جاسم - يوم لم تعتمر جدتي عمامة الجهلاء !