أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - تنهدات أمرأة من خاضعة لقوانين مجتمع فاسد















المزيد.....

تنهدات أمرأة من خاضعة لقوانين مجتمع فاسد


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 01:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أنزوت بركن من أركان ذلك البيت ألذي اصبح كئيباَ وموحشاَ تتأمل حياتها وسنين عمرها التي سرقها ذلك الزوج بعد أن ماتت مشاعره وفسدت اخلاقه بحكم عقائده وافكاره التي توارثها أباَ عن جد , واستغربتْ لذاتها كيف لها ان تكون غافلة عن حقيقة ذلك الزوج وأن لا تشعر بأضطهادها ألا هذه اللحظه حين رأته أمام عينها وهو يتمتع بجوار زوجته الجديدة ذات الجسد الجميل لتقارنه بجسدها بعد أن أستهلكه ذلك الزوج فلم يعد كما كان بالامس ولم يبقى منها شيئا يذكر سوى هذا الجسد الفاني الذي اعترته خطوط تلك السنين بعد ان قضتها بخدمة ذلك الزوج دون الوقوف لأخذ انفاسها ولأجل أن ترضي طلباته ورغباته , جسدها اصبح متعب من اهمالها له بعد أن تفرغت لزوجها , ندمت أيضا على انها التزمت الصمت لمواقف عديده مرت بها حين كان يستخدم حقه بضربها احيانا عندما كان يشعر بأنها ستفلت من قبضته .
فنالت جزاء ذنب لم تقترفه بأهماله لها بعد أن اصابه الملل منها , أخذها الزوج بغفلة أعبائها المنزليه وغفوتها ايضا , فلم تراه بحق الا في هذه اللحظات بالذات حيث لم يكتفي بتحويلها الى كيان مشوه عقليا ونفسيا معدوم الفكر والحس , لكنه بحث عن زوجه ثانيه لتشعر بأن حياتها معه كانت تخلو من المشاعر الانسانيه الصادقه وكانت مبنيه على رغبة جسدية فقط , فزوجها جاء ليطبق شرعه حتى يضمن الجنة فيضرب عصفورين بآن واحد فيتمتع بزوجة جديدة ويضمن جنته والحوريات , ففكر بأن يأخذ له زوجه جديدة لم تدنسها أيادي الرجال قبله ولم تلوثها يديه بعد أن اشمأزت نفسه من الاولى فينال من هذه الجديدة ليشعر برجولته ألناقصه .
اين حقوقها هي وأين عمرها التي قضتها بقيود الاب ثم الاخ وأخيرا بخدمة الزوج...
كيف فاتها انه بيوم سيستخدم حقه بالتعدد أو بالأحرى بالتغيير ؟ وكيف باستطاعتها أن تنظر الى زوجها نظرتها الاولى وكيف تستطيع أن تكن له أحترامها الاول بعد فضّل عليها امرأه اخرى وأن تنزع تأثير فعلته على نفسها دون أن ينتهي ما بينها وبينه الى الابد ؟
وكيف له هو ايضا أن لا يغير نظرته لها بعد ان يفرّغ مشحون حبه لزوجته الجديده ؟
كيف لها أن تنحمل غيرتها التي خصها الله بها ؟
وكيف له ان يتحجج بأن فعلته هذه لاجل أن يحفظ باقي النساء من الفاحشه بتقليله من العنوسه والزنا وسيساهم بعمله هذا لصالح المرأه ؟ فكيف له أن يدير الكفه لصالحه دوما , وأي حجه غبيه هذه !! حيث يقتل الاولى بعد ان يشعرها بأنها لم تعد تصلح له كزوجه وبحجة منع الثانيه من العنوسه والزنا !! ويا ليته أختار عانسا أو ارمله بل وقع أختياره على زوجه صغيره بالسن !!
وكيف لنصوص قديمة نريد لها الثبات ؟ حيث الرجل اليوم لا يستطيع أن يأتي بعبأ اضافي له ويختار ارمله لها من اليتامى ما لها ؟. ولا يتزوج من عانسا فاتها القطار فهو لم يحفظ سوى غريزته فقط وعلى حساب زوجته الاولى , فلا عجب من قوم سار على شريعة اعتمدت منذ البدء على توزيع النساء مع الغنائم من ابل وخيل بعد غزواتهم .أما هي فلم تفكر بهذا اليوم ولم تضعه بحساباتها أو تتهيأ له .

تذكرت بأن القانون يسندها ويعطيها الحق بأن ترفض قبول هذا الوضع الجديد ومن حقها الطلاق منه , فلملمت شتاتها وبقايا عقلها وتأملت بهذا الحق واستجمعت شجاعتها ذات يوم وتمردت عليه بعد أن فاض بها الكيل فخاضت تجربه فاشله قبل ان ترى النورحيث خرجت متخبطه بخطواتها لتصدم بواقع أمر من واقعها فجميع من حولها يرشدها الى الرجوع اليه فهو مصيرها ألمحتوم ولا نفع لحياتها بدونه , حيث لا تستطيع أن تنفق على نفسها واطفالها بعد أن رفض طلبها للعمل يوم طلبت منه هذا لتستقل ماديا , فنصحها كل من سمع شكوتها بان تتكيف لوضعها الجديد لانها لا تملك قرارها وخصوصا فيما يخص مصير اطفالها ومصيرها أيضا لو فكرت ان تطلب الطلاق منه , فرجعت تجرجر أذيال خيبتها وخوفها فتزداد تعاستها حين تصطدم بعجزها وحيرتها .

أنهال عليها غضب لا تعلم ماهيته واحتارت على من تصبه , هل تصبه عليه ام على نفسها ام على مجتمعها ؟ شعرت بآلام لا يستطيع زوجها ان يشعر بها وشعرت بأن علاقتها به لم تكن متبادلة بل كانت مبنية على الغش وشريعة الغاب ولمن هو الاقوى والأكثر مكرا , وشعرت بألم عاطفتها وقد انفصلت عنه وألمها مصحوب بصحوة وندم وشعور بأعاقة وعجز بعد ان سرق أجمل سنينها منتهزا فرصة انشغالها بالعنايه ببيتها دون أن تجد وقتها للتفكير بنفسها راضية بالحجم ألضيق والتافه الذي اعطاها اياها مجتمعها فدفعت بذلك ضريبة تقبلها لهذا الوضع فصدمت بعجزها عن مواجهته والاعتراض على قراره فقد جردها من سلاحها الوحيد وهو فكرها واستقلالها فلم تستطيع ان تعي سبب ما آلت اليه أمورها من عجز تسلل الى كيانها الذي أصبح عديم الارادة والكرامة , أنزوت بركن من اركان الحياة الكبيرة مكسورة خوفا من سخرية الناس بها ومن كلامهم وشماتتهم بها وكأنها ارتكبت جريمه , والجريمه هي بحقها ....


سألت نفسها كيف لهذا الزمن ان يضربها بزوجها ؟ فهي تقيم على التعاليم التي نشأت عليها دون نقاش ولم تتشكك يوما بفكره وقانعة وراضخة باعتمادها على دعاء كل يوم من الرب ليحفظه لها فهي تقيم على ما جاء به الرب من تعاليم وتطبقها بحذافيرها , فلماذا جازاها الله وجعلها بعد هذا العمر وحيده تلملم جراحها ؟؟ فزوجها ألذي احبته وأخلصت له قد تركها وذهب لأحضان امرأه أخرى , والشرع حلل له اربعه فكيف لها ان تعترض على حكمته , أستغفرت ربها فلا اعتراض على حكمته فالله كفيل بها دوما ويرى آلامها وسيعتني بها يوما ما , فالمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين فما الداعي لأعتراضها وما داعي تفكيرها فكل ما تعيشه اليوم كتب عليها قبل ولادتها !!!!....


رجعت لما تعلمته ولم تملك سوى أن تحمد الله على كل حال وتردد (هذا من فضله ونعمته وله بها أراده لا أعلمها ) لتقنع نفسها فهذه الجمل التي تعلمت ان تكررها ولم تفارقها منذ ولادتها حيث كانت تردد كببغاء لآيات تعيد بها وتكرر يوميا دون جديد الى أن جمدت كل فكره لديها بتغيير وضعها .
سرقوا حياتها بهذه الفكره , فبدأت تكثر من صلواتها ومن دعائها لأجل أن تنال آخرتها , ولم تتعلم غير دعاء وأستغفار لرب هو كفيل بحل أزماتها فهذه طريقة تفكيرها الوحيده التي عرفتها حيث تعيش الألم وجها لوجه دون أن يكون لديها سلاح لمحاربته وليس لديها حكمه ولا أيمان شامل وكامل بشيء سوى خرافات مجتمع متعفن وبالنتيجه اخذها الخوف من كل شيء فآلت نفسها الى وهن وخوار .

الشك والسؤال كلمتان لا تفهم معناها ولم تستخدمهما بحياتها فلقد تبعت قناعه تامه بكل فكره تعلمتها في حياتها ورضخت لاجوبه موجوده وجاهزه لديها بالقرآن فلا مجال لها في الشك فهو يقين ولا ريب به فاضمحل عقلها وليس بيدها سوى أن تنتظر ذلك اليوم الذي سيلتفت به الله عليها , لكنها تشعر بعقلها الباطن بأن الله هو من شرع بزواج الرجل فلا تجرأ بالبوح حتى مع نفسها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ايجابيات تعدد الزوجات كشفه لعلاقات الزيف وعيوب الرجل ونفسيته الخاوية , فهو يكشف وجهه الحقيقي ويكشف العلاقات الزوجيه الهشة ويكشف وجه المراة ايضا التي ترتضي بالعيش عيشة الذل مع زوج لا يحمل لها تلك المشاعر التي تسعى لها اي امرأة فأراها احيانا تستحق ذلك , اما من لا ترضى بحياة الذل فحق الرجل هذا سيكشف لها زوجها فلا تكون مخدوعه به وستحرر نفسها لو كانت حرة الاراده والفكر فما من امرأة واعيه لحقها ترتضى بشريكة وان وافقت فهي بعقليه ما قبل قرون ولم تتطور.
جاء التعدد وسمح به الدين الاسلامي على اساس اسباب عديدة اختلف عليها المحللين , حيث ذكر احدهم بأنه طبيعة الرجل في رغبته اللامتناهية للجنس فلا تشبعه واحدة وهم بذلك ينفون عن الزواج صفة المشاعر الانسانية الصادقة فهو استجابة لميول الرجل الجنسية فقط أمام عدم استطاعة المرأة الواحدة لتلبية طلباته بأيام حيضها مثلا او انشغالها بأنجاب ابناء ولأجل تلبية رغباته ايضا بتعدد الابناء .
وبعضهم قال بأن الملل صفة طبيعية لدى الرجل وعليه ان يغير زوجته وكأنها لباس يقلعه ليرتدى آخر متى يشاء , فبدل ان يعالجوا السبب في هذا الملل وكيف يحيط بالانسان المتخلف الذي لا يشعر بالحب فيبحث دوما عن ضالته بالنساء فشجعوه على غريزته , فلو كانت حجته الملل الذي يصيبه من سنين زواجه فالأجدر به أن يبحث بعقله الذي خصه الله به وكما يدعي بأسباب الملل هذا , وأن يعلم كونه أعقل منها بأن ما يصيبه من ملل سيصيبها تماما فهي بالنهايه انسانة كاملة المشاعر , فليعلم كيف يهذب روحه ويبدع بأي فكرة يطوّر بها نفسه ومجتمعه ويتعلم كيف يحب قبل أن يدعي الملل من حيث مسؤولية الرجل بأن يكون صادقا ومحبا يهتم بوعيه وابداعه اكثر من ان يصب اهتمامه على زواجات حيوانيه نتيجة فشل لعلاقته الزوجية الاولى فعليه البحث باسباب فشلها بدل ان يذهب لزواج يفشل بعد حين .
تعاليم الاسلام حللت التعدد ما قبل قرون وما نراه اليوم قد اقتصر على الفئه المتخلفه فكريا والمتدنية معيشيا , أي في الارياف ليزيد طينهم بلل , وهذا أكبر دليل على ان هذه التعاليم لا يرضى بها المجتمع المتطور فبدأت تضمحل ونكشف فشلها يوما بعد يوم كلما وعى الانسان أكثر .
البعض يراه علاج للزنا فالرجل برأيه لا يكتفي بطبيعته بزوجة واحده وهذا لوحده هراء وتضليل وتشجيع للرجل على ان ينظر لذاته نظرة دونية تمنعه من ان ينشغل بفكرة ايجابية حيث يكون رأيهم انه يمنع الرجل من ان يزني خارج علاقات زواج تنشأ على غش وخداع بعيدين عن الحب الذي يجعل العلاقه ناجحه وسوية .
البعض يصل خياله بقوله بأن الاسلام يعطي المرأة الحق في أن ترفض هذا الفعل ولكن بعد ان يقع الفأس برأسها , اما لمن يتشدق بأن الرجل سيبين لزوجته بانه يعشق التعدد قبل زواجه منها فهذا ما لا يهضمه عقل سوي فهو يعلم جيدا سيواجه برفضها .
جميع التحليلات تؤدي الى أهانة ألمرأة دون ان تعي ورؤيته جنسية بحتة ويركزعلى الجنس للرجل فقط والمرأة هي من تعاني دوما من هذه التعاليم , فما من امراه مهما كانت وبأي قدر من الفكر ان تقبل بوضع يتيح لزوجها ان يتزوج من أخرى .

أبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننتصر للأنسانيه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنهدات امرأه (3) وصحوتها
- تأملات امرأه (2) حوار مع الرجل
- تنهدات أمرأه (1)
- ليكن تحرر الرجل من أفكاره هدية للمرأه في عيدها
- قصه قصيره
- استلاب حقوق المرأه وأمتهانها
- المسلم وحقيقته المزيفه


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - تنهدات أمرأة من خاضعة لقوانين مجتمع فاسد