أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - منتظر الزيدي - العراق هولوكوست المراة














المزيد.....

العراق هولوكوست المراة


منتظر الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 03:35
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    



العراق هولوكوست المراة

منتظر الزيدي



حينما تكون الجريمة بلا شهود، وتصبح الضحية هي الجاني، عندئذ تكون القصة غير مكتملة الاركان. فغالبا ما تختفي القصص الحزينة في الشرق خلف ستار العرف الاجتماعي،واذا ما ظهر جزء منها على السطح ،فهو كجبل الجليد فوق الماء، لايظهر منه إلا قمته.

ظاهرة انتحار النساء حرقاً، واحدة من ابرز الظواهر المأساوية التي ارتبطت بنساء منطقة شـــمال العراق)كردستان



)، في السنوات العشرة الاخيرة. فقد شهدت حالات الانتحار تزايدا مخيفا وصل الى اكثر من 4000 أمراة يقدمن على انهاء حياتهن ومشاكلهن بالموت.. "وإي موت.. حرقاً"!!

لقد اكدت منظمات نسائية كردية ان الاعداد المعلنة والتي تظهر في الاحصائيات ليست كاملة وحقيقية ، لان الكثير من تلك الحالات لا يتم التبليغ عنها بسبب الخوف من المجتمع وحرصا على العائلة ...

بالرغم من التطورات الاقتصادية والعمرانية في المنطقة إلا ان حالات الانتحار تصاعدت ، حيث تلتهم النار كل عشرين ساعة امرأة او فتاة .المحزن هنا ان اعمار المنتحرات تتراوح بين الخامسة عشرة و والخامسة والعشرين،اي في ربيع العمر

والملفت للنظر هو التشابه بطريقة الانتحار،وهي السمة السائدة لمعظم الضحايا ،والتي غالبا مايكون بطريقــــة الحرق. فضلا عن وسائل اخرى مبتكرة مثل الشنق أواطلاق الرصاص على الراس . الحصة الاكبرمن المنتحرات كانت للريف والضواحي، بسبب التعصب والعادات السائدة في المجتمع العشائري والقبلي، وهذا لايعني عدم وجود حالات انتحار في مراكز المدن ايضا مثل السليمانية واربيل.

أما الاسباب الرئيسة التي تقف وراء ( محرقة النساء ) والتي تعبرعن التمرد على الحياة المريرة، او بسبب الفقر او البطالة .. او مشاكل اجتماعية كالزواج القسري، حيث تُجبر الفتيات على الزواج من اشخاص لمصالح شخصية،اوتعمد بعض العائلات منع زواج بناتهن بمن يرغبن به، بالاضافة الى العنف الاسري من الزوج ،والمعاملة اللإنسانية والخاطئة التي يعاملن بها من الاهل- بالنسبة للفتياة غير المتزوجات- .. حيث القوانين الذكورية التي تسود جزءا كبيرا من العراق وليس المنطقة الشمالة وحسب،مما يعطي للرجل الصلاحيات والواسعة والكبيرة تصل الى عد انفاس الزوجة أو الاخت.ومن المفارقات المحزنة للعنف الاسري،انت تقدم النساء في الريف وضواحي المدن على انها جارية وليست زوجة ،فهنالك عرف شائع بين العائلات الريفية ،فيقال للمتقدم من ابنتهم (اللحم لك ،والعظم لنا) بمعنى لك ان تضرب وتجلد المراة ما تشاء ،إلا أنه من غير المسموح كسر عظامها اثناء الضرب ..!!! كما لايقتصر العنف الاسري على الزوج فحسب ،بل يسبقه التربية الاسرية التي تضع الفتاة في المرتبة الثانية،وتكون سلطة الذكر بالمرتبة الاولى ، ويتمتع الابن الاول، بصلاحيات قريبة من صلاحيات الاب مهما كان عمره ، حتى وان كان اصغر سنا من أخته..نعود ثانية الى اسباب الانتحار. ترتبط عديد من حالات الانتحار بغسل العار، وغالباً ما يختبئ هذا في جلباب الانتحار...حيث تستخدم الكثير من العوائل العرف العشائري، في عقاب المرأة الخائنة او البنت المرتبطة بعلاقة غير شرعية، وفي جميع الحالات يكون الموت هو المصير المحتوم. ولاخفاء الجريمة تحرق الضحية بصورة مفتعلة ويقال انها اقدمت على الانتحار، خوفا من الفضيحة او الملاحقة القانونية.

امام هذه الظاهرة التي تتفاقم يوما بعد اخر، تقف الجهات المختصة والمنظمات النسوية عاجزة عن ايجاد حل . كما ان هذه القضية المهمة لم تحرك رجال الدين من مختلف الاديان ، والذين يحشرون انوفهم بكل شاردة وواردة، وكل صغيرة وكبيرة ،إلا انهم لم يحركوا شفاههم، لانقاذ زهورالربيع في بلد العواصف والرياح السامة ..

وأن كان الربيع العربي بدا بحرق رجل لنفسه .. فربيع المراة احرق الى الان 4000 امرأة ..دون ان يلقى انينهن صوت مغيث...



#منتظر_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام وانت يابغداد اسيرة ..
- دراكولا في مدينة الكاظمية


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - منتظر الزيدي - العراق هولوكوست المراة