دولة فضيلة المرشد

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 20:38
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

استخدم الكثيرين تعبير دولة فضيلة المرشد في كتابتهم وأحاديثهم سواء:
بصيغة تهكمية للحديث عن الدولة التي في مخيلة الإسلاميين.
او بصيغة تخويف من هكذا دولة يزمع الإخوان أقامتها .
واستخدم البعض الأخر تعبير دولة فضيلة المرشد للدلالة علي مبدأ السمع والطاعة الذي يلتزم به كل من ينتمي لهذه الجماعة.
والآن جاءت لحظة الحقيقة التي ترد علي الجميع كي تقول لهم ان دولة فضيلة المرشد قد أصبحت قاب قوسين او ادني للتحقق علي ارض الواقع .
نعم وللأسف فهاهي جماعة الإخوان المسلمون المحظوظة سابقا بنظام مبارك وحاليا بالمجلس الاعلى بعد ان استطاعت السيطرة على الشارع طوال العقود الاربع الماضية (ولا تصدقوا انها كانت محظورة ابدا في ظل العهود السابقة ففي الواقع هي الوحيدة التي كانت متمتعة بحرية الحركة علي الارض في حين منعت جميع الاحزاب والقوي السياسية الأخري من العمل بين الجماهير وحبست في المقرات الرسمية وحيل بينها وبين الشارع ) . اقول هاهى الان وبعد سيطرتها على الشارع هاهي أيضا قد سيطرت على الرئاسة الأولى وأعنى بها البرلمان بمجلسيه الشعب والشورى وهاهي تنازع العسكر لتشكيل حكومة والسيطرة على الرئاسة الثانية اى مجلس الوزراء وهاهي أيضا تدفع بالمهندس خيرت الشاطر فى محاولة منها للسيطرة على الرئاسة الثالثة وأعنى بها رئاسة الجمهورية .
وحقيقة أنا لم افاجئ إطلاقا بإعلان جماعة الاخوان المسلمون بخبر ترشح خيرت الشاطر للرئاسة فانا أظن وظننت دائماً ( وليس كل الظن إثم ) ان جماعة الاخوان تسعي الي تنفيذ برنامجها واهم ما فيه هو اقامة دولة دينية ولكن بعض المهونين من خطر هذه الجماعة ظنوا انها قد تخلت عن هذا البرنامج وقبلت بالدولة المدنية فى صيغتها الحديثة .
وقد جاءت ثورة يناير كفرصة ذهبية لهم لتنفيذ أجندتهم فقد قاموا بسرقة ثورة يناير العظيمة وانا هنا لا ألوم السارق الا بقدر لومي للمسروق واعني بهم شباب الثورة وكل قوي المجتمع المدني .
ولا ألوم علي الإخوان عند بداية الانتخابات البرلمانية استخدامهم لشعار مشاركة لا مغالبة ثم بعدها الاستحواذ بمشاركة السلفيين علي 75 ٪ من مقاعد البرلمان.
ولا ألوم علي الإخوان استئثارهم بأغلب لجان مجلس الشعب بعد وعودهم الكاذبة للأحزاب الممثلة بالمجلس بان جميع الاحزاب ستمثل بهذه اللجان بصرف النظر عن عدد ممثليها بمجلس الشعب.
ولا ألوم على الإخوان والسلفيين انتخاب أنفسهم بلجنة كتابة الدستور وحرمان جميع مكونات المجتمع الأخرى من التمثيل العادل بهذه اللجنة وذلك بعد ان صدعوا روؤسنا بمقولتهم الشهيرة ان الدستور لا تكتبه الأغلبية البرلمانية .
لا ألوم الإخوان على كل ماسبق وعلى غيره من المواقف والروئ الأخرى وان كانوا يستحقوا اللوم عليها كلها.
ولكنى الوم هذه الجماعة تمسحها بالدين واستخدامها له كمطية لتحقيق أغراضها .
ألوم عليها تكوينها لحزب على أساس ديني والدستور يمنع ذلك فى مخالفة دستورية واضحة ومعروفة .
الوم عليها ان هذا الحزب لا دور له وان كافة القرارات الهامة لا تتخذها قيادات الحزب وأماناته بل يتخذها مجلس شورى الجماعة .
نلوم على الإخوان ان مرشحهم أعلنوا عنه بعد اجتماعات مجلس شورى الإخوان وليس بعد اجتماعات حزب الحرية والعدالة . نلوم عليهم لان المؤتمر الصحفي الذي أعلنوا فيه عن مرشحهم عقد بمقر الجماعة وليس بمقر الحزب .
نلوم عليهم لان من أعلن عن ترشح خيرت الشاطر للرئاسة ليس خيرت الشاطر نفسه بل المرشد العام للجماعة محمد بديع وكأن الأمر لا يخرج عن امر من مجلس شورى الإخوان لخيرت بالترشح وما عليه الا السمع والطاعة ( متناسين اننا ننتظر من الرئيس المقبل ان يكون قائد ولا يكون منقاد لهيئة او جماعة او شلة منتفعين ).
أخيرا أقول اننى كنت قد كتبت مقالة بعنوان ( مجلس صيانة الدستور في نسخته المصرية ) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=299397
قلت فيه ما معناه الان الإخوان والسلفيين كونوا ما يشبه مجلس من رجال الدين شبيه بالمجلس الايرانى المسمى بهذا الاسم والذي من اهم وظائفه اختبار مرشحي الرئاسة وتبيان مدي التزامهم في برامجهم بتطبيق الشريعة الإسلامية , ولكن من الواضح ان الاخوان المتشككيين دائما فى غيرهم غير واثقين في أي من المرشحين الحاليين للرئاسة لتنفيذ برنامجهم وإقامة الدولة الدينية التى تلاعب خيالهم منذ تكوينهم, ولذلك فقد تقدموا برجل من رجالهم تربي علي مبادي السمع والطاعة وشرب ونهل من مبادئهم كى يقيم الدولة الدينية الشبيهة بدولة الملالى فى ايران على الا يخرج هذا الرئيس عن طاعة ولى امره وهو المرشد الفقيه القابع في مقر الإخوان بالمقطم .
مجدي جورج
[email protected]

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات