أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى الصوفي - فوبيا الحداثه














المزيد.....

فوبيا الحداثه


مصطفى الصوفي

الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 02:00
المحور: المجتمع المدني
    


تجديد فوبيا


"لو كان المحتل قادرا على محو اللغة أو إلغائها لكانت العربية نسيا منسيا منذ قرون وها نحن ألان ننتدي لها وتنساب من ألسنتنا رحيقا وطيبا وموسيقى لها رب يحميها وكتاب يعليها وأبناء سدنه لها"

الياس عطا الله كاتب فلسطيني


أثناء زياراتي الاسبوعيه لمعاون العميد في كليتي بأوقات الفراغ (لطالما وجدت في مكتبه ترحيبا دائما لي ومجالا للحديث والنقاش في مختلف المواضيع الثقافية والعامة )بإحدى تلك الزيارات ..صادفت في مكتبه أستاذا جامعيا أخر كان متخصصا في اللغة العربية يعشق الإسهاب أثناءالحديث عن قواعد اللغة العربية فانضممت لهما مستمعا ومستمتعا بكل مفردة تفوه بها.. إذ كان متحمسا وهو يشرح لنا و يوضح الأخطاء التي يرتكبها الأفراد نطقا وكتابة ..

وكيف إننا نُخطيء في قول هذه العبارة وصياغة تلك الجملة ,فالحديث كان من باب قل هذا ولا تقل ذاك ..
إعمام وتعميم
ملاحظة وملحوظة أو تنبيه
أحد و واحد
والكثير من الأمثله التي كانت تقاس وفق قواعد اللغة العربية أو الأصح القول القواعد السيبويه كما أفضل تسميتها على كل حال خطر لي شيئين أثناء حديثه السيبويي وقواعده
الأول ما هي اللغة أصلا.؟
والثاني المدرسة الحداثويه لما لا نذكرها في حديثنا كأكاديميين محايدين.؟
إن بحثنا في اللغة وماهيتها فنجد أنها لا تعد سوى وسيله لإيصال الأفكار من شخص إلى أخر فهي نشئت في بداياتها من أصوات مبهمة أطلقها البشر الأوائل كوسيلة لايصال الأفكار وتطورت تلك الوسيلة بمرور الزمن لتكون لغة منظمه بكلمات تنسق في سياق معين لتكون جملا وصارت أكثر تطورا حينما ابتكرنا الكتابه وجعلنا لكل صوت رمزا أسميناه حرفا ,وربما نحن كعرب من أكثر الأمم تعلقا بلغتنا فتجد أنها تختزل كل شيء فينا فحتى هي هويتنا التي ننتمي إليها
تراثنا،تاريخنا،ثقافتنا،حروبنا،انتصاراتنا،نكباتنا،افراحنا،،قصصنا ،حكمنا وتجاربنا،أحلامنا و كل شيء نضمناه في قصائد شعرائنا تناقلته الأجيال بلساننا العربي منذ قرون
بسبب الحضارة الحديثة والتقدم الفكري والتقني الذي جرى بالعالم تطورت معه وتنوعت وسائل التواصل وإيصال الأفكار
أضواء, ألوان, أسهم, رموز, علامات, كهرباء, أرقام, أصوات الكثير منها حولنا في شوارع مدننا التي لم تعد مثلما كانت سابقا
ممنوع الوقوف ,كرت اصفر,صفاره الإنذار,أسهم الاشاره,رموز ,لوحات فنيه ,صور فوتوغرافيه
والكثير من الوسائل التي جعلت من اللغة تتراجع كوسيلة تواصل وحيدة ..هي أيضا ..إمتدت لها يد الحداثة و خضعت للتطوير والتحوير وأدخلت عليها مفردات جديدة لم تعهد بها سابقا لكنها مهما تقدمت وتطورت لن تبقى سوى وسيله لإيصال وتناقل الأفكار
على كل حال إنا لم اذكر له كل هذا بل سألته وذكرت إمامه إن هناك عمالقه من الكتاب والمؤلفين والشعراء من يضربون قواعد سيبويه بعرض الحائط ويكتبون بحريه دون قواعد فيرفعون وينصبون ويجرون كما يشاؤون بل ويكتبون حروفا بدل الحركات مثل القباني نزار أو الوردي علي أو الماغوط محمد
لكني تمنيت إني سكت ولم انطق بشيء بعد ذلك لمعاناتي من الم كبتي لضحكه قويه بسبب رده على كلامي الذي جعله يقطب جبينه ويعبس حتى إني شعرت باني قد مدحت الشيطان إمام رجل دين ناسك
قائلا لي بما معناه إن هؤلاء حداثويين ومدارسهم الفكرية التي تدعم من قبل اليهود والإسرائيليين الذين يريدون تخريب اللغة وتدمير قواعدها
لا اخفي عليكم القول إني مقت قواعد سيبويه بعض الشيء بسبب تعقيدها وربما بطبعي إن أجد الجمال في الحداثة أكثر من التقليد في كل شيء وانجذابي لتلك المدرسة جعلني اذكرها
لأنها أصابت في تشخيص إن سيبويه الفارسي هو من وضع تلك القواعد من دراسة لسان العرب في زمانه ومقابله وجعلها جامدة لا تتطور
وإنها أصابت أيضا بان اللغة هي ملك صاحبها العربي الذي ينطقها بلسانه وهي حرة كالبدوي بدون قيد وشرط لتنسج كلماتها بشكل موسيقى صوتيه للوصف وإيصال الأفكار
إن المثير للعجب بالنسبة لي هو إن مجتمعنا حتى بمتعلمي لا نمتلك ثقافة ولا نحمل فكر تقبل الرأي الأخر وسرعان مانلتجيء إلى الإقصاء و تكميم فاه الأخر حينما لا يوافقنا بالرأي ونتحجج بان نرمي كل مجدد يحمل فكرا لم نعهده بتهمه الزندقة و الانتماء لجهة خطيرة تريد النيل منا بضرب ارث الموتى الذي نقدسه بتطرف وغباء وقله وعي
وكل نسمه تجديد نوجهها بنفس سياق خرافه ابن سبأ التي خدع فيها بنو أميه الناس لسنين طوال .
وحينما نراه يحرز تقدما نبدأ بالتطبيل و التزمير في الشارع وبعض ومن يتقنون النعيق على أعمدة الصحافة اليومية ..ويتم نجنيد كل ما يمكن تجنيده للقضاء على المبشر بالرسالة الجديدة وكل أتباعه بإسم الدفاع عن المقدسات من إرث الآباء والأجداد الموتى
فإلى متى نستمر في إجترار ذات الحروب الحمقاء الغبية ضد الحداثة وضد أنفسنا ..وضد كل نبي ومبشر جديد ؟!



#مصطفى_الصوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى الصوفي - فوبيا الحداثه