دفاعاً عن ماركس في القيمة

احمد حسين جيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 21:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

دفاعاً عن ماركس في القيمة
يحاول بعض الاقتصاديون دحض نظرية ماركس في القيمة زاعمين إن أسعار الإنتاج لا تطابق قيمة البضائع في بعض فروع الصناعة وهذه المحاولة هي جزء من محاولات عديدة ذات جذور تاريخية طويلة في سبيل دحض النظرية التي بينت سبب شقاء الكادحين ومعاناة غالبية البشر وكيف ينتج الفقر ويعاد إنتاجه وكيف تحصر الخيرات المادية بيد حفنة قليلة على حساب الغالبية.
وخلافاً لمحاولات هؤلاء الاقتصاديون فأن الواقع يشير إلى إن قانون القيمة يظل ساري في ظروف الرأسمالية لان سعر الإنتاج لا يمثل إلا الشكل المعدل للقيمة.
فلنأخذ الجدول التالي ونفرض إن هناك ثلاث فروع من الصناعة في المجتمع رساميلها متساوية من حيث حجمها , لكنها متفاوتة من حيث تركيبها العضوي ويساوي رأس المال المسلف في كل من هذه الفروع مئة وحدة وان القيمة الزائدة في الفروع الثلاثة متماثلة ومساوية 100%
فروع الإنتاج رأس المال الثابت رأس المال المتحرك القيمة الزائدة قيمة البضائع المعدل الوسطي للربح سعر إنتاج البضائع فرق سعر النتاج بالنسبة إلى القيمة


الدباغة والجلود

النسيج

الإنشاءات الميكانيكية

70


80

90


30


20

10



30


20

10


130

120

110


20

20

20


120

120

120


-10

لاشيء

+10

المجموع 240 60 60 360 60 360

فإذا بيعت السلع بقيمتها فأن معدل الربح للفروع يكون (10،20،30) وهذا التوزيع للإرباح سيكون ملائم للرأسماليين أصحاب صناعة الفرع الأول وغير ملائم للرأسماليين أصحاب الفرع الثالث وسيبحث أرباب صناعة الفرع الثالث عن توظيف أفضل لرؤوس أموالهم وسيبعدونه في الفرع الأول ويحدث عندئذ انتقال رؤوس الأموال من الفرع الثالث إلى الفرع الأول وينجم عن ذلك زيادة في كمية البضائع المصنوعة في الفرع الأول وتشد المنافسة بالضرورة ويرغم أصحاب صناعة الفرع الأول على تخفيض أسعار بضائعهم وذلك يؤدي إلى انخفاض نسبة الربح وعلى العكس من ذلك تنقص كمية السلع المنتجة في الفرع الثالث وينتج هذا التعديل في نسبة العرض والطلب في هذه الصناعة إن يرفعوا أسعار سلعهم وان يرفعوا بالتالي نسبة الربح.
ويستمر هبوط الأسعار في صناعة الفرع الأول وارتفاعها في صناعة الفرع الثالث حتى يصبح معدل الربح في الفروع الثلاث متساوية تقريباً.ويحدث ذلك عندما تباع بضائع الفروع الثلاثة ب120 وحده (130+120+110 ÷3)وسيكون الربح الوسطي في كل فرع في مثل هذه الشروط مساوياً ل(20) وحده.
ومع تكون معدل الربح الوسطي يفقد رأسماليو الفرع الأول قسماً من القيمة الزائدة التي صفقها أعمالهم وبالمقابل يحقق رأسماليو الفرع الثالث زيادة في القيمة الزائدة ويعني ذلك إن الأولين يبيعون بضائعهم بأسعار أدنى من قيمتها وان الآخرين يبيعونها بأسعار أعلى من قيمتها ويتكون سعر البضاعة في كل فرع بعد ذلك من نفقات الإنتاج (100) وحده والربح الوسطي (20) وحده أي بسعر الإنتاج ونلاحظ نقطتين مهمتين :-
1- إن مجموع أسعار الإنتاج (360) على نطاق المجتمع كله مساوياً لمجموع قيم البضائع (360)
2- إن مجموع أرباح الرأسماليين (المعدل الوسطي للربح ) برمتها (60)هي مساوية لمجموع القيمة الزائدة (60)
وبذلك اثبتت بان سعر الانتاج هو الشكل المعدل للقيمة

#احمد_حسين_جيفاري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات